الخوف من كلمة ثقافة ! بقلم أيمن الصادق

الخوف من كلمة ثقافة ! بقلم أيمن الصادق


10-07-2018, 05:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1538930953&rn=0


Post: #1
Title: الخوف من كلمة ثقافة ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 10-07-2018, 05:49 PM

05:49 PM October, 07 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر


نصف الكوب

[email protected]



أواخر اكتوبر من العام 2015 إستضاف برنامج ثقافة ، والذي يُبث على فرانس24 الشاعر الكبير ، والناقد والمسرحي ( الشاعر الوطن ) هاشم صديق ، وحقآ كان حوارآ اكتوبريآ ، وفي شهر اكتوبر ، مع صاحب ملحمة اكتوبر الرائعة ... وهاهواكتوبر- الآن - يجري فينا مع بؤس وتردٍ مريع دون أي رغبة في التغيير ! .
تحدث شاعرنا الكبير للبرنامج متناولآ – في رده على الأسئلة – أوضاع الثقافة والفن في السودان في ظل الأوضاع القائمة ، وعند آخر الحلقة قاطعته مقدمة البرنامج بسؤال عن الحرية التي كان الأستاذ هاشم صديق يتحدث عنها ؛ وهو هل الحرية تولد الفن أم العكس هو الصحيح؟ ، فأجاب : "(..) أن الحرية مهمة للفنون ، وهي الأرضية الصلبة التي تقف عليها ، وتساعد الشعب على الإنتاج والصمود والإبداع ، والإنجاز الكبير والعظيم ،،، وأردف الأستاذ هاشم صديق ضاربآ مثلآ ؛ أنه اذا كنت في أي وضع غير جيد واستمعت للموسيقى أو مارست الفن بحرية عندها يحصل لك قدر من الإستلهام ، وستصبح رقمآ وإنسانآ فاعلآ في المجتمع ... ولكن في ظل الإحباط والفنون الرديئة ، وتراجع الفن الذي يصدح بهموم الشعب ؛ لا يمكن أن تكون فنون للتطور " .
وأكثر ما أذهلني من هذه المقابلة هو قوله : " أن النظام السوداني يخاف من كلمة ثقافة " !
ربما استوعبت تصريحه هذا ( الخوف من الثقافة ) بعد بث حلقة شباب توك بالدويتشه ، أدركت أن خوف النظام من الثقافة والتي لها عدة مفاهيم ولكنها بالآخر حصيلة المعارف والعادات والأفكار لدى الناس ، بالتالي من الطبيعي أن يكون هنالك تباين في المعرفة والأفكار ؛ وهنا يأتي دور الحوار ( الثقافي ، السياسي ، الفكري الديني وما يتصل ) ومن الطبيعي أنه كلما غاب الحوار ؛ إزدادت الهوة بين الناس المختلفين فكريآ وعقائديآ وكذا مدارسهم التي ينتمون إليها ( وأعني هنا الحوار الممنهج والمخطط له من قِبَل الدولة بإشراك الجهات المنوط بها ذلك) وشاهدت كيف أن شابة صغيرة – بتلك الحلقة - قد واجهت رجل الدين وعضو البرلمان وقد كان الحديث يدور حول ختان الإناث بسؤالها للشيخ بعد ان أكدت ان الختان يضر بالفتيات ، وكان رأي الشيخ أنه من أمر ديني أوما شابه عندها سألته الشابة قائلة :" هل الإسلام عايز يضرني ؟ " كما أعلم أنه قد تتوفر إجابة لدى الشيخ سواءً تكون مقنعة أم لا ، ولكن في الحقيقة كانت مواجهة صعبة ، ومع تشنج وعصبية وحوار عسير لولا الإمكانيات الكبيرة لمقدم البرنامج ، وكله بسبب غياب الحوار وإقصاء الآخر عن الأجهزة الرسمية للإعلام والبرامج الثقافية والفكرية ، ورأيتم كيف أن الأمر قد أحدث جلبة وإضطراب كبير دفع بتيارات بعينها للتضامن مع رئيس هيئة علماء السودان ، وأخرى بالجانب الآخر وكأن الأمر إستعداء وتضامن ومناصرة ؛ وهو مناخ غير صحي ، لدرجة أن بعضهم روج للكثير والمثير للتأجيج ضد البرنامج ومقدمه وشركاءهم ( إستنادآ لنظرية المؤامرة ) بالرغم من أن البرنامج قديم وناقش على مر السنين قضايا معقدة ... وأولآ وأخيرآ أن المشكلة الأساسية هي إقصاء الآخر ، وعدم الإستماع إليه أو مناقشته ، وربما عدم الإعتراف به وإنكار وجوده ... مثله مثل القضايا المسكوت عنها وتنخر في المجتمع ، وتضر بالبلاد وأهلها . !
و أتساءل ماذا إن تم إطلاق قناة تلفزيونية تكون معبره عن الآخربإسم ( أنا الآخر ) أو ( صوت الآخر ) تعبر عن الشباب بمختلف التيارات والرؤى والأفكار وبالأخير كل المُكوِن ؟ .
إعتقد بعد كل هذا أن الفرصة مواتية لمراجعة أوضاع الشباب والمجتمع ( الآن ) والتنازل عن فَرض أيدلوجيا ( كطلاء ديكوري ) تسهم في تأزيم الأوضاع ؛ وكله بسبب الخوف من الثقافة وما يتبعها – إتفاقآ مع المبدع الجسور هاشم صديق - ومطلوب مساحات أكبر للشباب ، وحراك ثقافي فكري ؛ حتى نتجنب مواقف وردات فعل مثل ما حدث بعد شباب توك ، وحينها سيجري أي نقاش أو حوار بصورة سهلى وسلسة ؛ ومؤكد أنه ربما تحدث بعض التحولات الفكرية من هنا وهناك بصورة طبيعية ( وتلقائية )، كما أنه أمر سيريح البعض من تلك المهام الغريبة ( مثل إكمال النور ) !
بالوردي ، في إكتوبر الوردي :
في اكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي تشدد منظمة الصحة العالمية على الفحص المبكر ، وتعتبره حجر الزاوية لمحاربته .
وحمى الله الجميع ، ونسألة الشفاء الكامل للمرضى .--