الرحيل في موسم الفتنة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

الرحيل في موسم الفتنة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-31-2018, 02:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533044262&rn=0


Post: #1
Title: الرحيل في موسم الفتنة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-31-2018, 02:37 PM

02:37 PM July, 31 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



37 زائر 31-07-2018 admin
استغرب الضابط الشاب حينما انتصب الجنرال قوش واقفا ليحيي الرجل ذا اللحية البيضاء.. كانت الكلمات تخرج من صوت خفيض وخجول.. في ذاك اليوم جاء البكداش يحمل مظلمة التلكؤ في تصديق إذاعة تنشر حب النبي بين الناس.. قبل أن يكمل الرجل شكواه كانت تعليمات الجنرال تتحول إلى خطة عمل حتى ترى إذاعة الكوثر النور.

في يوم الإنقاذ جاء الشهيد محمد طه محمد أحمد مهرولًا رفقة أخيه عادل الباز.. كان الرجلان قد علما للتو أن قادة الانقلاب الجديد قد اعتقلوا شيخ الجبهة الإسلامية..كانت وجهتهم نحو خالد بكداش باعتباره أحد أبرز قادة جهاز المعلومات بالجبهة الإسلامية.. فوجيء الضيفان أن مضيفهما كان يجهز جيوش المدنيين التي ساعدت العسكر في يوم الانقلاب.

الحقيقة أن بكداش كان دوره بارزًا في التخطيط للاستيلاء على السلطة.. بل بعد نجاح الانقلاب بات الرجل في قيادة جهاز قمم الذي تخصص في العمل المعلوماتي على نطاق الإقليم.. بعد وطد الرجل حكم الإخوان في السودان انصرف للمشاركة في القتال في نواحي البوسنة والهرسك بنية مناصرة المسلمين الذين تعرضوا لمجازر حتى رق لها قلوب أهل حلف شمال الأطلسي.

لكن بعد سنوات من هذا الحراك اختار بكداش أن يجلس على الرصيف بطوعه واختياره.. بل قرر الهجرة عن أرض الإخوان لبعض الوقت.. أغلب الظن أن ذلك الزهد بني على أسباب عميقة ومواقف متكررة.. ليس مستبعدًا ارتباط ذلك بالمفاصلة التي انقلب فيها التلاميذ على المعلم.. لكن الثابت أن الرجل اعتزل الأمر جملة وتفصيلًا مثل آلاف الكوادر التي اكتشفت بُعد الواقع عن المثال.

بالأمس نعى الناعي الشيخ خالد أحمد المصطفى الشهير بـ(بكداش).. رحل بذات الهدوء الذي عاش به.. اختار أن يكون مضحيًا في موسم التكالب على خيرات الدنيا.. بل رحل في وقت يحاول مشروع الإسلاميين أن يتبرأ من الفساد الذي لحق بعلامتهم السياسية.. كأنما أراد البكداش أن يقول إن هنالك بضاعة غير مزجاة في السوق.. صحيح من حق الناس أن يختلفوا حول مشروعية العمل الذي قام به في صناعة انقلاب الإنقاذ.. لكن الثابت أن الرجل كان دائما متسقا مع قناعاته.

بصراحة.. في كل تجربة هنالك عبرة.. ومع كل القواعد تظل هنالك استثناءات.. ترى ماذا يكون مقام البكداش إن اختار السلطة والسلطان.



assayha