التفكير خارج الصندوق ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

التفكير خارج الصندوق ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


08-11-2018, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533994964&rn=0


Post: #1
Title: التفكير خارج الصندوق ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 08-11-2018, 02:42 PM

02:42 PM August, 11 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بدا الغضب واضحاً على محيا رئيس مجلس إدارة مدارس النجاح.. كل المجتمعين كان يدرك سر الغضبة المضرية للسيد الدكتور.. وكان الرجل يحتفي باللقب العلمي رغم أن الدكتوراه كانت فخرية بسبب تشييده قاعة فخمة في جامعة المدينة.. الدكتور كان غاضباً بسبب تذيّل مدرسته لتصنيف المدارس الخاصة للمرة الخامسة على التوالي.. كل من الناظر والوكيل والمشرف الغداري كان يتحسس مقعده.. مثل هذه الغضبة قد تطيح بالرؤوس.. والدكتور الذي كان قد لفح تعبير عصف ذهني حينما كان يستمع لبرنامج تلفازي تقدمه الأستاذة سارة أبو، فأراد توظيف المصطلح كعادته مع كل مصطلح جديد.. بهذا أحاط المجتمعين أن هذا الاجتماع سيكون عصفاً ذهنياً للخروج من عنق الزجاجة إلى رحاب المستقبل الأنيق.. تبرم حميدة أستاذ اللغة العربية دون أن يتمكن التعبير.
ابتدر الاجتماع السيد الوكيل، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه نوّه بجهود الدكتور على مستوى المدينة سارداً كل الأوسمة التي نالها الدكتور المؤسس .. ثم دلف لواقع المدرسة وردّ الأمر إلى الاستهداف الذي تتعرض له المؤسسة من الإمبريالية التعليمية ورأس المال المرتبط بالاستعمار وأذياله من القطط السمان.. لم يكن فاصل المدح المباشر كافياً لانتزاع ابتسامة من الدكتور، إلا أن تكشيرة الجبين كانت قد ارتخت قليلاً.. استغل الوكيل الحالة المزاجية مقدماً مقترحًا يجعل الإدارة تربح بعض الوقت حينما دعا لعقد ورشة علمية لمناقشة آليات التصنيف العلمي.. وألمح الوكيل إلى أن هنالك أقلاماً بارزة ستساند مدارس النجاح في معركتهم من أجل الكرامة.
الدكتور الذي كان يتظاهر بتدوين بعض الملاحظات منح بابكر التوم أستاذ التربية الرياضية فرصة رغم أنه لم يرفع يده.. تردد ود التوم ظاناً أن الفرصة لغيره.. لكن إشارة من الدكتور مصحوبة بابتسامة في غير توقيتها شجعت الرجل على البوح.. بدأ بابكر كلامه بشكل صريح محدداً الخيارات في إقالة كل الطاقم العامل بعد أن فشلوا في قيادة المسيرة .. بدأت الأعين تتحرك في محاجرها وترتفع الرموش.. حاول الناظر النعيم مقاطعة الأستاذ الثائر بحجة أن هذا كلام شيوعيين.. أمام الهمهمة وقلة الحيلة وانعدام النظير جلس ود التوم.
هنا خاف الناظر من التقاط الدكتور لمقترح الأستاذ الطائش فألح على أخذ فرصته.. استخدم خلفية من علم الاجتماع الذي درسه أيام جامعة القاهرة فرع الخرطوم.. مبينًا أن العلم الحديث تجاوز فكرة الامتحان في تصنيف الطلاب ..ثم شكك في المعايير المستخدمة في تصنيف المدارس على نطاق الولاية.. ثم استرسل: كل الناجحين الآن والذين يملأون السمع والبصر لم يكونوا من الأوائل.. ابتسم الدكتور كأنما الملاحظة (هبشت) شغاف قلبه.. استمر الناظر في اقتراحه لماذا لا نصنع من الفسيخ شربات .. الناس تحتفل بالصدارة الزائفة فلماذا لا نحتفل بالذيلية ونراهن على المستقبل وسنرى من يكسب الرهان.
تحمس الدكتور لمقترح الناظر ووسع فيه بحيث تقوم مدرسة النجاح بتكريم طيش كل فصل.. مؤكدًا أن النوابغ يجدون التكريم من كل الناس فيما يجد الطيش الإهانة والازدراء.. صفقت القاعة فيما وقف الوكيل يهتف " الجمهور مع الدكتور ".. ارتفعت الأصوات في القاعة الصغيرة.. هرول المشرف الإداري نحو فصول التلاميذ المكتظة طالباً منهم غزو القاعة .. أمام الأصوات العاطفية لم يجد ود التوم إلا أن يجدد في الهتاف " الطيش عند الله يعيش".. أمسك الدكتور المايكروفون فيما تتعالى الهتافات اعترف أمام الجميع ولأول مرة أنه رغم كل هذا المجد فقد كان يحتل المركز الأخير بجدارة ورغم ذلك حقق كل تلك الأمجاد.



assayha