الإنقاذيون يبَّدلون جلودهم ,, بقلم اسماعيل عبد الله

الإنقاذيون يبَّدلون جلودهم ,, بقلم اسماعيل عبد الله


09-12-2018, 03:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536763471&rn=0


Post: #1
Title: الإنقاذيون يبَّدلون جلودهم ,, بقلم اسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 09-12-2018, 03:44 PM

03:44 PM September, 12 2018

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-
مكتبتى
رابط مختصر


لم يسبق الإنقاذيين أحدٌ في لعبتهم الإحترافية , و البارعة التي تفننوا بها في تغيير أسمائهم وتبديل جلودهم وقشورهم على مر تاريخهم الطويل , وللحقيقة , أن الدكتور الراحل حسن الترابي هو من استن هذه السنة الألعبانية , عندما انشطر عن تنظيمه الأم (الإخوان المسلمون) بعد منتصف ستينيات القرن الفائت , حينما قام بشق صف جماعته و أسس ما أسماها (جبهة الميثاق الإسلامي) , التي مالبثت وأن تم تبديل جلدها للمرة الثانية بعد انتفاضة السادس من أبريل , من العام الف وتسعمائة وخمسة و ثمانون , الإنتفاضة والثورة الشعبية التي أتت بالحقبة الديمقراطية الثالثة , ففي حينها قام الراحل حسن الترابي ومريدوه باطلاق مسمى (الجبهة الإسلامية القومية) على جماعتهم الكهنوتية , هذا العنوان العريض الذي أكتسب شهرة كبيرة في أوساط السودانيين , لارتباطه بالعكننة و الجدل والتآمر والمماحكة السياسية , والعمل ضد مصلحة الشعب في تلك الحكومة الإئتلافية في فترة الديموقراطية الأخيرة بالبلاد , وقولنا هذا سقناه بناءً على الاعترافات الواضحة والصريحة , التي كان قد أدلى بها الراحل حسن عبد الله الترابي في ندوته المشهورة والمعروفة , التي أقامها بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان , عقب المفاصلة البائنة بينونة كبرى بينه وبين تلامذته , الذين غلّبوا خيار الارتماء في حضن الجنرال على الولاء له , ومناصرته في حزبه الضرار بضاحيته النائية والقصيّة في المنشية , فقد ذكر رعيم الكيان الجبهوي الإسلامي فيما معناه انهم كانوا يجتمعون ليلاً , ثم يصبحون في اليوم التالي ليقولوا لشعبهم غير الذي تداولوه في ليلتهم السابقة , خاصة في فترة الديموقراطية الخاتمة التي قضى عليها ذات تنظيمهم الجبهوي , و وأدها في مهدها كيانهم الإسلامي الفطير والمستنسخ من التنظيم الأب (الإخوان المسلمون) , ونتيجة لتلك الإجتماعات السرية و التآمرية الليلية جاء إنقلاب يونيو المشئوم و المؤرخ لميلاد طويلة العمر (الإنقاذ) , فبعد أن تمكنت هذه الجماعة الحربائية من سلطة ومال المواطن , تشبهت و تمثلت وتمسحت بالوطنية الزائفة , في محاولة يائسة منها للهروب من عنوانها الإسلامي الصريح , و الفاضح لعدم إتساق مسلكها و قيم الإسلام الحميدة التي بشّر بها نبي الرحمة , فتشبثت بيافطة أُخرى برّاقة توحي بالكثير من دلالات التزوير والتمويه كتب عليها (المؤتمر الوطني) , فسامت الناس سوء العذاب تحت ابتذاذ مدلولات هذا العنوان الجميل شكلاً ومعنىً , وفي واقع الأمر أن هؤلاء الإنقاذيين ما وجدوا شعاراً وعنواناً جاذباً إلا واستخدموه أبشع إستخدام , وأوسعوه تخريباً واستغلالاً و تشويهاً و ابتذالاً , وافرغوه من محتواه ثم قذفوا به في سلة الأوساخ , بل انهم لم يتركوا هذه الشعارات ذات المحتويات و المعاني النبيلة لوحدها , وإنما طالت اياديهم الملوثة بدنس التزوير والهوس الديني حتى النبلاء والنبيلات , من بنات وأبناء هذا الشعب الكريم الذين انبتتهم هذه الأرض الطيبة , فقد لحقتهم وألمت بهم الفاقة و مرارة الحاجة و ضيق ذات اليد , وكم من رمز من رموز الكبرياء و التعفف دخلت عليه أموال هؤلاء الانقاذيين الماحقة , في لحظة من لحظات الضعف البشري الذي يجتاح النفس الآدمية مهما كان شأنها , فجعلت هذا الكبرياء الشامخ ينهار و يهبط ليتمرغ بالأرض , لتركله وتدوسه أقدام هؤلاء اللئام ليصير مسكيناً ذليلاً ومنكسراً خاضعاً.
لقد ضج الإنقاذيون في الأيام والليالي القليلة الماضية , وطفقوا يبشرون الناس بالحكومة الجديدة والمنظومة الرشيقة , في تمثيلية جديدة هي إمتداد طبيعي لمسلسلهم الدرامي القاسي والممل والطويل الأمد , المتعدد والمتنوع الحلقات الذي بدأ منذ ثلاثة عقود , فانّه لم ولن يستطيع المراقب لحالة الحكم الانقاذي أن يحصي أو يعد , العدد والكم الهائل من جيوش الوزراء و وزراء الدولة و المعتمدين و الولاة و المستشارين , و المساعدين المحيطين بالرئيس و الوالي و المعتمد والمدير التنفيذي , حتى أن مقولة ظرفاء المدينة الطريفة : (من لم يستوزر في عهد الإنقاذ فإنه سوف لن يستوزر أبد الدهر ) , قد جسدت هذه الظاهرة الإنقاذية الفريدة في نوعها وترجمتها خير ترجمان , وظني أن ما دعا الساخرين إلى هذا التهكم و ودفعهم إلى إصدار هذه الطرفة البليغة , هو وصول الفرد السوداني من الفاقد التربوي وتبوئه لمقعد الوزير و المستشار و المساعد لرئيس الدولة , ما أدى إلى إثارة الشعور بالإدهاش لدى المواطن السوداني البسيط الذي يجلس على عتبة الدكان وصندوق البيبسي كولا أمام البقالة , من جراء شيوع مثل هذه الظاهرة المسيطرة على أروقة ودوايين حكومات الانقاذ المتتالية , فهذا المواطن المقهور ظل يتابع عن كثب قنوات التلفزة , وهي توزع الألقاب و تمنح الأنواط و الدرجات العلمية و الأكاديمية , و تهب الرتب العسكرية العليا يمنة ويسرة دون رقيب أو حسيب , فاختلط حابل المهن الشعبية واليدوية و التخصصات الفنية , بنابل الوظيفة الدستورية و السياسية والبرلمانية والأكاديمية العليا , فترك سائقوا الشاحنات والبصات السفرية مهنتهم الشريفة , وبين ليلة وضحاها وجدوا أنفسهم يخوضون مع الخائضين في شأن (ساس يسوس) , وبالمقابل غادر حملة الإجازات العلمية العليا بهو قاعات المحاضرات ومعامل البحوث في الجامعات والمعاهد و الكليات , و أصبحوا يقودون سيارات الأجرة وحافلات المواصلات العامة , تماماً مثل ذلك الرجل الحاصل على درجة الدكتوراة , والذي كان يعمل أستاذاً محاضراً بإحدى الجامعات السودانية , فهجر تلك المؤسسة الجامعية العريقة لينخرط في سلك السياقة , فعمل سائقاً لحافلة تقوم بنقل الركاب لتوصلهم إلى منازلهم بأحيائهم في المدن الداخلية , باحثاً عن الدخل المادي المجزي الذي وبأي حال من الأحوال , يعتبر الأكثر إيفاءً باحتياجات أسرته من فتات جنيهات الراتب الشهري الذي يتقاضاه من الجامعة , وقد أجرت قناة الجزيرة مع هذا الرجل حواراً مطولاً تناول تجربته العجيبة تلك , وقد تأكدت حقيقة واحدة لكل من شاهد ذلك اللقاء, ألا وهي : أن الذي حل بالأمة السودانية (أمة الأمجاد) , ليس له من وصف او تعريف سوى أنه (ردة وإنتكاسة حضارية).
إنّ طيبة وحسن سريرة الشعوب السودانية يجسدها المثل الشائع والقائل :(الكذّاب أوصله حد الباب) , هذا الموروث الشعبي الذي كرّس لثقافة التهاون و إستسهال الأمور , و سوّق للتفريط في الحقوق و إهمال واجبات القضايا المصيرية , وعدم الإكتراث لقيمة الزمن , فتلحظ إنعكاسات هذا المثل في ردة فعل الكثيرين من أبناء أمتنا , عندما ورد الخبر العاجل عن حل حكومة ما سمي بالوفاق الوطني , و إستبشارهم بإمكانية حدوث إنفراجة إقتصادية من أوليائهم الكذبة , الذين افتتحوا عصرهم الظلامي بالأكذوبة الكبرى (الرئيس و الحبيس) التي سارت بها الركبان , فكيف لمن أدمن نقض المواثيق و العهود ان يستوثق به الناس ويصدقونه ؟ , فالضوضاء والصخب الذي أحدثه هذا الحل (حل الحكومة) سوف لن يأتي بحل للقضية الأساسية في السودان , و التحديات الوطنية سوف تظل باقية وماثلة امام كل من يطرح نفسه طبيباً معالجاً لجراحات الوطن , فقضية المحكمة الجنائية الدولية تعتبر واحدة من أهم القضايا التي يجب التعامل معها بواقعية و عقلاينة , بعيداً عن الإستهلاك الداخلي و الإبتذاذ الخارجي الذي يتلقاه المطلوبين (المكنكشين) في الكرسي , و لا يجب على المواطن ان يتفائل كثيراً ورأس الدولة في بلاده ما زال إسمه مقيداً , في سجلات هذه المحكمة العالمية المتخصصة في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب (برغم حديث جون بولتون) , وعلى الشعب السوداني أن يكون يقظ الذاكرة وأن لا ينسى ما حدث بالأمس القريب , عندما اصطدمت إنجازات دبلوماسية وزير الخارجية المستقيل (غندور) بعقبة ذات إرهاصات (المحكمة الجنائية) , فتبدت مجهوداته المبذولة من أجل إزاحة إسم البلاد من قوائم المحظورات السوداء في المحافل الدولية , فالرسالة التي يجب ان تصل إلى قلوب هذه الشعوب السودانية الطيبة , يجدونها في مختصر دلالة المثل السوداني : (تغطية النار بالعويش لا تجدي نفعاً ) , والعويش هو حزمة من القش هشّة وكبيرة في حجمها , و قليلة في وزنها و كثافتها تزيد من شدة إشتعال اوار النار , وليعلم الناس أن نار الجنائية ولهيب الإنهيار الإقتصادي وجمر الضائقة المعيشية لن تستطيع (حكومة معتز) معه صبرا.

اسماعيل عبد الله
[email protected]


Post: #2
Title: Re: الإنقاذيون يبَّدلون جلودهم ,, بقلم اسماعي
Author: شطة خضراء
Date: 09-12-2018, 06:37 PM
Parent: #1

هو وصول الفرد السوداني من الفاقد التربوي وتبوئه لمقعد الوزير و المستشار و المساعد لرئيس الدولة , ما أدى إلى إثارة الشعور بالإدهاش لدى المواطن 

و الله صدقت يا أستاذ إسماعيل،،، أنا شخصيا أعرف أحدهم من الإنتهازيين خاويين الذهن و قد صار في مرتبة الوالي أو أقل قليلا و قد كان معلم بناء يمسك بالمسطرينة و الطالوش و يخوض في الوحل أشعثا أغبرا حتى تحسبه خرتيتا من أثر الغبشة،،، لكن الآن يملك منزلا فخما و في مكانة علية من القوم فقط لأنه باع ذمته و ركب مع جوغة النسانيس في قطار العجائب الإنقاذي!!!.