سارقو الأفكار..السودان والتخلص من هذا المرضا بقلم د.أمل الكردفاني

سارقو الأفكار..السودان والتخلص من هذا المرضا بقلم د.أمل الكردفاني


02-07-2020, 00:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1581030937&rn=0


Post: #1
Title: سارقو الأفكار..السودان والتخلص من هذا المرضا بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-07-2020, 00:15 AM

11:15 PM February, 06 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




لم يقم أحد في السودان بطرح فكرة ولو كانت انشاء كنتين لبيع الهواء إلا ووجدها قد سُرقت، لقد كان ذلك مرض السياسيين والكيزان على وجه الخصوص ، ما طُرحت فكرة ولو في تغريدة على تويتر إلا وتلاهثوا وهم يسرقونها ثم يطبقونها بغير علم فتأتي ثمارها وبالاً عليهم. ثم يأتي الشيوعيون بعد الكيزان في الحرمنة وسرقة الأفكار، أتذكر أنني أرسلت مقالا عن عدم دستورية احد قرارات البشير لسودانايل وهي صحيفة تدار لمصلحة الشيوعيين فحجبوا مقالي ليوم كامل وفجأة جاءوا بأحد الشيوعيين ونسبوا إليه كل مقالي وقدموه كمحامي السودان الفطحل والقانوني الضليع. وأتذكر انني نكاية فيما فعلوه كتبت مقالاً آخر فندت فيه مقالي الأول، وبالفعل استند المحكمة الدستورية إلى ذات النقاط التي اثرتها في حكمها بعد أن وجدت مخرجاً من حيث لا تحتسب. فضحكت بملئ شدقي.
فظيعون جدا؛ فبدلاً عن أن يتم إعطاء الحق لحقه فيستفيد الوطن ويستفيد أصحاب الأفكار، يتكالب الآخرون جميعهم للسرقة ثم بعد ذلك تستخدم كل مجموعة من شلة عصابة السياسيين قدراتها الإعلامية لتسليط الضوء على منتجهم المسروق. لقد أدى ذلك إلى نتائج سلبية جداً؛ أتذكر أنني التقيت بقاض معاشي عجوز أطلعني على مشروع قانون ضخم جداً خطه بيده لعقود طويلة ثم ركنه داخل خزنته. ولم أعرف في ذلك الوقت -إذ كنت صغيرا قليل الاحتكاك بهذه الأوساخ- سبب فعلته تلك. ولكنني بعد تلك السنوات الطوال علمت أنه على حق. إن الشعوب الجاهلة تتصارع حول الأضواء كما تتصارع البهائم على مشارب الماء الآسنة. في حين أن الشعوب العظيمة تعرف كيف تصنع أبطالها من الرجال والنساء.
إن دولة كأمريكا صدرت للعالم أبطالها عبر الميديا منذ ظهور التلفزيون الأبيض والأسود. صدرت بروس لي، محمد علي كلاي، هنري كسينجر، مارتن لوثر كينج، مايكل جاكسون، صدرت لنا الكاوبوي كلينت استوود، ...الخ...
وكانت مصر كذلك تصنع الأبطال، وتصدرهم للدول العربية، وظلت أفريقيا السفلى مظلمة إلا من قلة من المناضلين السياسيين الذين تحولوا بعدها أو اغلبيتهم لطغاة.
ظل السياسي السوداني يحتكر كل شيء ويمنع غيره، ظل الصادق وابنائه والميرغني يحتكرون أحزابهم، ظل الشيوعيون يمارسون ذميمة الاغتيال المعنوي والأدبي لكل من لا ينتمي لهم، وكذلك فعل بعدهم الإسلاميون.
ولو اخترعت ضرسا لبقرة فستتجمع حولك الذئاب لسرقة الفكرة وتصديرها بأسمائهم.
لصوص لصوص.. أفضت لصوصيتهم لامتناع الكثير من الناس عن اظهار أفكارهم بل تحول ذلك لعدم تفكير، ولذلك يتساءل الكثير من السودانيين: لماذا يبدع السوداني خارج السودان؟ رغم أن الإجابة واضحة: لأن مجهوده لا يُسرق..فقط هذا كل شيء..ولذلك فهو يبذل كل جهده لتحقيق الإنجاز الإبداعي.
الآن؛ لماذا غضب القحاطة من لقاء البرهان باليهودي؟ ببساطة لأنه سرق منهم الأضواء وهم أساساً هياكل أشباح باهتة كئيبة.
إذا أراد الشعب أن يتقدم خطوة إلى الأمام فعليه قبل تغيير الحكومات أن يغير ذهنيته اللصوصية بأن يكون عادلاً هو نفسه مؤمناً بالعدالة.
فلا شيء غير العدالة ما يحصن الدول بشعوبها من الفقر والجهل والمرض عندما ينعدم الظلم.

احصل على Outlook for Android