آسيا وأفريقيا: الشاعر وجغرافياه الثورية بقلم عبد الله علي إبراهيم

04:22 AM April, 14 2018

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر

كان الراحل تاج السر الحسن أول كاتب على الأطلاق رأيته بعد أن كنت قرأت له. كان ذلك حين زارنا في رابطة أصدقاء نهر العطبرة في نحو 1957 وهو في طريقه من زيارة أهله في جزيرة أرتولي بجهة بربر في عطلة له من الأزهر الشريف. ويقال عن الجزيرة إنها تؤام لجزيرة أخرى اسمها أرتل بدار الرباطاب افترقا من مقامهما في الشمال وتخبطا عكس تيار النيل حتى بلغتا حيث هما الآن. وكنا قرأنا له مع زميله جيلي "ديوان قصائد من السودان" صدر عن دار الفكر اليسارية في مصر في 1956. بل وأملى علينا شيخ ابوزيد الجعلي، مدرس اللغة العربية المعروف، قصيدة "أحن إليك يا عبري" لجيلي في سنتنا الثانية بعطبرة الوسطي. واذكر غرابة طباعة الديوان. فقد كان لون ورقه أخضر لا أبيض زانته رسومات الفنان الطليعي المصري زهدي. واذكر أنني اطلعت عليه في مكتبة السودان أول دخولي جامعة الخرطوم ووجدت من شطب "سلام" من بيت في قصيدة لتاج السر عن نضال الطبقة العاملة حيَّا فيها "سلام والشفيع". وكان سلام رئيساً لاتحاد نقابات العمال والشفيع أمينه العام. ووقع فعل الشطب بسلطة الشيوعيين الغليظة في المحو والإثبات. فقد كان سلام ترك حزبهم آنذاك.
لا زالت "آسيا وأفريقيا" أغنية تُطرب. ولكنها في جيلنا اليساري أغنية وعهد بالزمالة مسؤول لتغيير العالم بعد تحريره. فقد حفيت أقدامنا تظاهراً أو تضامناً أو شدواً لكل موضع مذكور في النشيد: القنال، وهران الجزائر، أفريقيا، ماوماو كينبا، الصين الجديدة، أفريقيا جومو نكروما وسيكتوري وماندلا وموديبو كيتا، والملايو، وناصر . . . أم ناصر. كانت تلك جغرافيا خلجات فكرنا وصحونا ومصب أشواقنا. ولذا عجبت من الخلف الذي تهافت من هذه الذرى الإنسانية الشماء إلى "أعربي أنت أم أفريقيا". وقلت لهم حتى بح صوتي لقد رزقنا الله فضاءات هوية وسعها السموات والأرض و"آسيا وأفريقيا" التي كتبها أزهري تقدمي ليهتدون.
خضعت "آسيا وأفريقيا" لتحرير استدعى بعضه تحولها للغناء بالطبع. ولكن بعضه من قلم الرقيب. أذكر احتجاجي أول غنائها في عهد عبود على استبدال "ولا شاهدت روسيا" ب "ولا شاهدت آسيا". ثم لم أجد حتى في النسخ الأحدث البيت "للمنارات التي شيدها أول مايو" لتناغم "الملايو". ووجدت المرحوم الشاعر في لقاء تلفزيوني استعاد مقطعاً من القصيدة عن "ديان فو" وهي المعركة التي أجهز فيها الرفاق في فيتنام بقيادة هوشي منة على الاستعمار الفرنسي. وبلغ إعجاز هوشي فيها حدا دفع بأزهري آخر هو المعلم كرف لمدحه. وقرأ تاج السر المقطع على التلفزيون بوجد عجيب يتصفح وجوه الشباب في الحلقة التلفزيزنية الذين "يطرشهم":
يا بيان فو
أرضنا للنور والأزهار تهفو
مشهد القلعة ما زال بعينيّ معلق
والأعادي جثثاً في صخرها الأزرق تشنق
قد رأيت الآن جندياً مغطى بالدماء
قلبه الأحمر كالوردة ملق في الفضاء
كان من باريس لكن مات قهراً في بيان فو
وداعاً تاج. وليس هذا آخر سمرنا بآخر المقطع إن شاء الله.

والقصيدة بصوت تاج في الرابط ادناه:

شكراً دكتور عبدالله على المقال الماتع
ورحم الله الشاعر المبدع والمثقف العضوي تاج السر الحسن الذي لم تقمعه أزهريته
من أن يصيغ هذه القصيدة الملحمية ومن أن يعمل على انتشال أبناء جيله من حوصلة العشيرة والقبلية
والانحباس والتشرنق داخل الحدود الضيقة لأوطانهم الصغيرة ، وهو يستنهض وعيهم ليجوب بهم محلقاً
في آفاق من الجغرافيا الإنسانية التحررية التي لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس.
رعى الله يا دكتور عهد شبابكم ودوواينكم بأوراقها الخضراء وأيام زمانكم الأكثر اخضراراً.

وإن كانت أيامنا الحالية مع شباب "يطرشهم" تبدو غارقة في الجهل وكالحة السواد،
وإن كانت شمس آسيا وافريقيا تبدو وقد اذنت بالمغيب، وإن كان ليل السودان قد طال وسال سيل الدموع هطال ..
فإن طائر الحكمة، كما يقال ، لا يبدأ التغريد والرفرفة بجناحيه استعداداً للتحليق
إلا مع ضوء الغروب الخافت.

رحمه الله ترك فينا هذه الجعرافيا التي نوهت بحق بها تصل قاطنها بمشارق الشمس ومغاربها.

هسع نستفيد شنو

كلام وردي الرائحة..
و " إن طيبَ الوردِِ مؤذٍ بالجُعَل!"

كبيرة منك. بتجيب الافحام دا من يانو حته.

وردي الرائحة زي المنفلوطــي في النظرات والعبرات

و المنفلوطي هو القائل عن عدم تماثله مع شجرة اللبلاب:- " هذا ما لا يكون!"

يا بيان فو
أرضنا للنور والأزهار تهفو


-----------------------

الصحيح بحسب نطق تاج السر فى الفيديو المرفق هو " يا ديانفو " بالحرف الانجليزى V وهكذا كان قد نطقها ايضا الراحل سيف الدين الدسوقى فى الفيديو ادناه فى الدقيقه 11:14
https://www.youtube.com/watch؟v=26w5kSqAopghttps://www.youtube.com/watch؟v=26w5kSqAopg

كان أخي رحمه الله عندما نتحدث عن أمر أو شخص من أمور وأشخاص ذلك الزمان ونقارن بينه وبين زماننا الحالي كان يقول " الوكت داك كانت الدنيا جديدة " أولئك الناس الأمي والمتعلم منهم كانوا مثل أبطال الملاحم ، أما زماننا هذا زمن البغاث فالدنيا شاخت وكل شيء يكون آخره كدراً

كان أخي رحمه الله عندما نتحدث عن أمر أو شخص من أمور وأشخاص ذلك الزمان ونقارن بينه وبين زماننا الحالي كان يقول " الوكت داك كانت الدنيا جديدة " أولئك الناس الأمي والمتعلم منهم كانوا مثل أبطال الملاحم ، أما زماننا هذا زمن البغاث فالدنيا شاخت وكل شيء يكون آخره كدراً

كان أخي رحمه الله عندما نتحدث عن أمر أو شخص من أمور وأشخاص ذلك الزمان ونقارن بينه وبين زماننا الحالي كان يقول " الوكت داك كانت الدنيا جديدة " أولئك الناس الأمي والمتعلم منهم كانوا مثل أبطال الملاحم ، أما زماننا هذا زمن البغاث فالدنيا شاخت وكل شيء يكون آخره كدراً

كان أخي رحمه الله عندما نتحدث عن أمر أو شخص من أمور وأشخاص ذلك الزمان ونقارن بينه وبين زماننا الحالي كان يقول " الوكت داك كانت الدنيا جديدة " أولئك الناس الأمي والمتعلم منهم كانوا مثل أبطال الملاحم ، أما زماننا هذا زمن البغاث فالدنيا شاخت وكل شيء يكون آخره كدراً

رحمه الله. كانت جديدة بفعل فاعل. كانت بالفعل قديمة (ختمية وأنصار وما بينهما) تعود إلى عصور سبقت في التاريخ ولكن كان مثل تاج السر يحفر بظلف وناب المماشي للجدة.