التقاعُد بداية الأمل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

التقاعُد بداية الأمل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


07-08-2018, 06:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531026547&rn=0


Post: #1
Title: التقاعُد بداية الأمل ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-08-2018, 06:09 AM

06:09 AM July, 08 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


بلوغ الموظف سن المعاش بالتأكيد لا يعني نهاية الحياة و لا نهاية العطاء ، بل هو بداية لنمط حياة جديد ، أكثر ما يميِّزه توفر وقت أكبر لتعميق و تطوير و تعضيد العلاقة مع الخالق جلّ و علا ، و هو أيضاً فرصةً كبرى لتجديد العلاقات الإجتماعية و الغوص فيها بقدر ما سيصبح الزمن متوفراً ومتاحاً كما لم يكن من قبل ، فضلاً عن أن ذلك لا يعني بُعد المعاشي عن دائرة الحياة العملية على كافة أشكالها و بحسب طاقاته و إمكانياته المتوفرة ، فالمجال على مستوى المشاريع الخاصة و الطموحات المؤجلة واسع ، ويمكن أن يتحصَّل به المتقاعد على منافع مادية و معنوية جمَّه ، كما أن المتقاعد إذا نظر إلى ما سلف من حياته المهنية بما فيها من إنقطاع زمني إستهلكته منه ظروف العمل ، سيجد أن ما يوجد لديه بعد المعاش من (براح زمني ) مدعاة للإلتفات إلى أسرته الصغيرة و الكبيرة بقدر أكبر و بأحاسيس أعمق ، سيكتشف أشياء لم يكن يدركها في من حوله ، ما قادني للكتابة اليوم عن موضوع المتقاعدين ، أن مجموعة من طلاب علم النفس بجامعة الزعيم الأزهري أعدوا بحثاً أو إستقصاءاً عن حالة الإضطراب النفسي لدى المتقاعدين ، خصوصاً في بدايات دخولهم إلى هذه المرحلة ، وجاءت نتيجة البحث أن 60% منهم بالفعل يتعرضون إلى إضطرابات نفسية أغلبها تدور في فلك الإكتئاب و الشعور بعدم الأمان النفسي ، و للحقيقة أرى أن الإرتباط النفسي بالعمل أو الوظيفة الزائد عن حده الطبيعي هو السبب الرئيس الذي يمنع هؤلاء من التعامل ببساطة مع موضوع التقاعد ، ورغم أنم العمل هو ( جانب ) مهم من جوانب حياتنا ، لكن من الصواب ألا يكون هو كل حياتنا ، بعض الناس يحملون هموم العمل و مشكلاته إلى حياتهم الخاصة ، فضلاً عن كونهم لا يبحثون داخل ذواتهم عن مواهب أخرى مدفونه تحت ضغوطات الحياة المختلفة بما فيها مشكلات العمل ، و تجدهم أيضاً يفتقدون إلى ممارسة الهوايات و تحقيق نوع من الإهتمامات الأخرى المفيدة عل الصعيد الإجتماعي سواء أن كانت طوعية أو مدفوعة الثمن ، والتي ربما إستطاعت في المستقبل أن تمتص صدمة الشعور بالعجز أو عدم الفائدة في الحياة إذا أتى وقت التقاعد .. على الأسر أن تهتم بمتقاعديها و كذلك البيئة الإجتماعية المحيطة .. عليهم جميعاً أن يلحظوا سلوكيات المتقاعد و مدى مقدرته على الولوج بإنسياب في عالمه الجديد ، و أن يقايسوا من وقت آخر ما يطرأ عليه من تغيُّرات سلوكية نمطية .. ربما أشارت إلى معاناته النفسية ، هم بالتأكيد يحتاجون إلى كثير من الدعم المعنوي ، كا يحتاجون إلى الشعور بتفاعل الآخرين مع مشاريعهم و مخططاتهم ، ذلك أيضاً أدعى للحفاظ على صحتهم الجسدية ، فالصحة البدنية هي دائماً موازية و مصاحبة لحالة الإستقرار النفسي .. لا تدعوا متقاعديكم يدخلون عالم الإكتئاب الأليم .. إجعلوهم قرة عين و إستفيدوا من خبراتهم الحياتية و المهنية و إدعموا طاقاتهم المتجددة و الفاعلة و التي لا تتأثر بحكم و لا قانون و لا لوائح إدارية .