الشاكوش ..!!! بقلم صلاح الدين عووضة

الشاكوش ..!!! بقلم صلاح الدين عووضة


06-11-2018, 09:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1528705225&rn=0


Post: #1
Title: الشاكوش ..!!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-11-2018, 09:20 AM

09:20 AM June, 11 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أستاذ الفنون محمد شريف - بثانوية حلفا - كان يستهل دروسه دوماً بالحديث عن الحرية ..
*كان يقول إن مجالات الإبداع كافة إذا افتقرت إلى الحرية أنتجت رتابة أُحادية مملة ..
*وضرب لنا مثلاً - صباح يوم - بطرق على سقف مكتب مجاور بغرض تثبيت دعائمه ..
*قال إن الطرق هذا - بالمطرقة - فيه من رتابة التكرار ما في أغنية (انت كلك زينة) لحمد الريح قياساً إلى أغنية (الوسيم) لأحمد المصطفى..
*فاللحن (الدائري) - حسب شريف هذا - يُعزى ما فيه من ملل إلى (قيود) تُكبل العازف عن التماهي إبداعاً مع حريةٍ هي أصل ما في الوجود من جمال ..
*وطفقنا نتفكر - بعد الحصة - في الأغنيتين اللتين ضرب الأستاذ بهما مثلاً في سياق حديثه عن نظرية (الحرية الإبداعية)..
*وشبه أحدنا لحن أغنية (انت كلك زينة) بإيقاع عجلات القطار على القضيب حيث التكرار (المُكبَل) بنغمة ( دَللل دَل، دَللل دَل ) ..
*أما أغنية (الوسيم) - وفقاً لرأي زميلنا هذا - فهي (حرة) من (القيود) التي في اللحن الناجم عن احتكاك عجلات القطار مع القضيب ..
*وبعد ذلك بسنوات عدة أدركت كم كان مبدعاً أستاذنا للفنون محمد شريف ...
*وإن كان لي أن أضيف شيئاً إلى نظريته تلك فهو ضرورة الإشارة إلى (التنوع) الذي هو أحد مكونات جمال الوجود ..
*وبلغة بسيطة نقول - مثلاً - إن تنوع الميول الرياضية داخل البيت الواحد يشيع في أجوائه قدراً من الحيوية والسعادة والجمال ما كان ليتوافر لو أن أفراد الأسرة جميعاً كانوا يشجعون فريقاً بعينه ..
*و(الرتابة) كان وقعها سيكون أشد لو أن (الأُحادية) الميولية هذه كانت (مفروضة) فرضاً من تلقاء كبير الأسرة ..
*وإذا قفزنا بالمثال هذا إلى مجال السياسة سنجد أن (السعادة) التي تغمر الناخبين في الدول الديمقراطية - إبان الانتخابات - مصدرها (التنوع) القائم على (حرية) الإرادة..
*فهم ليسوا مطالبين بأُحادية (جبرية) تحاكي حركة سير القطار على القضيب بنغمة ذات رتابة لا تقدر على تجاوز اللحن (الدائري): (دَللل دَل) ..
*بل حتى الدين ذاته سنكتشف - إذا ما تحررنا من (قيود) الذين يريدون منا أن نسير على (قضيب) - أن الله نفخ فيه من إبداعه جمالاً مدهشاً ..
*وأن الجمال المدهش هذا دعامته الأساسة هي (الحرية) ....
*ولا غرو إذاً - والحال هكذا - ألا يحرم رب العزة إبليس نفسه من حقه في أن يقول رأيه بـ(حرية) ..
*فقد سمح الله لإبليس هذا بأن يقول في حضرته : (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) ..
*وسمح له أن يقول : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ....
*وسمح له أن يقول: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ...
*ولو أراد الحق أن يحشر الناس والجن و(إبليس) في دينه بـ(القوة) لفعل - وهو القادر على كل شيء - ولكنه كتب (الحرية) لعباده أجمعين ..
*فمن (شاء) منهم أن يؤمن فليفعل، ومن (شاء) أن يكفر فله ذلك ...
*ثم يوم القيامة يحكم بينهم مالك يوم الدين ...
*والفطرة السليمة تهفو إلى (الجمال) حيثما كان ...
*سواء ديناً كان، أو أغنية، أو سلوكاً، أو منظراً، أو سياسة ..
*تهفو إلى الجمال هذا - الفطرة السليمة - بالإرادة (الحرة) وليس (غصباً) ..
*ومن شاء أن يطرب لـ(الشاكوش) فهو (حر) !!!!!




assayha