شهادتي للتاريخ (47) قراءة علمية لجذور الأخفاقات في سد النهضة التي كشفت عنها أثيوبيا بقلم بروفيسور

شهادتي للتاريخ (47) قراءة علمية لجذور الأخفاقات في سد النهضة التي كشفت عنها أثيوبيا بقلم بروفيسور


09-12-2018, 10:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536788899&rn=0


Post: #1
Title: شهادتي للتاريخ (47) قراءة علمية لجذور الأخفاقات في سد النهضة التي كشفت عنها أثيوبيا بقلم بروفيسور
Author: بروفيسور محمد الرشيد قريش
Date: 09-12-2018, 10:48 PM

10:48 PM September, 12 2018

سودانيز اون لاين
بروفيسور محمد الرشيد قريش-
مكتبتى
رابط مختصر




بسم الله الرحمن الرحيم

شهادتي للتاريخ (47) صرح المخض عن الزبد

عند
موائد الرحمن الفكرية

حول
ست من شهاداتنا للتاريح تجيب علي السؤال الأثيوبي الجوهري: لماذا لم ننته أثيوبيا من إنشاء السد خلال السبع أعوام الماضية"وهل يقفل ملف القضية باتمام تشييد السد؟

والدراسة واحدة من روزَنامة من البحوث لهذا الباحث التي تقدم الحلول التقنية لمشاكل التنمية ، المنشور بعضها في النت ، فمن رغب في الأطلاع عليها يجدها في أخر هذه الحلقة

بروفيسور د. د. محمد الرشيد قريش*
مستشار هندسي
دكتوراه الهندسة الصناعية والنقل (جامعة كولومبيا)
دكتوراه الموارد المائية--هيدرولوجيا وهيدروليكيا وليمنولوجيا (علم البحيرات والمياه العذبة-- جامعة مينسوتا).
ماجستير الفلسفة (M.Phil.) في التخطيط الاقتصادي والاقتصاد الصناعي(جامعة كولومبيا)
ماجستير إدارة الأعمال (M.B.A.) في الأقتصاد وبحوث العمليات (جامعة يوتا)
بكالوريوس الهندسة الزراعية (B.Sc. جامعة ولاية كاليفورنيا)
الشهادة المتوسطة في العلوم "Intermed. Sc." (جامعة الخرطوم)
شهادة النقل الجوي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا M.I.T.)
شهادة "العلوم والتكنولوجيا والتنمية" (جامعة كورنيل)
S.M.A.I.I.E., S.M.S.M.E., M.A.S.C.E., M.A.I.A.A., M.C.I.T, M.A.S.Q.C., M.TIMS, A.M.A.S.A.E.

خبير التخطيط القطاعي للمياه والنقل والطاقة والتصنيع
والعلوم والتقانة
وخبير قانون المياه الدولي ومفاوضات نزاعات المياه
العابرة للحدود
وسابقا :الأستاذ بالجامعات الأمريكية والسعودية وزميل مركز (M.I.T.) للدراسات الهندسية المتقدمة
ومستشار الأسكوا واليونسكو
وخبير الأمم المتحدة وخبير منظمة الخليج لللأستشارات الصناعية
ومدير المركز القومي للتكنولوجيا
ومؤسس ومدير
مركز تطوير أنظمة الخبرة الذكية
لهندسة المياة والنقل والطاقة والتصنيع

****
"وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى "(الأنفال 16)
"وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً" (الكهف 39)

****

"أنهم في البداية سيتجاهلونك ..
ثم يسخرون منك ..
ثم يحاربونك ..
ثم تنتصر " (غاندي)


"قَطَعَتْ جَهِيْزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيْبٍ"*

Ω نفل موقع "سودارس" الألكتروني في موقعه التالي
https://www.sudaress.com/smc/148531https://www.sudaress.com/smc/148531
تصريح رئيس وزراء إثيوبيا حول تأخير بناء سد انهضة واخفاقات المقاول المحلي ، ونشر مع التصريح دراستنا بعنوان
شهادتي للتاريخ (12)
مخاطر غياب "المهندس الاستشاري"
والتداعيات الخطيرة لغياب منظومة دراسات الجدوي المتكاملة:
عن سد التهضة

وكأن الموقع يريد أن يقول "هنا تكمن اسباب ألاخفاق ، وهو محق في ذلك وان كان ذلك جزئيا ، فهناك بجانب شهادتي للتاريخ (12)
"شهادتي للتاريخ (15): "عيون" (بوابات) سد النهضة لم تَغَمُّض ، بل لازالت مُشرَّعة علي مصراعيها للتفاووض" ،
و "شهادتي للتاريخ (16- أ) ما بال اقوام يقولون أن:"كل ما يتعلق بتصميم السد وسلامته قد تم الأنتهاء منه"!
و"شهادتي للتاريخ 18" ما بال أقوام يَزْعُمُونَ
أَنَّ أمرسلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ"!)
و"شهادتي للتاريخ (19) : أصَحِيحُ أن الروصيرص أَحْرَى وأَجْدَرَ بالفشل الهيكلي من سد النهضة"
و"شهادتي للتاريخ"(23- أ) " كيف سيُضَارَّ السودان من سد النهضة ومُتَلاَزِمَاته؟"

∆وجاء في الأخبار أن لجنة علمية كونت في أثيوبيا قد اضطلعت علي كل ما كتب في السودان سلبا وايجابا عن سد النهضة ووصلت فيه الي قناعة عبر عنها رئيس وزراء اثيوبيا بتصريحاته الأخيرة ، والتي اضاف اليها قوله أن " علينا أن نطرح السؤال التالي : وهو لماذا لم ننته من إنشاء السد خلال السبعة أو الثمانية أعوام الماضية" ، وهو ما سنحاول الأجابة عليه في هذه الدراسة
∆هذا يعني أن الذين فندوا فوائد السد المزعومة وكشفوا مضارة
الماثلة ومخاطره الموعودة كانوا علي حق في ما ذهبوا اليه كما
يتبدي ذلك من تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا :
"فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ"
(الرعد 17)


Ω صرح المخض عن الزبد
: اللاعبون علي مسرح سد النهضة:

اللاعبون علي "مسرح العمليات" في تشييد السدود هم عادة أربعة:العميل والمقاول الرئيسي والمقاول المحلي والمهندس الأستشاري
♣ والعميل (The Client - C) هنا هو"شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية"
(Ethiopian Electric Power Corpor.- EEPCo.)
◊ وهي" التي منحت عقد تشييد سد النهضة للمقاول الدولي:
 من غير مناقصة
 وعلي صيغة "تسليم المفتاح"،
◊ وقد تكون شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية"قد رأت في صيغة "تسليم المفتاح" :
 فرصة لتفادي الحاجة إلى "المهندس الاستشاري (CE)
 و"تفادي" كلفتة العالية!
◊ لكن هل هي حقا تفادت تلك الكلفة؟سنري بعد قليل الأجابة علي هذا السؤال ونشهد التداعيان السالبة لهذين القرارين
◊ وتبقي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" مالكة السد هي "السلطة المشرفة" علي انشائه (The Client) ،
♣ المقاول الرئيسي (الدولى)
The Primary (Int’l) Contractor—IC
وهو هنا "شركة "بناة ساليني" الايطالية (Salini Costruttori)
والتي بنت من قبل سدي قيلقل جيبي I and II
(Gilgel and Gibe)
وسد (تانا) بليز(Beles)
وتبني حاليا سد قيلقل جيبي III (Gilgel Gibe III)
والتي أعلنت عند البدء وضع المشروع علي مسار"التنفيذ السريع - وقدرته ب 6 سنوات!"
("Fast Track Implementation")
علما بان بناء "محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية" فقط يتطلب عادة فترة أطول من ذلك، وتحديدا:
(Lead Time of 8-15 Years)
لتغطية دراسات الموقع، والدراسات الهيدرولوجية، وتقييم الأثر البيئي الخ!…
• وهناك اشارات توضح أن شركة "بناة ساليني" الايطالية في ظل غياب المهندس الأستشارئ أخفقت في القيام بمهام ذلك الأستشاري التي يقوم بها في مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع وعلي رأسها عمل "دراسات جدوي" لسد النهضة خاصة:
• "الجدوي التقنية" والتي تعني بالأجابة علي السؤال الأتي:"هل يمكن قيام المشروع؟" ، بمعني هل خواص الموقع والحوض (الهيدرولوجيا والجيولوجيا والطبوغرافيا الخ ... في الموقع المختار) تسمح بقيام السد؟ :
وكان هيرست وبلاك (Hurst and Black) (أبرز الهيدرولوجيين الذين ارتبطت اسماؤهم بدراسات ضبط النيل) قد استبعدا قيام خزان ذو "تخزين مستمر"
(Over-year-Storage) في حوض النيل الأزرق بمجمله،
عدا بحيرة تانا ، وذلك بسبب حجم التصريف المائي وزلزالية
وطبوغرافية وجيولوجيا الموقع!
وجاءت بعدهما شركة "سيمنز" الألمانية عام 1956 برأي مقارب من ذلك
بينما حدد "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (في عام 1964) السقف -- "سد حدود" (Border Dam):
• بارتفاع 85 متر ، لا 145 متر
• و بسعة (11.1) مليار م3 ، لا 74 مليار م3
• ولتوليد 1400ميجاواط وليس 6000 ميجاواط!
أما خطة وادي النيل (Nile Valley Plan, NVP) ، فقد أشارت الي أن :
 الموقع ليس صالحا "للتخزين المستمر"
(Over-year Storage)
 وليس الأصلح لتوليد الكهرباء، رغم أن هدف الخطة الأول كان:
◊ زيادة ايراد النيل
◊ وانتاج أكبر قدر من الكهرباء من حوض النيل للجميع،
◊ مع ادارة اقليمية لكل السدود علي النيل
◊ ومشاريع بحثية مشتركة ،
◊ بجانب الأحتفاظ بالحقوق التاريخية المكتسبة لكل الدول المتشاطئة !

∆وتكاد قضية سد النهضة ترتبط بكل المخاطر الطبيعية المهددة لسلامة السد علي سبيل المثال:
مشاكل الجيولوجيا المعقدة كالانزلاقات الأرضية (Landslides ، كما حدث سد "جيبي الثاني" وسد "تكزي" )
التربة المتمددة (Expansive Soil)
الزلازل ( (Earthquakes
الجدب (Low Flows ، كما حدث لسد "تكزي")
الفيضانات و السيول (Floods/ Storm Runoff)
(أنظر"شهادتي للتاريخ 18" ما بال أقوام يَزْعُمُونَ
أَنَّ أمرسلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ!)

• وهناك اشارات توضح أن شركة "بناة ساليني" الايطالية في ظل غياب المهندس الأستشارئ أخفقت أيضا في القيام بعدد أخر من مهام ذلك الأستشاري التي يقوم بها في مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع:
• "كالجدوي المؤسسية والسياسية" ، والتي تفحص مدي تصادم أو تكامل المشروع مع مصالح وسدود دول الجوارالأقليمي
• و"الجدوي الأجتماعية والبيئية" والتي تعني بالسؤال الجوهري : هل ينبغي القيام بهذا المشروع أصلا؟ والمتمثلة في "تقيم بيئي" ايجابي و"بيان للأثار البيئية للمشروع، وأن يكون المشروع -- أضافة -- معني بتعزيز"الرباعية التنموية"،
(The 4-Account System ، الاقتصادية والاجتماعية
و الإقليمية والبيئية للبلد) ، أي تأثير السد على حياة المجتمع
وعلي المياه واستخدامات الأرض الخ…

♣ ألمقاول المحلي (The Local Contractor - LC)
• وهو هنا شركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي تديرها الدولة
• و المتعاقدة على القطاعات المعدنية الخاصة بالمكونات الكهروميكانيكية والهيدروليكية في المشروع

شهادة رئيس وزراء أثيوبيا

تتمحور هذه الشهادة حول أربع عناصر هي :
 تأخير تكملة السد
 فشل المقاول المحلي
 مشاكل التصميم
فشل تركيب التربينات

دعنا نتناول تباعا هنا عناصر هذه الشهادة

Ω شهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول تأخير تكملة السد
أشار رئيس وزراء إثيوبيا الي:
عدم استكمال المشروع وفق الجدول الزمني وأضاف قائلا:
"إذا واصلنا السير بهذا المعدل، فإن المشروع لن يرى النور" !

Ωشهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول ألمقاول المحلي
(The Local Contractor - LC).
أوضح رئيس وزراء إثيوبيا
 أن شركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي تديرها الدولة تسببت في تأخير بناء مشروع السد، مضيفا:
 "ولقد سلمنا مشروعا مائيا معقدا إلى أناس لم يروا أي سد في حياتهم! ، ولذا :
 قررت الحكومة الإثيوبية، إزاحة شركة المعادن والهندسة "ميتيك"
 و إنه سيسند الأعمال في المشروع إلى مقاول آخر، على أمل الإسراع في التنفيذ.
وهذا في عرف المشاريع المائية يمثل "خطأ غياب الكفاءة المهنية" (Proficiency ) علي سبيل المثال:
• اخفاق "المقاول المحلي" ("ميتيك") في ادراك أن ظروف الأساس (Foundation Conditions) لاتتفق مع افتراضات التصميم ، و"ميتيك"هي التي يناط بها "كمقاول محلي" في مرحلة التخطيط للمشروع:
o القيام بالمسح الأستطلاعي (الطوبوغرافي والجيولوجي)
o وبالحفر الأختباري(Trial Boring) ، مثلا لتحديد
تأثير الجريان النهري على سعة المفيض الخ…
• أو عدم معرفة ("ميتيك") باستخدام بعض جوانب الأتممة والبرمجيات الخ…
◊ أو وقوع ("ميتيك") في فخ الأخطاء البشرية ، (والتي كان علي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وهي "السلطة المشرفة" علي انشاء السد ، اعمال "أحكام التحسب الأستشرافي" --Anticipatory Provisions لتحييدها)، علي سبيل المثال:
 الخطأ البشري الإجرائي (Procedural ) وغير المقصود، كادخال بيانات خاطئة في الحاسوب
 والخطأ البشري الإتصالي، كالخطأ في تفسير قراءات الأجهزة بشكل صحيح
 والخطأ البشري المتصل باتخاذ القرار غير الصائب (Decision Error ) مثلاً:
o تجاوز الحدود التصميمية ، كتجاوز الحمل التصميمي(Design Load )
o الفشل في تشغيل ملحقات السد على النحو المنصوص عليه
 والخطأ المقصود (Non-Compliance Error ) ، مثلا:
o عدم احترام متطلبات المواصفات الحرجة أثناء البناء أو
o عدم تنفيذ عمليات التفتيش المفصلة ، أو
o عدم إجراء التدابير التصحيحية أو
o الخرق المعتمد لإجراءات العمل الخ…

Ωشهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول مشاكل التربينات
صرح رئيس وزراء إثيوبيا قائلا:
"لم نتمكن حتى من تثبيت توربين حتى الآن ناهيك عن استكمال المشروع وفق الجدول الزمني".

دعنا نتناول هذا الأمر بعين فاحصة:

∆ التربينات وديالكتيك العلاقة بين مدخل سحب المياه للتربينات Intake to Turbine))
و المخارج السفلي (مأخذ - المياه(Outlets/Sluiceway
وبوابات التحكم العليا (High Level Sluice Gates)

كانت بعض الأحبار قد اشارت الي ان التربينات قد وصلت
قبل مدة للموقع ، و رئيس وزراء إثيوبيا يقول:
" لم نتمكن حتى من تثبيت تربين حتى الآن ناهيك عن استكمال المشروع وفق الجدول الزمني".
وهناك علاقة وظيفية وثيقة بين مدخل سحب المياه للتربينات
و المخارج السفلي (مأخذ المياه) وبوابات التحكم العليا
• علما بأن لسد النهضة ورديفه السروجي ثلاثة مفيضات
(Spillways)
لكن لم بكن لديه في التصميم الأصلي بوابات تحكم عليا
(High Level Sluice Gates)
الا في المفيض الأساسي والذي يدار ب6 بوابات نجمية
(Radial Sluice Gates)
تصريف كل منهما 2450 م3 في الثانية ليبلغ اجمالي تصريف المفيض الرئيسي 15,000 م3 في الثانية
• ويتسم تصميم سد النهضة الحالي بقلة "بوابات التحكم السفلي
2 Bottom Outlets at EL.565 Above Sea Level-ASL
وبتصريف 386م3 في الثانية أو (33.4) مليون م3 في اليوم لكل
بوابة
• علما بأن مما تم الأتفاق عليه في "وثيقة الخرطوم"في ديسمبر 2015 كان هو طلب اضافة بوابتين جديدتين (أي زيادة بوابات التحكم السفلي من 2 الي 4) لتصريف المياه بعد أن رأي خبراء الدول الثلاثة ضرورة لذلك من الناحية الفنية في اجتماعهم في اثيوبيا في أول ينايرمن تلك السنة – وهو أمر رفضته أثيوبيا لاحقا!
• لكن أثيوبيا بدلا من زيادة بوابات التحكم السفلي من 2 الي 4، قامت باضافة اثنين من بوابات السد العليا
(High Level Sluice Gates)
وبتصريف886 م3 في الثانية لكل منهما ، تأسيا ب"هامش الأمان" الذي أضيف لسد الروصيرص عند بنائه في الستينات تحسبا لتعليته اللاحقة والمتمثل في زيادة عدد بوابات السد العليا
• وفي الواقع ، فان تلك هي أرخص وسيلة لزيادة هامش سلامة السد (Safety Margin) وزيادة طاقة الفيضان التصميمي
((Design Flood
من خلال زيادة بوابات التحكم العليا ، فمثلا اضافة فتحتين للمفيض سعة كلا منهما 2450 م3 في الثانية يرفع طاقة الفيضان التصميمي (Design Flood) لسد النهضة من 15000 م3 في الثانية الي 19900 م3 في الثانية
لكن تأمل فيما أقدم عليه السودان لزيادة "هامش الأمان" لسد الروصيرص عند التعلية وذلك:
 باضافة 2 من بوابات السد العليا
(High Level Sluice Gates)
بحيث أن كل بوابة جديدة تزيد من طاقة اطلاق الفيضانات ب
(1548) م3 في الثانية ، بالمقارنة مع
• اضافة أثيوبيا ل 2 من بوابات السد العليا في المفيض الأساسي بتصريف886 م3 في الثانية لكل منهما فقط ( باجمالي1772 م3) ، أي تصريف 153 مليون م3 في اليوم لبوابتي سد النهضة العليا
لكن تصريف النيل الأزرق الاقصي في القرن العشرين عند الدماذين كان قد بلغ في عام 1946 933 مليون م3 في اليوم
(أو 10800م3 في الثانية)
أما معدل تصريف فتحة بوابات التحكم السفلي – وفق الرسم المائي التخطيطي لسد النهضة -- هو 33.4 مليون م3 في اليوم أو 66.8 مليون م3 في اليوم للفتحتين )، أي أن فتحتي بوابات التحكم السفلي لن يكونا قادرين:
 علي تمرير أقصي تصريف (والبالغ 933 مليون م3 في اليوم ان حدث مرة أخري) ،
• ولا تمريرمتوسط التصريف السنوي للنيل الأزرق عند الدماذين (والبالغ 135.7 مليون م3 في اليوم)
• ولا تمريرما وعدت به اثيوبيا السودان ومصر (أي 130 مليون م3 في اليوم (وفي رواية أخري 133 مليون م3)
لكن لما كانت البوابات تعمل عادة جنبا الي جنب مع المفيض (Spillway) - للسيطرة على الخزان خلال الفيضانات أو في الظروف العادية
• ولما كان اجمالي تصريف بوابات التحكم السفلي والعليا بمعدل (66.8 + 153) أي حوالي 220 مليون م3 في اليوم، هذا يعني أن سد النهضة من خلال البوابات السفلي والعليا معا :
• لن يكون قادرا علي تمرير أقصي تصريف 933 مليون م3 في اليوم ان حدث مرة أخري!
• لكنه سيكون قادراعلي تمرير متوسط التصريف السنوي للنيل الأزرق عند الدماذين (والبالغ 135.7 مليون م3 في اليوم)
• وكانت اثيوبيا قد وعدت السودان ومصر بتصريف 130 مليون م3 في اليوم، وهذا الرقم
أقل من متوسط التصريف السنوي للنيل الأزرق عند الدماذين والبالغ 135.7 مليون م3 في اليوم)،
و يعادل 47.5 مليار م3 في السنة، وذلك أيضا أقل من ايراد النيل الأزرق الذي اعتمدته أثيوبيا عند تصميم سد النهضة والبالغ52.6 مليار م3 في السنة! اذا أين ذهبت ال(5.1) مليار م 3 في السنة وهي الفرق بين الرقمين؟

الرسم المائي التخطيطي للسد يشيء بخطط أثيوبيا الزراعية الطموحة

∆الرسم المائي التخطيطي للسد(Schematic Diagram) يوضح أن للسد 4 مخارج للسماح بالتحويلات(Diversions بقطر 8 م) التي تستعمل لسحب المياه للري، وواضح من الرسم أنها معنية بخطط أثيوبيا الطموحة للزراعة التي اشار اليها وزير الموارد المائية الأثيوبي قبل افتتاح المشروع حين ذكر ان أغراض سد النهضة
• " معظمها... لتوليد الطاقة الكهرومائية"،
• وهناك "فرصا واسعة لمصايد الأسماك ، ثم:
• و(هناك)"فرصا واسعة للزراعة" (المروية)،
(وفقا لخطاب رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في حفل الافتتاح، وعلى وجه التحديد – وفقا لتقاريرصحفية اِشارت الي "إنتاج قصب السكر، والقطن، والفواكه والزهور" —أنظر "شهادتي للتاريخ (8) : قراءة تحليلية في أهداف سد النهضة الزراعية "
• وموقع الحكومة الأثيوبية الرسمي http://www.gerd.gov.et/web/guest/nile-basin
• يضع أحد مساحات الأراضي القابلة للري كالأتي:
• حوض النيل الأزرق(Abbey) 1001500 هكتار ( أي2,384,523 فدان(
• أي أن هذا الحوض وحده والذي يلامس الحدود السودانية تعادل الأراضي القابلة للري فيه 2.4 مليون فدان ، أي أكبر من مساحة مشروعي الجزيرة والمناقل مجتمعين!

Ω ان كان خزان سد النهضة متعدد الأغراض والأستخدامات، (توليد الطاقة الكهرومائية ، ومصايد الأسماك والزراعة المروية الخ…)، هذا يطرح عدة أسئلة، منها:

◊ ما هي احتياجات أثيوبيا من المياه لمشاريعها الزراعية وكيف ستأمن تلك الأحتياجات؟
◊ وكيف سيتم حل التناقضات بين الأغراض المختلفة حول الحيز(Space) و الوقت والتصريف ؟
• كالتنافس التصريفي(Discharge) و الزماني (Time) بين الطاقة(التوليد الكهربائي) والري الخ …
• كالتناقض بين توليد الكهرباء و الحماية من الفيضانات(وقد اشرنا الي تلك الفيضانات علي الجانب الأثيوبي من السد، في شهادتنا للتاريخ 7و11)
• وكالتناقض بين انتاج الكهرباء وحصاد الثروة السمكية
◊ وسعة السد : هل سيستمر التشييد لسعة 74 مليارم3 ، أم سيقف عند 11 مليارم3؟
◊ ووتيرة ملء الخزان :6-8 سنوات أم 15 سنة – فترة ملء الخزان يمكن أن تفرغ السد من المياه لسنين مع نقص حاد في التوليد

Ω الأضرار بمصالح دول الأحباس السفلي

علي سبيل المثال:
◊ قضية التحكم في تصريف المياه بالمنح والمنع كحجب التصريف زمن الشحة المائية
◊ وحقوق المياه لدول الأحباس السفلي (اتفاقية 1959 و1929و1902) ، حيث أن اطلاق 130-133 مليون م3 يوميا ليس بالمضمون في فترة الشحة المائية، كايقاف التدفق في تلك الفترة كما فعلت الهند مع باكستان
◊ وانقاص مقدار المياه الواردة لدول الأحباس السفلي علي وجه يلحق الضرر بمصالحها (بجانب تعديل تاريخ وصوله أو خفض منسوبه) نتيجة:
• ملء الخزان بسعة 74 مليار م3
• ولحجز المياه لمتطلبات توليد الطاقة ( والتخزين الميت والاضافي)
• التبخرمن سد النهضة الرئيسي ومن رديفه السروجي (بمسطح مائي يبلغ 1680 كيلوم2 عند منسوب الأمداد الكامل
(Full Supply Level, FSL)
علما بأن حجم مسطح الخزانات يؤثر أيضا علي السلوك الهيدروليكي للطمي
• و التبخرمن سدود أثيوبية جار انشاؤها ، والتي تبلغ سعتها 139 مليار م3
• وتحويلات بحيرة تانا ( (Little Abbai and Reb ,تحويلات روافد النيل الأزرق ( Andesa and Dedesa),متطلبات الري للمشاريع المقترحة من قبل مكتب استصلاح الأراضي الأمريكي( 33 مشروع مائي، و خفض ايراد نهري الدندر والرهد و خفض المياه الجوفية)
• أو بسبب السحب الجائر للمياه كما فعلت يوغندة من بحيرة فكتوريا
◊ وفقدان ري الجروف في لسودان وتحويل بعض الأحباس لنوع من الخزانات قليلة الأنتاجية

Ωوالرسم المائي التخطيطي لسد النهضة يفصح عن الكثير من المعلومات الهامة عن هذا السد، علي سبيل المثال:

∆ صلة موضعة مدخل سحب المياه للتربينات
Intake to Turbine)) بالمخارج السفلي
(مأخذ –المياه (Outlets/Sluiceways
فبوابتي التحكم السفلي (Bottom Outlets) تقبعان علي ارتفاع (EL.565)من سطح البحر
بينما تقبع مأخذ التربينات (Intake to Turbines) تحت بوابات التحكم السفلي علي ارتفاع (EL.560)
∆هذا التموضع سيحرم السد من تقليص مرور الطمي عبر
التربينات
◊ فمع قلة "بوابات التحكم" السفلي ((Outlets/Sluiceways في سد النهضة سيكون جل التصريف للسيطرة علي الفيضانات المشبعة بالطمي عبر التربينات (بجانب المفيض) : لكن مرور الطمي عبر التربينات (عند توليد الكهرباء) سيستدعي إصلاح مستمر لها و ينجم عنه ابقاء العديد من هذه التربينات خارج الخدمة طول الوقت، مما يمثل فقدا كبيرا للتوليد الكهربائي وخصما علي هدف توليد 6000 ميقاواطس المنشودة من السد!

∆ وقد كنا قد اقترحنا في دراسة سابقة من "شهادتي للتاريخ" تقليص مرور الطمي عبر التربينات بموضعة بوابات التحكم" تلك أسفل مداخل التربينات بحيث يكون ارتفاع مدخل الطاقة (أي مدخل سحب المياه للتربينات Intake to Turbine) أعلي من ارتفاع فتحات مصرف المياه(بوابات التحكم) ، وهو ما لم تأخذ به شركة ساليني! اذ أن الرسم المائي التخطيطي للسد يشير الي أن مدخل سحب المياه للتربينات قد وضع أسفل فتحات مصرف المياه!
∆وهناك حل جزئي أحر اقترحناه في دراسة سابقة من "شهادتي للتاريخ" لتقليص مرور الطمي عبر التربينات ويتمثل في
تجهيز أسفل مأخذ سحب المياه للتربينات
Intake to Turbine))
بمنافذ لطرد الطمي
ووضع سدود ) هدارات) غاطسة
(Submerged Weirs) أمام الماخذ لتوجيه
(قيادة) الرواسب إلى قنوات التصريف (مخارج –
مأخذ –المياه (Outlets /Sluiceways)
علما بأن هذه التدابير الأخيرة سوف تساعد ولكن لا تمنع تراكم الطمي في الخزان أو في مروره عبر التربينات

Ωالرسم المائي التخطيطي لسد النهضة يفصح عن االمزيد من المعلومات عن هذا السد:فمثلا:
∆ ما مغزي موضعة مدخل سحب المياه للتربينات بالنسبىة للسد؟
Intake to Turbine))
• فمداخل سحب المياه للتربينات(Intake to Turbine)
في سدود التوليد الكهرومائي (Power Dams) الحصرية تكون عادة في أعلي السد :
◊ ولما كان الأمر ليس كذلك في الرسم المائي التخطيطي للسد ، حيث تم وضع المداخل ( at EL560) تحت مخارج (مأخذ) المياه
◊ (Bottom Outlets /Sluiceways at EL 565) ، فهذا يدعم ما قلناه عاليه من أن غرض سد النهضة ليس للكهرباء حصريا ،بل أيضا لخدمة مشروع زراعي طموح ، فمخارج فتحات تمرير المياه السفلي ستعمل (بجانب طرد الرواسب الطميية) مع مخارج التحويلات ((Diversions علي سحب مياه الخزان لري الأراضي الزراعية الأثيوبية

وفي السدود مزدوجة الغرض(كهرباء ومكافحة الفيضانات) يتم موضعة مداخل سحب المياه للتربينات(Intake to Turbine) في نصف السد (أي أن يكون مدخل سحب المياه للتربينات في حالة سد النهضة علي ارتفاع EL591 – منتصف منسوب المياه – وليس (EL 560 وهذا يشئء بان سد النهضة ليس سدا لمكافحة الفيضانات بجانب توليد الكهرباء ، لأن ذلك سوف يضع المخطط الأثيوبي أمام معضلة تقديم تنازلات عن هدفه الرئيسي في تحقيق أقصي توليد كهربائي وذلك بسبب التناقض المكاني والزماني بين التوليد الكهربائي والحماية من الفيضانات!
• وحقيقة أثيوبيا ليس لها هنا خيار كبير في ذلك ، بسبب "التخزين المستمر" (Over-year Storage) في السد والحجم الهيدرولوجي للسد
(Hydrologic Size)
◊ و"الحجم الهيدرولوجي" [C/I] يعرف بأنه نسبة سعة الخزان (Capacity-C) لمعدل (متوسط) الدفق(Inflow-I) أو الجريان السطحي السنوي
(Mean Annual Inflow or Runoff)
◊ وهو أكثر أهمية من "حجم سد النهضة المطلق (Absolute Size)
◊ وهو أيضا من المحددات الرئيسية لمعدل تراكم الترسبات الطميية
((Rate of Sediment Accumulation

◊ و الخزانات كبيرة الحجم الهيدرولوجي (C/I>50%) كسد النهضة حيث ( C/I) تعادل 147% رغم أنها توفر درجة أكبرلضبط (تنظيم) النيل الأزرق Regulation)، أحد أهداف سد النهضة الأساسية)
• الا أنها ترحل حملها المائي معها من سنة إلى اخري لو تم تشغيتها علي أساس "التخزين المستمر" كما هو متوقع في سد النهضة
• ولا تريق الا القليل من الفيضانات
(Spills Small Part of Floods)
• والفرصة فيها ضئيلة للأفراغ الدوري لمياه الخزان لطرد الرواسب الطميية ، وذلك لأن فقدان المياه الذي يصاحب ذلك لن يكون مقبولا لشركة الطاقة الكهربائية الأثيوبية
◊ بينما الخزانات صغيرة الحجم الهيدرولوجي ]% [C:I<50:
• كسد جبل أولياء حيث ( C/I) تعادل 12%
• وكسد الروصيرص حيث ( C/I) تعادل 11%
• وكسد خشم القربة حيث ( C/I) تعادل 6%
• تريق جزء كبير من الفيضانات
Spills a Large Part of Floods) )
• وتوفرخيارات عديدة للأفراج عن الطمي مع الفيضان المراق سنويا
• أضف الي ذلك أن السدود الكبيرة التي من أغراضها السيطرة على الفيضانات مثلا أدت في الماضي إلى زيادة كبرى لمخاطر حدوث الفيضانات و في بعض الحالات زيادة حجم اضرارها وذلك لأسباب مختلفة، منها مثلا التشغيل الخاطيء للخزان مما أدى إلى إطلاق غير منضبط للمياه(Uncontrolled Release) من الخزان الخ …
Ω شهادة رئيس وزراء أثيوبيا حول مشكلات التصميم

أوضح رئيس وزراء إثيوبيا أن :
"هناك مشكلات تتعلق بالتصميم…"وأكمل قائلا:
"ولم نتمكن حتى من تثبيت تربين حتى الآن ، ناهيك عن استكمال المشروع وفق الجدول الزمني".

∆"والأخطاء التصميمية" المحتملة في بناء السدود يمكن حصرها عادة في ست اخفاقات:
1- أخطاء في تصميم التسليح وحساب الإجهادات
2- أخطاء في دراسات التربة لموقع السد
3- أخطاء تنفيذية في عملية صب الخرسانة والوصلات الاستنادية
4- أخطاء في حساب منسوب الفيضان
5- أخطاء في حساب تحمل جسم السد للزلزال الأرضية
6- أخطاء في تنفيذ الكتلة الخرسانية، كعوامل الإماله، درجة الحرارة، والخلطة الوزنية المناسبة للمواد الأولية للكتلة الخرسانية، ونوعية مادة الاسمنت الخ…

وتستطيع شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وهي "السلطة المشرفة" علي انشاء السد ، تقصي أيا من هذه الأخطاء التصميمية كان قد وقعت

ما بين اخطاء التصميم وسلامة السد

Ω يمكن القول تصميم السد وسلامته مرتبطان ارتباطا عضويا،
∆ورغم ان تصريح رئيس وزراء أثيوبيا لم يربط اخفاقات التصميم صراحة بسلامة السد الا أنها—ولا شك – "الفيل الذي في الغرفة" ! مثلا بسبب "عدم اليقين" (Uncertainty) حول المعلمات (Parameters) المرتبطة بتقدير الفيضان التصميمي للمفيض (Spillway Design Flood) ، أي الفيضان الذي يأمن سلامة السد عند حدوث علوالماء (Overtopping) للجسم الخرساني للسد وأجنحته،
• وفشل معظم السدود هو بسبب فشل المفيض في تمرير هذا الفيضان بأمان ، وعادة بسبب الخطأ في تقدير حجمه
• ودقة تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" تعتمد علي وثوقية المعلومات ودقة التحليل و التقدم في المعرفة العلمية
∆ وبينما لا زال تصميم السد وسلامته يشكلان اثنين من أبرز أوجه الخلاف بين دول حوض النيل الشرقي ، كان هناك من قال أن:"كل ما يتعلق بتصميم السد وسلامته قد تم الأنتهاء منه"!
∆دعنا نفحص الأمرهنا بشيء من الأفاضة، ولنبدأ ب:

ضبط المصطلح

 فك الأشتباك بين عناصر "عدم اليقين" و"المخاطر" و"الأضرار"
باديء الرأي، ينبغي التفريق هنا بين:
• " المخاطر" ((Risks –، كمخاطر انهيار السد - التي سنخصص لها حلقة حصرية (شهادتي للتاريخ 25) ، لنعود بعدها ان شاء الله ونواصل حلقات "سلامة السد"(الهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية)
• والأضرار" (Adverse Impacts) لدول الأحباس السفلي ، كانقاص كمية المياه الواردة للسودان بسبب زيادة فاقد التبخر وزيادة فاقد تغذية المياه الجوفية والتي كانت موضوع "شهادتي للتاريخ"(23- أ) " كيف سيُضَارَّ السودان من سد النهضة ومُتَلاَزِمَاته؟"
أيضا ينبغي التفريق بين:
◊• "المخاطر"(Risks) التي تصف ظواهرمتكررة وقابلة للقياس الكمي وهي عملية عشوائية لكنها ثابتة
(Stationary Stochastic Process)
كالمخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل وانهيار
السدود

• و"عدم اليقين" (Uncertainty) الذي يصف ظواهر غير قابلة للقياس وغير متكررة ، أي عمليات عشوائية لكنها غير ثابتة
(Non-Stationary Stochastic Processes)
• كالمعلمات (Parameters) المرتبطة بتقدير الفيضان
التصميمي (Design Flood) ، وكالتعرية أو التشبع
بالمياه وفقدان استقرار التربة

والتعبيرالهندسي الأخر ذو الصلة ب "سلامة السد" هو:"الموثوقية":
• و تعرف موثوقية النظام الهيدروليكي
(Hydraulic System Reliability)
بأنها "احتمال تجاوز القوة
(Strength or Resistance)
للإجهاد أوالتحميل (Stress or Loading)
• فموثوقية أي نظام – كمنظومة سد النهضة – تتمثل في قدرته في أداء مهامه على النحو المطلوب مع مرور الوقت

Ω فك الأشتباك بين "سلامة السد"و "فشل
(أي انهيار) السد"

 منظمة الصحة العالمية تعرف "صحة الأنسان" بأنها هي "حالة" من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا والرفاه الاجتماعي، لا مجرد انعدام المرض "، وعليه – وقياسا علي هذا نقول أن:
• "سلامة السد"
• عندما تكون في وضع حراك فيزيائي فهي "عملية " ( Process) ، كما في حالة انسياب (تدفق) المياه في المجري المائي
• وعندما تكون في سكون الجبال فهي "حَالَة" أو "وَضْعِيَّة" (State)
• كما في "حالة" اكتمال التَعَافٍ والتَصَالُح البيئي والهيكلي والهيدروليكي والتشغيلي ، لا مجرد انعدام " انهيار السد"
• وهذه الحالة تتمثل في قدرة "منظومة السد" الثلاثية (هيكل السد والخزاان والحيز المباشرأمام السد ( للأيفاء ب "مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" (أي المتطلبات) البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية ، (وفق تعريف "اللجنة الدولىة للسدود الكبيرة")،
• وكمثال ل "مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" التي يتوجب علي "منظومة السد" الثلاثية تأمينها(أي الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد" نورد منها:
• التحكم في الفيضانات
• كبح الرواسب الطميية
• وضبط التعرية
• وتوليد القيقا واط ساعات
• والسماح بالتحويلات(Diversions )
• وضبط (تنظيم) التدفق في الأحباس السفلي
• و ضبط جودة (نوعية) المياه
• إزالة المغذيات (Nutrients) من جريان المياه
وجميعا مهام "حية" لا يمكن ان يطلع بها سددا منهار!
أما:
• "انهيار السد" فهو :
◊ "حدث"-- (Event) "كالمعركة " – وهو يمثل – ما نسميه في علم النظم- "نسق الفشل" :
(Failure Mode)
• والفرق بين "فشل (أي انهيار) السد" و"سلامة السد" كالفرق بين "المعركة" و"الحرب، (وان شئت فقل السلام "- فقد تنتهي "المعركة " ولكن تظل "حالة الحرب" قائمة (أو يظل السلام سائدا)! !

• والأن يصبح واضحا بأن "منع انهيار السد "(حتي لوكان ذلك "مقدور عليه" كما زعموا!) لا تتحقق به حالة "سلامة السد"!
• بل ولا يضمن به "سلامة السد" في المستقبل !وذلك بسبب:
• التغييرات في:
◊ خصائص مستجمعات المياه
◊ الترسيبات الطميية
◊ البيئة المحيطة بالخزان
◊ التطور المعرفي
اذ أن هذه التغيرات يمكن أن تغير "المعايير الهيدرولوجية" بعيدا عن تلك التي اعتمدت أصلا في وقت التصميم أوالبناء، وذلك:
• بسبب أن الحركات التباينية (الرأسية والأفقية) للسد التي يمكن أن تؤدي إلى شقوق في جسمه
• وبسبب التغييرات الكيميائية، والشيخوخة وتدهور المواد التي تطال السد مع الزمن
• أوبسبب انسداد المرشحات و المصارف ،(على سبيل المثال ، بواسطة الجسيمات الغروانية
Colloidal Particles) أو الترسيبات الكيميائية) والتي يمكن أن تؤدي إلى رفع ضغط المياه العلوي
(Uplift Pressure)
بما يكفى ليعرض استقرار السد أو دعائمه الكتفية للخطر، وكل ذلك من غير شك يقوض "سلامة السد" حتي بدون انهياره!

عدم اليقين
" مارأيت يقينا لا شك فيه ،
أشبه بشك لا يقين فيه مثل الموت"
(الحسن البصري)

• "عدم اليقين" يصف ظواهر غير قابلة للقياس وغير متكررة ، أي عمليات عشوائية وغير ثابتة
(Stationary Stochastic Process)
• والظواهر العشوائية وغير الثابتة التي يصفها " عدم اليقين" (Uncertainty) قد تكون:
◊ هيدروليكية، فهنالك عناصر عدم اليقين (أو الأخفاق) الهيدروليكي (Hydraulic Uncertainties)
• علي سبيل المثال عدم التيقن فيما يختص بالتصريف المائي التصميمي
(Design Discharges)
المستخدم في بناء السد
•• أو بنجاعة النموذج التحليلي المستخدم ، و أخطاء النمذجة، على سبيل المثال استخدام معادلة مانينغ
(Manning Equation)
لوصف جريان مائي غير مضطرد وغير ثابت (Unsteady and Non-uniform Flow)،
وقد تكون:
◊ هيكلية كالتعرية أو تشبع التربة بالمياه وفقدانها لأستقرارها(Loss of Soil Stability)، أو فشلها الهيدروليكي
وقد تكون:
•◊ هيدرولوجية، فهنالك عناصر عدم اليقين المتعلقة بالتصاميم الهيدرولوجية؟
(Hydrologic Uncertainties)
• كالألتباسات الهيدرولوجية بشأن عمليات تدفق المجاري المائية (Stream Flow ) ، المعلمات (Parameters) المرتبطة بتقدير الفيضان التصميمي
(Design Flood) الخ…
• وعدم التيقن المرتبط بالظواهر الطبيعية
• وعدم اليقين المرتبط بالنموذج الرياضي المستخدم في التحليل وبمعلماته (Model Parameters) الخ...

• السؤال هنا اذا، كيف تم تعامل شركة "بناة ساليني" الايطالية مع عدم اليقين (Uncertainty) المرتبط بتقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" (PMF)؟هل بالطرق القديمة ؟ أم باستخدام أكبر الفيضانات، والنمذجة الهيدرولوجية؟
• والطرق القديمة المشار اليها عاليه تشمل :
• إضافة مسافة بين أقصي منسوب للماء وقمة السد-freeboard) ، أي الجزء الظاهر من السد فوق خط الماء) كعامل أمان، أو
• بتحويل هطول الأمطار الي "جريان سطحي" ((Runoff أو بالرجوع إلى التجارب السابقة، ، مثلا بالمقارنة مع أنهار أخرى الخ…)
• أوباستخدام أكبر الفيضانات، والنمذجة الهيدرولوجية ، مثلا بتأسيس الفيضان التصميمي للمفيض
(Spillway Design Flood)
علي طريقة تحليل التردد للفيضانات
(Flood Frequency Analysis)
أو تحليل القيمة المتطرفة((Extreme Value Analysis

• وأخذين في الأعتبار أن سلامة السد تعتمد- فيما تعتمد - علي قدرة "منظومة السد" الثلاثية للأيفاء بالمتطلبات الهيدرولوجية والهيدروليكية والهيكلية والتشغيلية ، السؤال الأخر هنا هو:
• كيف تم تقييم شركة "بناة ساليني" الايطالية) لعناصر عدم اليقين المتعلق بالتصاميم الهيدرولوجية؟ (Hydrologic Uncertainties) في حالة سد النهضة؟
• وكيف تم تقييم شركة "بناة ساليني" الايطالية) لعناصر عدم اليقين (أو الأخفاق) الهيدروليكي؟
(Hydraulic Uncertainties)
• وكيف تم تقييم شركة "بناة ساليني" الايطالية) لعناصر عدم اليقين (أو الأخفاق ) الهيكلي
(Structural Uncertainties)
• وكيف تم تقييم عناصر عدم اليقين (أو الأخفاق ) المرتبط بمواد البناء و بتشغيل الخزان؟
• وكيف تم تقدير"حمل الزلزال" عند تصميم السد؟
1. وما هي أحكام التحسب (الأستشرافي)
(Anticipatory Provisions)
التي اعتمدت لمقابلة المتطلبات التصميمية لحمل الزلازل في اطارالخروج من رد الفعل للمخاطر ، إلى استباقها لضمان سلامة سد النهضة؟
2. وهل تم في مرحلة التخطيط لسد النهضة اجراء "تقييم المخاطر" (Risk Assessment)
• للظاهرة الزلزالية ، أو
• ل "النشاط الزلزالي المستحدث" بسبب الخزان
((Reservoir-Induced Seismic Activity-RIS
• بما في ذلك استخدام الطريقة الديناميكية "للعناصر المحدودة" (فيم)
(Dynamic Finite Elements Method)
لتحليل الاستجابة الزلزالية؟
• خاصة وقد أسهم "النشاط الزلزالي المستحدث بسبب الخزان” (RIS) في واحدة من أكبر كوارث السدود فتكا في العالم،اذ أدي الي علو المياه لذروة سد فيونت (Vaiont) في جبال الألب الإيطالية في عام 1963 الي مقتل 2600 شخصا

• و"المخاطر" قد تشمل أيضا مخاطر الترسبات الطميية
• فبناء أي سد، يؤثر جذريا في توازن الدفق النهري
• وقد أشرنا في دراسات سابقة الي أن كبح الرواسب الطميية هي أحد عناصر"مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" التي يتوجب علي "منظومة السد" الثلاثية تأمينها(أي الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد":
• وتحت هذه الظروف فسوف تشكل ادارة ومكافحة الرواسب الطميية والفيضانات والتحكم فيهما تحدي هندسي وتصميمي كبير لشركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية مالكة السد ،
• وبالنسبة للرواسب الطميية ، هناك خياران:
• حجز الرواسب الطميية في السد،
• أو اطلاقها لدول الأحباس السفلي
• أثيوبيا بالطبع ستختار الخيارالذي يوافق مصلحتها ما استطاعت لذلك سبيلا : دعنا ننظرفي الخيارين من وجهة نظر أثيوبيا:
◊ في حالة حجز الرواسب الطميية في السد:
• يعمل السد كفخ طبيعي للرواسب الطميية، مما يترتب عنه إطماءالخزان (Aggradation)، أي تراكم الطمي في الخزان ،وتقليص سعته ليفقده وظائفة بمرورالوقت
• تراكم الطمي في الخزان يقلص حجم "حيز الحفظ" (Conservation Storage) المستخدم لتوليد الطاقة مما يمثل فقدا للطاقة ، علما بأن توليد "القيقا واط ساعات" هو أحد عناصر "مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" التي يتوجب علي "منظومة السد" الثلاثية تأمينها(أي الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد"
• ولما كان الطمي ثقيل الوزن ، فسوف يزداد حمل الطمي (Silt Load):علي السد ، وحمل الطمي هو حمل يحسب عنه في التصاميم بما يعادل حمولة هيدروستاتيكية ((Hydrostatic load بكثافة من 1440 كجم/ م
• كما أن الرواسب الطميية تحد من قدرة أثيوبيا علي حصاد الثروة السمكية التي تأملها من خزان سدالنهضة،
فالرواسب الطميية كعملية فيزيائية بحتة:
• تبسط غطاء لفرشة القاع وللكائنات الحية فوقه ،
• وتسد خياشيمها و آلية تغذيتها
• وتخفض الإنتاجية الأولية
(In-stream Primary Productivity ) من خلال منع تسلل الضوء للقاع
• وتؤدي الترسبات الشديدة الي تغيير هيكلية "مجتمع الكائنات القاعية" (Benthic Community)
• وخفض تنوعها
• وزيادة هيمنة أنواع بعينها مما يضر بتوازن "السلسلة الغذائية"(Food Chain)

• اذا، أخذين في الأعتبار كل ما تقدم من استبصار للأمرالسؤال هنا هو:
1. ما هي سياسات أثيوبيا في هذا الشأن—ومعالجاتها لخفض احتمالية المخاطر وللتخفيف من أضرار سد النهضة علي علي أثيوبيا نفسها وعلي دول الأحباس السفلي؟
2. وكم من الرواسب الطميية ستقرر أثيوبيا تمريرها عبر السد ، وكم منها سوف تبقيه خلفه؟
• استشرافنا للأمر عاليه ينبيء بأن ليس لأثيوبيا مصلحة في حجز الطمي والراجح أنها ستعمل علي الحد من ترسب الرواسب في الخزان باطلاقه لدول الحباس السفلي ما استطاعت لذلك سبيلا مثلا من خلال :
◊ خفض مناسيب مياه الخزان بالسحب إلى أسفل خلال موسم الفيضانات لطرد أكثر الرواسب من خلال المفيض (Spillway)، لتضيع بذلك احلام السودان في خفض الطمي الداخل للخزانات السودانية،
◊ وقد تحاجج أثيوبيا – صادقة - بأن حجز الرواسب الطميية في السد يؤدي الي اطلاق مياه خالية من الطمي في الأحباس السفلي فيتسبب في تعرية فرشة النهر (Riverbed Degradation) أمام السد واحداث تغيرات وتعديلات كاملة في خصائص مجري النهر في الأحباس السفلي (السودانية) ، مثل:
• النحر (Scour) والتعريةErosion ) )علي طول مجري النهر،
• مع حرمان مصر والسودان من فوائد الطمي! لكن تلك هي "كلمة حق أريد بها باطل"!

• و"المخاطر" قد تشمل أيضا مكافحة الفيضانات من خلال تقدير الفيضان الأقصي المحتمل"
• وقد أشرنا عاليه الي أن التحكم في الفيضانات هو أحد عناصر "مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" التي يتوجب علي "منظومة السد" الثلاثية تأمينها (أي الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد"
• ومكافحة الفيضانات تتم من خلال تقدير الفيضان الأقصي المحتمل"
(Probable Maximum Flood —PMF)
• وهو الفيضان الذي يمكن توقعه من اجتماع أشد ظروف الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الحرجة الممكنة للمنطقة، وهو من أهم العناصر الرئيسية في تصميم السدود اذ يحسب علي أساسه "الفيضان التصميمي للمفيض"
(SDF (Spillway Design Flood-
• أي الفيضان الذي يستطيع السد تمريره بأمان عندما يفيض الخزان عند امتلائه و يأمن سلامة البناء عند حدوث علوالماء (Overtopping) للجسم الخرساني للسد وأجنحته،
• وفشل معظم السدود هو بسبب فشل المفيض في تمرير هذا الفيضان بأمان ، بسبب الخطأ في تقدير حجمه
• ودقة تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" تعتمد علي وثوقية المعلومات ودقة التحليل و التقدم في المعرفة العلمية
 أثيوبيا اختارت لسد النهضة أولا تصريف 19,370 م3 في الثانية "للفيضان الأقصي المحتمل" PMF))
ثم ضاعفته لاحقا ، ليصبح 38,750م3 في الثانية ،
والراجح انه قد تم تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" بالأساليب القديمة (كالمعادلات التجريبية أوبالمقارنة مع التجارب السابقة للأنهار الأخرى أو بمبادئ الهيدرولوجيا التي تحكم تحويل الأمطار الي جريان سطحي) ، لا من بيانات الأرصاد الجوية والمعلومات الطبوغرافية وخصائص الحوض الخضرية التي هي اكثر دقة
 وقد تحسن في العقود الاخيرة فهم طبيعة الأرصاد الجوي (Meteorology) وتحسنت طرق التحليل الهيدروليكي ، وأصبحت أكثر دقة ،
• فمثلا تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) المستقي من بيانات "الهطول المطري الأقصي المحتمل"
Probable Max Precipitation-PMP))
يمكن أن يختلف جذريا عن ذلك المحسوب "بالأساليب القديمة" المشار اليها عاليه

• اذا، أخذين في الأعتبار كل ما تقدم من استبصار للأمر
السؤال هنا هو:
1. هل أجرت أثيوبيا تقيما مبدئيا أوشكليا ل "مخاطر الفيضان" المحتملة ؟
2. وان كانت قد أجرت مثل ذلك التقييم، فكيف تم تقييم تلك المخاطر ؟
3. وهل تم ذلك بالمقاربات القطعية
(Deterministic Approaches) – كما هو الراجح— والتي تعالج المخاطرتجريبيا من خلال عامل السلامة (Safety Factor)
4. واذا، ما هو عامل السلامة الذي أعتمد لسد النهضة ؟

• لكن مثل هذه المقاربات القطعية لا تعطي أية فكرة عن مدى سلامة التصميم للسد مثلا ، وفي كثير من الأحيان تتجاهل كلا من عدم اليقين (Uncertainties ) والتفاوت والمتغيرات في خصائص مواد البناء، وفي الأحمال، وفي ظروف التشغيل الخ…
 وبالنسبة لسد عظيم المخاطر كسد النهضة ، فأن هناك حاجة ماسة إلى تقييم أكثر دقة للحد من "المخاطر" و "عدم اليقين" وزيادة الموثوقية ، وهو أمر لا يمكن أن يتم الا من خلال "الأساليب الإحصائية والاحتمالية" الصارمة (على أساس "نظرية الموثوقية" (Reliability Theory) ، و"تحليل العشوائية" (Stochastic Analysis)،و"نظرية القرارات" (Decision Theory)، و"اساليب المحاكاة" Simulation)) الخ… وهي أساليب طالما تم استخدامها في:
• هندسة الإنتاج
• نظرية المعلومات والاتصالات
• الطائرات
• المفاعلات النووية
• قوة التصاميم الهيكلية للأبراج، الخ…

فترة العودة
((Return Period,T-years

 السؤال هنا موجه لمن يزعمون بأن "كل ما يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه"وهو:ما هي "فترة العودة" التي أعتمدتها أثيوبيا "لأقصى فيضان محتمل" ؟
• وتعبير "فترة العودة"، هو قياس إحصائي مبني عادة على بيانات تاريخية تدل على متوسط فترة تكرار الفيضان على مدى فترة طويلة من الزمن،
• وعادة ما تستخدم لتحليل المخاطر (على سبيل المثال أن تقرر شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية مالكة السد ما إذا كان ينبغي أن يسمح للمشروع أن يمضي قدما:
• في منطقة خطر معين كالخطرالزلزالي ، أو
• و بتصميم قادر علي على الصمود أمام فيضان "بفترة عودة" معينة ، كما هو الحال هنا
• و"فترة العودة"، هي تقدير لاحتمال حدوث الفيضان،
على سبيل المثال:
◊ فيضان بفترة عودة ((T = 1000-years لديه فرصة حدوث تعادل (1/1000) أو (0.1 ) % ، مما يعني أنه في المتوسط يحدث مثل هذا الفيضان مرة واحدة في كل 1000 سنة ! ولكن قد يحدث في أي وقت وقد لا يحدث على الاطلاق!
◊ وفيضان بفترة عودة (T =10000–years) لديه فرصة حدوث تعادل (0.01 %) ، و في المتوسط يحدث مثل هذا الفيضان مرة واحدة في كل 10000 سنة ! ولكن قد يحدث في أي وقت وقد لا يحدث على الاطلاق!
o وأثيوبيا باختيارها الفيضان التصميي لخزان سنار
(Sennar Reservoir Design Flood)
والبالغ 15000م3 في الثانية ، بدلا من اعتمادها لسد
النهضة "الفيضان الأقصي المحتمل" (PMF) الذي
رست عليه أخيرا وهو 38750 م3
• تكون أيضا اذا قد خالفت توصية كلا من "فيلق الجيش
الأمريكي للمهندسين و"المعهد الأمريكي للمهندسين
المدنيين" ! بجانب:
• خفضها "لعامل السلامة المحتمل" لسد النهضة من 3.87 الي 1.5 وهو الرقم الحالي، أي بأكثر من 61 % كما أشرنا الي ذلك عاليه!

 السؤال الأخر هنا والموجه لمن يزعمون بأن "كل ما يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه" والذي لم يتطرق اليه احد البتة رغم أهميته القصوي هو:
• ما هو الفيضان التصميمي لخزان سد النهضة؟
((Reservoir Design Flood - RDF
،أي الفيضان الذي اعتمدته أثيوبيا لحماية المرافق السودانية والمصرية من اضرار السد ؟ وعليه كيف يكون باب التفاوض حول تصميم السد قد أَطْبَقَ وأَزْلَجَ ولم ترد للمراقبين أية اشارة طوال السبع سنوات الماضية عن حجم هذا الفيضان! فهل يملك القائل "باغلاق باب التفاوض حول تصميم السد " أن يرفدنا بالأجابة علي هذا السؤال؟

 ومن نافلة القول أنه كثيرا ما يتم تصميم السدود بمعرفة جزئية لظروف وخواص الموقع وأساسه، مما يترتب عنه عواقب وخيمة لاحقا
• فمثلا ، من الأحمال الواقعة علي السدود الثقالية
( Gravity Dams Loads ، كسد النهضة
التي ينظر فيها عند التصميم ، هناك "حمل رفع المياه
العلوي" (Uplift Load) ، لكنه ليس مفهوما حجمه
بالكامل
• و"حمل رفع المياه العلوي المفرط" ينجم عادة من عدم كفاية مراقبة التسرب ، و يفترض أنه يتغير بشكل خطي، ولكن لا يمكن تحديده بدقة. وتستخدم طريقة "تحليل العناصر المحدودة"
(Finite Element Analysis-FEA)
لحساب ضغط "حمل رفع المياه العلوي" تحت السد
 والسؤال الأخرالموجه هنا لمن يزعمون بأن "كل ما
يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه"هو:
"كيف تم تقدير (تقيم) "حمل رفع المياه العلوي لسد
النهضة"؟
"عامل السلامة"
Safety Factor—SF) )
SF= Min Strength/Max Stress) )

• في "النهج القطعي"
((Deterministic Modeling
◊ كل المدخلات تحددها بضع أسباب معروفة (كما في حالة حساب طول المفيض أو تحديد سعة الخزان)
◊ ولمواجهة المخاطر (التصميمية) يتم التصدي لها "تجريبيا"(Empirically) من خلال :
• عوامل السلامة (Safety Factors) ، كما في حالات عدم اليقين في التصاميم الهيكلية
• “الهامش الاحتياطي” (Reserve Margin) ، كما في حالات عدم اليقين حول أداء المولدات الكهربائية
• التكرار (Redundancy، أي توفير مسارات تدفق جانبية بديلة)
• خفض الدرجة التشغيلية أو التصنيف

• السودان استخدم "عامل سلامة" يعادل 1.3 للأحباس العليا ( (Upstream خلف سد الروصيرص
• لكن لما كان هناك تخوف من التأثيرعلي المدي البعيد لتربة الأساس السوداء عند موقع سد الروصيرص (والأرجح أنها نفس تربة موقع سد النهضة)
((Black Cotton) Soil
فقد دفع هذا التخوف علي استقرار السد (Dam Stability) السودان الي :
• اختيار1.5 "كعامل سلامة" للأحباس السفلي أمام السد (Downstream)
• واختيار "هامش الأمان"أمام السد
(ٍSM-(Safety Margin
(SM=Min Strength-Max Stress/Min Strength)
أي5000/15000 وهو ما يعادل 33%
 ثم قام السودان بزيادة "هامش الأمان" لسد الروصيرص عند التعلية بزيادة عدد "بوابات السد العليا"
(High Level Sluice Gates)
بحيث أن كل بوابةجديدة تزيد من طاقة اطلاق الفيضانات ب (1548) م3 في الثانية
• لكن بالنظر الي:
• ضخامة سد النهضة والمخاطر الجسيمة التي ستنجم عن انهياره
وصغرطاقة اطلاق الفيضانات من بوابات التحكم العليا
High Level Sluice Gates))
فيه والبالغة 886 م3 في الثانية بالمقارنة بتصريف بوابات التحكم العليا في سد الروصيص والبالغ1548 م3 في الثانية
• اذا ، فمن الضروري – ان كانت أثيوبيا لن تأخذ بغير "المقاربات القطعية" (Deterministic Approach) في معالجة مخاطر انهيار السد – أن يكون "عامل السلامة" الذي اختارته لسد النهضة كاف لتغطية كل من:
• الأحمال غير المتوقعة
• وحالات الأساس (Foundation Conditions) غير المكتشفة رغم كل التحقيقات المعتادة التي يمكن أن يكون قد خضع لها الموقع
• وأخطاء التحليل الرياضي والأخطاء الحسابية
• والتفاوات (الاختلافات) في خصائص المواد
• والانحرافات عن الخطة والناجمة عن ظروف البناء(كما كشف عنها الأن رئيس وزراء أثيوبيا)
• والأخطاء البشرية في التصميم والأخطاء المحتملة مستقبلا في التشغيل والصيانة

• لكن ، وفق التقارير التي رشحت فان:
 أثيوبيا اختارت لسد النهضة بدءا تصريف 19,370 م3 في الثانية "للفيضان الأقصي المحتمل" PMF))
ثم ضاعفته لاحقا ، ليصبح 38,750م3 في الثانية ،
والراجح انه قد تم تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" بالأساليب القديمة (كالمعادلات التجريبية أوبالمقارنة مع التجارب السابقة للأنهار الأخرى أو بمبادئ الهيدرولوجيا التي تحكم تحويل الأمطار الي جريان سطحي) ، لا من بيانات الأرصاد الجوية والمعلومات الطبوغرافية و خصائص الحوض الخضرية التي هي اكثر دقة
• ودقة تقدير "الفيضان الأقصي المحتمل" تعتمد علي وثوقية المعلومات ودقة التحليل و التقدم في المعرفة العلمية، كما أشرنا عاليه
• وفي السدود المهمة يستخدم "الفيضان الأقصي المحتمل" PMF) ، والبالغ38750 م3 في الثانية في حالة سد النهضة ) على نطاق واسع "كفيضان تصميمي للمفيض"
(Spillway Design Flood - SDF)
• أي أن المفيض يصمم ليمرر "الفيضان الأقصي المحتمل" – وهي أساسا سياسة "التصميم الأمن" (No Risk Policy)
• والعنصر الحاسم في تصميم السدود هو الوصول الي تقدير موثوق به لحجم ذلك الفيضان الذي يمكن أن يصل إلى السد، والذي يجب التحسب له في المفيض
• أي الفيضان الذي يستطيع سد النهضة مثلا تمريره بأمان، عندما يفيض الخزان عند امتلائه، وهوالفيضان الأكثر أهمية لتصميم السد، لأنه يضمن سلامة البناء عند حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) وهوالحدث الذي يمثل وحده أكثر من ربع أسباب انهيار السدود في العالم،
• وأغلب أسباب انهيار السدود تكون بسبب عدم قدرة المفيض (أو قناة التصريف (Sluiceway)على تمرير فيضان معين ، (مما يؤدي إلى تدفق المياه من أعلي السد Overtopping)) أو خرقه، نظرا لكون المفيض (أو قناة التصريف) قد صممتا على تقدير للفيضانات غير موثوق به ، أي بسبب الخطأ في تقدير حجمه
• لكن "الفيضان التصميمي للمفيض" يرتبط بدرجة عالية من عدم اليقين (Uncertainty) ، والأن ، للتعامل مع هذه الشكوك:
• يتم استخدام أعلى الفيضانات على الاطلاق (“الفيضان الأقصي المحتمل (PMF)
• ولكن لما كان هناك دائما فيضان أعلى من “الفيضان الأقصي المحتمل” ( والبالغ38750 م3 في الثانية ، المختار لسد النهضة ) ، تستخدم الإحصاءات والنمذجة الهيدرولوجية ، من خلال اسناد تصميم الفيضان لمنهجية " تحليل التردد الفيضاني"
(Flood Frequency Analysis)
أو تحليل القيمة المتطرفة
(Extreme Value Analysis
• الغريب في الأمرهنا أنه رغم ان أثيوبيا التي اختارت لسد النهضة أخيرا تصريف 38,750 م3 في الثانية للفيضان الأقصي المحتمل(PMF) ،
لم تختاره كفيضان تصميمي للمفيض (SDF) ، كما جرت بذلك التقاليد الهندسية ،بل
اختارت لذلك تصريف 15000م3 في الثانية!! ، وهو الفيضان التصميي لخزان سنار
(Sennar Reservoir Design Flood )
• أثيوبيا باختيارها الفيضان التصميي لخزان سنار تكون عمليا قد خفضت "عامل السلامة المحتمل" لسد النهضة من 3.87 الي 1.5 وهو الرقم الحالي أي أنها خفضت "عامل السلامة المحتمل" بأكثر من 61 % ، كما أشرنا عاليه!
• و أحسب أن أثيوبيا اعتمدت "الفيضان التصميمي للمفيض" SDF)) تجريبيا(Empirically) أخذا بالمقاربة الهيدروليكية واعتمادا علي المقاربة القطعية( (Deterministic Approach من بيانات النيل الأزرق لسد الروصيرص ، حيث كان المهندس الأستشاري وقتها (شركتي الأكساندر جب وأندرية كوين وجين بلير) قد اختار تصريف (15000م3) في الثانية أيضا من بيانات خزان سنار ليحتوي متوسط تصريف الفيضان السنوي في الدمازين ، اي ما يعادل (1.5) حجم أعلي تصريف ( ل10 أيام من الفيضانات) في 47 عاما في الروصيرص والذي حسب في عام 1946 وهو 10800 م 3 في الثانية
• وحتي الستينيات من القرن الماضي—كان تقدير حجم الفيضانات (والتخزين والطاقة المائية المقدرة) كلها تحسب بالمسطرة الأنزلاقية (Slide Rule)، من خلال:
• صيغ المعادلات التطبيقية (التجريبة)
(Empirical Formula)
• أو بالرجوع إلى التجارب السابقة، ، مثلا بالمقارنة مع أنهار أخرى الخ…
• أو باستقاء تجارب الماضي مع استخدام مبادئ الهيدرولوجيا لتحويل الأمطار الهاطلة الي جريان سطحي (Runoff)
• أوبإضافة مسافة بين ذروة السد و بين أعلي منسوب للمياه (Freeboard) (أي الجزء الظاهر من السد فوق خط الماء) كعامل أمان ضد"عدم اليقين" المرتبط بتقدير حجم الفيضان

مابين الهيدرولوجيا الكلاسيكية و الهيدرولوجيا الجديدة

 اختيار أثيوبيا للفيضان التصميي لخزان سنار مبني علي احدي افتراضات "الهيدرولوجيا الكلاسيكية" التي تقول بأن قياسات المناسيب المائية والأيرادات (كمناسيب وايرادات النيل الأزرق وقت تشييد سد سنار) ، صالحة احصائيا
(Statistically Valid)
لأنها نتاج ظروف طبيعية ثابتة—علي المدي البعيد—:
• فبهذا مثلا قال هيرست (Harold Hurst) في دراسته الشهيرة "السعة التخزينية طويلة الأجل للخزانات" عام 1951 فيما عرف لاحقا ب:
“The Hurst Phenomenon"
• لكن الهيدرولوجيا الجديدة" (Modern Hydrology) صححت تلك المفاهيم وأبانت أن البيانات التاريخية السابقة لتصريف النهر – والتي استخدمت مثلا لأختيار فترة العودة لسد سنار أو الروصيرص ، أصبحت غير موثوق بها ، وذلك بسبب:
• التدخلات البشرية وتأثيرها علي الأنسياب المائي
• التغييرات في خصائص "مستجمعات المياه"
(Watersheds)
• الترسيب ، فالطمي قد يملأ الخزانات إلى منسوب
المفيض
• التغييرات في النهر والتي قد تشمل تحويل تدفق النهر
داخل (أوخارج) الحوض
• التغييرات في التخزين االصناعي
• التغييرات في استخدامات الأرض وفي الغطاء النباتي ،
الناجمة عن إزالة الغابات الخ…
• تغير الأنماط المناخية
• الطفرات المتواترة في قدرات الأستفادة من الأمكانات
الجديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا وعلوم
الحاسوب
• التطورات العلمية والنقلات النوعية في مجال علم
المائيات ، كالركون الي "نهج مستجمعات المياه"
(Watershed Approach)
في معالجة مشكلة الفيضانات، فمثلا:
 نتيجة لكل ما سبق ، لم يعد مقبولا في تصميم أنظمة الدفاع ضد الفيضانات ، تأسيسها على حدث (تصميمي) واحد
(Single Design Event)
 بل ينبغي-- وفق "نهج مستجمعات المياه"--- تقييم حساسية التصميم لمعدلات دفق أعلي من الدفق المستخدم في التصميم (Design Flow)، مع الأخذ في الحساب التغيرات المناخية والتغيرات في استخدام الأراضي ، بمعني أنه:
 ينبغي – مثلا -- في تقدير حجم الفيضانات – لكي يتضمن التصميم عملية تغير المناخ وعوامل استخدام الأرض -- اضافة "عامل هراء" (Fudge Factor) بنسبة 20 ٪ للتغيرات المناخية في ذروة الفيضانات الأكثر من 50 عاما
 لكن الأهم هنا هو "كم تبلغ احتمالية حدوث مثل ذلك الفيضان" في حالة سد النهضة؟
• علما أن السودان اختار(T = 1000-years) لسد الروصيرص باعتبار أن سد الروصيرص منخفض المخاطر--
• وبالتالي فاحتمالية حدوث مثل ذلك الفيضان في حالة سد الروصيرص منخفض المخاطر تبلغ (0.1) %
أما في الخزانات عالية المخاطر كسد النهضة، فكلا
o من "فيلق الجيش الأمريكي للمهندسين
(USA Corps of Engineers)
• و"المعهد الأمريكي للمهندسين المدنيين( A.S.C.E)
يوصيان باستخدام T = 10 000 (أي PMF 0.5 )
اذ كا ن حدوث علو نادر للسد هو أمر مقبول ،
• والا ينبغي اختيار الفيضان الأقصي المحتمل (PMF) كمعيار عام ان كان خرق السد يشكل خطرا علي المجتمعات البشرية كما هو في حالة سد النهضة:
o أثيوبيا باختيارها الفيضان التصميي لخزان سنار
(Sennar Reservoir Design Flood)
والبالغ 15000م3 في الثانية ، بدلا من اعتمادها لسد
النهضة "الفيضان الأقصي المحتمل" (PMF) الذي
رست عليه أخيرا وهو 38750 م3
• تكون أيضا اذا قد خالفت توصية كلا من "فيلق الجيش
الأمريكي للمهندسين و"المعهد الأمريكي للمهندسين
المدنيين"
• نفس التقارير التي رشحت تقول أيضا :
• بأن سد النهضة بفيضان كسري (أي انطلاق فجائي لأكثر من 51 مليون "فدان- قدم" من المياه ، وسعه هي عشر مرات أكبر من سعة الروصيرص بعد التعلية وخمس وعشرون مرة أكبر من سعة خزان الروصيرص وقت اختيار عامل السلامة له عند انشائه) ، تلك التقارير تقول بأن سد النهضة استخدم نفس "عامل السلامة"
Safety Factor –SF) )
الخاص بسد الروصيرص والبالغ 1.5 للأحباس السفلي
لسد الروصيرص)! (قارن مع عامل السلامة في السد
العالي البالع 7-8 % وفق بعض الروايات)!
• من غير أن يتبني سد النهضة معه "هامش الأمان"
(ٍSM-(Safety Margin
الذي أضيف لسد الروصيرص عند بنائه في الستينات تحسبا لتعليته اللاحقة والمتمثل في زيادة عدد بوابات السد العليا High Level Sluice Gates) )

• اذا، أخذين في الأعتبار كل ما تقدم من استبصار للأمر
:علينا أن نسأل هنا من زعموا بأن "كل ما يتعلق بتصميم سد النهضة وسلامته قد تم الأنتهاء منه" :
• في تحديدها لحجم "الفيضان التصميمي للمفيض"،
هل أخذت أثيوبيا بالمقاربة الهيدروليكية
(Hydraulic Design)
والمعتمدة على النهح (أو النمذجة) القطعية
؟(Deterministic Modeling)
• كما فعل المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (شركتي الكساندر جب واندريه كوين وجين بلير ) في أول الأمر حين أعتمد :
• 13,500 م3 في الثانية كتصريف "أقصى فيضان محتمل"(PMF)
• لفترة عودة (T=1000-years) لسد الروصبرص
• واختار (15,000 م3 في الثانية) كتصريف "للفيضان التصميمي للمفيض"(ٍSDF)
• مع زيادة هامش الأمان وزيادة طاقة اطلاق الفيضانات لسد الروصيرص عند التعلية بزيادة عدد بوابات السد العليا
((High Level Sluice Gates
• لكن كل هذا لا يعطي أي فكرة عن مدى سلامة التصميم، فهو:
• يتجاهل في كثير من الأحيان على حد سواء عدم اليقين والتغيرات (التفاوت) في خصائص مواد البناء، والأحمال، ومكونات الأبعاد، وظروف التشغيل الخ…
• ويبني كل شيء استنادا علي "أسوأ حالة"
( "Worst-case” Scenario)
مما يرفع كلفة التصاميم والمشروع بمجمله

هنا علينا أن نسأل :
• ان لم تكن أثيوبيا هل أخذت أثيوبيا بالمقاربة الهيدروليكية
(Hydraulic Design)
(كما فعل السودان في سد الرووصيرص في أول الأمر) والمعتمدة على النهح (أو النمذجة) القطعية
؟(Deterministic Modeling)
في تحديدها لحجم "الفيضان التصميمي للمفيض"

• فهل هي أخذت بالمقاربة الهيدرولوجية
(Hydrologic Design)
في تحديد حجم "الفيضان التصميمي للمفيض"
كما فعل السودان في سد الروصيرص في أخر الأمر ؟
• وعموما، الطرق العشوائية (Stochastic Methods) المستخدمة في المقاربات الهيدرولوجية تسمح بتقييم كلا من التقلبات الطبيعية وعدم اليقين، لتعطي – بدلا من عدد واحد—"توزيع احتمالي"
(Probability Distribution)
• والمقاربة الهيدرولوجية المعتمدة على النهح (أو النمذجة) الإحصائية- الأحتمالية
(Stochastic (Statistical and Probabilistic
تأخذ في الاعتبار العديد من الشكوك وعدم اليقين الغالب في الطبيعة كأساس لتحديد حجم "الفيضان التصميمي للمفيض" Spillway Design Flood) )
◊ كما في حالة تحديد معدل الجريان السطحي الأقصى (أي الفيضان) من مستجمعات المياه
◊ وكما فعل "المكتب الأستشاري" المكلف من قبل البنك الدولي
(International Panel on Flood
Discharges for Roseires)
◊ والذي اعتبر ان اعتماد "المهندس الأستشاري" لسد الرصيرص للفيضان التصميي لخزان سنار(والبالغ (15,000 م3 في الثانية) كفيضان تصميمي لمفيض سد الروصيرص (عندما كانت سعة تخزين السد وقتها تبلغ ثلاث مليارات م3 فقط) "متدن للغاية ، خاصة مع وجود جسور ترابية طويلة ، اذ أن حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) سيكون كارثيا علي السودان" بنص تقرير "المكتب الأستشاري" المكلف من قبل البنك الدولي!

Δفماذا اذا نقول هنا:
• عن الخطر "السوبر كارثي" علي السودان ان تأتي أثيوبيا الأن وتختار نفس ذلك الفيضان التصميمي المقترح من قبل "المهندس الاستشاري (الفرنسي) لمفيض سد الروصيرص والذي رفضه "المكتب الاستشاري" (المكلف من البنك الدولي) باعتباره "متدن للغاية" حتي لسد الروصيرص ،
• ان تأتي أثيوبيا الأن وتختار نفس ذلك الفيضان التصميمي كفيضان تصميمي لمفيض سد النهضة بدلا من أن تختار تصريف الفيضان الأقصي المحتمل(PMF) الذي اختارته والبالغ 38,750م3 في الثانية كفيضان تصميمي لمفيض سد النهضة!
• علما بأن سعة تخزين سد النهضة هي 25 مرة أكبر من سعة تخزين سد الروصيرص وقتها
• وان "المكتب الأستشاري" وصف فقط علو الماء لجسم سد الوصيرص الخرساني (Overtopping) " لا انهيار السد" بانه سيكون " كارثيا علي السودان"! ،
• بقية القصة جاءت كالأتي:المكتب الأستشاري" لسد الروصيرص والمكلف من قبل البنك الدولي بعد رفضة لمقترح "المهندس الأستشاري" ، قام بتقدير "أقصى فيضان محتمل ( (PMFعلي أساس 18,750 م3 في الثانية ، بدلا من 13,500 م3 في الثانية الذي اختاره المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (قارن مع 38750 م3 في الثانية الذي اختارته أثيوبيا كتصريف أقصى فيضان محتمل)
• واعتمد المكتب الأستشاري للروصيرص الفيضان التصميمي للمفيض
(Spillways Design Flood or Capacity)
علي أساس (17,350 م3 في الثانية)، بدلا من ال15,000 م3 في الثانية) ، الرقم المختار من قبل المهندس الأستشاري لسد الروصيرص
• وبدأ لظاهر العيان وكأنما قد اسدل الستار علي عملية اختيار الفيضان الأكثر أهمية لتصميم وسلامة سد الروصيرص! لكن في الواقع هناك درجة عالية من عدم اليقين مرتبطة بتقدير "الحد الأقصى المحتمل للفيضانات" (PMF)،
• كل ذلك كان في الستينات من القرن الماضي ، أما الأن فقد أصبح لزاما اضافة اجراء"تقييم للمخاطر"
(Risk Assessment) في مرحلة التخطيط لأي سد ، وفي حالة سد النهضة ، لم تزعم أثيوبيا أبدا أنها أجرت مثل ذلك التقييم الأساسي لكل أو بعض مخاطر سد النهضة علي دول الأحباس السفلي وفق المنهجية العلمية المعروفه للجميع!

المخاطر التي تهدد سلامة السد

 فهم الهيدرولوجيا(علم المياه المؤسس علي كثير من الأحصائيات ونظرية الأحتمالات) أمر حيوي لجعل السدود آمنة
 والتحليل الهيدرولوجي من المستلزمات الرئيسية للدراسات الهيدروليكية (دراسة السوائل المتحركة والتي تعتمد في الغالب على وسائط قطعية)
 وفي "شهادتي للتاريخ (16- أ) ما بال اقوام يقولون أن:"كل ما يتعلق سلامته السد قد تم الأنتهاء منه"! (كما جاء في تصريح مسئول للقنوات الفضائية قبل الأجتماع العاشر في الخرطوم )

 لكن بجانب غياب المنهدس الأستشاري (وفق عقد "تسليم المفتاح" الذي اختير لسد النهضة) وغياب منظومة دراسات الجدوي، هنالك مجموعة من الدراسات المطلوبة والغائبة؟
 دراسات السلامة (Safety Studies)
 الدراسات الأقتصادية والأجتماعية
 الدراسات البيئية
 التقيم البيئي ( (Environmental Assessment
 الاثر البيئي والاجتماعي
(Environmental and Social Impacts)

دراسات السلامة الغائبة:
 ما نوعية "دراسات سلامة السد"
(Dam Safety Studies)
التي تمت، ان كان شيء من هذا القبيل قد تم!؟
 ودراسات سلامة السد عادة ما تتطلب تقييما لأنتقال موجة الفيضان (أي الرسم المائي Hydrograph) في الأحباس السفلي، أي تقيم علاقة موجة الفيضانات الوظيفية مع الوقت لتوفير معلومات عن:
• سطح الماء وقت ذروة الارتفاعات
• تصريف ذروة الفيضان
• توقيت تلك الارتفاعات والتصريف في مواقع مختلفة في الأحباس السفلي لسد النهضة
 وفي الظروف العادية تستغرق ذروة فيضان النيل أسابيع لتعبر طول النيل الرئيسي وروافده الرئيسية، مما يعطي انطباعا خاطئا بأن هذا يتيح وقتا كافيا للتحذير من الفيضان لكن عند فحص مرور ذروة الفيضان القادم من الروصيرص مثلا نجدها:
 تصل الخرطوم (علي بعد 624 كيلو متر) في 5 أيام
 وتصل أسوان (علي بعد 1841 كيلو متروانحدار 15.5x x 10-5 (من الخرطوم) في حوالي 10 أيام،
 وتصل القاهرة (علي بعد حوالي3250 كيلو متر من الروصيرص وعلي بعد 800 كيلو متر وانحدار 7.5 10-5x من أسوان) في 5 أيام أخري، (كما يوضح الرسم المرفق)،
 لذا فالوقت المتاح لاتخاذ أي قرارحقيقة هو قصير لأن أقل مهلة لأخلاء المراكز السكانية متوسطة الحجم في الدول النامية لا تقل عن شهر! فما بالك بفيضان انهيار السد الكاسح!

 ومثل هذه الدراسات تتطلب ايضا وضع برامج لسلامة السد، والتفتيش الدوري و"قياس السلوك" مثل:
• الحركة و الإمالة في جسم السد
Structure Deflection and Movement) )
• وضغط الدفع العلوي (Uplift Pressure)
• وتشوهات الأساس ((Foundation Deformations
• و النشاط الزلزالي
• وتحري أضرار "التجويف")النقرة)
(Cavitation Damage)
التي قد تطال الآلات والمنشآت الهيدروليكية كالمفيض وعداء مروحة التربينات (Turbine Runners) ،ودعامات البوابات ( (Gate Piers

 واذا كان صحيحا بأن كل ما يتعلق بتصميم السد وسلامته لم يعد مُشرَّعا علي مصراعيه للتفاووض
∆فما هي أحكام التحسب الأستشرافي
(Anticipatory Provisions )
لمتطلبات سلامة السد التي روعيت في مرحلة التصميم ؟
 وهناك أربعة عناصر أساسية للدفع نحو تأمين سلامة السد
في مرحلة التصميم وهي:
 التفتيش
 إعادة التقييم ( Re-evaluation)
 المعالجات للنقائص (Remedial Action)
 البحوث
هذه العناصر الأربع تتخلل جميع مراحل:
• تصميم
• و بناء
• وتشغيل السد
 فمثلا فيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في أثناء التصميم ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب:
 التقنيات الهيدرولوجية للتنبؤ بالتصريف
(الجريان) المائي(PMP, PMF etc. )
 استقرار السد وتحميله ((Dam Stability and Loading
 ميكانيكا التربة
 تحليل الاستجابة الزلزالية
 فشل سدود الدول الأخري
 تفسير "معايير التصميم"، (Design Criteria)
 التوثيق -- الضروري للتشغيل والإدارة، مثل تقرير التوثيق
للملء الأول للخزان ، وتقارير الرصد السنوية وتقارير
التفتيش والصيانة

∆ ثم ما هي أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions ) لمتطلبات سلامة السد التي روعيت في مرحلة التشييد ؟
 وفيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في مرحلة التشييد ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب:
 معايير "ايسوISO"لضبط الجودة خلال البناء
 ضبط الأسمنت والخرسانة
 هندسة الجيولوجيا -- حالة الأساس(القاع النهري)
 التصريف وضبط التسريب
 التوثيق

Δوأيضا ما هي أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions) لمتطلبات سلامة السد التي ينوي القائمون علي السد مراعاتها في مرحلة التشغيل ؟
 وفيما يختص بتدابير السلامة التي ينبغي مراعاتها في مرحلة التشغيل ، والتي يسعي التساؤل عالية للحصول علي اجابة فيها من بناة السد ، هو ما يتعلق ب:
 القياس الألي (Instrumentation)
 السلوك الزلزالي
 التفتيش والصيانة
 إعادة تقييم كفاءة المفيض
 إعادة تقييم استقرار السد
 بحوث السلامة، فيما يتعلق بكفاية المفيض وعيوب الأساس
وتردي الخرسانة وظاهرة "الأنبوبية" (Piping)الخ
 والتوثيق


Ω وقفة مع "الرسم البياني الخطي" لسد النهضة
(The Linear Responsibility Chart)

والذي يوضح مهام وأدوارالمشاركين في كل مراحل المشروع المائي أو غيره من الأعمال الأنشائية

شركة "بناة ساليني" بقبعتين: كمقاول دولي
و"كمهندس استشاري ؟!
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا...
... فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
(المتنبي)

 اذا ، الملفت للنظر وسط اللاعبين علي مسرح سد النهضة هو غياب "المهندس الأستشاري" "Engineer (CE) Consultingعن المشهد! لكن لماذا؟
 وهو امر ضروري حتي في المنشاءات الصغيرة، فما بألك بسد سعة خزانه 74 مليار م3! وهل هناك من يحاول أن يتقمص دوره وينوب عنه؟ وما كلفة ذلك؟هذا ما سنفصله هنا وسيكون أول لبنة في الأجابة علي السؤال الذي طرح في اثيوبيا " لماذا لم ننته من إنشاء السد خلال السبعة أو الثمانية أعوام الماضية"! وسنفعل ذلك باستدعاء "الرسم البياني الخطي"
(The Linear Responsibility Chart)
لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها وتحديد الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به كل من اللاعبين علي مسرح سد النهضة:

 وباستدعاء "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية ، نجد أن :
 دور العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية") هو الأشرا ف علي:
o طرح (وتقييم) المناقصات
o اختيار نوع (ومنح) العقود الدولية
o محاصرة تباين التكلفة، الأجور / الأسعار الخ
...
طرح (وتقييم) المناقصات
◊ البيانات المنشورة تقول بأن العقد بين شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية" وشركة "بناة ساليني" الايطالية :
◊ قد تم من غير مناقصة (أي من دون عطاءات تنافسية)
No Bidding) ) كما كان الحال في :
 عقد مشروع "قلقيل جيبي" ( II Gilge l and Gibe) ، (عام 2010)،
 وعقد "قلقيل جيبي الثالث" (عام 2013 )
 وعقد بليز(عام2010 )
• ولكن علي عكس ما كان الحال في عقد مشروع "قلقيل جيبي الأول (عام 2004 )علي نهر أومو - --والذي تم فيه ارساء العقد بالمناقصات ، وفي جميع هذه المشاريع التي اضطلعت بها شركة "بناة ساليني" الايطالية كمقاول دولي ،
واجهت فيها شركة "بناة ساليني – (والمقاول لسد تكزي شركة سينوهايدرو الصينية Sinohydro Corporation ) -- تحديات فنية كبيرة، تتراوح بين مشاكل الجيولوجيا المعقدة والجدب(Low Flows) والتأخير فمثلا:
• عاني سد "جيبي الثاني" من مشاكل الجيولوجيا المعقدة، مما أدى إلى انهيارات أرضية وانهيار النفق حتى بعد انتهاء بناء السد
• وعاني سد "تكزي"(علي نهر تكزي ) Tekezeأي "ستيت" كما نطلق عليه في السودان ) من :
o مشكلة الجدب (Low Flows)
o ومن الأنهيارات الأرضية قرب موقع السد في أبريل 2008 ، مما دفع شركة "بناة ساليني" لتشييد جدران استنادية للحفاظ على المنحدرات من التآكل والأنزلاق.
• كل هذه الأخفاقات كان يمكن لشركة ساليني وشركة سينوهايدرو الصينية التحسب لها:
◊ ان كانتا قد قامتا "بمنظومة دراسات الجدوي المتكاملة" (وهو ما سنأتي علي تفصيله هنا لاحقا)، لكن كيف لساليني ان تفعل ذلك وهي لم تفعلة في سد النهضة الأخطر والأضخم كما سنري بعد قليل
◊ وان كان عقد العمل معهما ليس علي اساس "تسليم المفتاح" الذي يغيب دور "المهندس الأستشاري"

• اختيار نوع (ومنح) العقود الدولية
◊ الأدلة الظرفية المتوفرة
(Circumstantial Evidence) تنبيء بأن عقد سد النهضة لشركة "بناة ساليني" كان من نوع "تسليم المفتاح"
(Turnkey Contract)
◊ أي أن العقد" يشمل كلا من الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية للسد الخ... ، وقد وصُف عقد سد النهضة بانه يشمل "الهندسة، والمشتريات، والبناء"(أو ما يسمي
(EPC Contract)
(Engineering, Procurement, and Construction Contract)
وهذه الصيغة من العقود -- عادة -- تغيب "المهندس الأستشاري"!
• والمثير للأنتباه هنا هو أن أثيوبيا لم تختار -- ربما لأسباب سيادية -- عقد بووت((BOOT ، أي "أبني، تملك ،شغل وأنقل التقنية") ،
• رغم أن أثيوبيا كانت قد اختارت لشركة طيرانها في الستينات -- التي كانت لعقود وما زالت من أميز شركات الطيران الأفريقية - نظيره الأخروهو عقد "النقل المصاحب بالمتابعة والأشراف"(Monitoring Agreement)
• وهو اتفاق علي نهج "تسليم المفتاح" لكن الطرف الأجنبي فيه (شركةTWA الأمريكية) يضطلع بالمسئولية الفنية حتي يتوفر الكادر الفني المؤهل
• وهو نموذج قد تكون أثيوبيا تبنتة الأن في "مبيعات كهرباء سد النهضة" حسب التقارير الصحفية !

• اختيار شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية لنموذج "تسليم المفتاح "يخالف ما هو جار في جل العقود المعتادة (التقليدية) للسدود والتي "تفكك العقد الي حزم متعددة (“De-Packaging”:)"، علي نحو نهجين:
◊ عقود " ادارة المشاريع" والتي تشتمل علي 4-5 عقود منفصلة (Split Package”) "للتصميم" و"البناء" والأعمال الميكانيكية والكهربائية
◊ أو العقود "متعددة الحزم"، حيث يضطلع صاحب المشروع بالمسئولية الإدارية لأعمال التصميم والبناء من خلال تفكيك المشروع لوحدات أصغر ثم اسناد تلك المشاريع لجهات متعددة كعقود من الباطن ،
• كما حدث في تشييد سد الوصيرص (1960-1966) حيث أرست وزارة الري عطاء تصميم سد الروصيرص و"المساعدة في الأشراف علي الأنشاء" علي المهندس الأستشاري (Consulting Engineers ) متمثلا في شركتي:
الكساندر جب الأنجليزية
Sir Alexander Gibb and Partners) )
واندريه كوين وجين بلير الفرنسية، معا
(Andre Coyne and Jean Bellier)
علي أن تكون وزارة الري هي "السلطة المشرفة علي انشاء الخزان "،
• ولما كانت شركة " اندريه كوين و جين بلير" معنية اساسا بتصميم الخزان ، فقد انحصر دورها علي المساعدة في الأشراف علي الأنشاء ،
• ولما كانت وزارة الري --هي "السلطة المشرفة" علي انشاء الخزان (Client) ،
• فقد اضطلع المهندس الرشيد سيد أحمد–بصفته مستشار وزارة الري -- بدور "المستشار الوطني للمشروع"
• وتم تفكيك المشروع لوحدات أصغر ثم اسناد مهام التسقية بالأسمنت (Grouting in Cement) وتصنيع وتركيب البوابات وخدمات المحطة الكهربائية الخ ... لجهات متعددة كعقود من الباطن

 لماذا اختارت شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية عقد "تسليم المفتاح" ؟ بدلا من "عقود ادارة المشاريع" أو "العقود متعددة الحزم" التي تم بها تشييد سد الروصيرص في نفس المنطفة تقريبا؟
• أحسب أن الأختيار وراءه عدة أسباب منها الأستراتيجي ومنها التجاري، وتحديدا:
• الحرص علي اتمام المشروع في أقصر وقت : 5 سنوات بالتحديد! بعد أن أعلن المقاول الدولي (شركة "بناة ساليني" الايطالية) وضع المشروع علي مسار"التنفيذ السريع" ("Fast Track Implementation",) ، علما بان بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية فقط يتطلب عادة فترة أطول من ذلك (Lead Time of 8-15 Years) ، لتغطية دراسات الموقع، والدراسات الهيدرولوجية، وتقييم الأثر البيئي الخ ...
 لكن شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية قد تكون قد رأت في صيغة "تسليم المفتاح":
• فرصة لتفادي الحاجة إلى "المهندس الاستشاري (CE) و"تفادي" كلفتة العالية!
• وفرصة لتثبيت "السعر الكلي" في مرحلة مبكرة من المشروع
• وفرصة "لتفادي" كلفة تصميم السد -- والتي قد تتراوح بين 4-15٪ من كلفة المشروع -- فالمقاول الدولي ("شركة "بناة ساليني" الايطالية( في صيغة "تسليم المفتاح" عادة لا يطالب العميل بمقابل مادي لعملية التصاميم!

 كل هذا يبدو وكأنه يمثل مكسبا عظيما لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية
لكن هيهات!

فشركة " "بناة ساليني -- وعلي عكس ما يتبادر للذهن -- لا تقدم تصاميم سد النهضة مجانا لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية، ف "كلفة تصاميم السد" مدمجة" (أي مضمنة خفية) في "سعر بنائه" الذي تطلبه شركة "بناة ساليني من أثيوبيا!
كما أن المقاول الدولي في عقود "تسليم المفتاح" يفرض عادة على العميل دفع مبالغ إضافية لأية تغييرات يطلبها الأخيرعلي تصاميم المقاول الأصلية ، فمثلا كان مما تم الأتفاق عليه في "وثيقة الخرطوم"في ديسمبر 2015 اضافة بوابتين جديدتين (أي زيادة بوابات التحكم من 2 الي 4) لتصريف المياه بعد أن رأي خبراء الدول الثلاثة ضرورة لذلك من الناحية الفنية في اجتماعهم في اثيوبيا في أول ينايرمن تلك السنة – وهو أمر رفضته أثيوبيا لاحقا
بمعني أنه ان كانت أثيوبيا وافقت علي تلك التعديلات في تصميمات السد (وفق تطمينات وزير الري السوداني في هذا الصدد وقتها !) ، فكان علي السودان ومصر تحمل كلفة تلك التعديلات)!

وان أخفقت شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في تحديد مستوي الجودة المطلوبة في العقد سوف تميل الجودة إلى أن تكون متدنية - وهذا يتطلب أن يكون مهنيو شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية مدركون لمستوي الجودة المطلوبة في كل مراحل تشييد السد -- لكن "َأنى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد" !
وهذا أمر خطير في السدود الجسرية ذات الحشوة الصخرية – كسد النهضة السروجي ، فرغم أن مثل هذه السدود مقاومة للضرر من الزلازل ، الا أنه ان كان "ضبط الجودة" خلال البناء غير كاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف انضغاط التربة ، والذي بدوره قد يؤدي إلى تسييل (Liquefaction). للحشوة الصخرية أثناء الزلزال
كما أن شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية تحت ظل عقود تسليم المفتاح لن يكون بمقدورها التأثير على اختيار شركة "بناة ساليني" للخبراء للعمل في المشروع !

 اذا تلك هي "كلفة تصاميم السد" المبدئية والباهضة والمستورة عن الأنظار تحت عقد "تسليم المفتاح"، لكن دعنا تقصي الكلفة الأخطر:

 ووفق "الرسم البياني الخطي" لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها نجد أن:

• دورالمقاول المحلي ( أي شركة المعادن والهندسة - ميتيك) ، في مرحلة التخطيط للمشروع هوالقيام
• بالمسح الأستطلاعي (الطوبوغرافي والجيولوجي)
• وبالمسوحات الكنتورية ومسوحات المياه، واستخدامات الأرض
• وبتحليل التربة
• وبالحفر الأختباري(Trial Boring) ، مثلا لتحديد تأثير:
الجريان النهري على سعة المفيض
والتضاريس الأرضية علي درجة الأنحدار
والجيولوجيا علي المقطع العرضي الخ..
فهل هي قامت بكل تلك الدراسات أم اعتمدت علي الدراسات التي كان قد قام بها "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي
(US Bureau of Reclamation) بدءا من عام 1964!


• دور المقاول الدولي (أي شركة "بناة ساليني" الايطالية) في مرحلة التخطيط للمشروع هو اجراء الدراسات الهيدرولوجية للمواقع -- على سبيل المثال من أجل:
• تعريف المشروع (Project Definition)
• وتقييم:
فرق التوازن المائي (Head)
وبتحليل الأحمال (Load Analysis)
وبتحديد درجة الوثوقية (Reliability Level) المطلوبة
متوسط التصريف السنوي
(Mean Annual Discharge)
o ولقد رأينا هنا أنه رغم ان الشركة اختارت لسد النهضة تصريف 38,750 م3 في الثانية للفيضان الأقصي المحتمل(PMF) لم تختاره كفيضان تصميمي للمفيض (SDF) ، بل اختارت لذلك 15000م3 في الثانية!! ، وهو الفيضان التصميي لخزان سنار
جدوى انتاج الكهرباء من الموقع
o ولقد رأينا كيف أن الشركة تجاهلت هنا شهادة هيرست وبلاك وخطة وادي النيل ودراسة مكتب استصلاح الأراضي الامريكي وضخمت سقف الأنتاج من الموقع وهو وفق حساباتنا في الحلقة التاسعة من هذه الدراسة في حدود (1639) ميقاواطس !سنعود لهذا لاحقا بالتفصيل
• فهذا الأجماع الذي حدا بكل اولئك الخبراء لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة أو أنه الأصلح للتوليد الكهربائي ، لا شك أنه بسب عدم استيفاء الموقع لكل أو أغلب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا الهندسية عند الموقع:
∆كعدم استقرارالتصريف النهري
(River Flow)
عند الموقع ، والذي هو ذو تأثير مباشر علي حجم الطاقة التي يمكن توليدها من الموقع،أو بسبب:
∆طبيعة الأساس (Foundation Conditions)
وعدم نفاذية (Impermeability) الصخور أو التربة المحيطة ، اذ ان الأساس الطمي
(Silt Foundation)
يحظرقيام السدودالركامية الصخرية
(Rockfill Dams) كسد النهضة السروجي
◊ وقد كان بناة سد الروصيرص(شركة أمبرسيت قيرولا لوديقياني الأيطالبية) قد اكتشفوا أن طبيعة الأساس (Foundation Conditions) في منطقة الروصيرص شديدة الصعوبة (وهي منطقة يرجح أنها تماثل منطقة سد النهضة) :
• فتحت الطبقات السطحية من الأساس الطيني الصلصالي والرمل، يتكون الصخر من خليط من النايس (الصخر الغرانيتي المتحول) ، الغرانيت ومن البجمانيت ( الصخر الناري متباين الطبقات) وجميعه متفكك (Weathered)لأعماق بعيده وعلي نطاق واسع
◊ وهل أتاك حديث سد الموصل؟:
"وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ"
(العنكبوت 43)
فهذا السد الذي تم بناؤه علي نهر دجلة بين عامي 1980-1986 ليخزن 11.1 مليارمتر3 من المياه لتوليد (3420 مليون) "كيلووات - ساعة" من الطاقة سنويا،
بني على أساس (قاعدة) من الجبس القابلة للذوبان (Karst) وهي تضاريس أرضية تشكلت من تفكك الصخور القابلة للذوبان مثل الحجر الجيري والدولوميت، والجبس ، والجبس هو معدن ناعم يذوب عند اتصاله بالماء ، وجيولوجيا ، لا يعتبر الجبس صخرا. بل هو من الرواسب، اللينة وأشبه بالسائل اللزج
المخاوف بشأن عدم استقرار سد الموصل (Dam Instability) كانت واضحة منذ البدء: وذلك بسبب هذه العيوب التي لا يمكن اصلاحها في أساس السد.
الخبراء الروس (المعادل الموضوعي للمهندس الأستشاري الغائب هنا في سد الموصل وهناك في سد النهضة) نصحوا بعدم بناء السد في ذلك الموقع بسبب طبيعة القاع القابلة للذوبان وأنها ستشكل ، قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار !
رغم ذلك شرع المقاول الدولي (كونسورتيم ألماني إيطالي بقيادة الشركة الألمانية هوكتيف (Hochtief Aktiengesellschaft. nside) عام 1980 في البناء ورغم أن الشركة الألمانية "هوكتيف " نفسها اعتبرت المكان أسوأ موقع على الإطلاق عمل فيه الكونسورتيوم بسبب قاعدة الجبس القابلة للذوبان--أي أن الكونسورتيم كان يدرك تماما -- وهو يشييد السد - أن السد سينهار يوما ما !
وفي عام 2006 ، أشار تقرير من قبل "فيلق المهندسين" بجيش الولايات المتحدة
( (US Army Corps of Engineers—USACE:
• أنه "من حيث إمكانية التآكل (الحت) الداخلي للأساس (Foundation)، فان سد الموصل هو السد الأكثر خطورة في العالم." ....
• وان الأنهيار المفاجئ للسد سوف يغرق الموصل تحت 20 متر من المياه و سوف يغرق بغداد، إلى 5 أمتار مع وجود عدد قتلى يقدر ب (500,000 )شخص" !
وفي عام 2007 قالت الولايات المتحدة أن أساس السد يمكن أن ينهار في أي لحظة " !!
والأن يروجون لدور انقاذي لسد الموصل يقوم به "سد بادوش" القريب منه ، وان كان فقط لتخفيف اضرار الأنهيار!
 فقد اقترح "فيلق المهندسين" بالجيش الأمريكي USACE)) زيادة حجم "سد بادوش" لصد أو عرقلة الموجة الكبيرة التي ستنطلق متي ما انهار سد الموصل!
o و"سد بادوش" (بارتفاع 102 متر) هو سد متعدد الأغراض (وهوسد كهرباء قيد التشييد رغم البدء به في التسعينات !) على نهر دجلة بمسافة 16 كم شمال غرب الموصل وأمام (Downstream) سد الموصل في اتجاه مجري النهر(.
o الغرض الرئيسي من "سد بادوش"
• هو إنتاج 170 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية
• و التحكم بالتدفقات الخارجة من سد الموصل عند مصعد النهر( (Mosul Tailwater Upstream
• كما هوحال سد اسوان القديم أمام السد العالي أوالأستخدام المستقبلي المحتمل لسد الروصيرص للتحكم بالتدفقات الخارجة من سد النهضة عند مصعد النهر((Renaissance Tailwater

Ω و الأجماع لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة الذي أشرنا اليه عاليه، لا شك أنه أيضا بسب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا الهندسية عند الموقع:

∆كغرينة الخزان
أي الترسب الكبير المحتمل الإطماء في الخزان

∆وبسبب زلزالية الموقع (Seismicity)، أي الصدع الزلزالي في المنطقة وماحولها
Earthquake Faults))
o فالتصدع النشط (Active Faulting) يمنع قيام السدود الخرسانية(Concrete Dams كسد النهضة الرئيسي
o لقد زعم البعض أن المخاطر الزلزالية بعيدة عن منطقة سد النهضة، وهم مدعوون هنا الي قراءة شهادة بروفيسور قوين مدير المرصد الجيوفيزيائي في أديس أبابا كما أوردتها هيئة المحلفين الدولية التي دعاها البنك الدولي للتحقق من حجم المفيض المطلوب لسد الروصيرص، عندما اعتبر ان تصريف (15,000 m3/s) الذي اعتمده المهندس الأستشاري لسد الروصيرص (شركتي الكساندر جب واندريه كوين وجين بلير) للفيضان التصميمي للمفيض متدن للغاية ، خاصة مع وجود جسور ترابية طويلة ، اذ أن حدوث علو الماء للجسم الخرساني للسد أو لأجنحته (Overtopping) سيكون كارثيا ، وقد جاء في تقرير هيئة المحلفين الدولية الأتي:
"During the short time that records have been kept (by Professor Gouen Director of the Geophysical Observatory at Addis Ababa),...
➢ There is ample evidence in the form of frequent earthquakes, of continuing movement at locations along the complex of faults which form the Rift Valley. In addition,
➢ There is evidence from epicenters of minor quakes that a zone of seismicity is present at the western edge of the volcanic plateau, somewhere near the Sudan border lowlands" )Snyder, F., A.Blensdale and T. Thompson. 1961.The International Panel on Flood Discharges “Studies of the Probable Maximum Flood for Roseires Dam Project”. P.29-30( .

وهذا الأجماع لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة لا شك أنه أيضا بسب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا الهندسية عند الموقع:

• ∆كزلزالية الموقع (Seismicity)،
أي الصدع الزلزالي (Earthquake Faults) التي أشار اليها التقرير استنادا علي شهادة بروفيسور قوين مدير المرصد الجيوفيزيائي في أديس أبابا ، عن زلزالية المنطقة الواقعة علي حدود السودان وماحولها – (والتي تغطي موقع سد النهضة)
◊ هذه الزلزالية ذات تأثير مباشر علي:اختيار موقع السد ونوعه وسلامته وكلفته، فمثلا :التصدع النشط (Active Faulting) يمنع قيام السدود الخرسانية
(Concrete Dams) كسد النهضة
◊ والمخاطر الزلزالية (Seismic Hazards) المرتبطة بالضرر الناجم عن الزلزال.يمكن أن تتجلى علي شكل:
◊ اهتزاز الارض وتمزقها
• التسييل( Liquefaction) لمواد بناء السد
 الأزاحة للمنِشأة (Displacement)
◊ والسدود متوقع منها عادة مقاومة الأنزلاق ، و الصمود أمام أقصي فيضان محتمل
(Probable Max Flood--PMF) وتمريره بسلام (والمقدر علي أساس أقصي عاصفة مطرية محتمله (Probable Max Precipitation--PMP)
◊ لكن السدود الكبيرة في المناطق الجبلية خاصة، كمنطقة سد النهضة ، تجهد قشرة الأرض ، وكان بروفيسور كريس هارتنادي ( Hartnady من جامعة كيب تاون) قد نبه في حلقة في الأذاعة البريطانية عام 1995 الي أن:
 "وجود مثل هذه السدود في منطقة ناشطة تكتونيا (وغير مستقره ، كما في حالة الصدع الأفريقي العظيم ومنطقة الحدود بين حوض الرمل النوبي والصفائح التكتونية الصومالية )، قد يجعلها أكثر خطرا لأفريقيا من خطر تغير المناخ ،خاصة للسدود الثقالية "(كسد النهضة Gravity Dams)،
 "وفي عشرة من هذه السدود في المناطق ذات التوازن التكتوني الدقيق- من الجزائر الي الهند وليسوتو إلى زامبيا - ، قدح ملء الخزان (حجز المياه) الأول زناد الزلازل في الموقع"!

 وبمواصلة استدعاء "الرسم البياني الخطي"
(The Linear Responsibility Chart)
لمهام تشيد المشاريع المائية وفق الأعراف الهندسية المتعارف عليها وتحديد الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به كل من اللاعبين علي مسرح سد النهضة نجد أن:
□ دور المهندس الاستشاري
♣في مرحلة الدراسة (التخطيط) للمشروع يتمثل في:
 مشاركة شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية في تحديد احتياجات المشروع
 أن يقدم النصح حول المقاول ومورد المواد
 ويرسل دعوات "المناقصات" ( IFBs) أو "طلبات عروض الأسعار" (RFQs) الخ...
∆فهل قامت شركة ساليني (المهندس الاستشاري الأفتراضي)
بهذه الدراسات؟ وقد أوضح رئيس وزراء إثيوبيا "هناك
مشكلات تتعلق بالتصميم" ؟
♣وفي مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع علي المهندس الاستشاري:
 إعداد وتقديم "دراسات ما قبل الجدوى"
(Pre-feasibility Study)على سبيل المثال تحديد المعلمات العريضة وطرح الخيارات المتاحة وتحديد الخطة الإنمائية الأمثل للموقع
 ثم تقديم "التقريرالتنفيذي"
∆ فهل شركة ساليني (المهندس الاستشاري الأفتراضي) قامت بهذه الدراسات؟
وفي مرحلة التصميم الهندسي المفصل:♣
• يختار المهندس الأستشاري التكنولوجيا، على سبيل المثال:
• نوع السد وارتفاعه
• منشئات التحويل ، على سبيل المثال:
o التربينات والمولدات ومواصفاتها
o وماسورة تغذية التيربينات( Penstock)
o وحوض التوازن
( (Water Intakes, Surge Tanks
• ويرفد العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية")
بتفاصيل "مواصفات التصميم التفصيلي" و مستندات / ورسومات العقد
وفي مرحلة التشييد:♣
يضطلع المهندس الاستشاري بمهام:
• الإشراف والتخطيط والبرمجة
• والتنسيق بين -- والإشراف على -- المقاولين
• وتفقد المواد وتجويد الصنعة أثناء البناء
• وتحقيق احكام السد لمنع التسرب
(Sealing Techniques)
• ومعالجة الأساس بواسطة الحقن (Grouting)
∆فهل أنجزت شركة ساليني (المهندس الاستشاري الأفتراضي) هذه المهام؟ وهي حينما تطالب بتعويضات مالية ضخمة بسبب تأخر شركة "ميتيك" بالانتهاء من المشروع في الوقت المحدد، ألا تتحمل هي جزء من المسؤلية في التأخير وهي المناط بها االتنسيق بين -- والإشراف على – المقاولين المحليين خاصة شركة "ميتيك" لتجنب ذلك التأخير؟

 "المهندس الاستشاري"
الغائب --لماذا ؟
(و"الحاضر"؟ - كيف ذلك؟) !!

وشركة "بناة ساليني" بقبعتين:
• كمقاول دولي
• و"كمهندس استشاري ؟!

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا...
... فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
(المتنبي)
Ω ماذا يعني غياب المهندس الأستشاري عن سد النهضة ؟
• هذا يعني:
 أن سد النهضة رغم جسامة مخاطرة يبني الأن:
• ليس فقط في غياب وجود "المهندس الأستشاري" ،
• بل وفي غياب دراسات ما قبل الجدوى أيضا ،
"(Pre-feasibility Study)
التي يعدها بمهنية عالية عادة"المهندس الأستشاري" المحايد ، مع طرح كافة الخيارات البديلة -- لا المقاول الدولي صاحب المصلحة التجارية
 والأمر الخطير هنا هو أن هناك مهام عديدة لن تكون هناك فرصة للتحقق من صحتها (Validation) من قبل خبيرمحايد ومشهود له"كالمهندس الاستشاري" تحت عقد " تسليم المفتاح" ، علي سبيل المثال لتحقق من صحة نتائج الحفر الأختباري (Trial Boring) التي توفرها شركة المعادن والهندسة "ميتيك (المقاول المحلي) في مرحلة التخطيط (بجانب القيام بالمسح الأستطلاعي والمسوحات الكنتورية وبتحليل التربة)
• نتائج الحفر الأختباري مطلوبة.لتحديد تأثير:
الجريان النهري على سعة المفيض
والتضاريس الأرضية علي درجة الأنحدار
والجيولوجيا علي المقطع العرضي الخ..
• و الدراسات الهيدرولوجية للمواقع-- (مثلا من أجل تحديد جدوى انتاج الكهرباء من الموقع أحد مسؤليات شركة ساليني الأصيلة ، وما اسند اليها الأن اضافة --بسبب غياب "المهندس الأستشاري" -- من مهام اختيار نوع السد وارتفاعه ومنشئات التحويل كماسورة تغذية التربينات وحوض التوازن والتربينات والمولدات ومواصفاتها الخ) ....
• وتحليل الأحمال (Load Analysis) الخ ... أحد مسؤليات شركة ساليني الأصيلة ،
وفي مرحلة التصميم الهندسي المفصل:♣
• اشرنا الي أن المهندس الأستشاري عادة يرفد العميل (أي شركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية") بتفاصيل "مواصفات التصميم التفصيلي" و مستندات / ورسومات العقد
◊ و لما كانت شركة "بناة ساليني" الايطالية تحت عقد "تسليم المفتاح " تقوم بدور"المهندس الاستشاري" ، بجانب دورها ك " مقاول رئيسي للسد"
Primary International Contractor) )
◊ فعلي"شركة "بناة ساليني" الايطالية تقع مسئولية تقديم تصاميم سد النهضة لشركة الطاقة الكهربائية الاثيوبية
◊ وهذا قد يلقي مسؤلية بعضا من "مشكلات التصميم" (التي أشارت اليها الحكومة الأثيوبية) الي حضن "شركة "بناة ساليني" الايطالية)
♣وفي مرحلة التشيد في غياب "المهندس الأستشاري علي شركة "بناة ساليني"
• الإشراف على – المقاولين المحليين (هنا هم شركة المعادن والهندسة "ميتيك")
• وتفقد المواد
• وتجويد الصنعة أثناء البناء، كـتأمين احكام السد لمنع التسرب (Sealing Techniques) ومعالجة الأساس بواسطة الحقن(Grouting

 الأمر الخطير هنا هو أن كل هذه المهام وغيرها من مهام عديدة لن تكون هناك فرصة للتحقق من صحتها (Validation) من قبل خبيرمحايد ومشهود له"كالمهندس الاستشاري"

و"التحقق من الصحة"(Validation) هو عملية منطقية لا نهج حسابي ، ويعني بفحص ما إذا كان هناك شيء ما يلبي معيار معين أو يلبي مواصفات وسمات جودة محددة مسبقا
◊ كأن يكون هذا "المهندس الاستشاري" -- مثلا -- قادرا على الشهادة بأن الحلول أو العمليات التي أتتها شركة "بناة ساليني أو أتتها شركة المعادن والهندسة (ميتيك) صحيحة و متوافقة مع المعايير والقواعد المهنية،
◊ مع ابراز الدليل علي أن منظومة السد -- مثلا -- تعمل في حدود المعايير(Criteria) والمعلمات (Parameters) المعمول بها عالميا
◊ وتعمل علي نحو فعال (Effectively)

• هذا يعني أن غياب فرصة "التحقق من الصحة"بغياب المهندس الأستشاري هو أيضا أمرذو تداعيات بالغة الأهمية لقضية سلامة سد النهضة !

 وبغياب المهندس الأستشاري تغيب أيضا فرصة "التأكيد"(Verification) ،
• و" التأكيد"(Verification)هو شيء أخر غير "التحقق" (Validation) ،
• فالتأكيد معني بثلاثة جوانب بالغة الأهمية لتقييم التصميم الهندسي،وهي أن التصميم الذي جاءت به شركة "بناة ساليني مثلا:
يناسب الاستخدام المقصود - أي أن شركة "بناة ساليني بنت (أوصنعت) "المنتج المطلوب"
وأن التصميم يلبي شروط التصميم الأصلية ، أي أن شركة "بناة ساليني بنت (أوصنعت) المنتج "بطريقة صحيحة"
وأن "المنتج النهائي" يعكس بشكل صحيح المتطلبات المحددة له -- وفق "نموذج نضج القدرات"
(The Capability Maturity Model- CMMI)

لكن ماهو "نموذج نضج القدرات"؟
"نموذج نضج القدرات"هو معيار تم تطويره في البدء لتقيم "مدي نضج برامج الشركات ، وقدرتها لأنتاج البرمجياتSoftware) )
وهو الأن يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كنموذج عام لتحسين الأعمال التنظيمية في مختلف المجالات، على سبيل المثال:
• في إدارة المشاريع
• و إدارة المخاطر
• وادارة الخدمات والعمليات التجارية بصفة عامة
• وإدارة رأس المال البشري

وذلك من خلال فحص ممارسات شركة "بناة ساليني في كل من خمسة من "مستويات النضج" ، التي تصف مدى قدرة ووثوقية السلوكيات والممارسات والعمليات المتبعة من تحقيق النتائج المطلوبة علي نهج مستدام (مثلا منهجية تحديد الأولويات او الاستفادة من تجارب الأخرين الخ …- كمسببات خرق وانهيار السدود الأخري مثلا )
وداخل كل واحد من هذه المستويات مفتاح مجالات العملية (KPAs) يحدد الأهداف و درجة الالتزام و القدرة والمقياس ، المطلوب تقصيها من قبل المهندس الأستشاري في اضطلاعه بمهام التأكيد"(Verification) في مشاريع المياه مثلا

 والشركات الدولية في الغالب تبحث عن مصالحها التجارية ولا تأبه كثيرا بما يحدث بعد استيفاء أتعابها ، وهذه الشركات في سعيها الأعمي لدفع مصالحها قد تأتي بما يهدد الصحة العامة بل والحياه في مجتمعات العالم الثالث المعدمة ، والجميع يذكر مأساة الغاز في الهند عام 1984، والتي تعتبرأسوأ كارثة صناعية في العالم، والتي تسببت فيها شركة "يونيون كاربايد" في مصنع للمبيدات في بوبال،
• حيث تعرض فيها أكثر من (500,000) شخص إلى غاز إسوسيانات الميثيل (MIC) وغيره من المواد الكيميائية
• وحيث بلغ عدد القتلى نتيجة لذلك أكثر من (16,000) شخص!

Ωمنظومة دراسات الجدوي المتكاملة لسد النهضة:

الخطأ زاد العجول" (مثل عربي ينبيء بأنه ما عجّل امريء من أمر إلا أخطأ قصْدَ السبيل(

• أشرنا عاليه الي أن مهام "المهندس الاستشاري" في
في مرحلة "التقرير التنفيذي" للمشروع:
• إعداد وتقديم "دراسات ما قبل الجدوى"،
(Pre-feasibility Study)
على سبيل المثال تحديد المعلمات العريضة وطرح الخيارات المتاحة وتحديد الخطة الإنمائية الأمثل للموقع
• ثم تقديم "التقريرالتنفيذي"
• كما أشرنا عاليه الي أن شركة "بناة ساليني" الايطالية وضعت مشروع سد النهضة علي مسار"التنفيذ السريع" ("Fast Track Implementation",) ، علما بان بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية فقط يتطلب عادة فترة أطول من ذلك
(Lead Time of 8-15 Years) ، لتغطية دراسات الموقع، والدراسات الهيدرولوجية، وتقييم الأثر البيئي الخ ...
• وهناك اشارات اخري ذات صلة ، علي سبيل المثال:
أن شركة "بناة ساليني" الايطالية لم تعمل دراسة جدوي للسد: لا "اقتصادية" ولا "بيئية"(انتهي) (أم أ، كما جاء في ندوة سد الألفية الإثيوبي بدار المهندس 10 يونيو 2013(
بينما بيان مدير "هيئة البيئة الاثيوبية" أشارالي "أنه تم اجراء دراسة أولية للأثر "البيئي والاجتماعي" لسد النهضة. وقد أظهرت الدراسة أن الآثار السلبية تكاد تكون معدومة" (انتهي)!!

• أية دراسة يعنيها هذا ال"مَسْؤُولٌ ؟!

هناك سبع مراحل لدراسات الجدوي (قل ان شئت سبع دراسات جدوي) ينبغي القيام بها لأي مشروع مائي، لا واحدة !
وينبغي أن يجتازها المشروع واحدة تلو الأخري -- كما في سباق الحواجزللخيول
( (Jump Racing or Steeple Chasing
قبل أن يتم قبول المشروع (أي قبل أن يسقط "الحصان" ويستبعد من السباق !)
وتتمثل هذه الدراسات في:
• الجدوي العلمية (Scientific Feasibility)والتي تعني بالأجابة علي السؤال الأتي:
 هل سد النهضة - بالمعايير العلمية - مشروع رائد أم ذو تكنولوجيا راسخة ومجربة؟
• الجدوي التقنية (Technical Viability) وتعني بالأجابة علي السؤال الأتي:"هل يمكن قيام المشروع؟"
 بمعني هل خواص الموقع والحوض (الهيدرولوجيا والجيولوجيا والطبوغرافيا الخ ... في الموقع المختار) تسمح بقيام السد؟
 وحدة الطاقة المستهدفة(هنا 6000 ميقاواتس) ، هل تأمن
• الموثوقية (Reliability) بجانب
• خفض الكلفة؟
o اذ أنه عادة توليد أقل من 1000 ميقاواطس يعني درجة أعلى من الموثوقية وانخفاض تكاليف نقل الطاقة ، في مقابل:
o فوائد وفورات الحجم الكبير
(Economies of Scale)
لتصنيفات التوليد لأكثر من 1000 ميقاوا'س

• الجدوي الأقتصادية (Economic Feasibility)
 وهي تعني بمدي فعالية المشروع من حيث الكلفة
(Cost Effectiveness)
 وماهي نسبة الكلفة للفوائد في "تحليل التكاليف والفوائد" (Cost/Benefit Analysis)؟
 وكم هو حجم التكلفة الأولى(First Cost)، وتكاليف دورة الحياة،(Life Cycle Costs) ومدي انخفاض كلفة الصيانة والتشغيل Costs) Oand M)
 كم هي كلفة دمج (Phasing-in) محطة التوليد الجديدة في النظام القائم؟

• الجدوي الأدائية (Operational Feasibility)
 ما مدي فرص سلامة السد؟، وما درجة الموثوقية واستقرار الأداء فيه؟
Stability of Operation))
 ما هو تقديركلا من العمر التصميمي والاقتصادي Economic Life) (Design and
 والعمر الخدمي (Service Life)
 والعمر الطبيعي (Physical Life) قبل ان يمتلئء الخزان بالطمي؟
 ما مدي توافق النظام (System Compatibility)،
o ما مدي توافق السد مع السدود القائمة ،
o و ما مدي تكامل غرضة المعلن (بانتاج الكهرباء) مع الأغراض الأخري التي تنافسه في استخدامات المياه؟

• الجدوي المؤسسية والسياسية:
ما هي فرص انجاز المشروع سياسيا ومؤسسيا؟
(Institutional and Political Realizability)
• ما مدي تصادم أو تكامل المشروع مع مصالح وسدود دول الجوارالأقليمي ؟
• ما مدي التكامل المؤسسي داخل منظومة السد و ما مدي توافق المعدات مع بعضها؟
• ما هي ضمانات محطة توليد الكهرباء والبرامج و دعم قطع الغيارالتي يمكن الحصول عليها من بناة السد
• كيف سيكون توزيع حقوق المياه الأقليمية بعد قيام السد ؟

∆وفي وقت سابق قامت دولتا الأحباس السفلي بكتابة ما أسمته "مشاغلها" حول القضايا الفنية المتعلقة بالسد قبل اسبوعين من انعقاد الجولة الحادية عشرة، فهل شملت تلك القائمة من الشواغل ما سنورده هنا، مثلا:
• أثر التوليد الكهربائي الكبير علي توقيت وتعديل تاريخ وصول المياه للسودان ومصر :
o فغرض السودان ومصرالأول من أي سد هو عادة الري ، وأما التوليد الكهربائي فهو غرض ذو مرتبة ثانوية ، بينا
o غرض أثيوبيا الأول من سد النهضة -- وجل سدودها الأخري- هو الكهرباء، لكن هناك تصادم زماني بين الكهرباء والري ، فالتوليد الكهربائي سيكون له أثر كبير علي توقيت وتعديل تاريخ وصول المياه للسودان ومصر، بما في ذلك:
التصادم التصريفي بين الكهرباء والري
خفض منسوب التخزين في سدود السودان
ومصروأثره علي نقصان التوليد الكهرومائي
فقدان تغذية المياه الجوفية في دول الأحباس السفلي
∆وماذا ستكون عليه وتيرة االملء الأول للخزان ؟–
∆ ومن سيضع قوانين تشغيل السد - أثيوبيا منفردة؟
∆ومن يثبت عدم الأضرار بمصالح دول الأحباس السفلي ؟ كنقصان المياه ! هل هي الدراسات الغائبة؟!
∆ماذا عن فقدان السودان ل "حقوق الطمي" في حالة حجز الطمي
∆وماذا عن ضياع ري السهل الفيضي ، أي حرمان الجروف من المياه والمخصبات الطبيعية – علما بأن فيضان 1946 غطي 130 الف فدان في منخفض شندي ، واستفاد السودان بزراعة الجزء الأكبر منها ،
∆وماذا عن تدهور جودة المياه بسبب:
ضياع فرصة غسيل الفيضان للأملاح وقواقع البلهارسيا
ضياع فرصة قلع الطمي للنباتات المتجذرة وتنظيف وصيانة النظام النهري
خطر "الأختناق بالمغذيات" (Eutrophication) في بحيرة السد
تاكل قاع النهرأمام السد (في السودان) والخطر علي المنشئات النهرية السودانية

• الجدوي المالية:
 ماهي مصادر التمويل الخ ؟

"إثيوبيا لن تتوقف ابدا عن بناء السدود الكهرمائية لعدم وجود دعم خارجي!
"إن سد الألفية يقدم أيضا فرص متبادل المنفعة إلى السودان ومصر. في الواقع، يمكن للمرء أن يتوقع هذه الدول أن تكون مستعدة لتقاسم تكاليفه بما يتناسب مع المكاسب التي سوف تجنيها كل دولة، وعلى هذا الحساب، فالسودان قد يتقدم لتغطية 30 في المائة ومصر 20 في المائة من تكاليف المشروع بأكمله"(زيناوي)

◊ الحكومة الأثيوبية ذكرت أن تكلفة بناء السد هي 4.8 مليار دولار أمريكي ،
◊ ليمول –علي الأقل جزئيا ، حوالي 3 مليار دولار -- ذاتيا من خلال أصدار السندات،(حتي نوفمبر 2012 كان المبلغ الذي جمع من بيع السندات هو277 مليون دولار فقط ) ، بينما التربينات والمعدات الكهربائية المرتبطة بها من محطات الطاقة الكهرومائية بكلفة حوالي 1.8 مليار دولار أمريكي ممولة من قبل البنوك الصينية
و"الجدوي المالية" هنا تعني بتوفر المخصصات المالية حتي اكمال المشروع (Financial Viability)
و يمكن الحكم علبها من خلال معاير معروفة مثل التدفقات النقدية المتوقعة والربحية وتمويل المشروع من حيث هيكل رأس المال الخ، وعلي سبيل المثال :
• ماهي مصادر التمويل الخ...؟
 ما مدي توافر التمويل وتحت أي شروط؟
 ما مدي تأثر المشروع بالآثار التضخمية للأقتصاد؟

• الجدوي الأجتماعية والبيئية للمشروع:وهي تعني بالسؤال الجوهري الذي يعلو علي كل الأسئلة الأخري:
هل ينبغي القيام بهذا المشروع؟ أي هل يجب بناء السد أصلا؟
بمعني ما هي مقبولية المشروع اجتماعيا و بيئيا والمتمثلة في :
• "تقيم بيئي" ايجابي
(Environmental Assessment) ، متبوعا ب:
• "بيان للأثار البيئية للمشروع
(Environmental Impact Statement)
• وهل يفضي المشروع الي :
• تمزيق (الحاق الفوضي ب) النظام البيئي Eco-System ؟
• تراكم الطمي في الخزان والإتخامية (Eutrophication)
• نظام الحساب الرباعي (The “4-Account System”):
أي أن مشروع توليد الطاقة الكهرمائية ينبغي أن يكون معني بتعزيز"الرباعية التنموية" التالية:
 التنمية الاقتصادية
 والتنمية الاجتماعية
 والتنمية الإقليمية
 والتنمية البيئية
أي تأثير السد على حياة المجتمع وعلي المياه واستخدامات الأرض

• علما بأن السياسة البيئية الوطنية للولايات المتحدة في شأن السدود تطلب (بموجب قانون 1970):
◊ القيام بتقيم بيئي (Environmental Assessment)، ثم
◊ اتباع ذلك ب "بيان الأثر البيئي" Environmental Impact Statement
◊ علي أن يشمل "بيان الأثر البيئي" :
 الفوائد (Benefits) الناتجة عن السد (الزراعة والمياه، ومنع الضرر والطاقة)،
 والأضرر
 والتأثيرات على جيولوجية المنطقة
 وما إذا كانت التغييرات في تدفق المياه ومناسيبها سوف تزيد أو تنقص الاستقرار، وتخفض وتيرة وجودة الحياة البشرية

ولا يبدو أنه قد تمت حتي الان اي دراسات جادة لتقيم الأثر الأجتماعي والبيئي لسد النهضة
(Environmental and Social Impacts)
وفي ظل ضبابية الأهداف والأغراض البادية للعيان ، يبدو أن ماتم من دراسات لم يتعدي تلك الدراسات الأستطلاعية الهندسية والجيلوجية للحوض والحبس وقاع النهر ومادته والتصوير الجوي
(Reconnaissance Surveys)
وكثير من هذه الدراسات كان قد قام بها "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (US Bureau of Reclamation) بدءا من عام 1964!

التداعيات الخطيرة علي سد النهضة من غياب منظومة دراسات الجدوي المتكاملة:

لا يمكن تصورأن أثيوبيا ستقفزالي مرحلة التصميم الهندسي الأساسي
(Preliminary Design) –
أهم مراحل التصميم الهندسي - في غياب دراسات الجدوي (Feasibility Studies)
التي لم يكن هناك بيان ذو مصداقية بوجودها ،الأ بتعظيم مخاطر انهيار السد ف "الخطأ زاد العجول" ، اذ أن تلك ستكون قفزة في الظلام حيث أن معلومات دراسات الجدوي تمثل مدخلات اساسية:
• لتبني "تصورمحدد للتصميم "(Design Concept) ،
• و لتعريف النظم والبني ومكوناتها
• ولأستشراف الأداء المستقبلي
• ولتقدير الكلفة ، وأهم من ذلك ،
• هي تمثل مدخلات اساسية لمرحلة "التصميم التفصيلي" (Detailed Design) التي تلي مرحلة التصميم الأساسي!


"يثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"(ابراهيم 27)


" فَلِلّهِ الْحُجّةُ الْبَالِغَةُ "(الأنعام 149)
"وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (البقرة 72)
" وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" (سبأ 24)
"ألا هل بلّغت ؟ اللهم أشهد" (حديث شريف)


" بروفايل
بروفيسور د. د. محمد الرشيد قريش*
مستشار هندسي
وزميل "الجمعية الهندسية السودانية" وعضو " أكاديمية نيويورك للعلوم" و "عضو بارز" في "جمعية هندسة التصنيع الأمريكية " و "معهد المهندسين الصناعيين" الأمريكي وعضو "معهد الطيران والملاحة الفضائية " الأمريكي وعضو "الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين" و"المعهد الأمريكي للعلوم الإدارية" و"الجمعية الأمريكية لضبط الجودة" و"المعهد البريطاني للنقل"، وعضو منتسب " للجمعية الأمريكية للمهندسين الزراعيين"
وصاحب دراسات "موائد الرحمن الفكرية" التي تعني بتقديم
الحلول التقنية لمعالجة المشاكل التنموية لتوفيرها لزملاء المهنة في موضع المسؤلية وللباحثين وطلاب العلم ونشرها في النت تحت منصة:
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" (الأنسان 9)

وقد شملت بعض هذه الدراسات والحلول التقنية (والتي نقل بعضها الكثير من المواقع الأسفيرية العالمية) الأتي:

• في مجال هندسة وقوانين وادارة الموارد المائية

• دراسة" شهادتي للتاريخ حول سد النهضة واتفاق عنتبي واتفاقية مياه النيل لعام 59" (المنشور منها في النت حتي الان أكثر من 35 حلقة تحت منصة "موائد الرحمن الفكرية")
• كتاب "استدعاء التاريخ: لمن تقرع أجراس التكريم في تشيد وتعلية سد الروصيرص" – 2013 ، دراسة توثيقية (منشور أيضا بالنت)
• كتاب " احتفائية احياء ذكري المهندس المستشار الرشيد سيد أحمد مع توثيق تاريخي للمهام الوظيفية لمهندسي وزارة الري عبر السنين"2014
• دراسة "جدلية الهوية النيلية للسودان وأبعادها السياسية والفنية والقانونية
دولة “منبع” ؟، واذا كم حجم اسهامها في مياه النيل" 2005؟(دراسة أولي من نوعها أثبتت للسودان اسهامه ب 25 مليار م3 في مياه النيل—جزء كبيرمنها منشور في النت حتي وجود ممول لنشرها كاملة)
• دراسة "جدلية جبل أولياء: تقيم تقني استعادي (Retrospective ) لفوائد ومثالب الخيارات المختلقة الممكنة"- 2006 (مسودة ، حتي وجود ممول لنشرها)
• دراسة " رسم بياني خطي" (Linear Responsibility Chart) (1993) لمهام تشيد سد مروي" للوصول الي "خريطة طريق" تحدد نوع التطور التقني والدراية الفنية والتقنية المراد اكتسابها في كل مرحلة من مراحل تشييد السد ، (للأسف لم يأبه بهذه الدراسة الماسكين بزمام الأمور ، ، مما أضاع علي السودان فرصة استغلال تلك السانحة للخروج ليس فقط بسد ، بل بكوادر مدربة علي تشيد السدود من ألف الي ياء ! وتطوير القدرات الوطنية لتصنيع معدات الري والكهرباء الخ...)
• CanalCAD —Modeling Unsteady Flow in Design of Kennana Irrigation Project For Channel Capacity and Flow Control, 2000
دراسة تصميم ترعة كنانة بالكمبيوتر من 52 صفحة تمت في جامعة مينسوتا) )
• (River) Flood Mitigation Problems: The Case of Gash River,2007
(سمنارترويض نهر القاش: أيكون من خلال جدار الفيضان أم المعالجة عند حوض النيل الشرقي ؟)
• "Problems of Water Quality Management in the Shared Nile River: International Law and the Need and Challenges of a Basin-Wide Agency for Water Quality Management, University of Minnesota, 2002
(مقترح لتأثيث "هيئة اقليمية" لـتامين جودة المياه في حوض النيل)

• وفي مجال هندسة واقتصاديات وأبحاث النقل

• "تطويع المعرفة التقنية للنهوض بسودانير"1995(دراسة من 60 صفحة مدعومة "بخطة عمل" من 3 مراحل تهدف لجعل سودانيرمن أميز طائرات العالم العربي وأفريقيا وقد سلمت لمدير سوداننيروقتها عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا")
• "حوادث الطائرات الروسيه والتشيكيه في عقد" (دراسة تحليلية تتقصي أسباب سقوط الطائات لعقد كامل في21 وقد صفحة نشرت في النت)
• "Railway rehabilitation: The Institution-Building Challenge as Gauged through Techno-Economic Rail Service Performance Criteria for Sudan and the Developing World, Unpublished manuscript, 1995؟
(مسودة دراسة لأصلاح السكة حديد - واخري لأدخال المترو - أطلع عليها نائب مديرالسكة حديد وقتها عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا")
• " Proposal for Road and Transport Research Division, with Suggested Research Program, 1983, Building and Road Research Institute,
(دراسة من 108 صفحة بتكليف من معهد أبحاث البناء بجامعة الخرطوم وقد تم علي أساسها تأثيث ذلك القسم)
• "A Proposal for a Mechanical Transport Research Unit: Organization and Suggested Research Program. 1973. An 80-page report submitted upon request, to Sudan's Mechanical Transport Department)]
(دراسة في 80 صفحة تبناها وزيرالنقل وقتها لكنه اقيل قبل تنفيذها)
• Re-Formulating the Traffic Congestion "Problem", and Its Abatement Strategy 2005
((سمنار يعيد تعريف "مشكلة" الأحتقان المروري ويقدم الحلول الناجعة والمستدامة لها

• وفي مجال هندسة واقتصاد الطاقة

• دراسة "قراءة في البعدين التقني والسيادي المغيبين في جدلية خصخصه الإمداد الكهربائي"1995(دراسة من 28 صفحة منشورة بالنت)
• "Towards an Effective Planning for the National Electricity Corporation".1995. A 30-page proposal for an Electric Utilities "Strategic Planning Conference")
(برنامج ل"خلوة علمية " مقترحة عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، تعقد خارج العاصمة يقوم مركزنا فيه بأعداد "أوراق النقاش" لكل قضايا الكهرباء الفنية ، ليناقش خبراء الهيئة الحلول لمشاكلها المقدمة من المركز، سلمت مواضيع اوراق النقاش لمدير التخطيط وقتها)
• "Rehabilitation Strategies for Hydraulic Structures and Thermal Power Plants". 1995.A 50-page unpublished study


• وفي مجال الهندسة الصناعية

• "The Choice of Technology in Developing Countries: The Case of the Arab Iron and Steel, Aluminum, Cement and Oil Products Pipelines",1981(كتاب موجود في مكتبة اليونسكو والكثير من المكتبات العالمية)
• Thematic Framework for Improving Transport Modal Effectiveness in the Serving Industrial Production: Strengthening the Forward and the Backward Linkages.1990. An 82-page study presented at the Conference of Industrial Development, Khartoum, Sudan, and December 1990.
• "Towards an Effective Export Promotion Strategy for Oilseeds and their Derivatives. 1990. A 31-page study of Sudan’s Oilseeds Industry", Study presented at a National Oilseeds Seminar, Khartoum, Sudan

• في مجال العلوم والتكنولوحيا وصناعة المعلوماتية

• كتاب "ديناميكية نقل التكنولوجيا في الدول العربية"1981(موجود في كثير من المكتبات الأقليمية (وفي النت ، مع خطأ في الأسم الأول للباحث - "محمود" بدل "محمد")
• دراسة "المشروع القومى للنهوض بالتعليم الفنى والتقنى والهندسى في القرن الحادي والعشرين"(تبناها ب الزبير بشير طه أثناء عمل الباحث بوزارة العلوم والتقانة)
• سمنار"المحافظة علي استثمارات السودان في البني التحتية : كيف نحقق اطالة عمر المنشئات الهندسية ومنع انهيارها المبكر (سمنار من أكثر من ألف صفحة بور بوينت غطي كل البني التحتية تقريبا وقدم الكثير منه في ندوة حصرية في دار المهندس)
• دراسة "الرقابة الضبطية للعلوم والتقانة :دراسة تحليلية لقانون المعاملات الالكترونية 2005 نموذجاً"(سلمت عبر منصة "لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" لمن قام بطباعتها علي نفقته وتوزيع أكثر من 60 نسخة منها لكل جهات الأختصاص)
• دراسة(سمنار) "نحو استراتيجية قومية لصناعة المعلوماتية وفرص الأستثمارللقطاع الخاص فيها"2005
• نحو مشروع قومى للنهوض بالتعليم الفنى والتقنى والهندسى
فى القرن الحادى والعشرينمع تركيز خاص على التعليم التقنى
•A seminal study comprised of more than3000 power point pages, separating the profession into 4 Categories: Design/Research Engineer, Engineering Technologist, Technician and Craftsman/Artisan/ Tradesman, Then enunciating the differences between them in terms of:
*Course Duration* Their Distinguishing Nature of Learning
* Faculty/ Trainers Technical Credentials*Job Description and Job Specification
* Nature of Educational Goals, Occupational Orientation
*Capacity for Synthesis and Design
* Job Specs
* Career Goals
* Examples of Tasks
* Type of Problem Encountered in Real Life: "Clean” or“ Fuzzy”
* Examples of Ill-Structured, Semi-Structured and Well-Structured Problems En-Countered
* Nature of Data Available for Problem Solution
* Gestalt Psychology--Nature of Perception of Problem Solution
* Occupational Orientation* Epistemic Authority-- Locus of Skill and Knowledge Generation and “Failure Centres”
* Deontic Authority--Who Grants the Right to Practice* Design of Curriculum—Content, Depth and Breadth, Range
*Scope and Level of Curriculum Content
* ‘‘Load’’--Basic Science/Math Requirements, Computer Competency/ Computer-based Experiences, Engineering Science and Engineering ---Applications
* Lab Objectives and Requirements* Industrial Advisory Committee
* The Technological Problem Faced* Role in Advancing Engineering Knowledge Skills* and The Identification of the Weakest Links in category Systems

E-mail: [email protected]



References:
1. Jones,D. “Taking Britain to the World”, Electronics and Power, Jan.1986
2. Wood, A. et al.”The Role of the Consulting Engineer in the Design of High-Voltage Power Transmission Projects Overseas”, IEE Proc., Vol 130, No. 4, June 1983
3. FIDIC”S.Frick-Meijer , 1977. “The Advantages and Disadvantages of Turnkey”, in FIDIC “ The Function of the Consulting Engineer in the Developing World”
4. U S Department of The Interior, Bureau of Reclamation. 1977. “Design Criteria for Concrete Arch and Gravity Dams”, Water Resources Technical Publication Engineering Monograph No.
5. http://en.wikipedia.org/wiki/Grand_Ethiopian_Renaissance_Dam
6. http://grandmillenniumdam.net/al-bashir-sudan-supports-construction-of-the-grand-ethiopian-renaissance-dam/
7. http://www.gerd.gov.et/web/guest/abbay-basin-study؟p_p_id=56_INSTANCE_Ydc4andp_p_lifecycle=0andp_p_state=normalandp_p_mode=viewandp_p_col_id=column-..._col_count=1andpage=10
8. http://danielberhane.wordpress.com/2011/09/20/facts-grand-ethiopian-renaissance-dam/http://danielberhane.wordpress.com/2011/09/20/facts-grand-ethiopian-renaissance-dam/
9. Updated] Facts | Grand Ethiopian Renaissance dam - Posted by Daniel Berhane on Tuesday, September 20, 2011
10. http://en.wikipedia.org/wiki/Causes_of_landslides
11. http://www.bbc.com/news/business-34324772
12. Mohmed El Rashid Goreish The Choice of Technology in Developing Countries, 1985.Doha Modern Printing Press
13. محمد الرشيد :قريش ديناميكية نقل التكنولوجيا في الدول العربية 1981 الناشر دار الثقافة
14. محمد الرشيد قريش- أستدعاء التاريخ: لمن تقرع أجراس التكريم في تشييد وتعلية سد الروصيرص 2013
15. الرشيد في مئويته : احتفائية احياء ذكري المهندس المستشار الرشيد سيد أحمد قريش 2014