ترامب اللعوب بقلم سعيد محمد عدنان

ترامب اللعوب بقلم سعيد محمد عدنان


05-16-2018, 11:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526509767&rn=0


Post: #1
Title: ترامب اللعوب بقلم سعيد محمد عدنان
Author: سعيد محمد عدنان
Date: 05-16-2018, 11:29 PM

11:29 PM May, 16 2018

سودانيز اون لاين
سعيد محمد عدنان-UK
مكتبتى
رابط مختصر



– لندن – بريطانيا

يقوم ترامب هذه الأيام بالتباهي بمقدرته على التلاعب بمسيرة التناسق العالمي الذي جاء للبشرية بعد ميلادٍ عسير، بدحر الإمبراطوريات والاستعمار والتوسع بالقوة، وباحترام حقوق الانسان وتهدئة التطرف الديني وسنة الانتقام، الى العقلانية والتحاف الفضيلة للبعد عن الفتنة بتسخير الاديان لغير ما سنّ الله.
وبلغ به الحد ليعيد الألم القميء في حبه للتعذيب الذي لا يقبله صاحب الضمير وطائع ربه فقط، بل لا يقبله العاقل الرشيد أو على الأقل المطلع المتمرس في علوم الفلسفة والقانون. يتفاخر بإعادته التعذيب بالإغراق بالماء، ليس لأنه عالم قد فاق العلماء في ذلك المجال، أو ربانيٌّ متدين يسعى ليضع النموذج المثالي لكلمة الله في الأرض، بل لم يكلف نفسه حتى مراجعة من سبقه في البحث عن الموضوع. فقط يتفاخر بأنه بحنكته في المزايدة وأساليب كسب المواقف في المفاصلات المالية ومبارزات القوة، قد لوّث كل تجارب البشر في غير ذلك المنحى وأصر على أن يثبت ذلك بالبيان، وما هو إلا الخراب، وللمتدين فهو الخسران الذي يرعب كل قلب مشرب بالفضيلة.
كما لم يكتف ترامب بالرجوع القهقرى عن محو آثار تجارة الرقيق وجراحها العميقة لتبرأ، ولا الابتعاد عن التطرف الديني وفلسفاته السياسية البشرية، والتي ما هي إلا دلالة على بعدها عن القداسة، بل تباهي بنزعاته تلك وتسبب بها في قتل الكثيرين من فلسطينيين وسوريين، ولوح بعصاه الغليظة على ايران وهو يعرض بها فوق الصين والدول العربية التي زادها فساداً بدفعها أكثر وانخراطها عمقاً في ذمة الدين السياسي، وبسط نفسه مع إسرائيل لعملية "كماشة" ليعيث بها في الدنيا عبثاً لا يتوافق مع معطيات العلم وسمو عقل الإنسان، حتى يطمح لحكم العالم مع إسرائيل كما يهلل بها نتنياهو (وكما شهدنا زوج ابنة ترامب، جارد كوشنر، يبشرهم بتوفر المعطيات لظهور المسيح والذي لايتبعه إلا ضيقو الأفق من اليهود، والذين ربما ينقلبون على الايفانجلكنز وأمريكا لأن الافانجلكنز يتهمون اليهود بقتل السيد المسيح ويساعدون إسرائيل لتكسب توسعها فينزل السيد المسيح ليحين لهم الانتقام له، كما انعكس في فيلم "ذا باشن اوف ذا كرايست" الذي أخرجه ميل جبسون والذي أثار ضجةً كبيرة كادت تدفع بالفتنة مع اليهود).

أقدم هنا مناقشة لنفس الأمر في مقتطف من كتابي "شياطين من رحم الفضيلة" باللغة الإنجليزية
(سبتمبر 2008: في امازون) حيث حدث وتناولت تلك المواضيع.
في 18 مارس 2003، وفي كلمة المحرر في صحيفتيّ الرقمية "علم السودان" و "محاربة الشر" السابقتين، بعنوان "ضميرنا في قفص الاتهام"، كتبت تنبيهاً للرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، في التورط في حربٍ في العراق لسبب خلاف تبديل النظام من أجل تأسيس نظام ديمقراطي (بحكم تنصيب النظام رئيساً للدولة بدون تفويض ديمقراطي). اشرت مشدداً، رغم ذلك، بعدم قناعتي لاختيار العراق نموذجاً لمثل تلك محاولة. توسلت ألا يكون النفط، أو الاتهام غير المؤسس بحشد كميات من أسلحة الدمار الشامل، أو الاتهام بعلاقات مع القاعدة، أخلاقياً سبباً للهجوم، والذي سيفتح أبواباً لنوايا غير محسوبة لتنزلق إلى ساحتها، والتي ستذري الثقة يحتاجها العالم في المعسكر الحر. تضرعتُ للإبتعاد عن جر الدين إلى حفرة الخلاف، وبكل حذر الإبتعاد عن كل مسببات الحروب الدينية. أشرت لأصل جورج بوش التكساسي، المعتم تأريخها بجرائم العبودية، وحاضره الأنغليكاني، وأشرت لاختيار توني بلير الوقت غير المناسب لتعميده في الكاثوليكية، وأهم من ذلك الحذر في رؤيا البابا بتحذير بلير عدم نتأ جروح الصليبية التي لم تندمل بعد. ترجيت أنه ربما لا يجد تأييداً أن يتم التعدي على القانون الدولي بانتهاك سيادة دولة من أجل تغيير الحكم، ولكنني وجدت في ذلك مبرراً اقل أذىً من أجل رتق ثغرات النظام العالمي الذي يحتاجها لتتماشى مع التطور ونضوج معقولية الفضيلة كأساس توحيد الهدف المنشود عالمياً. إذا تم الإعتداء على العراق، فليكن على الأقل مبنياً على ذلك السبب.
حرب العراق مادت تحت ثقل الاتهام بتخزين أسلحة الدمار الشامل، نتيجة مقامرة جريئة من قيادة تشبه وكأنما تلاعب بها صبيان كشافة، غير واعين بالشرك الذي نصبه لهم صدام حسين. ضرب القوات العسكرية البريطانية بسبب توضيب تقرير الدفاع البريطاني بواسطة دكتور دافيد كيلي كان مهبطاً للغاية. عبر الأطلسي نزلت بدرجة جورج بوش إلى منتصفها، وأثارت مشاكل سياسة في عراقة أمريكا حيث كانت تحتل مرتبة منار الحرية في العالم. العراقة والسمو الأمريكي بدأ في رحلة السقوط عندما فقدت أمريكا الثقة العميقة من شعوب العالم ومن المواطن الأمريكي في أمريكا وخارجها. قامت بحركة ضد الشر، وما لبثت أن أتت بشر لم يُعرف قبيل قوانتنامو، أبو غريب، باجرام، وحديثة، وانغمست في تخريب منزلها هي بإضعاف الحريات المدنية وأعاقت بشكل عميق حياد النظام الشرعي
في 13/05/2009، وفي حضرة اللجنة القضائية المصغرة في الولايات المتحدة، وخلال التحقيق مع إدارة جورج بوش حول تهم التعذيب الموجهة إليه، قدم العميل المتخصص علي صوفان، وثيقة إساءة أخلاقية، وقانونية ومهنية ففي ممارسة التعذيب بواسطة إدارة جورج بوش، واللامبالاة تجاه دليل خطير يفيد في قضية الهجمة على السفينة الحربية "كول" في اليمن، وهجومات 11 سبتمبر على العمارتين التوأمتين في زمنٍ كافٍ قبيل تنفيذها، فيها إثنين من المعتدين تم التعرف عليهما ومراقبتهما. تلك المعلومات تحصل عليها صوفان عن طريق تقنيات الاستجواب الواعي، عكس تقنيات الاستجواب الدقيق والذي يقسر على المعتقل الطاعة بدلاً عن الاستدراج والاقناع بالتعاون. تلك التقنية بطئ، واعتماده على 180 ساعة من الحرمان من النوم لا يصلح لإبطال قنبلة في العد التنازلي للانفجار. كانت لا يمكن الاعتماد عليها وهبطت بسمو الخلق الأمريكي بعد أن أصبح حالها لعبة في أيادي الأعداء. التعذيب كان معتاداً لمنظمة القاعدة. التعذيب في أبي زبيدة فشل لعدة شهور إلى حين استخدام الغمر بالماء (ل 83 محاولة، والتي ماهي إلا عبارة عن تكذيب رجال التعذيب). ولكن عند استعمال نظام الاستجواب الواعي، استطاع بالاستدراج أن يحصل على المعلومات في الساعة الأولى منه.
في القانون، الاستجواب مسموح به فقط كتجربة القصد منها اختبار مصداقية الشخص المقصود، وليس غصبه.
بناءاً على ذلك اللوائح لمثل تلك تجارب قد تم اعدادها في محاكم نورمبرج لمحاكمة مجرمي الحرب في الحرب العالمية الثانية، وظلت تقدم الخطوط العريضة لمثل تلك ممارسات منذ ذلك الحين.
لائحة نورمبرج تم خرقها وتحريفها بشراسة من خلال تقنيات الاستجواب الدقيق.
[لائحة نورمبرج: من محاكمات مجرمي الحرب أمام محاكم نورمبرج العسكرية، تحت لائحة مجل الضبط رقم 10، نورمبرج، أكتوبر 1946 – أبريل 1949ك واشنطن دي سي: الولايات المتحدة جي بي أو 1949 – 1953.
التجارب الطبية المباحة:
الحجم الكبير للدليل أمامنا هو عبارة عن أن بعضاً من التجارب الطبية بعينها على بشر، حينما يتم حصرها في نطاق حدود معقولة واضحة، تتفق بذلك مع أخلاقيات المهنة الطبية عموماً. القائمون بممارسة التجارب البشرية يجدون مبرراً لآرائهم بحجة أن تلك الممارسات تعود بنتائج لخير المجتمع، لا يمكن جمعها بوسائل أخرى أو عن طريق دراستها.
الكل على العموم يقتنع أن مبادئ أساسية بعينها تتطلب مراعاتها من أجل التوافق مع مبادئ الأخلاق، والفضيلة والقانون.
الرضا الاختياري للشخص موضوع الاختبار أمرٌ في غاية الضرورة:
يعني ذلك أن الشخص المقصود يجب أن تكون له مقدرة قانونية ليستطيع أن يعبر عن رضاه – بحيث يتم وضعه بحيث يستطيع القيام بممارسة قدرته في الاختيار، بدون تدخل من أي عامل قوة، تزوير، خداع، غصب، طغيان، أو أي تآمر خفي للتعجيز أو الإرغام، وأن يكون لديه دراية كافية واستيعاب لتفاصيل موضوع الأمر المقصود بحيث يتمكن من أن يصل للفهم والاستنارة بقرارٍ يمكنه اتخاذه. ذاك الأمر الأخير يتطلب أنه قبيل قبول الشخص تحت التجربة بقرار محدد، يتوجب تنويره بطبيعة وفترة وغرض التجربة. كذلك الوسائل والطريقة التي ستتم بها التجربة، وكل المضايقات والمخاطر التي يتم توقعها، وآثار كل ذلك على صحته أو شخصه التي قد تأتي بسبب مشاركته في التجربة
المهمة والمسئولية لتوكيد مستوى الرضا بالقبول تعتمدان على الفرد الذي يقدم ويدير أو يشترك في التجربة. انها واجبٌ فردي ومسئولية والتي قد لا يجوز اسنادها لشخص لديه حصانة من العقاب والمسئولية
التجربة يتوجب أن تكون بحيث تعود بنتائج مثمرة لمصلحة المجتمع، غير مربوطة بطرق أخرى أو أساليب دراسة، وليست تجربة عشوائية أوغير مهمة في الطبيعة]
المواضيع التي وردت في تصريحات علي صوفان لسماع اللجنة المصغرة (ودقة خطها الزمني في ضمن مذكراته: [[اللافتات السوداء (بلاك بانرز) – القصة الداخلية ل11/9 والحرب على القاعدة]] تردد صداها حول العالم كله، ويتوجب العمل بها ضد إدارة جورج بوش.
إعفاء أمريكا من الامتثال لذلك الحصاد من المذابح غير المقبولة للأسر، وإساءة معاملة أسرى الحرب، والإباحية في تعامل افراد الوحدات الذين نسوا أنهم معتدين وليسوا رعاةً حتى يوصموا وضعهم، لم يقم إلا بدفع عجلة السفينة إلى الخلف، ولا مجال لتسامحٍ ليجد مغرساً فيها، إلا بالقوة كما في عهود البرابرة المتوحشين. مثل ذلك التسامح يأتي بضرر أكثر منه بمنفعة، لأمريكا وللصورة النزيهة للعالم الحر، يحتاجها بشدة دفع التعايش السلمي في العالم.
إنه قد بات من الضروري لأمريكا، بما أنها ائتمنت لقيادة مثل ذلك المعسكر النزيه، أن تختار الجانب الصالح من التأريخ وأن تلتزم باحتضان الأرضية الأخلاقية العليا.
An English version of this essay is in the English page of this magazine, at:
http://sudaneseonline.com/board/15-news%20article%20on%20sudan.htm under the heading: Toying Trump