ثم ضاع !! بقلم صلاح الدين عووضة

ثم ضاع !! بقلم صلاح الدين عووضة


09-09-2018, 05:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536511521&rn=0


Post: #1
Title: ثم ضاع !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-09-2018, 05:45 PM

05:45 PM September, 09 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*والعنوان مستمد من رائعة إدريس جماع..

*وهي ربيع الحب ؛ وفيها يقول : ثم ضاع الأمس مني... وانطوت بالقلب حسرة..

*ولكن الذي اتحسر عليه ليس جمال الحب - والمحبوبة - مثله..

*وإنما جميل الطباع... والصفات... والعادات... وبساطة المسلك الفطري..

*فالناس اليوم لم يعودوا كما في الأمس ؛ إلا قليلاً منهم..

*حتى الذين هم من الأمس هذا - ممن أعرفهم - ضاعوا مني... وما عدت أعرفهم..

*فقد تطبعوا بطباع اليوم - ذات المظاهر - وغدوا مسوخاً..

*ما عاد الكلام بالبساطة... ولا الضحك من القلوب... ولا التصرف على السجية..

*كل شيء فيهم تبدل... وتغير... وتحور... وتشوه..

*فليس الأمس السياسي والمعيشي والغنائي والرياضي والحياتي فقط الذي ضاع..

*وإنما حتى الأمس (الإنساني) انطوت بالقلب إزاءه حسرة..

*وعشيرتي نفسها لم يسلم غالبها من وباء المظاهر هذا ؛ فأمست غريبة عني..

*أو ربما أنا الذي أمسيت غريبا عنها ؛ لسنا على (الموجة) ذاتها..

*فبت أتردد ألف مرة عند محاولتي تلبية دعوات من تلقائهم..

*فهي تزيد من (غربتي) ؛ فلا أرى ما كنت أرى من تلقائية... وبساطة... وأُلفة..

*فالحنان مصطنع... والضحك متكلف... والضيافة (مرسومة)..

*وضاع كل الذي كان يضفي على مثل هذه (اللمات) حرارة المودة الصادقة..

*فهذا زمانٌ القابض فيه على (أصالته) كالقابض على الجمر..

*والقابض فيه على دينه كذلك ؛ كما في الحديث..

*فحتى الدين - للأسف - غشيته غاشية (اليوم)... فغلبت عليه نزعة المظهر..

*وضاقت أمامي خيارات التمتع بأريحية روح الأمس..

*ولم يعد هناك - من الأهل والمعارف - سوى ثلة من الأولين... وقليل من الآخرين..

*وامتنعت عن مصافحة اللاتي يمددن إليك يداً هامدة..

*ثم يسحبنها بسرعة سحب نشال لجيبك في مناسبة عقد زواج بالمسجد..

*وكففت عن مؤانسة الذين يلوحون في وجهك بمفاتيح سياراتهم..

*ثم يسألون عن أحوالك بطرف ألسنتهم... وأفئدتهم..

*وتوقفت عن تلبية دعوات المفاخرين - والمفاخرات - بالمأكل... والملبس... والمشرب..

*ثم لا ينسون - وينسين - إخبارك بسعر إيجار الصالة..

*وقبل أيام دعاني ابن خالي محمد محمود - معاوية - لوليمة إفطار (جمعة) بمنزلهم..

*وهو من أهل الأمس ؛ أصالةً... وبساطةً... وعفوية..

*فسألته عن المدعوين سواي ؛ تأميناً لنفسي من مفاجآت قد تعكر صفو المجلس..

*فأجاب : محمود عثمان... ومزمل صديق... وسيف حسن..

*فوافقت فوراً ؛ فهم من الأهل الذين ما زالوا (يمسكِّون) بكتاب الأمس الجميل..

*حيث لا تكلف... ولا تصنع... ولا مظاهر زائفة..

*ولكن خذلتني - في آخر لحظة - بطارية العربية ؛ فقد ضاع منها (أمسها)..

*كما ضاع الأمس مني !!!.






assayha

Post: #2
Title: Re: ثم ضاع !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: الجاك
Date: 09-10-2018, 09:20 AM
Parent: #1

موضوع جميل ومؤلم فى نفس الوقت فقد أثرت فينا الحسرة أيضا على تلك الأيام الخوالى اللهم ردنا إليك ردا جميلا المهم ألا ينهار القابضين على المبادئ حتى تنجلى الغمة ويذهب الزبد من الناس و الأخلاق جفاء و يبقى الذهب من الناس و الأخلاق ماكثا فى الأرض.