الزعماء الأفارقة بين الموغابية ودوامة جان بول سارتر بقلم كنان محمد الحسين

الزعماء الأفارقة بين الموغابية ودوامة جان بول سارتر بقلم كنان محمد الحسين


07-22-2018, 08:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532243065&rn=0


Post: #1
Title: الزعماء الأفارقة بين الموغابية ودوامة جان بول سارتر بقلم كنان محمد الحسين
Author: كنان محمد الحسين
Date: 07-22-2018, 08:04 AM

08:04 AM July, 22 2018

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر









عندما قدمنا للدنيا لم يكن هناك بيل جيتس ولا ستيف جوبس صاحب أبل و لم تكن هناك انترت ولا واتساب او فيسبوك ومن لف لفهم ، بل كان هناك الحرب الباردة بين الشيوعية والرأسمالية وهناك الفكر البعثي الذي اتي به ميشيل عفلق وانصاره ، والفكر الوجودي وصاحبه جان بول سارتر ورفيقته سيمون دي بوفوار ، وفي ظل هذه النظريات المتقاطعة لم نفهم شيئا ، كل واحد ضد الآخر ليثبت مدى خطائه ، في النهاية كلهم راحوا حال سبيلهم. في احدى المرات كنت اتجول في مكتبة الجامعة عندما كنت طالبا ، وقعت عيني بالصدفة على رواية اسمها " الدوامة " للمفكر الوجودي جان بول سارتر ، ولم اكن قد سمعت عنها ، ولا اعرف عنه سوي انه هو صاحب المذهب الوجودي ، بفضول الطلاب أخذت هذه الرواية ، وقرأتها ، واستمتعت بقراءتها ، وهي ليس لها علاقة بالفكر الوجودي انما عملا ادبيا سياسيا راقيا .

وهذه الرواية تحكى أن قصة زعيم لاحدي الدول وهو الذي ناضل حتى نال البلد استقلالها ، وقد كان محبوبا لدرجة الهيام من شعبه ، لكنه استمر في الحكم فترة طويلة دون ان يشعر فقد البوصلة ، ولم يحقق طموحات الشعب في التنمية والتقدم وفجأة اكتشف الشعب ان المعاناة ماثلة بين يديه ، وبدأ يعاني من شظف العيش ، وعدم وجود وظائف وهناك نقص في كافة الاحتياجات اليومية ،وازداد الفساد ، وظهرت طبقة من السياسيين الاغنياء ، فانتفض على هذا الزعيم وزمرته وخلعه من الحكم ، وعلى ما اظن قتل اثناء هذه الانتفاضة. ونسى الناس ما قام به الزعيم من جهود لتحقيق الاستقلال وتضحياته حتى تم ذلك ، وهذه حال كل زعيم يجلس في الحكم زمنا طويلا .

لأن الاستمرار في السلطة يولد الغرور ، ويحس الحاكم انه اكبر من النقد والمحاسبة. بالاضافة إلى ان الشعب تطور من حوله ، وهو في مكانه محلك سر ، وتجاوزه الزمن حتى اصبح لا يعي ماهي احتياجات الناس . وهذه هي حال الحكام الأفارقة الذين استمروا في دست الحكم لعشرات السنين ، ولم يقدموا شيئا لشعوبهم ، والناس يشاهدون ثرواتهم تنهب بواسطة المجموعات الحاكمة .



القارة الافريقية تعتبر من أغنى قارات العالم من حيث الموارد الطبيعية ، ففي جوفها الذهب و الالماس واليورانيوم والنحاس والحديد والنفط وكافة المعادن النفيسة ، التي تهرب إلى خارج هذه البلدان بعلم الجميع والشعوب يركبون القوارب المطاطية هربا من جحيم الفقر إلى القارة الاوروبية للحصول على حياة كريمة . والقارة الافريقية هي أكبر منتج للكاكاو والصمغ العربي والفانيلا و البهارات والتوابل النادرة التي تتوفر الا لديها .

ومن طرائف الحكام قرأت خبرا مفاده أن احدى الدول طلبت مساعدات من الاتحاد الاوروبي ، ويحكي احد وزراء الاتحاد الاوروبي طرفة مفادها أن وزراء الدولة الطالبة للمساعدات حضروا إلى الاجتماع بطائراتهم الخاصة ، اما وزراء الاتحاد الاوروبي اتوا برحلات جوية تجارية ، هذا هو الفساد الذي نحكي عنه. وقد شاهدنا حفلات الزواج الباذخ والطائرات الخاصة لهؤلاء الرؤساء والطائرات الخاصة والقصور داخل وخارج البلاد ، والشعوب تعاني اقصى حدود المعاناة ، لا أكل ولا شرب و لاتعليم ولا علاج وخدمات كهرباء أو مياه او طرق ، بنية تحية متهالكة ، ولافرص عمل ، مأساة حقيقة ، مما دعا الكثير من المثقفين في هذه الدول يدعون إلى ضرورة اعادة استعمار هذه الدول ، حتى تتم اعادة تأهيلها كي ترجع كما كانت ايام الاستعمار.