Post: #1
Title: زي الناس !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-09-2018, 02:08 PM
02:08 PM October, 09 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *ونبدأ بحكاية حدثت منذ زمن بعيد..
*حين قدم شقيقي عماد من دبي بمناسبة أحد أعياد الأضحى..
*وكان سيف الصالح العام قد جز كثيراً من الأرزاق... وبعضاً من الأعناق..
*فقد مات أناس بالفعل... وأعرفهم منهم - شخصياً - عشرة..
*لم تتحمل قلوبهم وقع الصدمة... فكفت عن الخفقان..
*فذهبت - وأخي - إلى منزل صديقنا محمد محيي الدين (دكتور) لجلب خروفي..
*وكنت قد تركته بمعية خروفه عقب شرائنا لهما... بزريبة الغنم..
*وطفق دكتور - كعادته - يتشهى ما ينتظرنا من أطايب..
*تغزل في الخروفين... وصوفهما... وقرنيهما ؛ وما هو متوقع من لحمهما وشوائهما..
*وختم ثرثرته قائلاً (كده الخرفان ولاَّ بلاش)..
*وطوال فترة الغزل هذه كان عماد يرسل من فوق حائط الزريبة نظرات حائرة..
*ثم صاح بدهشة حقة (هي وينها الخرفان دي من أساسه ؟!)..
*وبالفعل لم يكن هنالك خروفان... وإنما محض حملين لا يظهران وسط الأغنام..
*ولكن من زاوية واقعنا المادي - آنذاك - رأيناهما كبشين..
*وسخرية عماد تلك نحتاجها الآن إزاء الواقع الأدائي لكثير من وزرائنا... ومسؤولينا..
*فوالٍ من الولاة - مثلاً - احتفل بافتتاح مسلخ... و(نطط)..
*وهذا هو مبلغه من الطموح السياسي... والأدائي... والعطائي ؛ كوالٍ..
*وآخر كلما فشل في شيء وعد به يعود لما يقدر عليه..
*والذي يقدر عليه هذا هو مهرجانات الرقص... والطرب... والهجيج... والسَفَه..
*وثالث يفاخر بأن الوباء الذي اجتاح ولايته لم يقتل أحداً..
*وهذا قمة الإنجاز في نظره ؛ تردٍّ بيئي... ومئات المرضى... ولكن لا موت..
*ووزير يباهي باحتواء تسمم الواضعات بعد وفاة ثلاث (فقط)..
*وينتظر أن يُحمد على ذاك العمل الرائع... فهو الذي قدر عليه من واقع قدراته..
*وثانٍ لا يفعل شيئاً سوى إطلاق الوعود... ذات الأجل..
*وإلى أن ينقضي أجل وعد منها يحملق في السماء على أمل أن تمطره ذهباً وفضة..
*وقد تحدثنا كثيراً عن (نوعية) مسؤولي زماننا هذا... من أين أتوا؟..
*ومن العجيب أن الذين يأتون بهم حائرون (لماذا يحصل ما يحصل؟!)..
*ومن يأتي بحمل فلا يتوقعن منه شواء خروف..
*ومن لا يملك غير ثمن الحمل هذا لا يُلام إن رآه كبشاً... بمنظار قدرته المالية..
*ووزير الصحة الجديد هو أغرب هؤلاء المسؤولين جميعاً..
*فقد طار للخارج قبل أن يكمل أسبوعاً في وزارته... ثم طار فرحاً بما رجع به..
*وهذا الذي رجع به هو (الخبرة الحضارية في قضاء الحاجة)..
*يعني شعب السوداني (المتلاشي) تحضر في كل شيء ولم يبق سوى (زي الناس)..
*يا شيخنا (هو وينهم الناس من أساسه) ؟!!.
assayha
|
|