حزب كبشور..!! بقلم عبد الباقي الظافر

03:01 PM August, 10 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

حينما اقتربت من العرش قالت قريث "لماذا لا أكون رئيساً.. ألست زمبابوية".. حلم السيدة الأولى لم يتحقق أبداً لأنها كانت ساذجة.. في العام ١٩٩٠ كانت قريث مجرد موظفة جميلة في أحد قصور الرئيس موغابي.. شعرت باهتمام الرئيس، ولكنها لم تصدق.. تركت أسرتها وتزوجت من موغابي الذي يكبرها بأربعين عاماً.. لم تتحرك في المدرج السياسي خطوة خطوة.. بعد أن حملت درجة دكتوراه ترأست مجموعة نساء الحزب الحاكم.. أطاحت بنائب الرئيس المتنفذ إيمرسون لتحل محله.. لكن ذلك لم يحدث للسيدة التي لم تتقن قواعد اللعب.. بل بسببها فقد موغابي السلطة بعد أن تمرد عليه تلاميذه في المؤسسة العسكرية.
فوجئت الساحة السياسية بتصريحات للدكتور كبشور كوكو ــ رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني.. الدكتور كبشور وحسب الزميلة "المجهر" صرح: "الما داير البشير معناها ما داير الحزب".. لو أن هذا التصريح لم يأتِ على لسان أستاذ اقتصاد يحمل درجة الدكتوراه لما تكبَّدنا مشاق الرد.. حيث بدأ السيد كبشور غير ملمٍ حتى بلوائح حزبه التي تُنظِّم تسمية المرشح الرئاسي.. وفي ذات الوقت تُحدِّد بوضوح الدورات الزمنية لكل شاغلي المناصب في الحزب الحاكم، وذلك حتى إشعار آخر.
كان من المفترض ألا يتحدَّث كبشور في هذا التوقيت عن مرشحٍ بعينه.. بل عليه تصويب النظر على الإجراءات اللائحية التي تُعبِّد الطريق لذاك الهدف.. النظام الأساس يتحدَّث أن المجلس القيادي يحدد خمسة مرشحين، ثم يدفع بهم لهيئة الشورى، التي تختار منهم ثلاثة، ثم تدفع بهم للمؤتمر العام الذي بيده الأمر.. هذا يعني أن هيئة الشورى ليس من اختصاصها أصلاً تسمية أي مرشح رئاسي في هذا التوقيت .
مثل هذا التصريح غير الموضوعي يهدِّد وحدة الحزب في هذا التوقيت.. لأنه ببساطة يقسِّم الناس بناءً على موقف سياسي قابل للاختلاف. بل؛ ومخالف للوائح. حينما يصدر التصريح من الرجل المناط به رعاية الشورى، يصبح الأمر في غاية الخطورة.. ويبدو أن كبشور لا يدرك الآليات التي يستخدمها الرئيس في تسوية الخلافات داخل حزبه وحكومته.. في آخر اجتماع شورى خرج البشير ممسكاً بيد الدكتور أمين حسن عمر رغم بُعد المسافة.. وحينما أراد البشير ابتدار الحوار الوطني سجل زيارة بعد منتصف الليل للشيخ الترابي.. أمَّا تفاصيل مذكرة العشرة.. فتلك قصة طويلة. في تلك المذكرة اعتمد البشير على رجال من وزن غازي صلاح الدين، وإبراهيم أحمد عمر، ومن وراء ستارٍ الأستاذ علي عثمان محمد طه.
في تقديري؛ إن العجلة.. واللغة المتعالية التي يتحدَّث بها بعض قادة الحزب الحاكم تؤكِّد أنَّ مستوى الرؤية قد وصل أدنى درجاته. بل في ناحية بعيدة؛ يبدو أن الذين يقدِّمون النُصح الآن ليسوا في مستوى التأهيل والدُربة.. قبل أسابيع ركب المهندس عبدالسخي عباس الموجة، وطرح موضوع التجديد في القطاع السياسي، رغم أنه ليست جهة اختصاص.. الآن يمارس الدكتور كبشور كوكو، ذات الدور، ويُطلق نيراناً صديقة على زملائه في الحزب.. لا يوجد سياسي حصيف يمارس التنفير بهذه الكيفية.
صراحة؛ هذه الحكومة لا نحتاج لمعارضة تهز شجرتها.. الدكتور كبشور، والمهندس عبدالسخي، يقومان بالمهمة بكفاءة عالية. بل؛ ومنقطعة النظير.



assayha