كلمتان في الفساد الثقافي بقلم د.أمل الكردفاني

03:35 PM September, 08 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

حقيقة هناك اتضاع كبير في الذائقة الأدبية لدى النقاد العرب..أعتقد انهم يحتاجون بشدة لمزيد من التأهيل فلسفيا وفنيا قبل وصف انفسهم بنقاد.... ما يحدث ليس نقد..ما يحدث محسوبية أدبية وهذا أسوأ أنواع الفساد الثقافي. عندما يتحول النقد الى مجاملة أصدقاء أو تلميع الخشب فهذا انعدام للضمير النقدي. وعندما ينعكس الأمر فيتحول النقد لسلاح لهدم الآخر عبر التسفيه وتسقط الضعف وتركيزه داخل محتوى يحمل شكلا بريئا فذاك أكبر من القتل لو كانوا يعلمون. لم أجد حتى الآن ولم أقرأ مقالة نقدية إلا ورأيت فيها -فوق ضعفها- عاطفة الحب أو الكره الشخصي لصاحب النص لتنتقل هذه العاطفة الى النص. وعلى قلة ما يمكن أن نطلق عليه وصف نقد أدبي فهو في الواقع أقل كثيرا من أن يرتقي لهذا الوصف. فإن خلا هذا الذي يسمى نقدا من الدوافع الشخصية فلا يخلو أبدا من ضعف ملكة التحليل والتفكيك والتأويل بما يطرح امكانيات أكبر مما بظاهر النص. بل تنحو هذه النقود إلى فكرة الحسم وذلك منذ البداية ضد مبادئ النقد الأولى التي تؤمن على نسبية المدلولات.
في الواقع هناك نقص حاد في ذكاء من يكتبون عن الأدب في الدول العربية. وربما كان ذلك ناتجا من السقوط المريع الذي نشهده في ساحة النصوص من حيث نضوب الخيال مع تذاكي مقرف جدا ؛ وسبب القرف منه أنه كتذاكي الأحمق ؛ مكشوف جدا ، ومعتل جدا ، ومؤسف جدا. النص الجيد -في رأيي غير الحاسم بالتأكيد- هو ذلك الذي يقف في مركز دائرة المعنى ، حيث تنطلق منه التأويلات كأنصاف اقطار للدائرة بحيث يمس رأس كل واحد منها بعض الحقيقة والكثير من التوهم.