جهنم !!! بقلم صلاح الدين عووضة

جهنم !!! بقلم صلاح الدين عووضة


10-10-2018, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539176186&rn=0


Post: #1
Title: جهنم !!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-10-2018, 01:56 PM

01:56 PM October, 10 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*أو بتعبير آخر.... الجحيم..

*ودانتي يحاول رسم الجحيم هذا - شعراً - في ملحمته الشهيرة (الكوميديا الإلهية)..

*وتخيل نفسه قد مكث يومين هناك... رأى خلالها أهوالاً..

*وسارتر لديه مسرحية اسمها (الجحيم هو الآخرون)... حين يكون الآخر مؤذياً..

*ففي رأيه أن الجحيم هنا في الدنيا... وهو يكفي..

*وكاتب هذه السطور ما زال يرتجف عند تذكره تمثيلية الجحيم..

*فقد شاهدها - طفلاً - أثناء ليلة ثقافية أقامها مركز شرطة كريمة...نعم الشرطة..

*وأسير الخليفة نيوفلد كتب عن جحيم فظيع...بسجن (الساير)..

*وفي رأيي إنه بزَّ كلاَّ من دانتي... وسارتر... وبوليس كريمة ؛ وصفاً للجحيم..

*ففي داخل السجن حجرة يُطلق عليها اسم (أم حجر)..

*ويُحشر فيها مساء كل يوم ما بين مئتي وخمسين إلى ثلاثمئة... من السجناء..

*وكثير منهم كانوا من أسرى الخليفة... أو معارضيه..

*وجميعهم مكبلون بسلاسل... أغلال... جنازير... ومكيات ؛ من الأقدام للأعناق..

*وفي يوم جيء بأسير مصري... هو فوزي باشا..

*وأُحكم ضرب الحديد على رجليه فوق المعتاد - بأوامر عليا - فتورمتا مساءً..

*وكان أول من أُدخل (أم حجر)... مغشياً عليه..

*ثم أُهيل عليه الفوج الأول من (الجتت)... وهو الوصف الأصدق لكتل الجلد والعظم..

*وكان نيوفلد قدم وصفاً لأم حجر هذه - ولياليها - في فصل سابق..

*فالجالس فيها مقتول... والصارخ مضروب... واللاعن مفقود..

*وصباح كل يوم تُلقى في النيل جثث من ماتوا اختناقاً... أو مرضاً... أو (عفصاً)..

*ولكن العدد لا ينقص أبداً...فآخرون يحلون محلهم دوما..

*ولما سمع نيوفلد من موقعه أنين فوزي أسرع نحوه... يضرب يميناً ويساراً..

*ووجه ضربه بضرب مماثل... واشتعلت أم حجر ضرباً في الظلام..

*ثم اشتعلت شرراً مع حشر عشرين آخرين... مشعَّبين..

*والمشعَّب هو الذي عنقه بين شقي فرع شجرة... أو جزعها ؛ وبالكاد يتنفس..

*فذاك كان ضرباً من ضروب التعذيب في (قانون) الخليفة..

*ولكنه ولا شيء إلى جانب (بنت أم حجر)... وهي زنزانة أخرى صغيرة للإعدام..

*وفيها مات أعز (أصدقاء) الخليفة... وأهم (قواده)..

*مات فيها - جوعاً وعطشاً - الزاكي طمل... وحسين زهرة... وأحمد القاضي..

*فبابها حين يُغلق لا يُفتح إلا لإخراج الجثة... متيبسةً..

*أما الشرر فكان نتاج الضرب بأعواد مشتعلة بغرض إفساح مجال للقادمين..

*وظن فوزي أن تلكم النار هي نار جهنم... وأنه قد مات وبُعث..

*ولكن هناك جحيماً (آنياً) أفظع من هذه النماذج..

*وذلك حين تشاهد - داخل صيدلية - دموع شيخ جراء عجزه عن شراء دواء..

*وعندما تنشد مسح دموعه هذه تفاجأ بعجز فلوسك أنت نفسك..

*عجزها حتى عن دوائك... دعك من دواء المسن..

*فتجد نفسك في (جهنم الحمراء ذاتها) !!!.





assayha.