حقل تجارب.. !! بقلم الطيب مصطفى

حقل تجارب.. !! بقلم الطيب مصطفى


12-05-2018, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544014914&rn=0


Post: #1
Title: حقل تجارب.. !! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-05-2018, 02:01 PM

01:01 PM December, 05 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: باليابان، لم يتغير شكل ولون الأزياء بالمدارس منذ قرون، ولم يتم اختيار الأزياء هناك بالأمزجة الشخصية و(العنتريات)، بل لكُلِّ زيٍّ مدرسيٍّ (تاريخٌ وأصل).. فالزيُّ المدرسيُّ للطلاب يرجع أصله إلى الزي الذي كان يُعتمد في الجامعة في العام (1889)، وهي جامعة طوكيو حالياً، أما الزي المدرسي للطالبات فيرجع أصله إلى زي البحارة في العام (1920)..!!

:: ولكن في بلادنا، فجأة، أصدر وزير الصناعة والتجارة د.موسى كرامة، يوم الأحد الفائت، قراراً بتشكيل لجنة لإعداد تصور للزي المدرسي بكل مدارس البلاد، وذلك بوضع وتحديد مواصفات تُلائم مناخ السودان، ثم الاستفادة من الصناعة الوطنية وربط الزي المدرسي بها.. ثم وضع وزير الصناعة خطة زمنية لتنفيذ، بحيث ترفع اللجنة تقريرها في فترة لا تتجاوز الشهر من تاريخ القرار..!!

:: فلندع دولة اليابان التي تبعد عن دولتنا بألف سنة ضوئية أو أكثر، بل في كل دول العالم - بما فيها العالم الثالث والأخير - فإن تحديد ألوان وأشكال ورمزيات الأزياء المدرسية من صميم سلطات وزارة التربية والتعليم، وليس وزارة الصناعة.. ولو أن لوزارة الصناعة مصانع غزل ونسيج جاهزة لصناعة (الزي المدرسي)، فعليها فقط تنفيذ ما تقرره وزارة التربية والتعليم عبر خبرائها..!!

:: ثم في الخاطر، قبل ثلاث سنوات، وبعد عقدين من الصمت، اجتمع نواب مجلس الخرطوم، وطالبوا بإعادة النظر في المسمى سابقاً بالزي المدرسي.. فالملابس المسماة بالمدرسية كانت عسكرية.. و نواب الخرطوم اكتشفوا أن الزي العسكري (غير صحي)، ويُسبب حالات الحساسية، أو كما قالوا.. ولم يتحدثوا عن آثار الزي العسكري على الصغار، واصطنعوا عيوباً وهمية من شاكلة (زي غير صحي)..!!

:: هم يعلمون بأن خامة الملابس لم تكن قضية.. لأن خبراء التربية لم يرفضوا (الخامة)، بل رفضوا (المظهر).. وكان على النواب أن يكونوا أعمق توضيحاً بحيث يكون سبب طلبهم لإعادة النظر في الزي المدرسي بأنه (غير تربوي)، وليس غير صحي.. وعلى كل حال، ناقشوا ثم غيًروا الزي العسكري بالزي الراهن، قبل ثلاث سنوات.. فلماذا يُغيّره موسى كرامة اليوم بزي آخر؟ وهل من الحكمة أن يتم تغيير الزي المدرسي كل ثلاث سنوات.. ؟؟

:: وعليه، ليس نقداً للسلطات الحكومية فقط، ولكن المجتمع أيضاً، كما كان سلبياً بالأمس وصغارهم يساقون - بلبس الصاعقة - إلى (ثقافة العنف)، بحيث لم يتكرم أي مجلس آباء بأي تعبير يرفض (تربية العنف)، فاليوم أيضاً يبدو المجتمع سلبياً وهم يرون أن موسى كرامة يُغيِّر الزي المدرسي بعد ثلاث سنوات فقط من التغيير الأخير.. ومن الطبيعي عندما يكون المجتمع سلبياً، يُطبق فيه المسؤول ما يشاء من التجارب..!!




fb