ثورة الحقوق المدنية السودانية-الكوكبية: الجمهوريون والحركة الشعبية في عالم جديد

ثورة الحقوق المدنية السودانية-الكوكبية: الجمهوريون والحركة الشعبية في عالم جديد


01-22-2007, 06:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=92&msg=1187014137&rn=0


Post: #1
Title: ثورة الحقوق المدنية السودانية-الكوكبية: الجمهوريون والحركة الشعبية في عالم جديد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-22-2007, 06:00 PM

ثورة الحقوق المدنية السودانية-الكوكبية: الجمهوريون والحركة الشعبية في عالم جديد (1)

د.حيدر بدوي صادق
جامعة ميداي، نيويورك
[email protected]

استهلال

أكتب هذه الرسالة من على متن طائرة تقلني من ولاية كاليفورنا إلى ولاية نيويورك، حيث أقيم مع أسرتي، مروراً بأتلانتا، جورجيا، حيث ولد الدكتور مارتن لوثر كنج، ملهم حركة الحقوق المدنية ، ورسول حركة العدالة والحرية في الولايات المتحدة الأمريكية. كان الدكتور كنج، كما الدكتور جون قرنق دي مابيور، مشعلاً لثورة ثقافية وفكرية، بدونها لم تكن لتصبح الولايات المتحدة الأمركية الدولة القوية التي نعرف اليوم. ذلك، لأن إسهام الدكتور كنج، مثل إسهام دكتور قرنق، غير مجرى التاريخ في بلاده، التي كانت ستعصف بها سوءات العنصرية والتعالي العرقي والقهر الاقتصادي والسياسي. وبتغيير مجرى التاريخ في أمريكا، تغير مجرى تاريخ العالم، لأن أمريكا هي أقوى وأغنى دولة عرفها التاريخ منذ فجر التاريخ. وهي دولة، على صغر عمرها، قد بنت، بإعجاز، مثالاً تطلع كل الدول للاحتذاء به، بخاصة في التقدم التقني. بهذا نستطيع أن نقول بأن الدكتور كنج أسهم في صناعة القوة في أمريكا حين نادى بتعطيل العنف كوسيلة لإحراز القوة. فقد أدرك، بفطرته الثاقبة، وباطلاعه على نموذج الماهاتما غاندي، بأن القوة الحقيقية تكمن في صمامة الرأي العام المستنير، وأن الرأي العام القوى المستحصد، المستنير، يستطيع أن يبطل مفعول أعتى آلات التجر والتقتيل. وبالفعل، لا بالقول وحده، وإن كان كنج مجيداً للكلام أيما إجادة، استطاع هذا المعلم، القديس، الفذ، أن يوظف حادثة صغيرة، إلى ثوري صاخب. كل هذا دون جعجعة فارغة، وإنما هو القول التابع للعمل، المعبر عنه ببلاغة وفصاحة الملهم المتكلم الصمد!

يكفي للتأكيد على أهمية الدور التاريخي الذي لعبه الدكتور الشهيد مارتن لوثر كنج، أن نقول أن الولايات المتحد\ة بأسرها تحتفي بيوم ميلاده في يناير من كل عام، بإجازة رسمية، تتغنى فيها هذه البلاد الجميلة، المتنوعة، الرحيبة، ذات الثلاثمائة مليون نفس، بمآثر هذا الرجل العظيم، الذي وهبها ووهبهم حياته. وهذا شرف لم يحظ به حتى الرؤساء الأمريكيون بمن فيهم إبراهام لنكولن، الذي يقع ميلاده في الثاني عشر من فبراير، دون أن ياكون يوم عطلة رسمية. وهذا دليل على أن الأمريكيين يحتفون بهذا الرجل العظيم لأنه مجسد لأعظم ما تمثله أمريكا، وهو مبدأ الوحدة في التنوع، وضرورة الحرية الفردية والجماعية لتحقيق هذه الوحدة.

STAY TUNED!