البيان تحاور جون قرنق

البيان تحاور جون قرنق


03-07-2002, 11:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=74&msg=1124743774&rn=0


Post: #1
Title: البيان تحاور جون قرنق
Author: sultan
Date: 03-07-2002, 11:00 AM

البيان: 7/3/2002
جون قرنق في حوار مع «البيان»: الاندماج مع «التحالف» أنجب طفلاً صحياً معافى


جون قرنق في حوار مع «البيان»: الاندماج مع «التحالف» أنجب طفلاً صحياً معافى


اعتبر الزعيم السوداني الجنوبي، قائد الفصيل الرئيسي الذي يقاتل حكومات الخرطوم منذ أكثر من عقد، الدكتور العقيد جون قرنق ان الاندماج المفاجيء الذي أعلن بين حركته «الحركة الشعبية لتحرير السودان»،


وتنظيم «تحالف القوات السودانية» الناشط في شرق البلاد بزعامة العميد عبدالعزيز خالد، خطوة مهمة في خططه لتطوير الحركة واخراجها من اطارها التقليدي المعروف..


وقال ان «ما ولد بيننا وبين التحالف هو طفل صحي ومعافى».


جاء ذلك في سياق حوار أجرته معه «البيان» الاسبوع الماضي على هامش اجتماعات الهيئة القيادية للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم حركته وعدداً من أحزاب المعارضة الشمالية الاخرى في تحالف فضفاض.


وكما درج في حواراته مع «البيان» دفع القائد الجنوبي بجملة من النقاط الجديدة، فكشف ربما لأول مرة عن حركة تنموية واسعة تنتظم «المناطق المحررة» على حد تعبيره وأورد على سبيل المثال انشاء 300 مدرسة ابتدائية و16 مدرسة ثانوية وكلية للزراعة وأخرى للتربية تمنح خريجيها شهادات جامعية الى جانب معاهد تدريب متخصصة لتفريخ معلمين أكفاء.


وبالطبع انتهز الفرصة للنيل من حكومة الخرطوم منتقداً «مناوراتها» لتجنب مصير حكومة طالبان وتهافتها لنيل ود الولايات المتحدة التي كانت تسميها «الشيطان الأكبر» لتجعل منها «حليفاً للنضال ضد الارهاب».


ويتمسك قرنق بموقف حركته في المطالبة بفصل الدين عن الدولة متسائلاً باستنكار: كيف نختار للدولة ديناً وهي مجرد اختراع انساني مثل السيارة مثلاً؟! ويتطرق قرنق الى علاقة حركته مع مصر فيصفها بأنها «جيدة للغاية»، رغم تباين وجهات النظر حول مطالبة الحركة بتقرير المصير اذا تعذر تطبيق الوحدة الطوعية في اطار دولة مدنية.


وتناول الحوار حزمة من النقاط الأخرى تفاصيلها في النص التالي: ـ يقال ان الصراع السياسي الآن في السودان قد انتقل لمربع جديد، لم يعد ذلك الصراع التقليدي بين الحكومة والمعارضة.. وان أي تغيير مقبل ستكون الحركة طرفا فيه.. ماهو تعليقكم؟! ـ فتحنا ملف الحل السياسي الشامل مع النظام في عدة مبادرات، وبالتسهيلات الاريترية التقى مولانا محمد عثمان الميرغني بالبشير في اسمرا، وتابعنا المبادرة المصرية الليبية المشتركة.. وهكذا، لم يكن التجمع يناور بأي حال، لقد عرفنا الهدف من الحل السلمي التفاوضي الذي يأتي بتغييرات أساسية في السودان بطرق سلمية. لذا التفاوض أو الحل السلمي الشامل لا يعني الوفاق مثلما يسميه النظام، ولكنه يعني التغيير الشامل لبناء السودان الجديد الذي ينتمي اليه كل السودانيين، وبهذا المنظور لم يتغير فهم التجمع للصراع. فمنذ عام 1995 الى مصوع عام 2000 وإلى الآن هو نفس الفهم، ربما تكون الوسائل لتحقيق هذا الهدف قد طورت، فقد سبق وان ادرجنا هذه الوسائل من قبل وهي: الانتفاضة، الكفاح المسلح، العمل الدبلوماسي والتحرك الدولي من أجل قضية الشعب السوداني والحل التفاوضي من أجل التوصل الى حل سلمي دون مواصلة الحرب لاحداث ذلك التغيير الاساسي في البلاد.


من جانبنا لم يكن هناك أي مناورات ولكن ترابط بين وسائل النضال. وبالنسبة للنظام خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر فقد بدأ في المناورة حتى لا يعامل مثل طالبان ولتجنب الضربة الأمريكية وفجأة تغيرت أمريكا من «الشيطان» كما كانوا يصفونها الى حليف للنضال بجانبه ضد الارهاب الدولي.. وحقيقة هذه هي المناورات واتخذ النظام بعد ذلك هذه الاحداث خطوات من أجل البقاء حتى لا يتم التعامل معه كبقية اعضاء تنظيم القاعدة الآخرين، وذهبوا لأبعد من هذا من أجل تحقيق ذلك التعاون في المسائل الامنية.. ومن هنا جاء اختلاف خطاب النظام، ولكن خطابنا لم يختلف.


أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، بالطبع ستكون الحركة جزءا من أي تغيير يحدث في السودان كذلك التجمع الوطني الديمقراطي نحن جزء لا يتجزأ من التجمع، وعلى دراية بأن أي حل سلمي دائم سيشمل كل أطراف النزاع.


ـ هل هناك أي ضغوط دولية أو اقليمية تمارس على الحركة الآن؟ ـ ليس على حد علمي، بالطبع نحن لسنا جزيرة معزولة، نحن جزء من الجسم السياسي السوداني، واستراتيجيتنا وتكتيكاتنا دائما كانت ألا نعزل انفسنا من الوضع السياسي السوداني ووجودنا في التجمع الوطني يؤكد ذلك.


أما بالنسبة للسؤال عن وجود ضغوط خارجية تمارس علينا، هذا ليس صحيحا، فنحن حركة حرة تماما، لا ضغوط علينا من أي اتجاه، ونحن نتفاوض مع النظام في الايجاد مثلا للتوصل لتسوية سياسية وليس لوجود ضغوط.. واذا تساءلنا ما هو هدف الحرب؟ هدف الحرب هو تحقيق أهداف سياسية، واذا كانت هذه الأهداف يمكن ان تتحقق عن طريق التفاوض فهذا أفضل بالطبع، لذلك يمكن ان تسمى ذلك ضغوطا ذاتية، لان المنطق يقول انه اذا أمكن ان تحقق أهدافك بطرق سلمية، فهذا أفضل. بالعكس لقد اجبرنا على هذه الحرب من الأنظمة المختلفة التي توالت على الخرطوم.


ـ كيف تصف علاقة الحركة الشعبية بمصر في الوقت الحالي؟ ـ علاقتنا جيدة للغاية منذ البداية فعند زيارتي الأولى لمصر في 1997 ارتبطنا بعلاقات صريحة مع المسئولين والاحزاب السياسية واجهزة الاعلام. وهذا ليس أسلوب تعاملنا مع مصر فقط بل نحن حريصون على مثل هذه العلاقات مع كل من نتعامل معه، كالمجتمع الدولي، وهذه سياسة جيدة لا تخضع للتخمينات من قبل من نتعامل معهم، لاننا نضع كل أوراقنا على الطاولة.


فيما يتعلق باختلاف وجهات النظر حول بعض النقاط مثل حق تقرير المصير، فمن الجيد أن يكون لكل طرف موقفه الواضح وعلى كل طرف احترام وجهة النظر الاخرى وهي علامة لعلاقة جيدة وهكذا تسير الأمور حتى داخل الاسرة، واظن ان موقف الحركة صريح، ومصر تقدر هذه الصراحة.


ـ عاد الحديث عن نظامين في دولة واحدة.. المرة الأولى كان في عام 1997، فما هو، في رأيك، التطور الجديد الذي اعاد هذا الحديث مرة أخرى؟ ـ طرح الكونفدرالية فرض من قبل نظام الجبهة الاسلامية، كان خيارنا الأول في الحركة دائما واضح وهو السودان الموحد على أسس جديدة والذي نطلق عليه «السودان الجديد» ولتحقيق مثل هذا السودان الجديد يجب الاجابة بصراحة ودون لف ودوران على سؤال علاقة الدين بالدولة، حتى يتسنى لنا ان نكون مواطنين متساويين يجب ان يكون هناك فصل دستوري بين الدين والدولة واحترام لكل الأديان.. اسلام، مسيحية، الديانات الافريقية التقليدية.. الخ، ومن وجهة نظري الخاصة فإن الدولة لا يمكن ان يكون لها دين لانها شئ والدين علاقة بين الانسان وربه.


والعلاقة بيني وبين ربي تختلف عن العلاقة بيني وبين سيارتي، وكذلك الدولة، فهي مساهمة بين الأفراد لخلق علاقات اجتماعية، اذن هي اختراع، وكذلك السيارة، ولا يمكن للاختراع ان تكون له ديانة، هذه وجهة نظري الخاصة.


في بلد مثل السودان متعدد الديانات والاثنيات، يجب ان يوفق بينها جميعا وسمينا هذا السودان الجديد وعرضناه كحل للازمة السودانية ولكن اذا لم يفصل نظام الجبهة دستوريا بين الدين والدولة، فهنا تبرز الكونفدرالية كحل للحفاظ على بلدنا متوحدا، على الاقل في الفترة الانتقالية دعونا نختبر شكلاً من الوحدة يحفظ هذا التعدد دون ان يظلم أي مواطن.


لذلك الكونفدرالية أو النظامين في دولة واحدة هي نتيجة طرح حكومة الجبهة لانهم لن يفصلوا الدين من الدولة دستوريا، هي ليست فكرتنا نحن، هي فكرة جاءت من الجبهة نفسها، اذا تم قبول طرحنا لما ذهبنا الى هذا الطرح، وهو ثاني أحسن الحلول، الحل الأمثل هو ان نقبل انفسنا كمواطنين متساويين مهما كانت دياناتنا أو معتقداتنا. كلنا سودانيون ولكن هنالك من يعتقد أنه افضل من الاخرين، حسنا، فالكونفدرالية ستكون أفضل بالنسبة لهم.


الكونفدرالية برزت مؤخرا نسبة لأن هناك تنامياً في ضرورة التوصل لحل للأزمة السودانية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ومبادرة السيناتور دانفورث، ولذلك كان طبيعيا ظهور هذا الحل، ولم يكن هذا حلنا الوحيد كما سبق وقلت، فخيارنا السودان الجديد مازال هو الحل الأمثل الذي عرضناه ونعرضه مجددا.


ـ بعد قمة الايجاد الاخيرة في الخرطوم، بدأت كينيا في التحرك لدمج مبادرة الايجاد والمبادرة المشتركة قيل في القاهرة انه بحلول يوليو المقبل سيتم التوصل لحل، ماهو تعليقك؟ ـ كان رأينا دائما، في الحركة والتجمع ضرورة الدمج بين المبادرات، حيث يصعب ان تسير في مبادرات متوازية، وطالبنا ان يكون هناك منبر واحد للتفاوض يجمع بين الايجاد والمشتركة ولقد فهمت ان هذا قد حل في قمة الايجاد الاخيرة بالخرطوم، وان تقوم كينيا بهذا التنسيق أو الدمج.


بالنسبة لموعد يوليو، لا استطيع الرد عليه وانما يرد عليه من يقرر ذلك، كيف أمكنهم التوصل الى هذا التاريخ السحري في يوليو!! بالنسبة لنا كلما اسرعنا بالتوصل للتسوية السلمية العادلة كلما كان ذلك أفضل، فماذا لو توصلنا اليها غدا، لماذا ننتظر حتى يوليو؟ نحن على استعداد دائما في أي وقت.


ـ تصور الفترة الانتقالية التي ناقشها التجمع الوطني في اخر اجتماعاته، هل ترى انه لكي يتحقق يجب ان تحصل الحركة الشعبية على مناصب سيادية؟ ـ همنا ليس تقسيم المناصب لا، بل ان يكون هناك ادارة سياسية لا تعطي أي مجال لأي تمييز حاليا أو مستقبلا. هذا الشكل كيف يمكن ان نضعه؟ نحن متطلعون لنظام لا يسمح بأي تمييز مثلما حدث في الماضي، ربما نحصل على تلك المناصب التي ذكرتيها ويستمر ذلك الظلم.


ـ ولكن لتحقيق ذلك الطرح أليس من الجيد ان يكون المنفذ مؤمناً أيضا به؟ ـ أجل الشخص مهم، ولكن الأهم هو النظام والبناء الذي يتيح لهذا الشخص العمل والتصرف، هناك أشخاص من الجنوب اعتلوا مناصب قيادية من قبل ولكنهم لم يمنعوا حدوث ذلك التمييز الذي تحدثت عنه.


ـ العمل السياسي للحركة الشعبية هل هو جديد أم نشأ مع الحركة منذ البداية؟ ـ ربما تقصدين العمل الداخلي ـ داخل المدن ـ هو الجديد، لأن العمل السياسي بدأ منذ فترة طويلة في المناطق «المحررة،» بدأنا مؤخرا العمل في الخرطوم وبعض المدن.


أما نوعية الحركة ـ عسكرية أم سياسية - فقد كنا الاثنين معا، نحن حركة سياسية في المقام الأول، صحيح ان هنالك من ينظر الينا كحركة عسكرية، ولكن هذا ليس صحيحا، فالقرار الذي يتخذه الشخص لحمل السلاح والقتال هذا ليس قراراً عسكرياً انه قرار سياسي.


نحن دوما حركة سياسية لكنها تستخدم كل الوسائل السياسية والعسكرية والدبلوماسية لتحقيق أهداف الحركة والتجمع.


في بدايات الحركة ربما كان التركيز على الجانب العسكري وهذا لا يعني اننا لسنا حركة سياسية، فالظروف هي التي دفعتنا على التركيز على هذا الجانب وبمرور الزمن تغير هذا وكشفنا عن جانب سياسي أكثر بتطور الوضع نفسه.


نعم، نحن الآن نتحرك في المجال السياسي أكثر من قبل، لأن هنالك مجالات أكثر اتيحت لنا وهذا لا يعني اهمالنا لأي جانب خاصة العسكري، ونحتفظ بكل خياراتنا ووسائلنا، ونركز على التنمية أكثر فنحن نسيطر على مناطق «محررة» ضخمة في جنوب السودان ومناطق في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق مساحتها اكبر من مساحة كينيا، أوغندا، رواندا، بوروندي مجتمعة.


لذا ركزنا على جانب التنمية، وأصبحت وسيلة أطلقنا عليها «السلام عبر التنمية» والآن لدينا أكثر من 300 مدرسة ابتدائية، 16 مدرسة ثانوية وقد افتتحنا للتو كلية زراعة في يامبيو، وكلية تربية في رومبيك. وهي معاهد متخصصة تعطي دورات تدريبية للمعلمين، ودورات من 3 أشهر الى 6 أشهر واخرى تمتد الى اربع سنوات يمكن ان تمد متطلبات الحاجة. مثلا اذا كنا بحاجة الى خبراء زراعيين ندخلهم لدورات الثلاثة أشهر.. كذلك الطلاب الذين ينهون دراستهم الثانوية يحتاجون الى مواصلة تعليمهم، وهذا المعاهد تعطي شهادات جامعية، وهي وسيلة للنضال عبر التنمية، كذلك تطوير الادارة داخل المناطق «المحررة»، كل هذا مع مواصلة عملية السلام. وهي اشياء لا تتناقض مع الحل السياسي الشامل.


ـ كيف سيكون الشكل التنظيمي الجديد للحركة الشعبية بعد اتحادها مع التحالف الوطني قوات التحالف السودانية، خاصة وانكم تمدون جسوركم للمؤتمر الشعبي!! ـ الحركة الشعبية لن تكون كالحركة الشعبية التقليدية التي تعرفونها، لن تكون كالسابق، واعتقد ان محتواها سيكون افضل.


ماحدث مع التحالف: ان هناك تنظيمين نحن وهم لدينا فهم مشترك حول السودان الجديد هذه العلاقة بها ميزات وعيوب، دعونا نطور هذه الميزة ونحاول التقليل من العيوب حتى تنجح هذه العلاقة وتحقق أهدافها وهو السودان الجديد. وأظن أن ما ولد بيننا والتحالف هو طفل صحي ومعافى.أما علاقتنا مع المؤتمر الشعبي فهي مازالت في مرحلة الحوار والالتزام بما جاء في مذكرة التفاهم التي أبرمت بيننا، ومثلما نحن نتحاور مع جناح الجبهة الاسلامية متمثلاً في الحكومة في مفاوضات الايجاد، فنحن أيضا نحاور الجناح الآخر المتمثل في المؤتمر الشعبي اننا على استعداد لفتح حوار مع أي قوى سياسية سودانية من أجل تحقيق هدفنا الاساسي وهو «السودان الجديد».


=======

المجد لشعب السودان...المجد لأمة السودان