هل يبكي الرئيس البشير إذا عرف؟! بقلم عثمان محمد حسن

هل يبكي الرئيس البشير إذا عرف؟! بقلم عثمان محمد حسن


07-18-2018, 11:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531954167&rn=0


Post: #1
Title: هل يبكي الرئيس البشير إذا عرف؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 07-18-2018, 11:49 PM

11:49 PM July, 18 2018

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر





لا يعرف البشير أن نظامه انتهى.. تداعى..
الجوع العام دليل.. العطش العام دليل.. الانقطاع العام المستمر للكهرباء دليل.. انعدام الوقود لتسيير دولاب الأعمال كما ينبغي التسيير دليل.. و نذر فشل الموسم الزراعي دليل.. و الفساد المستشري في مفاصل دولة البشير أكبر دليل..

و البشير لا يعرف!

قبل سنوات، إنخرط البشير في نوبة بكاء هستيرية حين انبرت أصوات، عقب صلاة الجمعه بمسجد النور، أصوات تتحدث إليه عن الفساد و مدى تغلغل المفسدين في كل شرايين الدولة..

إدعى البشير عدم معرفته بما كان يحدث من فساد، و هو يبكي و يلقي باللائمة على مستشارين ظلوا يبعدونه عن واقع حال البلد.. و يزينون له صفاء ( المشروع الحضاري) لمستقبل الاسلام المنشود.. و أقسم، و هو يبكي، على اجتثاث شأفة الفساد و المفسدين..

ذلك منذ سنوات خلت!

و الشعب ( المكتول كمد) لا يزال في انتظار اجتثاث شأفة الفساد و المفسدين.. و الأزمات تحيط بالشعب من جميع أقطار السماوات و الأرض.. و الأسعار تضعف قدرته على الصمود كل يوم..

هل يعرف البشير أن الشعب ( مكتول كمد)، إنه لا يعرف، أو ربما لا يريد أن يعرف!

إستأجر طائرة فخيمة تسع حاشية كبيرة من بطانته و آل بيته و سافر إلى روسيا لقضاء أيام سعيدة في حضرة بوتين... و قضى أحلى ساعات العمر مع السيدة الثانية/ وداد يشاهدان المباراة النهائية لكأس العالم...
كم بلغت تكلفة الرحلة ابتداء من استئجار طائرة بوينج من الخرطوم إلى موسكو و بالعكس.. و الاقامة.. و الهدايا ذات الصبغة البرجوازية.. و ( بوبار) مستجدات النعمة..

ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعية نسخة لتذكرة دخول السيدة/ وداد لاستاد المباراة.. قيمة التذكرة (١١٠٠ ) دولار أمريكي لا غير ..
و البشير يعرف!

لكن البشير لا يعرف، أو لا يريد أن يعرف، أن ثمة باخرة كانت تحمل وقودا للسودان.. و ظلت تجوب مياه البحر الأحمر في انتظار دفع مبلغ ٧ مليون دولار لتفريغ حمولتها في الميناء.. و حكومة البشير تعجز عن دفع ملايين الدولارات السبعة.. و الخريف قد دخل على المزارعين.. و المزارعون في انتظار الجازولين لتحريك المعدات و الآليات الزراعية.. و موسم الزراعة يوشك أن يبلغ منتصفه.. و كل الارهاصات تنبئ عن فشل الموسم الزراعي هذا العام بسبب انعدام الوقود و تأخير وصول مدخلات الانتاج..

و البشير لا يعرف..!

إن مشكلة البشير أنه بلا هموم و لا يواجه أي مشكلة اقتصادية شخصية أو اجتماعية في السودان.. و قصره الجمهوري عامر بنعيم الدنيا.. و حوله مساعدون و مستشارون و قائمة مترهلة من الموظفين و الموظفات.. و الجميع يزينون له أن الشعب في نعيم.. يأكل ( الهوت دوغ) و الكافيار الروسي.. و يشرب من المياه المعبأة في قناني معقمة..

و ربما لذلك البشير لا يعرف.. أو ربما لا يريد أن يعرف!

كيف يعرف البشير، حق المعرفة، أن الشعب السوداني ( مكتول كمد).. و كل بطانته منعمة، تلمع وجناتها المتكورة و بطونها المنتفخة.. و جميع أهله و كل من يختلط البشير بهم يتمتعون بالمال السائب و الحياة المرفهة.. و لأشقائه مزايا تجعل الأموال تأتي إليهم منقادة من كبريات الشركات التي يشاركون فيها بإسم البشير فقط... و لا يدفعون شيئا لحيازة أسهم تلك الشركات سوى اسم البشير!

و البشير لا يعرف.. و ربما لا يريد أن يعرف!

لكنه، بالتأكيد، لا يعرف ما يكابده الشعب السوداني من أوجاع.. و لن يعرف أن الشعب ( مكتول كمد) ما لم يخرج الشعب من صمته و يتوجه إلى القصر الجمهوري يدق أبواب القصر من الجهات الأربع بعنف القادرين على ركوب الجن..!!

حينها سوف يعرف البشير ، و يعرف!