فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة

فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-10-2018, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1541860134&rn=0


Post: #1
Title: فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-10-2018, 03:28 PM

02:28 PM November, 10 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*هو شاب ممن يقال عنهم (تتمناه أي بنت)..

*وتمنى بنتاً...وتمنته...وتزوجا......ورُزقا بنتاً وولداً..

*ومضت حياته هادئة هانئة وادعة... رغم الضنك والرهق والغيرة..

*فقد كانت تغار عليه حتى من ظله الذي يتبعه نهاراً..

*وتغار عليه ليلاً من خيالات في رأسها تتبعه إلى داخل أحلامه..

*ثم جاء اليوم الذي وقف فيه الظل....وما زاد..

*وتوقفت الغيرة...والخيالات...والأحلام...والدموع في أحزان عيون الناس..

*وفي عينيها تحديداً....... بعد مرير بكاء..

*وكانت رائعة الدوش (بناديها) هي عنوان مناداتها لذاكرة خرجت... ولم تعد..

*ففي صباح ذلكم اليوم استيقظ زوجها بلا ذاكرة..

*لم يعد يتذكر أي شيء...ولا أي أحد... ولا أي مكان وزمان ومعان..

*حتى هي لم يتذكرها... رغم استدعائها (كلمات سر) قديمة..

*وحار إزاء حالته شيوخ الطب...والدين...والغيب..

*وبعد مضي عام تعايشت الزوجة مع حالة ذاكرة خرجت... وابتسامة رجعت..

*وشاطرها التعايش هذا الأهل... والصحاب... والنسابة..

*وقد كان فارق التبسم... وفارقه... مذ تفرق دم حظه بين قبائل الإحن..

*فنجاحه كان أكبر من أن تتحمله أنفس الفاشلين..

*وفوق هذا النجاح المكتسب حظوظ وراثية.... لا يد له - ولا للطبيعة - فيها..

*وبسببها درجت زوجته على أن تناديه ترنماً (يا قائد الأسطول)..

*ولكن قائد الأسطول تقوده زوجته الآن..

*وحيثما قادته لا تغادر البسمة شفتيه ؛ بعد أن عادت إليه...ولم تعد الذاكرة..

*فكلما تعرِّفه بشخص هو أصلاً (يعرفه)......يتبسم فقط..

*ومع التبسم هذا مفردة (أيواااااه)......ولكنها لا تعني أي شيء..

*لا تعني التذكر...ولا التفكر...ولا التبصر..

*وما يهمني في هذه القصة الحقيقية تماماً شيء واحد فقط... حسدت (بطلها) عليه..

*ولكنه حسد (بعد) المصيبة لا (قبلها)..... كحسد الآخرين..

*وهذا الشيء هو التبسم السعيد.. مع نعمة النسيان..

*فالذاكرة - في زماننا هذا - باتت مثل ذاكرات الهواتف الممتلئة...تحتاج مسحاً..

*ولكن مسح الذاكرة البشرية ليس بسهولة مسح ذاكرة الجوال..

*بل قد يحدث أمر عجيب....لم تتحسب له..

*فقد تُفاجأ بأن الذكريات السعيدة هي التي تنمحي....وتبقى التعيسة..

*ويبقى غير المرغوب فيه من الأسماء...كذلك..

*ويستعصي من ثم التبسم الصادق...ولو من باب (تبسمك في وجه أخيك صدقة)..

*وتظل محاولة (رسم) بسمة على وجه حزين مفضوحة دوماً..

*فما من حل إلا أن تصحو - ذات يوم - فتجد ذاكرتك (مفلترة) بالكامل..

*ويقودك شخص من أهل البيت إلى حيث تريد..

*أو إلى حيث (لا) تريد ؛ بما أنك أصبحت خارج الزمان...والمكان... والسودان..

*وحين تصادف وجهاً كرهت كثرة (طلته) - وكلامه - لا تبالي..

*ولا تفعل - حال تعريفك به - سوى أن تتبسم..

*ثم تصيح بفرح طفولي (أيوااااه) !!.






assayha