فتيات على حافة الهاوية !! بقلم احمد دهب

فتيات على حافة الهاوية !! بقلم احمد دهب


12-07-2018, 01:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544187273&rn=0


Post: #1
Title: فتيات على حافة الهاوية !! بقلم احمد دهب
Author: أحمد دهب
Date: 12-07-2018, 01:54 PM

12:54 PM December, 07 2018

سودانيز اون لاين
أحمد دهب-
مكتبتى
رابط مختصر


ليست اسرة عم (حسين)..هى وحدها التى تعانى من ازمة (العنوسة)..فى بعض المناطق السعودية..بل ان هناك عشرات الالوف من الاسر السودانية التى قذفتها (الامواج)..فى شواطئ (الغربة) منذ زمن طويل تشكوا من هذه (الازمة )..وتئن من وطأتها التى تتفاقم يوما بعد يوم..حيث اصبحت مجموعة كبيرة جدا من(الفتيات)..يعانين من عدم الزواج..فتراهم فى (كدر) عظيم ..ينهب عقولهن التفكيرالعميق لانهن على حافة الهاوية!!
اسرة عم (حسين)..هو مثال واحد من الامثلة العديدة فى هذه الدروب الشائكة..او تلك الاسر الكثيرة التى حطت رحالها فى تلك المناطق البعيدة من ارض
الحجاز ..وطابت لها المقام منذ اعوام طويلة فى سبيل الحصول على منابع الرزق الوفير ..والعيش الرغيد..وانجبت خلال هذه الفترة الطويلة ابناء وبنات كثر..غير ان معظم
البنات لم يجدن مكانا اومقاعدا فى قطار الزواج على الرغم من الانتظار الطويل فى كل المحطات!!
الحقيقة ان (العنوسة)..اصبحت داء عضال تصيب اجسام المجتمعات العربية..وظاهرة تفشت بصورتها الحزينة فى كل مكان..غير انها تمثل اكثر معاناة وحزنا فى وسط الاسر السودانية بالسعودية..ذلك لان هذه الاسر فقدت احلامها وامالها فى العثورعلى شباب يرحل ببناتها من تلك الدهاليز المعتمة الى ساحات يشوبها حتى ولو قليل جدا من الفرح ..او السعادة..لاسيما وان هذه الماسى التى تسكن فى تلك البيوت احالت حياة سكانها الى كابة مزمنة ..ولايدرك مرارتها الا من يتذوق طعمها..وقسوتها الا من يكابدها..واسرة عم (حسين) تعد نموذجا من تلك النماذج الكثيرة لبعض الاسر التى تذرف دموعها ليل نهار ..وهي التى ركضت صوب هذه البلاد فى حالة جزل بالغ مع بزوغ شمس (الثراء) فيها بعد تدفق الذهب الاسود من باطن الارض والذى جعلها ترتدى ثوبا انيقا..وتبدو فى شكل شلالات من الفرح00
المعروف ان عم (حسين)..كان مثل اقرانه فى ذلك الزمن انتابه غبطة عارمة حينما وقع بين يديه عقد عمل فى السعودية ..وامتطى فى الحال جناح غيمة مسافرة حط
به فى مدينة تعزف الحانا جميلة..وقضى فيها عمره حتى رحل الى جوار ربه..وكان يعمل سائقا فى احدى المؤسسات..واقترن بزوجته بعد عام واحد من دنيا (الاغتراب) وكانت
الزوجة او(العروس) فى الايام الاولى تسكب الدموع شوقا وتحنانا لربوع قريتها التى ترقد على وسادات من الطرب بين احضان الشواطئ المخضرة..وتتذكر فى حنوبالغ كل افراد
اهلها وعشيرتها وصديقاتها االتى كانت تذهب معهن الى وسط الحقول فى وقت الاصيل..وتحلق بخيالها عبر معالم القرية..وحدائقها الغناءة ..ونخيلها الباسقة ..وجداولها الرقرقة..
وتتناهى الى اسماعها اصوات السواقى وهى تصدح فى هدأة الليل..وكانت من فرط جمالها ويفاعتها تبدو مثل (زهرة) تعطر اجواء الخميلة..ولكنها مع الزمن تحولت الى غصن من
الاغصان الزابلة..وبات قلبها ينوء برهق شديد ..وهي ترى بام عيونها ماحاقت لفلذاتها من (اوجاع).و.(احزان)..و(كدر)..وبقايا (الدموع) التى تتحجر فى زوايا عيونهن بسبب
(العنوسة)..التى هى ايضا من اسباب الانتحار فى حالات كثيرة !!
هذه القصة التى ربما تبعث فى (القلوب) حزمة كبيرة من(الاورام)..تعد واحدة من القصص التى تغرس (انات)و(واهات) فى العديد من افئدة الاسر السودانية فى بلاد
(الغربة)..خصوصا وان الشباب السودانى فى غربته كان بمقدوره ان يساهم فى تخفيف حدة هذه الالام ..الا انه لايرغب بل ينفرمن الزواج بأية فتاة سودانية لاترتدى ثوب بلادها..وقد ارتوت ايضا من نهر عادات وتقاليد هى بالطبع تتناقض ايضا مع طبيعة بلادنا السمراء..اما الشباب السعودي فانه لايحب ان يتناول طعامه من اصناف لا تتفق مع معدته ..مع انه احيانا ياكل الكثير من الاطعمة العربية الاخرى 00
احمد دهب ...ج050159430