أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى

أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى


03-14-2004, 10:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=9&msg=1201326742&rn=0


Post: #1
Title: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-14-2004, 10:28 PM



عفوا، فليست هذه دراسة نقدية متخصصة، وإنما هى "قول على قول" مع العذر، للرائع حسن الكرمى، على الإقتباس. لعله ليست من الصدف أن أهدانى الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله، قبل حوالىعقدين من الزمان، رائعة الشيخ بابكر بدرى "حياتى"، والآن يهدينى إبنه الباشمهندس محمود عبداللطيف كتابين رائعين عن "حكاوى أم درمان" للأستاذ شوقى بدرى "حفيد الشيخ" ، ويجدر بى هنا أن أسجل اعجاب الأستاذ محمود بتجربة الشيخ بدرى، فقد ورد فى إستهلال كتاب "الإسلام وإنسانية القرن العشرين" قول الأستاذ محمود: ((حيّا الله ذكرى الأستاذ الجليل، منشئ هذه المعاهد، وطيب ثراه.. فإن معاهد الأحفاد، مجال، كان ولم يزل، من مجالات الفكر الحر.. ولقد كان الأستاذ الكبير الشيخ بابكر بدري طفرة في وقته.. كان يتمتع بقدر كبير من حرية الرأي، ومن التقدم)) إنتهى
أنا كوستاوى المولد والنشأة، ولكنى أصبحت أمدرمانى الهوى، على قول العارف:
رأى البرق شرقيا فحنّ الى الشرق ولو كان غربيا لحنّ الى الغرب!!
هواى لأم درمان جعلنى، ومنذ زمن بعيد، شديد التعلق بأمدرمانيات الأستاذ شوقى بدرى، فى جريدة الخرطوم، ثم فى "الرأى الآخر" التى كان يرأس تحريرها الأستاذ النور حمد فى تكساس، وقد كان يشدنى اليه، ولا يزال، شديد إيمانه بـ "الزول" الأمدرمانى بخاصة، فالسودان عنده هو أم درمان!! أنا، مثل الأستاذ شوقى، أقف كثيرا، عند الدلالات الروحية لكون راديو "أم درمان" يقول لك "هنا أم درمان" سواء أكنت فيها، فى "عد الغنم" أو فى "كاب الجداد"، كأن السودان هو أمدرمان!! ويتغنى أهل "ربوع السودان" بـ "أم در يا ربوع سودانا"!! لكن "أمدرمان" الأستاذ محمود هى "السودان"، فالأستاذ محمود يؤمن بالسودان إيمانا لا حدود له، أقرأ معى رده على الباشا:
"أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء.." إنتهى
إيمان الأستاذ محمود بالسودان مبنى على تجربة دينية صرفة، وبؤسس لها كذلك بمستفيض الأحاديث النبوية مثل ماورد فى شرح ابن كثير عن الآية "ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين" "لن تكتمل ثلتنا، الا برعاة الإبل من أهل السودان" وحديث النبى الكريم عن أن هذا الدين ينصر آخر الزمان بـ "الجعد ذوو الجلاليب من وراء البحر" وغريب حديثه عن "أصائل الطبائع" (رحم الله السودان أرق أمتى قلوبا)!! وتجربة الأستاذ شوقى بدرى تجربة "شاعرية" قائمة على مخالطته للذين تشربوا بأصائل تلك الطبائع فطفق يتغنى بها، وفى التوحيد، ان الفرق بين التجربتين، هو إختلاف مقدار وليس إختلاف نوع، كما يقول الأستاذ محمود. والأستاذ محمود يقول أن "العارف" و"الشاعر" كلاهما يقطفان من شجرة واحدة، العارف يظل مهيمنا على تلك الشجرة من عل يقطف منها ما يريد ويضعه حيثما يريد، بينما الشاعر "يتشابى" لتلك الشجرة شأنه شأن"حاطب الليل" يصيب ويخطىء.
فى رائعة الشيخ بابكر بدرى "حياتى" تشدنى، بخاصة، قصته التى حكى عن سنين شدة كانت فى ام درمان، وذهاب الشيخ لقضاء بعض شأن مع أحد تجارها، فوجد الشيخ ذلك التاجر يصيب طعاما طيبا، ودعى التاجر الشيخ فتأبى الشيخ!! لم يرتض التاجر ذلك، وعدّه اهانة وظل يلح على الشيخ أن يعرف السبب!! ويلوذ الشيخ بصمت مهيب، حتى دارت الأيام دورتها، وجاءت سنينا أصابوا فيها بعض رخاء، فحكى الشيخ للتاجر، ليسرى عنه: ان ما منعه من تناول "طيب" طعامه، يومذاك، أن "الشيخ" كان فى حال إملاق شديد، وكانت له زوجة، شابة، حينها، وكانا يتقاسمان طعاما فقيرا، قليلا، وكانت الزوجة، الشابة، قانعة، راضية، فأبت نفس "الشيخ" أن يأكل "سمنا" و"دهنا" ثم يذهب و"يتجشأ" لها فى صدرها!!و لعل ثلاثة الأجزاء لو لم يكن فيها غير هذه، لكانت كافية، لترينا من هو ذاك "الشيخ" الجليل. فـ "زول" الأستاذ بدرى "الأمدرمانى" تكاد تنتظم حياته جميعها، هذه الجبّلة، التى تتأبى "التجشؤ" والآخر فى إملاق!! يطالعك ذلك والأستاذ شوقى يرتحل بك مع "زوله" من "أم سويقو" لكوبنهاجن!! الأستاذ محمود شديد الإعجاب ببيت المعرى:
فلاهطلت على ولا بأرضى سحائب ليس تنتظم البلادا
وهو كذلك كثير الإستشهاد بحديث الأشعريين، ولعلى لم أسمعه من غيره قط، على كثرة ما قرات: (رحم الله الأشعريين، إذا أملقوا، أو كانوا على سفر، أفترشوا ما عندهم من زاد وأقتسموه بينهم بالسوية، أولئك قوم أنا منهم وهم منى)، وهو، كذلك، يردد كثيرا من دارجة اهل السودان: "الما بحل رفيقو شن فايدة سبحتو وإبريقو"؟؟!! ويستشهد من "حقيبة" أم درمان بكثير أبيات فى التعلق بـ "أصائل الطبائع" مثل رائعة خليل فرح "نحن سوجو عروضن" ورائعة الأمدرمانى عبد المنعم عبدالحى – أنا امدرمان- وتكاد تكون كل "أمدرمانيات" شوقى بدرى تدور حول هذه القصيدة التى كان الأستاذ محمود يطلب السماع لها حتى سمع العالم فى 18 يناير 1985:
فيا سودان اذ ما النفس هانت أقدم للفداء روحى بنفسى!!
وقد يدهش كثير من الناس لواسع معرفة الأستاذ محمود بالتراث الشعرى والغنائى، وقد طلب مرة من الفنان الأستاذ عبدالرحمن بلاص أن يغنيه رائعة تراث الشايقية "وامغستى!! رحل تلوت الليل" وهى اغنية تفيض رقة وأصائل طبائع، كذلك معرفة الأستاذ بمدن وقرى السودان وأهلها، وبخاصة بقاع التصوف، مما قد يضيق الحيز هنا عن إيراد، حتى، بعض الشواهد. أما عند شوقى، فنرى شديد إعتزازه بأهل أمدرمان و"تقوقعهم" فى امدرمانهم، فتراه معجبا بأمدرمانيين سألهم فى الثمانينات وربما التسعينات: متى رأوا الخرطوم؟ فأجابوا فى ثورة أكتوبر!! وكما يثمن الأستاذ شوقى بدرى الدور الرياضى والإجتماعى لأندية أمدرمان، والسودان، الكبار المريخ والهلال والموردة، فإن الأستاذ محمود يثمن لذات الأندية ورصيفاتها أنها أخرجت السودانيين من "الأنادى للأندية"!! وان "أفنديتها" هم الذين أخرجوا الأستعمار بينما تجلبب رجال الدين بكساوى "عدم" شرف الإنجليز!!
لشوقى بدرى إعتزاز كبير بثورة أكتوبر وربما بالدور الأمدرمانى الكبير فيها، وله ملاحظة حصيفة أن الثوار فى أكتوبر رأوا أحد الغوغاء يريد أن يستغل المظاهرات ليسلب أحد بقالات اليونان، على ما أعتقد، فمنعه الثوار من ذلك!! قارن شوقى ذلك بما تم فى العراق من نهب حتى للمتاحف!! وللأستاذ محمود إعتداد كبير بثورة أكتوبر، أيضا، بوأ به الشعب السوداني الكريم مقعد الأستاذية بين الشعوب (راجع مقدمةكتاب لا اله الا الله) بموقع الفكرة الجمهورية، وبمناسبة العراق هذه، فقد قرأت فى كتاب "نيل الأوطار" مقارنه لطيفة بين النيل والفرات تشرح لما للنيل من مزايا لا تعد على الفرات – مع أن كلاهما من الجنة كما فى الأثر-
فى تراث الأستاذ محمود، غير المكتوب، قصص يضيق الحصر عنها، عن طيب شمائل السودانيين، وطيب أرومتهم، على إختلاف قبائلهم، ونحلهم، ومواقعهم الجغرافية فى السودان، ولكن شوقى يقصر كل القصص، وهى، بعد، من ذات الأديم، على اهل امدرمان، وقد يغرينى ذلك لتسجيل بعض ملاحظاتى عن السودانيين "اللذين لا يصدأون" كما عبرت د.ثريا العريض، فى بلدان مختلفة رأيتهم فيها، على ذات نهج الأستاذ شوقى بدرى. هل تصدقون مثلا، أن حلم بعض العراقيين ، بعد أن ينزلون المعاش، ان يشترى أحدهم تاكسيا فيوكل عليه سودانيا يديره له!! وتسأله: لم سودانيا بالتحديد؟ فيقول لك: لأنه لا يقشمر!! تسأل وما "يقشمر" هذه؟؟ فتعرف أنها لا يأكل أموالى!! ويحكون لك كيف يتركون أهلهم فى خلاءات، ومزارع، العراق مع الرعاة السودانيين وهم مطمئنون!! سمعت قصصا كثيرة من هذا القبيل، وتذكرت ما حكى لى الأستاذ عبداللطيف عمر، مرة، أنه قرأ فى مذكرات أحد جنرالات جيوش الحلفاء فى الحرب العالمية يحكى عن إحتفال حضره فى ليبيا شاركت فيه وحدات رمزية من جيوش الحلفاء، قال الجنرال أنه لاحظ لما مرت الوحدة السودانية أمام المنصة أنها قوبلت بتصفيق وإحتفال كبير!! فدهش ذلك الجنرال وتسآل فقيل له: إنهم وحدهم هم الذين كانوا لا يعتدون على أعراضنا!! بل يمنعون من يحاول ذلك!! فى الهند قرأت إعلانا لتاجر يعرض شققا ويفضل السودانيين فسألت بعض الطلاب عن السبب فقالوا لى الكثير، وأقله انهم، حتى، ولو سافروا فإن الهندى يضمن إن إيجاره سيصله، وفى الإسكندرية رأيت طبيبا صوماليا، يتخير شقق السودانيين ليودعهم زوجته وطفلها الذى يريده ان يتعلم العربية، إذ سيذهب الوالد لدراسة بإيطاليا، وهو، مطمئن لزوجته فى كنف صلاح دفع الله وإخوته!! وفى مدينة أمريكية صغيرة، تقوم بعض فضليات السودانيات بإدارة حضانة للأطفال، كان هناك تخوفا وترددا، فى بادىء الأمر، من جانب السكان المحليين لإيكال أمر أطفالهم لهؤلاء "السود الأغراب" ولكن لم يمض وقت طويل حتى أصبحت بعض الأمهات عندما يسافرن لا يجدن لأطفالهن ملجأ غير أحضان أولئك النسوة "السود الغريبات" وقد تجد طفلا فى "مولات" الأمريكان يرقص على إبقاع "كدى كدى" وينام عليه!!
لقد سكن الأستاذ محمود ام درمان منذ زمن بعيد، سكن فى بيت المال زمانا، ثم رحل لبيت جالوص، مثل سواد السودانيين، بالمهدية، الحارة الأولى، وقد كانت للحزب الجمهورى دارا معروفة بالموردة بأم درمان، وقد أجريت بالموردة فى عام 1971 أول زيجة جمهورية على مشروع "خطوة نحو الزواج فى الإسلام" الذى أسس له الأستاذ محمود، وقد دهشت لكونى لم أجد اى إشارة فى كتابى الأستاذ بدرى للأثر الكبير الذى أحدثته تجربة الأستاذ محمود فى "أمدرمان" الستينات والسبيعنات من القرن المنصرم، وهى الفترة التى أرّخ لها شوقى، فى معظم الكتابين. كنت أحب ان أقرأ له عن بعض الأسر الأمدرمانية العريقة التى لها علاقة، بصورة أو بأخرى، بالأستاذ محمود، ولعل فى الموردة نفسها أسر مثل أسرة العم الراحل محمد فضل محمد صديق، ولا تزال له بها دار معمورة ببنتيه نجاة وإعتدال وأسرتيهما وهن من أعلام أمدرمان عامة، والموردة بخاصة، وأسرة العم إبراهيم أحمد نصار، أطال الله عمره، وهو الذى تمت بمنزله، ولبنته الراحلة كوكب الزيجة آنفة الذكر، من الأعلام كذلك الراحل الفنان التوم عبدالجليل وفى العباسية أسرة العم عباس عيسى الحلو وزوجه أم مهل عبدالله الحلو وهم من أحفاد الأمير على ودحلو، وفى بيت المال آل الأمير أبوقرجة، آل الغول فى ودأرو، وآل حجاز فى أبىروف، عن الشاعر العارف الشريف البيتى، والشاعر أبوطراف النميرى والهادى نصرالدين فى ودنوباوى، عن آل شكاك وآل عبدالرحيم البخيت وعن الطبيب البلدى الفذ حسن خشم الموس وآخرين كثيرين. كنت أحب أن أسمع أكثر عن غريب قصص الشيخ غريب الله أبى صالح مثلا.

عموما قد أعجبت أيما إعجاب، بكتابى الأستاذ بدري عن "حكاوى أم درمان" رغم ما قد يأخذه بعض الناس على الصراحة المتناهية فى بعض أجزائهما، ولكن ذلك تاريخ على كل حال، وإن لم يتعود السودانيين بعد على تلك الصراحة. حتى الجانب الفكاهى "ديل مقانين!! غنماية ولا بابور بحر؟؟" وقصص كمال سينا عليه رحمة الله، وشخصية "باب الله" ملازم الإمام عبدالرحمن المهدى، وعلى فكرة فقد كنت أشارك فى هذا المنبر بإسم "باب الله"، صحيح هى الأحرف الأخيرة من إسم جدى بابكر والفاصلة الأخيرة من مركب إسمى الأول، ولكن كان، ولا يزال يأسرنى فى ذلك الإسم رمزيته، رمزية "باب الله" لإنكسار السودانيين، ودعاء القلب، وأرجو أن أكونه، فـ "هو" عند المنكسرة قلوبهم من أجله!!
كأنى بأم درمان، التى احبها الأستاذ محمود، وأتخذها مسكنا، قد تأبت أن يتم، ما تم فى 18 يناير، على أرضها، ولكنها عادت وأصبحت "مثوى" له، حسب شهادة الطيار فيصل مدنى صالح، فأستشهد "الأمدرمانى" العريق د.منصور خالد عبدالماجد، فى رائعته، عن ملحمة الأستاذ محمود، بأبيات الطوسى:
لم تبق "بقعة" غداة ثوى الإ وأشتهت انها القبر!!
إكرم بها من "بقعة" وإكرم بساكنها من ساكن!!
فيا "بهجة أمدرمانى" لك منى تعظيم سلام ... قيام!! جلوس!!


Post: #2
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-15-2004, 11:35 AM
Parent: #1

لك منى تعظيم سلام ... قيام!! جلوس!!

Post: #3
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Tanash
Date: 03-15-2004, 02:36 PM
Parent: #2

العزيز .. عبد الله عثمان ..

أعجبنى مقالك الجميل أيما اعجاب, بما كشف لنا عنه من جوانب مدهشة للأستاذ المفكر "محمود محمد طه" كانت خافية علينا, والتى لا يتوقعها المرء الذى لم يحظى بالتعرف عن قرب بشخصه الكريم.
وسمح لى مقالك أيضا الاستنتاج بأن الأستاذ كان يتمتع بما يصح تسميته "بالوعى اللونى الأسود - Black Consciuosness", الذى يسعى الى استرداد الثقة الى الانسان "الأسود" أو "السودانى" و ابراز فضائله بعد أن تدهور وضعه فى سلم الحضارة البشرية من مقدمة الشعوب, ابان حضارته الأم فى "وادى النيل القديم" الى مؤخرتها, ثم تكريس وضعه المتأخر هذا "بلعنة حام" من خلال "نظرية الأجناس التوراتية" المقدسة.
حتما سأستفيد من مقالك الجميل هذا أيما استفادة, بالذات فى حوارنا الدائر و المتعثر الى حين فى "بوست" "بشاشا" (الأصل السودانى للصوفية - منبع الفكر الجمهورى). لذلك أسمع لى أن أسأل:
Quote: إيمان الأستاذ محمود بالسودان مبنى على تجربة دينية صرفة، وبؤسس لها كذلك بمستفيض الأحاديث النبوية مثل ماورد فى شرح ابن كثير عن الآية "ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين" "لن تكتمل ثلتنا، الا برعاة الإبل من أهل السودان" وحديث النبى الكريم عن أن هذا الدين ينصر آخر الزمان بـ "الجعد ذوو الجلاليب من وراء البحر" وغريب حديثه عن "أصائل الطبائع" (رحم الله السودان أرق أمتى قلوبا!!)
هل ما ورد هنا أحاديث نبوية ؟

كما أجد مقاربة مثيرة للدهشة و الحيرة فى آن, عن أفضال "الأساود" بين ما ذكرته أنت:
Quote: وتذكرت ما حكى لى الأستاذ عبداللطيف عمر، مرة، أنه قرأ فى مذكرات أحد جنرالات جيوش الحلفاء فى الحرب العالمية يحكى عن إحتفال حضره فى ليبيا شاركت فيه وحدات رمزية من جيوش الحلفاء، قال الجنرال أنه لاحظ لما مرت الوحدة السودانية أمام المنصة أنها قوبلت بتصفيق وإحتفال كبير!! فدهش ذلك الجنرال وتسآل فقيل له: إنهم وحدهم هم الذين كانوا لا يعتدون على أعراضنا!! بل يمنعون من يحاول ذلك!!

و بين ما جاء فى كتاب "مانديلا" Long Walk to Freedom , حين زار "الجزائر" و شاهد فى مدينة "وجدة" استعراض جيش "حركة التحرير الجزائرية" بدعوة من "الحركة" آنذاك:
At the rear was a rather rag-tag military band that was led by a man called Sudani. Tall, well built and confident, he was as black as the night. He was swinging a ceremonial mace, and when we saw him, our whole party stood up and started clapping and cheering. I looked around and noticed others staring at us, and I realized that we were only cheering because this fellow was a black man and black faces were quite rare in Morocco. Once again I was struck by the great power of nationalism and ethnicity. We reacted instantly, for we felt as though we were seeing a brother African. Later, our hosts informed us that Sudani had been a legendary soldier, and had even reputedly captured an entire French unit single-handedly. But we were cheering him because of his colour not his exploits.
اذ تشهد القصتان على أفضال "الأساود": الأولى عن شهامتهم و استقامتهم, و الثانية عن شجاعتهم و قوتهم.

و نعم ..
Quote: فى تراث الأستاذ محمود، غير المكتوب، قصص يضيق الحصر عنها، عن طيب شمائل السودانيين، وطيب أرومتهم، على إختلاف قبائلهم، ونحلهم، ومواقعهم الجغرافية فى السودان، ولكن شوقى يقصر كل القصص، وهى، بعد، من ذات الأديم، على اهل امدرمان،


فحصر أفضال "الأساود" فقط على "الأمدرمانيين" يوحى بأن بقية أقوام "الأساود" فى السودان كمن لا يتمتع بهذه الأفضال, أو كما كانوا من "البيضان" ...!!؟

لك وافر الشكر على هذا المقال الرائع ..

Post: #4
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: مريم بنت الحسين
Date: 03-15-2004, 03:22 PM
Parent: #2

لطالما أعجبتني الأمواج التي تكتبها عمي عبد الله عثمان.. أشبهها بالأمواج لأنها تنقل قارئها من مكان إلى آخر بأريحيه شديده... هي كقصة .. في مجلس.. يحكيها قاص يحب عمله جداً.. ويستمتع بامتاع الناس....




بنت الحسين

Post: #5
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-15-2004, 05:52 PM
Parent: #1

Thanks Dr. Yassir, Tanash and Mary
I'll come back and elaborate in Arbic, Tanash, inshallah, but for the timebieng you may enjoy this

الذين لا يصدأون
د.ثريا العريض
صديقة أجنبية.. زوجة لدبلوماسى تنتنقل معه فى بلاد الله الواسعة.. قالت وقد آن أوان السفر.. ".. سوف ننتقل الى السودان.. وقد عشت فى تونس وعمان والعراق قبل السعودية.. أما السودان فلا أعرفه، أنتم فى البلاد العربية تتشابهون كثيرا وتختلفون كثيرا.. لا أجد ما يجمعكم فى البلد الواحد ولا فى المجموع.. لا أدرى ان كانت تجربة الماضى تفيد فى التنقل بينكم!"
فكرت فى حلم الوحدة العربية.. والتجمعات الراهنة فى ارتباطات اقليمية.. والخلافات على حدود سرابية.. ومناسبات جماهيرية.. ولم أستطع أن ألغى ملاحظتها.. قلت لها صادقة:
"ستحبين السودان..!!
قد لايكون فى رخاء البلاد الأخرى التى عشت فيها.. ولكنه غنى بروحانية خاصة.. لم تتح لى زيارة السودان ولكنى عايشت الكثيرين من أبنائه وبناته متغربين للدراسة أو للعمل فى بقاع مختلفة من العالم تمتد من بلادنا العربية الى أمريكا وأوربا..
وأستطيع أن أقول عنهم ما لا أستطيع أن أقوله عن أى جماعة أخرى منا: لم أجد فى التعامل مع أى منهم ما أفقدنى احترامى له شخصيا أو لأبناء بلده..
وجدت فى الزملاء والزميلات من السودان ذلك الشعور بالمسئوولية والرغبة فى القيام بالواجب على الوجه الأكمل.. ووجدت فيهم الطيبة دون غباء.. والاعتزاز بالنفس دون غرور.. واحترام الآخرين دون تذلل.. ومعرفة حدود حقوقهم وحقوق الآخرين..
لهم شخصية مميزة.. شعب عرف الاستعمار ولم يتعود الخنوع.. وعاش الفقر ولم يتقمص الذل.. وحفظ انتماءه الى عروبته وافريقيته واسلامه دون أن يشرخ ذلك شخصيته الخاصة.. أين فى البلاد العربية أو غيرها من يقوم بانقلاب ناجح ضد سلطة مرفوضة ثم يترك كرسى السلطة راضيا..؟ أين فى البلاد التى تعانى كوارث العالم تجدين الصبر والأتزان والهدوء الذى واجه به السودانيون مجاعاته وجفافه وفيضاناته حكومة وشعبا؟
ستحبين السودان.. وأهله.. يحبون بعمق.. ويحسون بعمق ويتألمون بعمق.. ولكن أصواتهم تظل هادئة.. بلد طيب.. يملؤه الناس الطيبون.
ربما تجدين سودانيا يبتسم فقط عندما يحتاج شيئا منك وينسى ملامح وجهك حين لا يحتاجه.. وقد تجدين سودانيا يرتشى ويختلس ويسرق ويهرب من مسؤولياته أو يتلاعب بصلاحياته.. ولو وجدت ذلك يا سيدتى فستكونين قد التقيت ظاهرة نادرة بينهم..
لأنهم جد شرفاء.. ولا ينسون ذلك..
مثلك درت العالم عدة مرات وزرت الجهات الأربع.. عربية وغير عربية.. فوجدت أن البلد أطيب فى بلاده منه فى خارجها.. ربما يتأثر بالهواء الملوث فيصدأ بعض معدنه.. ربما هو دفاع عن النفس فى مواجهة الغربة.. لا أستطيع أن أقول لك أننى عايشت السودانى داخل حدود بلاده.. ولكن ان كان مثل من عرفت منهم خارجها.. فسوف تحبين السودان والسودانيين.. أكاد أجزم أنهم من معدن أصيل لا يصدأ...
نقلا عن صحيفة الرياض السعودية





Post: #6
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Yaho_Zato
Date: 03-15-2004, 09:16 PM
Parent: #5

الأستاذ عبدالله عثمان

تجتذبني جدا تلك "اللمحات" البارقة اللموعة من حياة الأستاذ محمود .. فتى أمدرمان الذي قالت فيه أمدرمان:

أنا أمدرمان مضى أمسي بنحسي .. غدا و فتاي يحطم قيد حبسي

عندما قرأت لك مقالك (أملكيون أكثر من الملك؟) في الرد على الدكتور عبد الله إبراهيم .. لم يجذبني في الحكاوي أكثر من قصة الأستاذ مع كوز المويه! .. و وقفت فيها متأملا لفترة طويلة

باستطاعتي أن أقول أن الأستاذ محمود قد أعاد لي ثقتي في السودان و أهله بعد أن كدت أفقدها أنا الذي عشت معظم حياتي بعيدا عنه .. و حين عدت إليه وجدت أن ما لا يسرني أكثر من ما يسرني فيه.. و رغم ذلك كانت عندي (أنفة) شديدة تجاه ذلك الوطن .. ربما تشبثا مني بالأرض الوحيدة التي يمكنني أن أناديها (وطني) حين لم أجد بصيص أرض وطن في دول الخليج .. حتى إلتقاني الأستاذ محمود و جعل (أنفتي) هذه موضوعية بعيدة عن الجهل بحقائق الأمور

لا يخاطرني الشك اليوم أن الأستاذ محمود قد حمل كل وجدان السودان بين ضلوعه .. بغربه و شرقه و جنوبه و شماله .. و ربما لهذا نجد أن الجنوبيين مثلا لم يثقوا في مفكر شمالي كثقتهم فيه .. و لا نستغرب عندما نسمع أن الدينكا قد غنوا في لحظة من لحظات ذكره أمام الدكتور جون قرنق .. غنوا أهزوجة يغنوها لزعيم القبيلة عندما يموت و هو يدافع عن قبيلته! .. و قد حضر تلك اللحظات الأستاذ عمر القراي تلميذ الأستاذ محمود هنا في أمريكا .. و هو الذي رواها

و اليوم تذكرني بالقصة التي أحبس عندها مدامعي عندما أذكرها .. قصة الأستاذ محمود مع قصيدة (أنا أمدرمان) .. و كيف كان يطلب من تلاميذه إنشادها في أيامه الأخيرة .. و تغرورق عيناه بالدموع حين ينشدون البيت :

فيا سودان إذ ما النفس هانت .. أقدم للفدا روحي بنفسي

و أي فداء؟

لك شكري مرة أخرى عزيزي الأستاذ عبدالله

Post: #7
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Agab Alfaya
Date: 03-16-2004, 05:12 AM
Parent: #1

كنت في الاول داير اسوي ليك بوست ترحيب
لكن لما عرفت حكاية باب الله دي قلت تاري الزول زول بيت قديم

المقال جميل لكن لم اجد سببا للربط بين الاستاذ محمود وشوقي بدري
كان يكون اجمل لو تم تخصيص حديث منفصل عن كل من الاثنين في علاقتهما
بام درمان،

ولك ودي

Post: #8
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: الجندرية
Date: 03-16-2004, 11:46 AM
Parent: #1

سألزم بابكم
ولن اغادر

ما كل هذا البهاء ؟

Post: #9
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-16-2004, 11:54 AM
Parent: #1

Thanks Jandryah [may be Gederyah] thanks very much for the warming words and salam to you from my wife and soulmate Naziha Mohamed Elhassan

عزيزى طناش، انا ما ضارب طناش!! لكنى أبحث عن مادة معينة، أرجو ان اكتب، لك، على ضوءها بعض رد، وكل الشكر على إيراد نص مانديلا الرائع
شكرا قصى همرور على المداخلة والترحيب وربنا يخدر "ضراعك" تأسرنى كتابتك، زكثبرا، كما يعبر الأستاذ عبدالله على إبراهيم، وتخذلنى لوحة المفاتيح، ثم الزمن لأعقب عليها، فلك العتبى، ولكن تكفيرا عن ذلك، ولذكرك أمر محبة الجنوبيين للأستاذ محمود محمد طه، اهديك واقعة حكاها لى دكتور باقر العفيف، قال أنه حضر معرضا عن إستقلال السودان فى أسمرا كانت تعلق فيه صور الزعماء السياسيين، قال ان دكتور جون قرنق مر على تلك الصور، فلما وصل لصورة الأستاذ محمود حياه، تعظيم سلام، التى ختمت بها مقالى عاليه، قال أنه مكث امامه مليا ولما أنصرف لم يدر له ظهره، وإنما أنسحب للخلف "خلف دور"!! ووجهه صوب الأستاذ محمود، هم يفعلون ذلك لأنهم يعلمون ان ليس أحد، فى السودان، قلبه عليهم مثل الأستاذ ودونكم كتاب "جنوب السودان: المشكلة والحل" فى موقع الفكرة الجمهورية
عزيزى عجب الفيا – ليك وحشة يا راجل: شكرا على الترحيب وعلى المداخلة، تتصور يا منعم، منذ أن عدت منكم وانا أكتب لك رسالة، أصبحت، على قصرها، مثل حوليات زهير، غير أنها لم تكتمل، لأنى ما زلت فى حال تجوال "مستمر التكوين" وأرجو ان أرسلها لك قريبا، أما بخصوص الربط بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى، فقد كنت أحاول ولا أزال محاولة تتبع لماذا يهمش كثير من السودانيين أمر وتجربة الأستاذ محمود؟؟ قد يكون تساؤلا، ولست أول من سأله، على كل حال، فقد سبقنى مثلا الدكتور خالد المبارك الذى تسآل مرة فى جريدة السياسة السودانية، لصاحبها خالد فرح، قال: "فرح ود تكتوك يتسآل" لماذا على كثرة ما يكتب الناس عن الشاعر محمد المهدى المجذوب، انهم لا يذكرون من قريب أو بعيد علاقته بالأستاذ محمود محمد طه!! لعلك تتفق معى، يا منعم أن هناك محاولة إقصاء متعمدة للأستاذ محمود محمد طه!! برنامج تلفزيونى يتيم كان بصوت عبدالكريم قبانى، أذاع شيئا عن الأستاذ محمود بخلفية قصيدة لمحمد المهدى المجذوب عن الأستاذ محمود، كان ذلك أيام الديمقراطية الموؤدة، فخرجت صحف الأسلاميين تنسب للمجذوب، زورا، حديثا لا يشبه المجذوب عن الأستاذ محمود محمد طه، ومع ذلك حتى هذه اللحظة لم يتصد لهم أحد!! لعل فى تاريخ السودان المكتوب كله لا تجد كتابة موثقة، تحترم عقل القارىء وتنقل المسائل فى حيادية، عن شان خطير كشأن الأستاذ محمود، اللهم الا كتابة المرحوم التجانى عامر، وبعضا من سرد الأستاذ محجوب عمر باشرى عن سيرة الأستاذ فى كتابه "رواد الفكر السودانى" وبهذه المناسبة يا ريت با منعم لو عندك هذا النص أن ترسله لى أو تبثه فى هذا الخيط – وهذه دعوة للجميع كذلك.
أنا لا أقول أن يمجد الناس الأستاذ محمود، مع أنه عندى يستحق ذلك وأكثر، ولكنى أرى سواء أختلف الناس معه، أو إتفقوا فمن حق الرجل، فى دولة تمجد ذاكرة بنوها الجمعية حتى الهمباتة وقطاع الطرق، أن تذكر للرجل دوره، فالأستاذ شوقى مثلا يكتب عن كل ظواهر أم درمان، الموجب منها والسالب، من الشيخ غريب الله، مرورا بحنان بلوبلو وحتى قريب أبامنا هذه، يكتب عن العجلاتية والرياضيين والعربجية ويوسف الفكى وبرمبل، عن سواقى الطرحة وعن "المخخنجية"!! عن شعراء أب روف وكماسرة الترام، يذكر من بتر الترام رجله، ومشجعى دار الرياضة أم درمان وغير ذلك كثير، أفلا يحق لمثلى أن يتسآل كيف له أن يمر، ولو سريعا، على رجل شغل أم درمان حينا من الزمان، ولا يزال؟؟
أنت يا منعم، وانت رجل كثير الإطلاع، هل "عترت" فى أحدهم مثلا يتحدث عن علاقة الشاعر منير صالح عبدالقادر وأخوته وأسرته بالأستاذ محمود مثلا؟؟ هل أبدا قرأت ان الشاعر محمد عبدالله شمو "مريم الأخرى" أو الشاعر أزهرى محمد على "وضاحة" أو أبوذر الغفارى "الآخر" لهم جميعا علاقة "تلمذة" بالأستاذ؟؟ هل "عترت" أبدا فى أن السيد الصادق المهدى، فى شبابه، كان يمثل حضورا فى ندوات الأربعاء وغيرها التى يعقدها الأستاذ محمود فى مكتبه بعمارة أبنعوف؟؟ واكثر من ذلك، كان ياتى بمقالاته التى ينشرها فى الصحف فى حينها للأستاذ محمود ليصحهها له، وإذا لم تمكن الأستاذ ظروفه من ذلك، فيقوم بذلك الأستاذ عبداللطيف عمر!! هل سمعت أبدا بعلاقة الصحفى الراحل جعفر السورى أو نجيب نورالدين بالأستاذ؟؟ هل يذكر ذلك أحد؟؟؟ كل هذا وغير هذا، يعرفه كثير من الناس ولكن لا أحد يتجرأ ليوثق ذلك، فإن لم يكن ذلك إقصاء "متعمدا" فكيف يكون الإقصاء؟؟؟؟؟
لعلك تعرف يا منعم، ان أمرى، أيضا، لا يخلو من عصبية للرجل، وعقائدية، وأنا لا أخجل منها بالمناسبة، مهما يكن رأى الناس فى ذلك، ولعلى مما أمدحه لشوقى، عدم إخفائه لأمر كونه شيوعيا، لأنى أعرف أن كثيرين منهم يخفونها، أنا لا أخفى عقائديتى فقد أقف كثيرا، وكثيرا جدا عند ملاحظة، قد تبدو بسيطة يقولها رجل بوليس، بسيط، خدم زمانا فى التحرى: يقول للأستاذ محمود: تعرف أن رقم منزلك هذا 242 هو قرار الأمم المتحدة للسلام فى الشرق الاوسط!! وهو فى قانون العقوبات القديم، مادة "إهانة العقائد الدينية" وانا هنا بالطبع أقرأها "تصحيح العقائد الدينية الفاسدة" – إقرأ كتابنا (عقيدة المسلمين اليوم)، ويذكر شيئا ثالثا من لوائح قوانين السودان عنها، أتذكر ذلك وانا أسافر لأكثر من ألف ميل لأزور أسرة الأستاذ محمود فى الغرب الأمريكى الأوسط فأجد ان المدخل لدارهم من الطريق السريع هو المدخل رقم 242!! فأربط عقائديا، بين هذا وذاك مثلما ربطت بين أم درمان الأستاذ محمود وشوقى بدرى
لك شوقى




Post: #10
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-16-2004, 02:08 PM
Parent: #1

Dear Abdullahi Osman

Bashasha, in another post, said wrote something about Alustaz Mahmoud and Almahdi. I commented on him here:
من المجموعه السودانيه لحقوق المرأه حول تصريحات فاطمه احمد ابراهيم

Yasir

Post: #11
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 03-17-2004, 06:44 AM
Parent: #10

أخي الكريم عبد الله،
هذا الخيط من أمتع ما قرأت في الفترة الأخيرة، بعد أن كادت العواصف الهوجاء أن تفتك بالمنبر وبأهله، مما جعلني زاهداً في المشاركة.
استمتعت بالأمس بقراءة خيط للأستاذ شوقي بدري ينافح فيه عن حق موناليزا في التعبير في هذا المنبر. وقد شدني للغاية أسلوبه الرشيق، كما يشدني دائما أسلوبك السلس، في سطور حبلى بالمعاني، تحتشد بالأسئلة.

أتفق معك تمام الاتفاق على أن هناك تجاهلاً للأستاذ محمود ولنموذجه الفذ عند الكتاب السودانييين المعنيين بالتاريخ والسير الذايتة لمن عاصروه لأسباب كثيرة. وليس أقل هذه الأسباب خوف الكاتب من أن يسئ إلى تاريخ الجمهوريين إن حاول أن يجاري الرأي العام السلبي، أو أن ينعت بكونه "جمهوري" أو متعاطف مع الجمهوريين، وهذه كانت "سبة" حتى وقت قريب. سيأتي يوم يندم فيه المثقف السوداني، على أنه وقف متفرجاً على تجربة من أخصب التجارب الإنسانية والسودانية قاطبة حين لم يقل كلمته عن فكر وحياة الأستاذ محمود في الوقت المناسب، مثلما فعل الأستاذ الطيب صالح (دالاً على أصالته وصدقه.)

لأ أجد مبرراً على الإطلاق أن يتجاهل شخص بقامة الأستاذ شوقي بدري ذكر الأستاذ محمود، خاصة وأنه مر بأصناف كثيرة من الناس في تصويره لإنسان أم درمان، تتقاصر إسهاماتهم في الحياة العامة تقاصراً كبيرا، مقارنة بإسهامات الأستاذ محمود.

أرجو من الأستاذ شوقي، الذي أكن له احتراماً كبيراً، أن يساهم في هذا الخيط، ليرينا الأمور من زاويته.

Post: #12
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: degna
Date: 03-17-2004, 08:19 AM
Parent: #11

الاستاذ الفاضل عبد الله تحياتي

ما اروعه موضوع ومادة غنية حية وحيوية
سااعود لاحقا للكتابة
مع ودي
ali

Post: #13
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-20-2004, 10:18 AM
Parent: #1

Thanks Dr. Daydar, Dr. Yassir, Degna and all for the contributions, still I am not settelled to write in Arabic, but I'll come, you may enjoy this as well


السودان، هذا البلد المسكين!
حسونة المصباحي
منذ طفولتي المبكرة، أحببت السودان. فقد كنت في سنّ الخامسة أو السادسة على ما أظن، عندما وَفَدَ إلى قريتنا رجال سود على ظهور أحمرة قميئة وأنشدوا أناشيد دينية، خشع لها أهلي، ما رأيت مثله قبل ذلك قط، حتى أن البعض منهم بكى من شدة التأثر. عند انصرافهم صباح اليوم التالي قالت لي أمي حين سألتها عن أولئك الرجال الغرباء، انهم من أهل السودان. وكان لهذا الاسم ـ أي السودان ـ وقع غريب على أذني، إذ اني ما سمعته قبل ذلك البتة. وفي خيال الطفل الذي كنت، وُلِدَ بلد غامض مسربل بالألغاز أسود كالليل، حينما ألفظ اسمه تعتريني مشاعر وأحاسيس غامضة شبيهة بتلك التي اعترتني وأنا أستمع إلى أولئك الرجال السّود ينشدون على ضوء الشموع والمصابيح أناشيد دينية وقد اكتنفت ملامحهم مشاعر الخشوع والورع.
وعندما دخل الراديو إلى قريتنا، وكان ذلك مطلع الستينات، سمعنا أغنية جميلة «الممبو السوداني» فأحيت في خيالي من جديد ذلك البلد البعيد. وأذكر أن الأغنية أعجبتني كثيراً، كما أعجبت أغلب أطفال قريتنا. وفي سهراتنا تحت القمر، كنا نرددها بمتعة لا مثيل لها.
وكنت في السابعة عشرة لما ازداد تعلقي بالسودان وأهله. حدث ذلك خلال ربيع ممطر، والناس سعداء لأن الحاجة باتت مؤكدة. بداية العطلة، وكنت إذذاك في إعدادية حفوز، وسط منطقة القيروان، عدت راجلاً كعادتي إلى القرية قاطعاً مسافة عشرين كيلومتراً تقريباً. كان الطقس باردا، وكانت الأوحال تضاعف من قسوة الطريق. عند وصولي، كان التعب قد نال مني حتى اني لم أتمكن من انهاء العشاء، ومبكراً أويت إلى الفراش لأنام حتى الساعة الحادية عشرة من اليوم التالي. كنت لا أزال مرهقاً وكانت ساقاي منتفختين. كان هناك كتاب على الطاولة الصغيرة جنب الفراش، علمت في ما بعد أن أختي هي التي جاءت به. فتحته وقرأت العنوان: «موسم الهجرة إلى الشمال». تمعّنت طويلاً في اسم صاحبه ـ الطيب صالح ـ فتبيّن لي أني لم اسمع باسمه البتّة قبل ذلك. قرأت الصفحة الأولى وإذا بي أغيب تماما حتى عمن حولي، وألج عالماً غريباً ساحراً استحوذ عليّ استحواذاً كلياً. عند انتهائي من قراءته، بدا لي انني عثرت على الكنز الذي طالما راودني في أحلامي! السودان الآن لم يعد رجالاً غرباء سوداً على ظهور أحمرة قميئة، ولا أغنية جميلة نرقص على انغامها تحت القمر الصيفي. لقد بات شاسعاً وكبيراً وحميماً، وبات أهله كما لو أنهم أهلي، حياتهم شبيهة بحياتنا، وعاداتهم كعاداتنا. وازداد السودان ألفة حين قرأت روايات الطيب صالح وأقاصيصه الأخرى مثل «عرس الزين» و«دومة ود حامد» و« بندر شاه»، التي كشفت عن اعماق ذلك البلد. وعن خفّة روح أهله، وعن بساطتهم، وسذاجتهم، وبراءتهم، وأيضا عن صدقهم وشجاعتهم وكرمهم.
في عام 1973، جاء الطيب صالح إلى تونس مدعوّاً لحضور مؤتمر الأدباء العرب الذي انعقد هناك. لأيام ظللت أراقبه من بعيد، متهيّباً الاقتراب منه، والتحدث إليه. وكان هو يتابع أعمال المؤتمر صامتا، منزويا في ركن قصيّ، متحاشيا كل تلك الحركات والمواقف الاستعراضية التي كان يلجأ إليها جلّ الأدباء العرب للفت الانتباه. بعد عرض مسرحية «الزنج» لعز الدين المدني في المسرح البلدي على شرف ضيوف المؤتمر الآنف الذكر، وجدت نفسي وجهاً لوجه مع الطيب صالح، فانطلق لساني، وإذا بالرجل نهر من المحبة والصدق واللطف والبساطة والتواضع. ومنذ ذلك الحين تصادقنا وبتنا نحرص على أن نلتقي ولو مرة كل عام، سواء في أصيلة، أو في لندن، أو ميونيخ.
وخلال العشرين سنة الأخيرة، تعرفت على سودانيين آخرين زادوا في محبتي لهذا البلد ـ أي السودان ـ وأهله الطيبين. من هؤلاء أذكر إبراهيم الشوش الصديق الروحي للطيب صالح، والذي يواجه مصاعب الحياة ومكائدها بالنكتة الظريفة والضحكة الطفولية الخارجة من القلب مثل حزمة من نور، والذي بذكائه الحاد يستطيع أن «يلتقطها وهي طائرة» كما يقول التونسيون. أذكر ايضا صلاح أحمد ابراهيم، الرجل الأنيق، الواسع الثقافة، الديمقراطي السلوك، والذي خطفه الموت منا قبل بضع سنين، فخلف فراغا هائلا خصوصا في أصيلة، حيث كنا نلتقي. وثمة رجل آخر التقيته مرة واحدة، غير أنه ظلّ حاضرا في الذهن، دائما، أعني به الدكتور عبد الله الطيب، الذي قضيت معه وقتاً رائعاً في مدريد ربيع 1983، لما حضر مؤتمر طه حسين الذي عقده المركز الثقافي المصري هناك. وكانت متعتي شديدة لما انشدني آخر الليل وعن ظهر قلب مقاطع من مسرحيات شكسبير الشهيرة.
غير أن هذا السوداني الطيب، الجميل، العذب، الهادئ، الوقور، المتزن، الصادق، النزيه، الذي أحببت، يواجه منذ عقود عدة مصاعب تزداد استفحالاً يوماً بعد يوم للبقاء على قيد الحياة. فثمة جزء كبير منه نفي أو طرد أو قتل، أو هو ارسل الى ظلمات السجون ليمثل به أشنع تمثيل. وما تبقى منه، وهو الجزء الأكبر، يعاني يومياً الجوع والاضطهاد والإهمال والمرض، وبالكاد هو قادر على أن يوفر لنفسه لقمة العيش.
وكان الجنرال جعفر النميري هو أول من فتح باب جهنّم الحمراء أمام هذا البلد المسكين، مخضعاً إياه على مدى عقد بكامله، وبتواطؤ مع حسن الترابي، لأبشع أنواع القمع والاضطهاد، زارعاً بين أهله بذور الشقاق والفتنة، مسرّباً سمّ الفساد والرشوة إلى الإدارة ومؤسسات الدولة من القمة إلى القاعدة. وعندما خلع هذا الجنرال الذي كان يتحلّى بأبشع مواصفات الحاكم الشرقي المستبدّ، ظن أهله، وظننا نحن الذين نحبه، أن السودان سوف يتخلص نهائياً من الدكتاتورية، وسوف يعيش ديمقراطية تكون مثالاً للعالم العربي، ولكافة البلدان الأفريقية. غير أن ذلك الأمل انطفأ بسرعة، واللصوص والقتلة الذين خرجوا من الباب، عادوا من النافذة، ليواصلوا تمزيق أوصال هذا البلد أو نهب خيراته، وتبديد ثرواته في شراء المزيد من الأسلحة لاذكاء نار الحرب والاقتتال بين أهله وجنسياته، فيما أناس يموتون بعشرات الآلاف جوعاً ومرضاً.
وإذا ما كانت مصيبة العراق هي أن حاكمه يدعى صدام حسين، الذي يعشق أن يواصل الحروب حتى وهو نائم، فإن مصيبة السودان هي هذا الرجل المهووس بالزعامة وبالسلطة والذي يدعى حسن الترابي، الذي لم ينقطع على مدى ثلاثين عاما عن إيذاء بلده وشعبه، وتدبير المؤامرات الدنيئة والخبيثة هذه، ونشر الفرقة بين أبنائه وارضاخهم للاذلال والمهانة وللمظالم اليومية.
وقد دلّت كل التجارب ان هذا الرجل الذي يظهر الوداعة واللطف، غير أنه يخفي في داخله ذئباً شرساً، قادر على التضحية بكل شيء، بما في ذلك بلده وشعبه، فقط ليظل حاضراً في المشهد السياسي، محتفظاً بمهابة الزعامة وسلطتها ونفوذها. وطالما ظلّ حسن الترابي في اللعبة السياسية السودانية، فإن هذا البلد المسكين، أي السودان، سيظل في ذلك النفق المظلم الذي دخله قبل عقود ولن يكون بإمكانه الخروج منه أبداً.. ولن يكون بإمكاننا نحن أن نرى من جديد وجهه المشرق الطيب، الذي احببناه وألفناه في ذلك الزمن الذي يبدو بعيداً الآن.


Post: #14
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 03-20-2004, 10:18 AM
Parent: #1

sorry for unintentional repetition

Post: #15
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: wadaldeem
Date: 03-20-2004, 04:26 PM
Parent: #1

امدرمان والتكريس للوسطية:::

الحثالةو الحتالة تلكم الكلمات المتشابهه فى اللفظ وغير متقاربة فى المعنى ,,الحثالة,,من منا نطقها كثيرا وتنكر لها قليلا ؟,,الحثالة,,اهى الا شى فى وجود كل الاشياء؟ ام اهى بقايا قازورات المدن العارية على جب الاسفلت ,,فيم قيلت ؟ومن القائل ؟ومن المقصود؟؟؟؟اسئلة لا املك لها اجابة فى هذا الوطن المترامى المتداخل المتباعد المتماسك المتناقض ففيه كل تناقضات النفس البشرية الامارة بالسوء وفيه سكينتها وسكونها تلكم مشيئة الله فينا هو خالقنا وهو العليم بخفايا ما فى الصدور ,,,لنا الله شئنا ام ابينا نحن نحمل ملامح هذا البلد السودان
لا اجد نفسى مختلفا مع كل القائلين بان لامدرمان خصوصية تاريخية بالرغم من وجود العديد من المدن تاريخيا هى بلا شك اى تلك المدن احق بكل تلك الاحتفائية المفروضة على افئدة و وجدان الشعب السودانى,,ولدت امدرمان وترعرت فى فترة دولة المهدية واكتسبت كل الزخم بالتحديد فى فترة مابعد الامام المهدى وهى فترة الخليفة عبدالله التعايشى وهى فترة بلوغ امدرمان مرحلة الزهو بروح الشباب والنظر للاخر كانه آفة وتلكم الفترة بلا شك هى ليست موضوع نقاشنا هنا وان كان لها مالها من اثر كبير فى نفوس اهل امدرمان وتزكية انفسهم واعلا شان المدينةالفاضلة .ثم الوصول لمرحلة النضوج وهى مربط الفرس( مرحلة الخريجين والاستقلال ) منها وبها بدات مرحلة الوصاية على الاخر والتاثير فيه ثقافيا ونفسيا واديدلوجيا ومن ثم الاستيعاب والانصهار التام او الرفض فالهجرة العكسية,,,وهى مرحلة سنركز عليها فى هذا النقاش

ظلت امدرمان ومازالت تدعوالى التكريس الى الوسطية اى حشر كل السودان حشرا فى امدرمان فكانت هنا امدرمان وكانت لغة اهل امدرمان وكان الغير فى نظر الامدرمانيين بعيدا عن الحضارة ودخيلا على المجتمعات المتمدنة والمتحضرة ,,إنا ها هنا إنا بنو امدرمان الفاضلة إنا الاستقلال وإنا الرياضة وإنا الفن وإنا بلا غرور بناة السودان ونحن اماجد الماضى ونحن المستقبل,,تجاهل او لنقول تناسى لان التجاهل شى والنسيان شى اخر وحتى لا نكون مجحفين بعض الشى تناسى الامدرمانيين فى قمة النشوة بتكريس الثقافة الوسطية على اهل السودان ,,تناسو ان مدنا كانت كالنجوم يهتدى بها الرعاة فى الفلاة كانت ومازالت سليلة حضارات ماقبل التاريخ لاتدعى كل ذلك الشرف والتمجيد والميكافيلية فى التعامل مع الاخر بل على العكس تماما مازالت تنجب وتنجب وامدرمان تستوعب فى عملية تناسلية فريدة لولا اصرار امدرمان فى ممارسة عملية الاستيعاب اصرارا غريبافى الاختيار والانتقاء على حسب مواصفات المدينة الفاضلة,, عند الخروج من قوقعة الوسطية الامدرمانية آنا شئنا شمالا وغربا وشرقا وجنوبا نجد تلكم المدن وما انا مهم كتبت بمنصف لتلك المدن ولعل فضلها يعلمه ابنائها مع اول بشارات المحصول الجديد القادم لهم مع ضيف عزيز ملى بالرمال سلك دروبا ترابية ومشاق جمة(ربما قد تكون اخر رحلة للقادم الجديد للمدينة الفاضلة,,من يعلم قد تستوعبه سريعا وقد تلفظه فيعاود العام القادم مع حفنة من المحصول الجديد مرافقا لمريض مع ملحوظة صغيرة فى اخر الخطاب للابن البار,,المصاريف ماوصلت وماتنقطع) ويتناسونهذلك الفضل العظيم بموشر الراديو والاستماع الى معلقات كرومة وسرور او فلتكن جولة فى سوق العناقريب والمحطة الوسطى او مشاهدة مبارة بين بيت المال ضد ودنوباوى,, لله در تلك المدن فهى تنجب والوسطية تستوعب ويكون رد الجميل فى قمة الانبهار بالوسط الانغماس فى الذات الامدرمانية
ونواصل انشاء الله
الحلقة القادمة :
1/امدرمان النشاة والتطور:معسكر,,سجن,,قرية,,مدينةاليوتيبا
2/نحن اولاد امدرمان
3/كيف قامت الحضارات العالمية وماهى مقومات الحضارة مقارنة بحضارة امدرمان
4/امدرمان واستيعاب الاخر,,الجدار الفاصل(بوابةعبدالقيوم)
5/قصيدة:امدرمان الحتالة
*الحتالة:فى تعريف اهلنا للحتالة هواخر العنقود ,,وهو معروف فى الاسرة بكثرة ضجيجه وحركته والتعامل بالاومر والدلال واجابة الطلبات وانصياع افراد الاسرة له ووووووووووووو حتى ولو كان اقل افراد الاسرة عطاء
شكرا استاذى عبدالله للموضوع الجميل وانشاء الله معك وبك فى سودان الكل

Post: #16
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: shawgi badri
Date: 03-23-2004, 04:51 PM
Parent: #15

الاخوه عبدالله عثمان و حيدر بدوي و بقية العقد الفريد
لكم التحيه ، بخصوص موضوع امدرمان بين الاستاذ محمود و شوقي بدري .
في 1998 دعيت لمأدبة عشاء في منزل الزعيم التجاني الطيب بابكر بمناسبة حضور مصطفي خوجلي و شوقي بدري فكتبت في جريدة الخرطوم ( الدنيا دي الزول اصلو ما يقنع منها ، ما كنته في يوم من الايام متصور او متخيل انو في يوم من الايام يلموني مع البروفيسر مصطفي خوجلي ) و الحقيقه ان الحياه كثيرا ما تعطيني اكثر من ما استحق و ها انا مره اخري يلموني مع المفكر الاستاذ محمود محمد طه و لقد كان اخي الدكتور كمال ابراهيم بدري احد جلسائه و المستمعين اليه و كان معجبا به . استميح كل الجمهوريين عذرا لانني لم اكتب او اتطرق للاستاذ محمود لسبب بسيط لانني عندما غادرت السودان و انا في التاسع عشر لم يكن الفكر الجمهوري قد صار معروفا كما صار في الستينات و السبعينات . و الاستاذ محمود( من عندنا) فرفاعه هي مسقط رأس الكثير من ال بدري و قصص جدودنا و عماتنا و أعمامنا كانت تدور حول رفاعه . و لكم التحيه
شوقي

Post: #17
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 03-23-2004, 05:10 PM
Parent: #16

الأخ الكريم عبدالله...
قلمك سلس وجميل...
استمتعت بالمقارنة الرائعة لأثنين من اروع ما انجبت حواء السودانية...
امد الله فى عمر استاذنا شوقى،
والف رحمة على شهيد الفكر،
استاذنا محمود محمد طه..
ولك كل التجلة..
وواصل...

Post: #18
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: 7abib_alkul
Date: 03-23-2004, 07:13 PM
Parent: #17


انها امدرمان.... وكفي

Post: #19
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: عبدالله عثمان
Date: 04-09-2004, 09:17 AM
Parent: #1


كل الشكر للأستاذ شوقى بدرى على كلماته الطيبة المعجونة بـ "طينة" التواضع، أذكر أن الأستاذ محمود كان قد قدم محاضرة فى الأبيض فقدمه مقدم الجلسة بكلمات طيبة ما معناها أنه ليس أهلا لتقديم رجل فى قامة الأستاذ محمود، فأبتدر الأستاذ حديثه بما معناه "الشكر لمقدم الجلسة، سكرتير النادى، الذى قدم الجلسة بكلمات من التواضع أرجو ان يكون لى نصيب منها، فان التواضع أصل الخلق الرصين، وإن للعلم سطوة تقود للتكبر والإستعلاء"!! أو كما قال الأستاذ
الشكر كذلك لكل الذين شاركوا، وبخاصة الذى قدم أغنية أم درمان، وأعتذر، كذلك للأخ طناش على التأخير غير المقصود، فإنى أمرؤ أسكن فى حقيبتى كما يوصف الفلسطينيون!! ويؤسفنى أنى أستبطات الرد عليك، على اجد بعضا من مراجعى الموزعة الان بين أربع قارات!! ثم لم أجد!! ما يمكننى أن أقوله لك من ذاكرتى، المكدودة، أن ما ذكرته من احاديث عن السودان هى أحاديث صحيحة ويمكنك الحصول على بعض كتب الجمهوريين التى ورد فيها حديث عن السودان، مثل كتاب "الموالد الثلاثة" فقد تجد فيها حديثا طيبا فى هذا الشأن!! فالسودان هو "الحجر الذى رفضه البناؤون" وسيصير حجر الزاوية كما تنبأ الأستاذ محمود!!
كثير من الكتاب حاول التأسيس لمسألة السودان وقد بذلوا فى ذلك مجهودا طيبا ومقدرا، منهم الدكتور عبدالله الطيب والدكتور جعفر ميرغنى والبروفسير عبدالعال عبدالله عثمان، وقد يتميز الدكتور عبدالله الطيب فى هذا المنحى تميزا كبيرا فهو عنده أن الهجرة المعروفة إنما كانت للسودان، بل عنده ان اللغة العربية نشأت عندنا ثم أتجهت شرقا، وله فى ذلك أسانيد ومن غريب قوله ان ناقة صالح عندما نحرت هرب فصيلها للسودان ودخل فى صخرة بأرض البطانة ويعتقد أنها هى الدابة التى ستخرج فى آخر الزمان لتحدث الناس!! يذهب أيضا ليقول أن سيدنا موسى تزوج من كوش وأن السحرة الذين بعث إليهم فرعون، أنهم دناقلة مشلخون!! ولهم مدائن عامرة "أبعث فى المدائن حاشرين"!! ويعتقد كثير من الصوفية أن لقيا الخضر بسيدنا موسى إنما كانت فى مقرن الخرطوم المعروف!! ولإعتقاد كثيرين منهم أن بعث الإسلام المرتقب إنما يكون فى السودان فقد آثروا أن يرتبطوا بهم، وقد حكى لى أحدهم عن أسرة معروفة فى المسالمة أتى جدهم من آسيا الوسطى ببنيه واوصاهم ان يبقوا بالسودان لأنه سيكون أرض البعث حسب إعتقاده، ومن أغرب ما قرات فى هذا الإتجاه ما ترجمه الدكتور عبدالمجيد عابدين من كتاب بعنوان "الفلاشا" ذكر فيه أن الفلاشا ظلوا يتمسكون بالبقاء فى تلك المنطقة على جدبها وفقرها لإعتقادهم بأن "التابوت" و"الألواح" التى ينتظرونها مدفونة بين غندار فى شمال غرب أثيوبيا وشندى فى أواسط السودان وأنه سيتسنى لهم العثور عليها آخر الزمان!! ولكن يبدو ان "الدين قد طال على العابدين" فآثروا الرحيل كما آثرناه نحن!!
ويدلل عالم أنثروبولجيا إنجليزى على أن أقدم إنسان معروف، قد عاش فى منطقة ضحلة على النيل الأبيض جنوب كوستى، ولعل هنا بعض السر فى كثرة تداول إسم آدم فى تلك المنطقة التى ولدت انا قريبا منها!!
كنت قد حكيت لأحد الأخوان عن تعليق للشيخ عبدالمجيد الزندانى الذى حضر للخرطوم لـ "مؤتمرهم"!! فسئل عن السودانيين فقال الحديث النبوى "عليكم بالحبة السوداء، ففيها شفاء لكل داء"، قال "الحبة السوداء" هى السودانيين!! فضجك الأخ وقال لى "دى والله شمسا طلعت البقوا يشوفوها حتى العِمى"!!
كثير جدا يمكن أن يقال فى هذا الصدد وأرجو أن أجد لذلك وقتا – هذا مع أكيد المحبة




Post: #20
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-09-2004, 10:30 AM
Parent: #1

وصلة إلى وصلة إلى وصلة توصلك إلى الكيك في هذا المنبر وتوصلك إلى محاضرة محمد أبو القاسم حاج حمد في أبو ظبي عن السودان.. محاضرة متميزة..

وشكرا للجميع.. أضغط تحت

http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=274

Post: #21
Title: Re: أم درمان: بين الأستاذ محمود وشوقى بدرى
Author: Tanash
Date: 04-09-2004, 02:23 PM
Parent: #20

عبد الله عثمان .. لك جزيل الشكر على الاهتمام .. و هذه المعلومات و الاضافات الرائعة ..

أوافقك أن السودان هو "الحجر الذى رفضه البناؤون" .. و أن هناك الكثير و الكثير الذى يمكن أن يقال فى هذا الخصوص.

و أوافقك أيضا أن "عبد الله الطيب" كان يعلم الكثير فى هذا الخصوص, الا أننى أرى أنه آثر "السلامة!", على أن يفصح عن ما يعلمه. فالأستاذ الوالد "محمد ابراهيم صالح" رجل متصوف و مهتم بتاريخ وادى النيل القديم, و هو والد زميل الدراسة "هاشم" مقيمين معا الآن بالولايات المتحدة, حكى لى أنه فى محاضرة "لعبد الله الطيب" بجامعة الخرطوم, تحدث الرجل عن الأصول السودانية لحضارة وادى النيل القديم, و قال الكثير المثير الخطر. و قال لى أنه بعد نهاية المحاضرة ذهب اليه و دار حوار بينهما حول نفس الموضوع, فأفاده "عبد الله الطيب" بالمزيد. فسأله "محمد ابراهيم": لماذا لا تنشر هذا الكلام ؟
"عبد الله الطيب": لأننى أخاف !!
"محمد ابراهيم": و تخاف مم ؟
"عبد الله الطيب": من المصريين !!
"محمد ابراهيم": طيب أدينى الكتابات دى أنشرها باسمى.
"عبد الله الطيب" و هو يضحك: برضو حيعرفوا أنا الكتبتها !!


هذا نموذج لبعض المثقفين السودانيين الذين يكنزون العلم, ثم يحسبون نسبة الافراج عن هذا العلم حسب ما يشكله من خطورة على "سلامتهم!", أو دون أن يؤدى الى التأثير سلبا على المركز الذى احتلوه. فبروف "عبد الله الطيب" رغم أنه الأدرى بلغة الضاد فى ما يسمى بالوطن العربى, لم يحظى بلقب "عميد الأدب العربى", بل و لا أى لقب يشير الى مكانته العلمية فى هذا المجال, سوى فى أخريات عمره تفضلت "السعودية" بمنحه جائزة "فهد". فكيف يكون حاله ان تجرأ و أفصح عن ما يعلمه من علم "مخزون!" ؟!.
و أعتبر أن أستاذنا "محمود محمد طه" هو النقيض لهؤلاء, حيث أفرغ ما امتلك من علم غزير بكرم فياض فى أخطر مجال, مجال المقدس, و قدم من أجل ذلك حياته, ثم مضى بعد أن قدح الشرارة.

تشكر مرة أخرى .. و واصــــل فنحن متابعون ...