البحث عن نجومية من خلال منصب ! بقلم أيمن الصادق

البحث عن نجومية من خلال منصب ! بقلم أيمن الصادق


09-09-2018, 08:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536479128&rn=0


Post: #1
Title: البحث عن نجومية من خلال منصب ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 09-09-2018, 08:45 AM

08:45 AM September, 09 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



في الرابع عشر من يوليو كان نصف الكوب هنا بعنوان " المسؤول النجم " ، وتحدثت فيه عن تزايد إعجاب مواطني الكرام بشخصيات سياسية وتنفيذية عالمية مثل جاستن ترودو ، وآبي أحمد ، وماكرون .. بل حتى بالملك الصغير بن الملك ، وغيرهم ، وكان تفسيري للأمر برمته أن مواطني يفتقدون المسؤول النجم الذي يحوذ على إعجابهم ، ويأسر القلوب ، ويصير ملهمآ للشباب .
ولأني أتوقع أن يذهب باحث أو مؤشر البعض لإبراهيم الميرغني وزير الدولة بالإتصالات بإعتباره شاب وأصغر وزير ( وكذا ) ، كان لابد من أن أشير لضرورة إستبعاده على الأقل إستنادآ للمعايير التي إعتقد أنها ضرورية ، وبالتأكيد هنالك من يأخذ بها معي أيضآ ؛ ومن ضمنها أو أهمها لابد أن نُجيب عن سؤال يتعلق بطريقة وصوله للمنصب ( أو تعيينه في الوظيفة التي يشغلها ) هل هي لكفاءته ، أم لترضيات سياسيه ، أم لمحاصصة سياسية وحزبية وغيره ؟
وإعتقد أن ابراهيم ( الوزير ) يتطلع للوصول لمرحلة المسؤول النجم هذه والتي تحدثت عنها هنا كما أسلفت ، ويومآ عن آخر يثبت لي الوزير الشاب أنني غير مخطئ ( البتة ) ، فبعد فترة قصيرة من أداءه القسم وزيرآ للدولة بالإتصالات ( أي في النصف الثاني من العام 2017 ) ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر على ود قنجاري ( أوتذكرونه ؟ ) ... ذلك المواطن من قرية ود قنجاري بالجزيرة والذي قام ببيع عربته البوكس ؛ لإعادة إعمار أو تأهيل المدرسة والتي تأثرت جراء الأمطار ، وأحدث الأمر حينها ضجة كبيرة بوسائل التواصل وانتقلت للصحف ؛ فأعلن الوزير ابراهيم الميرغني أنه أمر فريق من وزراته بزيارة المنطقة وتحديد إحتياجات المدرسة ، وأنه سيحولها الى " مدرسة ذكية " حسب تعبيره بالرغم من أنه لم استوعب حكاية " مدرسة ذكية " هذه ، إلا انه أمر غير منطقي وخيالي ؛ بالنظر الى أن المشكلة القائمة في الأصل هو غياب البنية التحتية الأساسية للمدرسة ، وغياب الدعم أو الاهتمام الحكومي والذي حَمل المواطن على بيع عربته ليتولى أمر الصيانة والبناء ، ومعروف أن الكثير من مؤسسات التعليم والصحة في كثير من المناطق قامت بالجهد الشعبي والخيرين ، والأمر الآخر هل حسب الوزير ابراهيم أن المدرسة الذكية التي وعد بها – ولا أدري هل أوفى بوعده أم لا – تتطلب تهيئة الطالب ، وجلب كادر أو تأهيل كادر من المدرسة وقد يكون الأمر غير متسق وسياسة التعليم العام أو الإسلوب والذي قد يخلف نوع من الارتباك في مرحلة ما ... وعلى كلٍ سيكون الأمر مكلف من الناحية الزمنية والمادية ، وحتى إن كان هنالك توجه للتحول " لإسلوب المدارس الرقمية وإعتقد أنه هو التعبير الصحيح " بدلآ عن الذكية ؛ فإنه من غير المستساغ إعلان مثل هذا الأمر مع بيع ود قنجاري لعربته ، فوزارات الدولة تعجز عن بناء الفصول ، والإجلاس ، وتوفير الكتاب المدرسي ، وتهيئة البيئة المدرسية ، ومايتصل لا يمكن أن يتحدث المسؤولين فيها عن " مدراس ذكية " ، كيف يستقيم هذا ؟! .
ولإصرار إبراهيم على حصد إعجاب المواطنين السودانيين ، وخطف النجومية أعلن بعد حادثة غرق أطفال نهر النيل ربنا يصبِر ذويهم – والسودان عموم – أعلن عن تبرعه براتبه الأساسي وبقية المخصصات الدستورية لجمعية الهلال الأحمر ( فقط ) لحين إنجلاء الأزمة ( الكارثة ) !! وسارع لإعلان ذلك بنفسه عبر فيس بوك ( للحصول على الإعجاب طبعآ ) ، وكنت سأثمن غاليآ إن قال إنه سيطلب إجازته السنوية ليتطوع لصالح الهلال الأحمر ، أو على الأقل سيقدم إستقالته إنطلاقآ من تحمله للمسؤولية الأخلاقية بإعتباره جزءً من الحكومة التي فشلت في توفير خدمات التعليم في كل القرى والمناطق ، أو نقل آمن للطلاب والتلاميذ .
وكذلك ظهوره بما قال عنه أنها طائرات بدون طيار تستخدم في الزراعة ، بإعتبارها جزءً من عمله ( تنكولوجيا معلومات وكدا ) وهو أمر جعل البعض يسخرون منه بإعتبارها أشبه بألعاب التسلية بدول قريبة ، وفي المحيط .
عليه أشفق على ابراهيم الميرغني ، و من هرولته بعد كل موضوع رأي عام ظنآ منه أنه سيتصدر عناوين الأنباء ؛ وبإعتباره " أتـى بما لم ياتِ به الأوائل ٌ " !
هون عليك يا إبراهيم أنت جزء من الواقع المأزوم ، ولن يعجبني قولك أو صنيعك ؛ ما لم تتبرأ منه ( الواقع ) .