العجكو (1968-2018): مذكرات عن الناس والكراسي بقلم عبد الله علي إبراهيم

العجكو (1968-2018): مذكرات عن الناس والكراسي بقلم عبد الله علي إبراهيم


11-10-2018, 10:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1541886325&rn=0


Post: #1
Title: العجكو (1968-2018): مذكرات عن الناس والكراسي بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-10-2018, 10:45 PM

09:45 PM November, 10 2018

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كتبت كلمة عنوانها "مذكرات عن الناس والكراسي" في جريدة الأيام (19-11-1968) استنكرت فيها الاعتداء على مهرجان الثقافة الوطنية الذي حوى رقصة العجكو القتيلة. وحين أنظر للحادثة من حيث أنا الآن اعتقد إنها كانت منعطفي للتفرغ للحزب الشيوعي لخدمة قضية الثقافة وحريتها. كنت وقتها ما أزال مساعد أبحاث بشعبة أبحاث السودان أعد لرسالة عن تقاليد شعب الكبابيش. فوجدت نفسي متى تفجرت حادثة الرقص بصفتيّ الشيوعي والتراثي في قيادة حركة الاحتجاج على الاعتداء على مهرجان الفنون الشعبية بجامعة الخرطوم. كتبت مسودة بيان احتجاج الكتاب والفنانين وألبت القوم للتوقيع. وتمركزت في "حلقة المحاضرة" كما تسمى في أمريكا بمعنى أن تكون مدرجاً في قائمة محاضرين تدعى للحديث في موضوع لك فيه علم وفصاحة متى طلبك جماعة للغرض. ولا أستطيع أن أحصي دعوات فروع اتحاد الشباب السوداني لي للحديث في دوره بأحياء العاصمة. وتجمعت لي من هذه الندوات محاضرة ما زلت احتفظ بها. ثم نشرت كلمات في الصحف بمثابة احتجاج منها الكلمة أدناه. وأخرى عنوانها "إذا تطرق الإخوان لأخلاق الشيوعيين فليكن ذلك بتواضع جم" بجريدة الصحافة بتاريخ 18 نوفمبر 1968 (وربما 19). وهكذا تراني أنشر مقالين متتاليين عن الموضوع في صحيفتين مختلفتين في دلالة الأرق بالحادثة ودلالاتها. وهذه هي الحيثيات هي التي ساقت خطاي في 1970 لأتفرغ للعمل الثقافي في الحزب. صورة من المقال الأخير عندي باهتة لا تطبع. ومن دخل دار الوثائق وأعاننا عليه ثواب تكسب.

+ ولأنني غاضب يا مصنع الشمس والحزن أكتب باختصار مخل.
+ درجت العادة أن تجلس على الكرسي تشاهد العمل المسرحي أو الفني. فإذا الأمر، بفضل البعض، يتحول إلى العكس.
+ سأل أبو الهول أوديب (في مسرحية سوفكليس الإغريقي القديم) "من الكائن الذي يمشي في بدايته على أربع وعلى اثنتين في صباه وعلى ثلاثة في أرذل عمره؟". قال: "الإنسان". وسأل أبو الهول أوديب السوداني نفس السؤال فأجاب: "ولكننا هنا ومنذ الصبا وحتى أرذل العمر نسير على ثلاثة، على الرجلين والعصا".
+ يقولون للأمهات: "إجهضن الأولاد فلن تلدن إلا الأراذل الكفار". يشيرون للطفلة القمحية اللون ويهمسون: " ستلد سفاحاً يوماً ما". يحملقون في الشمس ويبصقون.
+ قال الذين سئلوا إن الرقص المختلط حرمته مغلظة. سمعاً وطاعة.
ولكن وددت لو سمعت آراء أولئك الذين شاهدوا العالم الخارجي (بلاد بره) وانغمسوا في الحياة فيه خصماً على ميزانية البعثات. ماذا يقولون؟ ألا يكتب أحدهم؟ أتصمتون؟ ما يمنعكم عن الحديث عن تجربتكم الأولى في الرقص الذي كنتم تتحرقون شوقاً لممارسته؟ قولوا عن خجلكم. حدثونا عن أرجلكم التي تيبست. عن تعثركم. عن لجلجتكم. احكوا. ما هذا الصمت؟ إن خجلكم في الرقصة الأولى هي خلاصة خجلنا تجاه التقدم والحضارة. يؤلمني أنكم صامتون!
+أراد المرحوم بابكر بدري، على ما حدثني به نفر من الرباطاب، أن يقيم مدرسة للأولاد بقريته في مبدأ أمر التعليم ولكنهم (أي الرباطاب) رفضوه ورفضوا عرضه. في صيف 1966 كنت أطوف بقرى الرباطاب فإذا المدارس تنشأ من جهد الأهالي وحصيلة التبرعات من النازحين في عطبرة وكسلا وأم درمان. وكانت العرائض المطالبة بتوسع التعليم تلهث أمام مجلس ريفي بربر.
قيل لأبي، علي إبراهيم على إبراهيم شقتت، حين فرغ من كتاب كورتي: "لا تذهب للمدارس العليا فهناك الفساد. ولقد علمني والدي، حمداً لله، فأحسن تعليمي حتى المدارس العليا.
أنا مع التقدم لأنني لا أملك أن أقف ضده إلا بالكرسي على جثث الناس. ولأنه كاسح أيضاً.
+ البرجوازيون كانوا في عرض الأزياء يبصبصون بصبصة العجائز المستهجنة. تزوج رجل رجلاً في القضارف. ماء بئر القضارف بياع في (صيدليات) نيالا بالشيء الفلاني. دهاء والآخر (نسيت الإشارة هنا لمن. ربما كانا دجالين اشتهرت عنهما أشياء) يتصلون بملك الجن الذي يسكن ضواحي بومباي. ألم يجد هؤلاء الكراسي لرجمهم؟
+ يقولون للتاريخ: لا
نقول للتاريخ: نعم
بغضب أكتب يا حزني، يا بلدي. أكتب لأنهم صمتوا ولأنهم باعوا الشباب والأبناء العامرين بالخصال والإبداع والإشراق خشية العصا الغليظة في سوق فكرهم الناضب المرصع بالطحالب. أكتب لأنني رأيت في عيون الشباب والأبناء البرق العبادي الذي يعلن للبادية إخضرار الزرع والضرع.
وأكتب لأنني كرهت وتقززت واحتقرت (سطر أخير غير واضح)