عفوا السيد الوزير..!! بقلم عبدالباقي الظافر

عفوا السيد الوزير..!! بقلم عبدالباقي الظافر


05-16-2018, 05:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1526487573&rn=0


Post: #1
Title: عفوا السيد الوزير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 05-16-2018, 05:19 PM

05:19 PM May, 16 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


مساء الإثنين التقيت صديقي جيمس بدون سابق موعد ولا حتى معرفة مسبقة.. كنت أقف في الصف الطويل أمام محطة (بترولا) بالخرطوم بحري.. صلينا العصر ثم أدركنا المغرب ونحن في طريقنا نحو تحقيق الهدف.. أخيرًا شعرت بالنشوة وأنا أقف وجهًا لوجه أمام جيمس مايكل الشاب الذي مهمته أن يعبيء خزان الوقود..في تلك اللحظة اكتشفت أن ما في جيبي لايكفي سوى ثمن أربعة جالون وقود.. ارتسمت الحيرة على وجهي.. قرأ الشاب القادم من فنجاك بصفة لاجيء تفاصيل الأزمة.. قرر أن يقرضني مائة جنيه وهو لا يعرف اسمي..جاره نبهه لصاحب الجواز.. وعلمت لاحقًا أن أحدهم ترك جواز سفر مقابل تعبئة الوقود لكنه لم يعد.. أمثال مايكل من اللاجئين الجنوبيين يسدون ثغرات كثيرة في دولاب العمل في السودان.. لمثل هؤلاء غضبت قبل أيام.

احتججت بشدة من تعبير غير لائق بحق اللاجئين ورد أمام البرلمان الأسبوع المنصرم .. أحد النواب أوضح أن اللاجئين وصلوا البلاد بقذارتهم .. من سوء حظي أنني نسبت التعبير الجارح للوزير المهذب الأستاذ حسن هلال.. وكنت قد اعتمدت على رواية الزميلة الانتباهة.. لكن راجعني عدد من شهود الواقعة من داخل البرلمان وبرأوا ساحة وزير البيئة.. من بين الذين صححوا معلوماتي النائبان المهندس الطيب مصطفى والأستاذ فتحي مادبو.. وكلاهما من خارج حزب الوزير.. شعرت بورطة ومأزق وقررت ان اعتذر كتابة ثم اتصل على الوزير.

لكن صباح أمس الأول هاتفني الأستاذ حسن هلال بذات الود القديم.. ضاقت بي الأرض بِما رحبت.. عرضت على الوزير الحضور والاعتذار له في المكتب لكنه بأدب جم رفض مبادرتي واكتفى باعتذاري عبر الهاتف.. لكنني شعرت بوخز الضمير .. وإنني ربما سببت الأذى الجسيم للسيد الوزير وأسرته المعروفة على امتداد الوطن وعلى مشارف البسيطة.. لكن عزائي أن الذين يعرفون الحسن لن ولم يصدقوا اتهاماتي الجزافية.

واحدة من أقدار الصحفيين أن تقديراتهم مهما اجتهدوا لا تكون دقيقة.. مع التدفق الشديد في المعلومات من وسائل متعددة ومختلفة تصبح مهنة التدقيق في غاية الصعوبة.. لكن من المهم أن يتحلى الصحفي بشجاعة الاعتذار في مثل هذه المواقف.. وهأنذا أمامكم جميعًا أطلب الصفح من سيادة الوزير الأستاذ حسن هلال ..وأتمنى أن تكون هذه الواقعة درسًا مهنيًا لشخصي الضعيف و لجموع الصحفيين.. مع الإقرار بأن الاعتذار لا يلغي كل الآثار السالبة من النشر الأول.

في تقديري أن غضبتنا على الوصف المسيء لها ما يبررها.. صحيح أنها أخطأت العنوان وأصابت الشخص الخطأ.. رغم ذلك تظل مطالبنا المشروعة للبرلمان أن يطهر محاضره من هذه اللغة البذيئة بل يمتد الرجاء أن يعتذر صاحب الوصف غير اللائق .. من المهم جدًا أن يتصف شاغل المنصب العام بالحصافة.. لم تعد هنالك حدود فاصلة بين الخطاب المحلي والعالمي .. قضايا نحسبها لا تستحق ولكن بعد أن تتصدر الصفحات الأولى ترتد مرة أخرى لوطننا الحبيب في شكل لعنات .. لعل أصدق مثال لذلك يكمن في قضية العروس التي قتلت زوجها بعد أن اتهمته باغتصابها أثناء شهر العسل.

بصراحة.. على كل زميل في عالم الصحافة أو دنيا الإعلام أن يتحرى الدقة.. الكلمة مثل الرصاصة لاتعود لفوهة البندقية بعد إطلاقها.. على العموم عفوًا سيدي الوزير حسن هلال.


assayha