فقط لانهم جنوبيون بقلم شوقي بدرى

فقط لانهم جنوبيون بقلم شوقي بدرى


05-17-2018, 08:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526586484&rn=0


Post: #1
Title: فقط لانهم جنوبيون بقلم شوقي بدرى
Author: شوقي بدرى
Date: 05-17-2018, 08:48 PM

08:48 PM May, 17 2018

سودانيز اون لاين
شوقي بدرى-السويد
مكتبتى
رابط مختصر


لقرون عديدة تعرض الجنوبيون في اغلب الاحيان للاضطهاد ، الاحتقار والكراهية من اهل الوسط النيلي . وتصريح وزير البيئة حسن هلال الاخير يعكس هذه الروح الكريهة التي شقينا واصبنا بالغثيان بسببها .. وبدون اية خجل يقول الوزيربسوقية متكاملة الابعاد .... اللاجئون ديل قدونا بقاذوراتهم . وكان يتحدث عن الجنوبيين . ولا يهم جنوبيون او غيرهم اللاجئ يجب ان الاهتمام والرعاية .
اولا السودان من الموقعين على وثيقة الامم المتحدة المتعلقة بحقوق اللاجئين 1974 . والسودان مثل اغلب الدول الفقيرة يستلم من الامم المتحدة والمانحين مبالغ طائلة. واغلبها يذهب الى جيوب المسؤولين . ففي فيضانات 1988 ارسل الالمان حلل البريستول وموقد بالغاز وبدلا من ان توزع على المعسكرات وجدت طريقها للسوق ووجدت الخيام الجميلة طريقها للمزارع والبيوت الفاخرة . وكان الحليب المخصص للارتريين والاثيوبيين يجد طريقه مع السمن والطحين والجبن والمعلبات والزيت الى الاسواق . وهؤلاء اللاجئون عندهم قاذورات مثل الوزير الهمام واسرته الكريمة . وتنظيم المعسكرات والمحافظة على سلامة اللاجئين وايجاد البيئة الصالحة من مشؤولية وزارة البيئة والصحة . هل يظن الوزير ان الجنوبيين سعداء في التواجد وسط قاذوراتهم . وبما ان الوزير من المسلمين فليحمد الله ان اسرته لا تعيش وسط قاذوراتها . وليعرف ان الدنيا ليست دائمة وقد يجد نفسه واسرته في وضع مذري وبائس .
لماذا لا يشتكي الوزير من السوريين الذين يعاملون خيرا من المواطن السوداني . ويسكنون في حي كافوري والاحيائ الراقية،ولقد اتوا خالى الوفاض مثل عزيز كافوري الشامي الذي اتي مع عشرات الالاف من بني جلدته واغتنوا في السودان . اين هم اليوم ؟ السودان كان بالنسبة لهم ارض عبيد اغبياء اغتنوا فيها وغادروها بدون تردد او انتماء .ولم يكونوا ابدا على استعدد للموت من اجلها مثل الجنوبيين واولاد النوبة وآخرين . اين آل مرهج ، قطان . معلوف بطيخة عبجي الخ ؟
في الاحصاء الاول في السودان الذي قام به الانجليز في بداية القرن الماضي حدد عدد الدينكا فقط في امدرمان ب 4% وهذا يعني ان عدد الجنوبيين وقتها يقدر ب15 % ولقد كانوا خيرة الجنود وحارب بعضهم في فلسطين ودافعوا عن حياض الوطن . كم من العرب قد حارب دفاعا عن السودان . وكم من النازحين العرب وغير العرب قد عمل في الحر القائظ والبرد القارص وحمل قدح الموتة والطوب والحجارة ، طلع على السقالات معرضا نفسه للموت وبنى خزان سنار وكل عمارات السودان ؟ انهم الدينكا والنوير في المكان الاول . هل تتوقع ياحسن ان يقوم السوريون بالعمل في الحقول وحفر المجاري للخريف وحمل الحجارة وكبس القطن وعتالة مناطق الانتاج وطق الصمغ الخ. الدينكا ، النوير ، الشلك والنوبة هم من شكل عظم الظهر في الجيش السوداني . وكانت كلمة ود النوبة تعني الجندي في الجيش السودان . وماذا يجد يا حسن النوبة اليوم سوي القصف والاغتيال والادانة . هل نسيت يا حسن ابطال السودان امثال عبد الفضيل الماظ وكودي الذي استشهد معه في حوادث 1924 انهم من النوبة مورو ، وعلى عبد اللطيف الدينكاوي نوباوي . اين ابطال السودان من من تهللون لحضورهم وتنصبون السرادق للترحيب بهم . دعني اقول لك سرا معروفا . ... اذا ذهبت الى لبنان فانت عبد . ولقد قام لبناني بحرق اسرة بواب سوداني قبل عقد من الزمان ودفاعه كان .... شكلهم بيقرفني . وسيقرف شكلك بعض العرب او الاوربيين فأنت يا سيدي زنجي في نظرهم . واقول لك هذا لانني خبرت العيش خارج السودان لاكثر من نصف قرن طفت كل العالم .
قبل خمسة ايام ذهب ابني فقوق نقور مع والدته لكوبنهاجن لاستلام الهوية السودانية من يد الدبلوماسي الذي حضر من النرويج . وسأل الدبلوماس مستغربا عن الاسم وقال له فقوق نقور ... ده اسم جنوبي .وازدات حيرة الدبلوماس . ولكن عندما يطلق كوشي او زنجي سوداني اسم حسام ونبيل لؤي وقيس علي ابنه ينظر اليه بتعظيم وفي نفس الوقت يسخر العرب منه . في محاضرة قبل سنين عديدة كان من الحضور احد السودانيين واسمه عز العرب وسخر من جلس امامي من العرب قائلا .... لهذا لم يعد للعرب عز . اني لي ياحسن اربعة من الابناء يحملون اسماء جنوبية . لقد وعينا بالدنيا وسط الجنوبيين . وجدناهم خيرا منا في البعد عن العنصرية تقبلونا بحب حقيقي وهم ابعد الناس عن الكذب ،السرقة وهم احسن من يحترم العلاقة ويقدر الصداقة. على عكس من تهللون لهم . لقد صارت اوربا تعاني من صداع نصفي فقط عندما تأتي ذكراهم .
الجنوبيون ايادي عاملة منتجة . واهل غرب افريقيا هم من قام الاقتصاد السوداني على اكتافهم . انهم اكثر الناس ارتباطا بدينهم . هل يجد اليوم المهاجر من غرب افريقيا الترحيب والحب الذي تسبغونه على من يتحدث عنكم وينشر اسوا الاوصاف والقصص عنكم . اين كنت ياحسن وانت وزير البيئة عندما هدموا الكنابي على رؤوس المواطنين السودانيين . هل هرعت لهم بالخيم والبطاطين وحفرتم لهم لدفن النفايات البشرية وزودتوهم بالماء الذي هو عصب الحياة؟ وتغلبكم قاذورات السودان وحكومتك يا حسن تستورد قاذورات اليونان عابرة القارات . اتعرف يا حسن ماهو الخجل والانسانية ؟ هل تظن ان الجنوبيين قد تركوا ديارهم ووطن الجدود فقط لكي يضايقوك ويجعلوك تخرج ما بجوفك وجوف الكثيرين من امثالك . ان حديثك هذا مثل حديث البشير عن الغرباوية . ان من تسبب لحد كبير مأساة الجنوب هم الشماليون ولا يزالون . وسيقول البعض ان الجنوبيين ليسو بملائكة . وهذا مؤكد ، ولكنهم ليسوا بشياطين او حيوانات كما يريد الاغلبية من اهل الوسط النيلي ان يصوروهم .
اتدري يا حسن كم من الشماليين يتواجد في هذه الايام في جنوب السودان انهم بمئات الآلاف . وسيعودون عابرين نهر كير للشمال عما قريب . لقد صرح رفاعة بأنهم على استعداد لارسال 10 الف محارب للدفاع عن النظام السعودي وحكم آل سعود القيصري الغير اسلامي . ورفاعة والسليم والبزعة ودار محارب والصبحة والامبرروا قد استقروا في اعالي النيل بقطعانهم . ولقد فعلوا في البيئة ما يفعله السمكري في الصفيج قطع ، قص حرق الخ . حدود اعالي النيل الشمالية تمتد كالاصبع داخل السودان الشمالي وهذه المنطقة تراجع عنها الابليانق الى خور عدار جنوب ملوط . ولم تعد هنالك اشجار او شجيرات لقد ازيل كل شئ من اجل المشاريع الزراعية لزراعة القطن بداية من دبة الفخار من مشروع جودة والمشاريع العملاقة مثب طيبة بركة العجب ابو خدرة الرنك الي مشاريع الخروع في ملوط والذي اثبت انه مضر بصحة الحيوان والانسان مثل الاعلاف التي سمحتم للسعوديين بزراعتها مضحين بصحة المواطن اين انت من هذا يا حسن؟لقد ازيلت الاشجارحتى جنوب خور عدار للزراعة المطرية في ام دلوس والعدالة والطيارة . ولقد انتزعت جزور الاشجار التي تساعد في المحافظة على التربة حتى لا تنجرف الي النيل . وعرفت هذه العملية ب ,, ام بحتي ,, وتحولت الجزور والاشجار الى فحم التهمته كوانين الشمال وفي عمل الشواء الذي صار عصيا على اهل المنطقة ، نسبة لانعدام الاعشاب والشجيرات . ولقد نشط الفرار الشمالي في قطع الاشجار لاطعام الاغنام . ومورس الصيد الجائر واختفت التماسيح وفرس البحر الذي الذي كان ينتشر بالآلاف وعلى مد البصر في النيل . وصارت رؤية الصيد ودجاج الوادي والحبر والكموي والارانب من قصص الماضي اين البيئة التي انت وزيرها ؟ لقد كان عندنا في اعالي النيل غابة تسر العين عرفت بغابة الزرزور , سألت عنها الابن السفير عمر يوسف نقور جوك في برلين ، فقال لي متحسرا ... يا عم شوقي راحت وما فضلت شدرة . وكل تلك المشريع كان اصحابها من الشمال واغلبهم لم يضع قدمه في الجنوب كانت شركات يديرها البعض نيابة عن اصحاب الاسهم ولم يكن من المزارعين جنوبيا واحدا.
ولا اظنك تعرف يا حسن فأنت مثل اغلبية الشماليين ليس لكم اصدقاء واحباب انتم على استعداد ان تدافعوا عنهم بالمال والنفس. واقولها لك ولامثالك اذا قامت حرب بين الجنوب والشمال فأنا والكثير من الشماليين لن نقف في معسكر الشمال . انا رباطابي واخجل كثيرا لأن صلاح كرار رئيس اللجنة الاقتصادية ولم يكن يتمتع بالكثير من الاحترام عندما كان مغتربا في جيش الامارات حسب رأي زملاءه فهو ضابط لا دخل له بالاقتصاد. قام صلاح الذي اتى من جزيرة مرو في الرباطاب وحجمها ميدانين كرة قدم وقال لاخي السلطان يوسف نقور جوك في الرنك . انحنا حنستلم كل المشاريع . وقال له السلطان المشهود له بالحكمة الشجاعة والكرم والتدين الشديد .... مافي مشاريع هني في بلدات بس . ولم يعرف صلاح المسؤول عن مقتل مجدي اركانانجلو وجرجس ونهب فلوسهم ما هي البلدات ؟ انها يا حسن مزارع المواطنين لانتاج الذرة الفول السوداني الخ . وقام بانتزاع الاراضي واتي بأهله من الرباطاب وسط احتجاج محافظ ارانق او الرنك اشوي دينق يل ، ثم والي اعلي النيل منقو الجاك . ومورس الظلم البين . ما هو شعورك اذ اتي جنوبي لاهلك وقال لهم انحنا حنستلم كل النخل والمزارع ديل وهو لا يعرف الفرق بين الكرناف والعشميق . وتأتي أنت وتشتكي عن القاذورات ياحسن . الم تسمع بالعدل والعقل . بلادك تستورد آلاف الاطنان من النفايات بكل انواعها منها الطبي ،الالكترونيي. ان عاصمتك تسبح في بحر من القمامة . وكما قال لي زائر اجنبي كيف يذهب السودانيين للتبول على اسوار جوامعهم ؟ ان 20 %من سكان العاصمة يفتقدون الحمامات لقضاء الحاجة . وقضاء الحاجة في العراء قد يساعد في تسميد الارض ولكن النفايات التي تستوردها حكومتك يا كمال ستظل في باطن الارض تلوث البيئة لآلاف السنين . هل أتى الجنوبيون بهذه النفايات؟هل مارس الجنوبيون الصيد الجائر مثل السعوديين والشوام اليوم . ومن الذي يسمح لهم بحيازة الاسلحة النارية ؟ هل يمتلك الجنوبيون في شمال السودان الاسلحة النارية ، مثل الشماليين قديما في الجنوب .
كان يندر جدا ان لا يمتلك الجلابي في الجنوب سلاحا ناريا بغرض الصيد ولقد مارسوا الصيد الجائر لشعورهم انهم قد افتتحوا البلاد وهو السادة المسيطرون وهم فوق القانون . وقطعوا الاشجار وربطوها في ,, طيفان ,, وركبوها الى الشمال . وكان جدي الاكبر محمد ود بدري احد اصحاب الطيفان بعد ان فشل في ان يكون تربالا في بلده بسبب ضيق الارض وفقر التربة . هل كان اهلنا الربطاب والمناصير يقدون الناس بقاذوراتهم ؟
كان ممنوعا على الشلك والدينكا دخول عاصمة بلادهم ملكال بأى نوع من الاسلحة البيضاء في الخمسنات وكان البوليس ينتزع منهم الحراب الخ . وكنا نشاهد اهل الشمال وهم على ظهور ثيرانهم والشلكايات مشرعة على اكتاف الرجال او يستندون عليه قبل القفز على ظهور الثيران . وركوب الثيران بالنسبة للدينكا الشلك ، النوير التبوسا الاشولي ، المنداري وكل النيليين يكاد ان يماثل ذبح الابقار عند الهنود ،ولا يحترمون شعور الدينكا ولا يريدون الانصياع لاوامر البوليس بعدم المرور بوسط المدينة . و يرفضون الالتفاف شرقا عن طريق سكنات الجيش خارج المدينة للوصول الي نهر سوباط او حلة العرب خارج اصوصىة وصنقعت التي صارت قرية كبيرة دائمة وذهبت كل الاشجار حولها لبناء المساكن . ملكال على بعد 5 ايام بالباخرة من كوستي وهي 500 كيلومتر وهذه القبائل كانت تقطع هذه المسافة في ايام عديدة . ولك ان تتصور يا حسن ما يحدث للبيئة . وكان شارع الظلط الوحيد والذي يأتي من المطار الي مدرستنا في جنوب ملكال يتغطي بروث الابقار وماكا ل اسم ثور وغيرناه نحن لملكال .
لقد امتد وطن الدينكا الي الكوة . وكوة هم فرع من الدينكا والجزيرة ابا التي تمتد لعشرات الكيلو مترات واكبر جزيرة في النيل تتبع للشلك . من الذي تحمل من يا حسن ؟ وبانثاو اخت بانثيو عاصمة النوير مثل اكوبو وفنقاك غرب النوير تغير اسمها في ايام نميري لهجليج وضمت للشمال . والنيليون يتغنون لثيرانهم وفي رقصهم يتغزلون في ثيرانهم ويغنون لها ويرفعون ازرعم في شكل قرون الثور . والاسماء مثل مابيور في اسم البطل قارانق دي ما بيور تعني الثور الفاتح اللون ودي تعني بتاع او التابع في لغة بور وهي آ عند الابليانق وما للتعريف مثل الالف واللام في العربية وقارانق هو احد الملائكة الثمانية . جوك او ماجوك هو الثور بلونين . وماريل هو الثور الكبير الابيض وكان اسم والدي ابراهيم بدري الذي كان يقول مفتخرا انه حفيد التربال ولقد تزوج منقلة ابنة السلطان والدة عمر ابراهيم بدري وجده السلطان عمر في رمبيك . لماذا لم نعامل الجنوبيين بالكرم والاريحية التي وجدناها منهم ؟
هل الجنوبيون هم من اتي بالفشل الكلوي والسرطان الذي صار مثل الزكام اليوم ؟ ام ان السبب هو النفايات المدفونة ونفايات الصناعة التي تجد طريقها للنيل بدون معالجة . وآبار السافون التي تجد طريقها للمياه الجوفية . وحتى امدرمان تشرب من الآبار وهي بالقرب من النيل !! ارجو ان لا تقول لي انه بسبب اكل القضيم ،النبق والعنكوليب لانني تربيت عليهم .
في كتابه الرائع يقول مولانا حمزة محمد نور الزبير ... ذكرياتي من اوراق قاضي سابق ..... ان ابراهيم بدري المفتش صديق جده قد اخرج مسدسه واطلق النار احتفالا بميلاده لانه صديق جده الشمالي وصديق اهل والدته الدينكا ابيليانق وهم من شيوخ الدينكا . هذه هي الروح التي نفتقدها . متى تزوج الدينكا ببنات شيوخ وسلاطين الشمال . لقد كان الدينكا دائما اكثر كرما وصدقا وامانة من الجميع .
في مايو 1963 كنا شمال ملوط وشاهدنا اشجار الدوم وقد طرحت ثمرها قبل الخريف كالعادة . ونزلنا ونحن حوالي العشرين . وكان معنا فديت او ايوياو وديت تعني الكبير وايوب ياو تعني الرجل الثري وهو محمد عبد الله عبد السلام الجعلي من امدرمان وعديل والدي . واشار فديت لتلك الغابة وقال ان احد الرباطاب قد تي بتصريح من نيكلسون المدير وصديق ابراهيم بدري . ومزوق ابراهيم بدري التصريح بأخذ الاشجار المتساقطة . ولكنهم يقطعون الاشجار السليمة . وقال الرباطابي مذعورا .... انا من اهلك الرباطاب فقال ماريل انا رباطابي لكن الدينكا ديل برضوا اهلي ، والشدر ده بيقيل تحته الصيد والفيل وبيرك فيه الطير . ونجت تلك الغابة في الاربعينات . هذا هو الحفاط على البيئة
لقد سمعت العم الصول ضرار يقول في مركز البوليس لاسرة اتت لتبلغ عن خادمها الذي سرق وهرب .. جنوبي دينكاوي ....فقال الصول شنب الروب .... جنوبي دينكاوي بيسرق مافي الا يكون اتربا في الشمال .
دعني احدثك عن ما شاهدته في بداية الخمسينات وعندما كانت الدولة تهتم بالصحة والبيئة ، وكانت الملاريا والحمى الصفراء والجدري في خبر كان . كانوا يحاولون القضاء على الحمي الراجعة التي يسببها القمل . وكان رجال الصحة يقبضون على النازحين وياخذونهم الي النيل ويطلبون منهم الاغتسال بمحلول الفنيك. ويعطوهم امواسا لحلاقة شعرهم . ويحدث هذا بمراقبة البوليس المسلح . وكان بعض الرجال الصغار يزفونهم ويغنون .... حداد زينو وبالفنيك رشو حداد زينو وبالفنيم رشو .... وكان الضحايا من ابناء النوبة واهل غرب السودان الذين يعتبرون وصفهم بحداد اساءة فادحة . كنت وانا صغير استغرب لعدم مقدرة رجال الصحة التعرض لاهل البادية الذين على عكس ابناء الغرب والنوبة يرتدوم ملابسا لم تعرف ابدا الماء والصابون . ولا يقتربون ابدا من النيل للاستحمام . والى اليوم لا اجد الجواب . وكنت امتلئ غيظا لأن الجنوب وطني الاول ووالدتي واهلها يعتبرون جبال النوبة مسقط رأسهم وخيلاننا قد تزوجوا بنوباويات واعطونا اهلا كراما .
هل سمعت يا كمال بالشارع المرصوف بين كاس وزالنجي ؟ ولقد قال الالماني الذي قام بالبناء بعد ان سكر وقبض الثمن ... ذث اذ ذي رود فروم نووير تو نو وير .... هذا الطريق من لا شئ الى لا شئ . وكان الغرض ان يستوطن تلك البقاع المصريون كما قرر نميري وسيتكون هنالك مصانع للغزل وستأتي الخيوط من المحلة الكبرى .
ولا بد انك يا حسن قد سمعت بقناة جنقلى. الغرض كان تجفيف المناطق المغمورة بالمياه وحقنها في النيل الابيض عند جنقلي حيث يلتقي السوباط بالنيل ولم تقم ايه دراسة عالمية . بدون التفكير في ان هذا قد يؤثر على البيئة والحياة البرية . ماهو موقفك يا كمال من السدود التي خربت وستخرب كثيرا في السودان هخل نورتنا عن سد كجبار وسد الشريق القادم وانت وزير بيئة . ولا اظنك قد سمعت بالتونج . وهذه هي المناطق التي تغمرها المياه .وفي فترة الجفاف ينحسر عنها الماء وتعرف بتونج ويذهب اليها الدينكا بقطعانهم للرعي . وقناة جنقلي ستضر بالبيئة . وفي هذه المنطقة بلدة تونج وبها معهد للمعلمين كان مديرة الاخ ابن امدرمان هلال زاهر الساداتي . وفي كتابة الرائع الطباشير كتب عن المفتش الشمالي الذي كان يمارس الصيد الجائر بقسوة ويجعل المساجين الجنوبيين ينشفون اللحوم ويرسله للبيع في الشمال . وكان يقوم بقطع الاخشاب الغالية ويرسلها للشمال .ماذا كان سيكون شعور الشايقية ، المناصر او الرباطاب اذا اتي مفتش جنوبي وقام بقطع كل الاشجار وارسلها للجنوب ؟؟ وعندما تعرض المعهد في 1964 لاحداث رفض المفتش الشجاع مرافقة الجيش لانقاذ المدرسين الشماليين في المعهد ....على زعم انهم قد ماتوا . واضطر الشاويس لصفعه لكي يرافقهم . وفي الطريق وهم راجعن مع الجيش . ظهر رجل عجوز يحمل قرعة . اخذه الجنود داخل القش وقتلوه . وقابلوا اثنين من شباب الدينكا وقام الجنود بذبحهم حتى لا يسمع جنود الجنوب صوت الرصاص . هل هذا نوع من المحافظة على البيئة يا كمال ؟
بعد اكتوبر رجع المناضل وليم دينق ومد يده للشمال فاتحا صفحة جديدة . وكما اورد كمال الدين عباس احد اقطاب حزب الامة في فيديو واسع الانتشار ان الترابي قال للوفد الجنوبي وهذا بعد التحام حزب الامة جناح الصادق والكيزان في جسد سياسي واحد ... انهم لن يقبلوا الا برئيس مسلم وله ثلاثة من النواب المسلمين . ورفض المناضل وليم دينق هذأ الكلام لانه لا يريد ان يكون مواطنا من الدرجة الثانية في وطنه . والحقيقة ان الجنوبي كان في الدرجة العاشرة بعد الشمالي الفقير وبقية الاقليات الاخري في الشمال .. وكان الصادق صامتا والترابي هو المتحدث . فقال كمال الدين عباس انه هو ممثل حزب الامة ولا يقبل بكلام الترابي . فقال وليم دينق .. انت ممثل حزب الامة ولكن ممثل الصادق هو الترابي . اراد وليم دينق الذهاب الى الجنوب لانه بعد صمت الصادق وكلام الترابي لم يعد هنالك ما يفعله في الشمال . فنصحه الصادق للتأمين على حياته ولم يكن التأمين على الحياة معروفا وقتها وسط السودانيين . لماذا لم يؤمن الصادق على نفسه او يطلب من احبابه التأمين على حياتهم ؟وبعدها بفترة قصير تربص صف من الجنود السودانيين بوليم دينق و6 من مرافقيه وقتلوهم عند كوبري التونج وهم في طريقهم الى بلدنا رمبيك الجميلة في مايو 1968. واشارت اصابع الاتهام للضابط صلاح فرج . وعندما اشترك صلاح فرج مع صديقه الهاموش والبقية في حوادث 1971 لم يعدم مع هاشم العطا ، جبارة ،ابوشيبة والآخرين لانه قد ادى خدمة بقتل وليم دينق .
لقد استفادت اسرة وليم دينق بمبلغ ال 20 الف جنية مال التأمين وكان هذا مبلغا ضخما . وساعد خالهم الطبيب الانسان وزميل براغ توبي مادوت في تربية اولاد اخته . وانت يا حسن تتباكى على الشجر والحجر !!
من الممكن انك لم تسمع بالزعيم وليم دينق . كان وحدويا ، لكنه كره الظلم وترك وظيفة يحلم بها الكثيرون في الاستوائية . وترك السودان في سبتمبر 1963 . واصدر مجلة او نشرة من المهجر اسمها ذي قراس كيرتن كنت اطلع عليها من مارك الذي صار سفيرا والمهندس منوا بيج طيب الله ثراه ويحمل ابني منوا اسمه . عاد وليم دينق الى السودان بعد اكتوبر وكون الحزب الاتحادي الوطني الافريقي .
ويقول الضابط العظيم في الشرطة ومؤلف كتاب سنون الحصاد في صفحة 135 ... التقيته صدفة في الخرطوم .اذ كنت ذات يوم اتجول برفقة كومندان البوليس حول العاصمة الخرطوم للوقوف على الاجرائات الامنية التي اتخذناها اثناء التحضير لانعقاد مؤتمر المائدة المستديرة ولجنة الاثني عشر في العام 1965 .
كان دينق قد جاء تحت هوية حزبه لحضور المؤتمر بالرغم من رفض بعض زملائه . وتسمية الحزب كانت تقف دليلا على روحه الوحدوية , وقال لي يا عثمان شغل بتاع المؤتمر ده ياهو كله بفضل الجهود الاولي التي انت شريك اساسي فيها .
نهاية اقتباس
عثمان زين العابدين من الشماليين الذين عملوا في الجنوب وسعي بشدة للتواصل مع الجنوبيين . ووليم دينق كان مثل فرنق وحدوي ولكن لم يكتب لهما الحياة . في احد المؤتمرات اشار البعض لان جون قرنق انفصالي فاخذهم جون قرنق لغرفته واخرج 12 شريطا لعثمان حسين وقال ... اذا انا انفصالي ليه بسمع عثمان حسين ؟
هل سمعت بمجزرة واو عندما اتت الاوامر ما تطلع كديسة للجيش بالهجوم على حفل عرس مذدوج . وقتلت عروس ونجى عريسها وقتل عريس ونجت عروسه . وجلس الجيش للاكل وشرب المشروبات . ا لا يذكرك هذا بمذبحة ميلاي في فيتنام عندما قام الجيش الامريكي بقتل المدنيين من اطفال ونساء . ثم جلسوا للراحة والاكل وواصلوا المذبحة وكان الضحايا بالمئات . وتصادف وصول مروحية بها الضابط هيو تومسون وجنوده ووقف امام المجرم كالي ورجالة وههدهم بالحرب , ونجي بقية السكان الفيتناميين . وحكم على كالى بالتواجد في منزله لمدة 3 سنوات فقط . وفي مذبحة واو لم يتواجد امثال الضابط هيو تومسون . ولم يقدم اى شخص للمحكمة . الاخ الحبيب ابن رمبيك البروفسر بيتر نجوت ووزير التعليم العالي كان مع مجموعة من طلاب جامعة الخرطوم وآخرين في نادي واو وهم في طريقهم لحفل العرس هزموا باسنافيك فاصروا على مواصلة اللعب . وقبل نهاية العشرة لعلع الرصاص . ومات بعض اهلهم واصدقائهم في الحفل . وبيتر كا عذبا حلوا يكره الاضرار بالبشر . كنا نتقابل مع ابناء رمبيك منهم مارتن مجاك الذي شاهد والدة القس امام منزلهم وتوقفت عربة الجبش واطلقوا النار عليه وانصرفوا كساعي البريد و فيليب دينق الذي امتلأت ساحه مزرعتهم بجثث القتلي المتعفنة لدرجة ان امه ربطت انفها قبل الرجوع في الليل لتأخذ بعض الذرة الشامية لاكلهم في الغابة ..
كانت هنالك مذابح كثيرة اكبرها في حي الملكية في جوبا بسبب اصطدام الضابط ابن العرضة نديم بجزع شجرة وهو يقود الجيب بسرعة من حي الملكية في طريقه لسكنت الجيش . وانت يا حسن تتباكي على ,,قاذورات ,,الجنوبيين و تتلقي حكومتك مئات الملايين لاراحة اللاجئين . هل فكرت كيف يعامل اهلك السودانيين في ليبيا ؟ حيث يباعوا مثل العبيد . هل تذكرت اطلاق الجبش المصري النار عليهم في سيناء ويتركون جثثهم معلقة على الاسلاك الشائكة لاخافة الآخرين ؟ هل نسيت مذبحة اهلك في ميدان مصطفي محمود والآلاف الذين يعبرون في زوارق الموت ؟هل ترضى ان يقول البعض عنهم ما قلته انت عن الجنوبيين ؟ وهل يعجبك استخدام ابناء وطنك كقطع غيار بشرية في مصر والدول العربية ؟
هل نسيت يا حسن 2 مليون جنوبي قتلتهم الانقاذ بالحرب والمجاعات ، الحصار ، التشرد والمرض ؟ هل نسيت ساحات الفداء والميل الاربعين والميل تلاتة وتسعين الخ ؟
قال قاذورات ........
كركاسة
في صيف 2009 كنا في المؤتمر الالماني السنوي ومن الحضور كان الاخ الشفيع خضر والدكتور سيد المقبول والدكتور محمد جميل والاخ الدكتور الصحفي كمال حنفي وعمه المزعج محمد حسنين والكثيرون . والاخ بيتر ادوكك وزير التعليم العالي الذي خلف اخي بيتر نجوت كوك طيب الله ثراه. واستمر المؤتمر لثلاثة ايام . وفي اليوم الثاني كانت هنالك مناظرة بين الدرديري الذي صار وزيرا للخارجية اليوم ، وبيتر ادوك . وكانت عواطفي مع الشلكاوي بيتر ادوك . ولكن الدرديري تمكن من التملص والمحاورة لدرجة انه اربك الرجل العظيم بيتر ادوك بقامته الفارعة والكاريزما الواضحة. واضطررت لان اهني الدرديري على حيازته علة فصب السبق بالرغم من انه يدافع عن الخطأ ويعرف ان الحقيقة عند خصمه بيتر ادوك . وقلت له انه قد فاز في المناظرة فضحك بيتر ادوك وقال لي ... انه محامي وهذه اساليب المحامين .
كان من الحضور السفير بهاء الدين حنفي شقيقه كمال حنفي وكمال طيب الله ثراه كان قبلها باسبوع معي و اسرته في السويد ابنه احمد وابنته امنية ، فزوجته ميسون ابنة خالي الجبيب الذي كنت اسكن عنده في ملكال التي كانت تعاني من السرطان طيب الله ثراها وتسكن عند السفير بهاء الدين حنفي وتتعرض للعلاج . وكنت قد قمت بزيارتها مع اسرتي مرتين وتعرفت على السفير عن قرب وهو ما يقال عليه خلف مذكرة العشرة والاطاحة بالترابي .. وبما ان السفير بهاء الدين كان يسكن في الهوتيل بعيدا عن سكن المؤتمر فلقد قررت ان ازوره في الهوتيل بعيدا عن جو المشاحنات. وكنت ارتدي ملابس رياضية في المساء. وعندما دخلت بهو الفندق كان الدرديري في مواجهتي . ورايت عيونه تتسع ورأسه يتحرك متوقعا بقية الجنود . ولم يطمئن الا بعد فترة وبعد ان احس بهاء الدين بانزعاجه وطمأنه السفير بهاء
الدين حنفي . ورأيي في الدرديري انه رجل ذكي يتمتع بقدر كبير من المكر والدهاء . وهو الاصلح لهذه المهمة في الدفاع عن الباطل . ولكن لا اظن ان الشجاعة من اوضح صفاته .





Post: #2
Title: Re: فقط لانهم جنوبيون بقلم شوقي بدرى
Author: Zoal
Date: 05-19-2018, 03:47 PM
Parent: #1


مساء الإثنين التقيت صديقي جيمس بدون سابق موعد ولا حتى معرفة مسبقة.. كنت أقف في الصف الطويل أمام محطة (بترولا) بالخرطوم بحري.. صلينا العصر ثم أدركنا المغرب ونحن في طريقنا نحو تحقيق الهدف.. أخيرًا شعرت بالنشوة وأنا أقف وجهًا لوجه أمام جيمس مايكل الشاب الذي مهمته أن يعبيء خزان الوقود..في تلك اللحظة اكتشفت أن ما في جيبي لايكفي سوى ثمن أربعة جالون وقود.. ارتسمت الحيرة على وجهي.. قرأ الشاب القادم من فنجاك بصفة لاجيء تفاصيل الأزمة.. قرر أن يقرضني مائة جنيه وهو لا يعرف اسمي..جاره نبهه لصاحب الجواز.. وعلمت لاحقًا أن أحدهم ترك جواز سفر مقابل تعبئة الوقود لكنه لم يعد.. أمثال مايكل من اللاجئين الجنوبيين يسدون ثغرات كثيرة في دولاب العمل في السودان.. لمثل هؤلاء غضبت قبل أيام.

احتججت بشدة من تعبير غير لائق بحق اللاجئين ورد أمام البرلمان الأسبوع المنصرم .. أحد النواب أوضح أن اللاجئين وصلوا البلاد بقذارتهم .. من سوء حظي أنني نسبت التعبير الجارح للوزير المهذب الأستاذ حسن هلال.. وكنت قد اعتمدت على رواية الزميلة الانتباهة.. لكن راجعني عدد من شهود الواقعة من داخل البرلمان وبرأوا ساحة وزير البيئة.. من بين الذين صححوا معلوماتي النائبان المهندس الطيب مصطفى والأستاذ فتحي مادبو.. وكلاهما من خارج حزب الوزير.. شعرت بورطة ومأزق وقررت ان اعتذر كتابة ثم اتصل على الوزير.

لكن صباح أمس الأول هاتفني الأستاذ حسن هلال بذات الود القديم.. ضاقت بي الأرض بِما رحبت.. عرضت على الوزير الحضور والاعتذار له في المكتب لكنه بأدب جم رفض مبادرتي واكتفى باعتذاري عبر الهاتف.. لكنني شعرت بوخز الضمير .. وإنني ربما سببت الأذى الجسيم للسيد الوزير وأسرته المعروفة على امتداد الوطن وعلى مشارف البسيطة.. لكن عزائي أن الذين يعرفون الحسن لن ولم يصدقوا اتهاماتي الجزافية.

واحدة من أقدار الصحفيين أن تقديراتهم مهما اجتهدوا لا تكون دقيقة.. مع التدفق الشديد في المعلومات من وسائل متعددة ومختلفة تصبح مهنة التدقيق في غاية الصعوبة.. لكن من المهم أن يتحلى الصحفي بشجاعة الاعتذار في مثل هذه المواقف.. وهأنذا أمامكم جميعًا أطلب الصفح من سيادة الوزير الأستاذ حسن هلال ..وأتمنى أن تكون هذه الواقعة درسًا مهنيًا لشخصي الضعيف و لجموع الصحفيين.. مع الإقرار بأن الاعتذار لا يلغي كل الآثار السالبة من النشر الأول.

في تقديري أن غضبتنا على الوصف المسيء لها ما يبررها.. صحيح أنها أخطأت العنوان وأصابت الشخص الخطأ.. رغم ذلك تظل مطالبنا المشروعة للبرلمان أن يطهر محاضره من هذه اللغة البذيئة بل يمتد الرجاء أن يعتذر صاحب الوصف غير اللائق .. من المهم جدًا أن يتصف شاغل المنصب العام بالحصافة.. لم تعد هنالك حدود فاصلة بين الخطاب المحلي والعالمي .. قضايا نحسبها لا تستحق ولكن بعد أن تتصدر الصفحات الأولى ترتد مرة أخرى لوطننا الحبيب في شكل لعنات .. لعل أصدق مثال لذلك يكمن في قضية العروس التي قتلت زوجها بعد أن اتهمته باغتصابها أثناء شهر العسل.

بصراحة.. على كل زميل في عالم الصحافة أو دنيا الإعلام أن يتحرى الدقة.. الكلمة مثل الرصاصة لاتعود لفوهة البندقية بعد إطلاقها.. على العموم عفوًا سيدي الوزير حسن هلال.


assayha