لماذا لا يستقيلون .. !! - بقلم هيثم الفضل

لماذا لا يستقيلون .. !! - بقلم هيثم الفضل


08-06-2018, 06:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533575953&rn=0


Post: #1
Title: لماذا لا يستقيلون .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-06-2018, 06:19 PM

06:19 PM August, 06 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

كثيراً ما ردّد النافذون في حكومة المؤتمر الوطني ، أن مرتبات نواب المجلس البرلماني والوزراء هي أقل بكثير من مرتبات بعض الوظائف الوسطى في الشركات الكبرى والهامة ، و لكن هل تقف مصلحة الدستوريين من نافذينا فقط عند المرتب والبدلات مما يجنونه من مصالح وفوائد متعلِّقة بوجودهم في مراكز السلطة والقرار ؟ ، بالتأكيد لا وألف لا ، لأن الأمر لو كان كذلك لما مكثوا في مناصبهم يوماً واحداً شأنهم في ذلك شأن كافة العقلاء الذين هم على الدوام باحثين عن ما يُحسِّن وضعهم المعيشي ويكفيهم شر الحاجة وعدم القدرة على الوفاء بإلتزاماتهم ، ولو كانت مخصصاتهم أو سائر منافعهم من مناصبهم قليلة أو غير مُثمرة أو (مُغرية) لسُهلت على قلوبهم وضمائرهم لو فرضنا نقاءها وإنتمائها إلى حزب الفضيلة والأخلاق الحميدة (أن يستقيلوا) من مواقع المسئولية حال ما تأكد لهم فشلهم في تحقيق واجباتهم وتطلعات الجماهير ، ولنا في البلاد الأجنبية من حولنا أسوةً حسنة في مجال محاسبة الذات وإذلالها وتأنيبها ومعاقبتها حالما قصَّرت وتوانت عن تأدية واجباتها أو ضُعفَت أمام مغريات السلطة والجاه والنفوذ ، أو فشلت في تحقيق أهدافها لمجرد التلكوء والأداء غير الفعَّال ، وزارة التربية في بلادنا الحزينة وبعد أن دعمت حركة التعليم الخاص (ضد) مسيرة التعليم الحكومي الذي يستفيد منه فقراء هذه الأرض من الشرفاء منذ سنوات مضت ، ثم (إستمتعت) بما تدفعه مافيا المدارس الخاصة من رسوم وتصاديق سنوية ، وزاد إستمتاعها متعةً إضطرار القادرين وغير القادرين على إرتياد التعليم الخاص بإمكانياتهم المتفاوته ، لينفتح لها باب التنصُل عن القيام بواجباتها المتعلِّقة برعاية المدارس الحكومية ورفدها بالمعينات المادية والفنية واللوجستية حتى وصل الأمر إلى تجفيفها ، ثم حوَّلتها إلى شبح يخطو بمرتاديها من أبناء الغُبُش إلى غياهب الجهل وضياع المستقبل ، ثم من بعد كل ذلك أسدلت الوزارة الستار بكل جرأة على أحداث كشف إمتحانات الشهادة السودانية لهذا العام ، وأعلنت عن بدأ التحقيقات ثم صمتت عن رفد الإعلام والرأي العام بما أفضت إلية نتائج تحقيقاتها ، رغم أن القضية ذات علاقة وطيدة (بثقة) الناس في المؤسسة التربوية وفرعياتها التنظيمية المساندة وكذلك قدرتها على قيادة دفة العدالة والمساواة بين الطلاب في تقييم تحصيلهم الأكاديمي ، ثم من قبل ذلك إنهارت دورة مياه في إحدى مدارس أم درمان وبأحد أحياءها العريقة كانت ضحيته معلمة من المعلمات المخلصات المجاهدات ، ثم ما يعانيه المعلمون من ضعفٍ في مخصصاتهم المالية ، ومماطلة في دفع مستحقاتهم ، وما يعانيه السودان وحركة تنميته البشرية من إزدياد رقعة الفاقد التربوي بسبب إنهيار البيئة التعليمية والتربوية ، وأخيراً موت ثلاث تلميذات بريئات الإسبوع الماضي نتيجة إنهيار حائط في مدرسة خاصة بأم درمان ، قامت وزارة التربية بتصديق وترخيص مبانيها ، وتأكيد مطابقة بيئتها العامة للشروط والمواصفات ، بعد كل هذا الكم المهول من الفشل .. ماذا تنتظر وزيرة التربية لتستقيل ؟ ومعها وكيل أول الوزارة وإدارة التعليم الخاص بالوزارة ، إذا كانت مرتباتهم ومخصصاتهم كما يقولون لا ترتقي إلى مرتبات الوظائف الوسطى في الشركات الخاصة ، أم هناك مصالح (جانبيه) تجعل مفارقتهم هذه المناصب صعباً ومستحيلاً ومؤلماً .