إدمان الخداع ..!! بقلم الطاهر ساتي

03:22 PM April, 13 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: (ممتاز)، للمرة الثانية يرفض نواب البرلمان - بالأغلبية - خطاب وزارة المالية و خُطب الوزيرين وتناوبهما في (تبرير الفشل)، فيشفلوا حتى في التبرير .. قبل أسابيع، إستدعوا وزير المالية الفريق محمد عثمان الركابي إلى البرلمان بمسألة مستعجلة دفع بها النائب أحمد عيسى، وسألوه عن مشروع مياه بورتسودان، ثم رفضوا (الإجابة)، بعد أن وصفوها بانها (غير مقنعة) و (غير منطقية).. ويوم الثلاثاء الفائت أيضاُ، أجمع نواب البرلمان على إسقاط بيان وزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار، وأحالوه إلى اللجان المتخصصة، ولقد أجاد النائب البرلماني عبد الله مسار وصف هذا البيان حين قال لصحف الأمس ( دا كلام فارغ)..!!

:: ومع بيان وزير الدولة بالمالية، أسقطوا أيضاً خطاب محافظ البنك المركزي ..وهو يخاطب النواب، كنت أقرأ ما كتبه الأخ الدكتور مزمل أبو القاسم بزاويته الرشيقة باليوم التالي : (سياسة نفض البنك المركزي ينبغي أن تستمر، ونحن نستغرب بقاء المحافظ حازم عبد القادر في موقعه، برغم أكوام الفشل التي تراكمت في عهده، وأطنان الفوضى التي تشعبت وتمددت لتصيب الاقتصاد في مقتل، وتقود العملة الوطنية إلى الحضيض، لم نرَ لحازم حزماً ولا عزماً في مواجهة الفساد الذي تمدد داخل البنوك، ولم نشهد له أي اجتهاد لإصلاح حال بنك السودان.. إعادة ترتيب أوراق البنك المركزي يجب أن تستمر بإلحاق المحافظ الفاشل بنائبه ومساعديه) ..!!

:: نعم، إصلاح القطاع الاقتصادي كان يجب أن يبدأ باعفاء الطاقم الفاشل بوزارة المالية وبنك السودان، وليس بنواب المحافظ والمساعدين وغيرهم من (الافندية الصغار) و أكباش الفداء .. حازم هو المسؤول عن سياسات بنك السودان الفاشلة، وليس من أعفاهم حازم .. ومن المضحك أن ينفى حازم تحديد بنك السودان سقفاُ لسحب ارصدة العملاء من البنوك، إذ قال لنواب البرلمان بلا حياء : (البنوك حددت للعملاء سقف معين للسحب من ودائعهم دون توجيه من المركزي، وذلك بسبب هجوم العملاء استنادا على شائعات في وسائط التواصل الاجتماعي تتحدث عن اتجاه البنك لتحديد سقف للسحوبات)..!!

:: تأملوا ما بين القوسين من (تجُمُل)، ولقد أحسن نواب البرلمان حين (أسقطوه) .. قد يفشل المسؤول، وقد يعجز عن فعل شئ ما، وقد يخطئ في التقدير، وكل هذا لا ينتقص من قدره في حال أن يعترف ويعتذر ويغادر الموقع العام أو يعترف ويعتذر ثم يجتهد ويُصوًب الخطأ.. ولكن يجب على المسؤول ألا يكذب على الناس إطلاقاً، ومهما كانت الأسباب والمواقف..وناهيك عن مصائر الناس والبلاد ، بل يجب ألا يكون المرء مسؤولاً - حتى على آل بيته - في حال إدمانه للكذب و الخداع.. ومع ذلك، فمن الأقدار أن بعض الذين يديريون الحياة العامة في بلادنا يتنفسون الكذب.. !!

:: فلنُجمًد عقولنا ونصدق أن بنك السودان لم يوجه المصارف بتحديد سقف لسحب أرصدة العملاء .. حسناُ لقد صدق حازم، وكذبت عقولنا، ولكن يبقى السؤال : أين مسؤولية محافظ بنك السودان حين ترفض المصارف للعملاء السحب من أموالهم ؟، وما دور البنك المركزي في حال تحديد البنوك سقف السحب للعملاء ؟، وهل للمصارف سلطة نهب أموال المودعين بهذا الرفض غير القانوني؟.. نعم، فان رفض المصارف للعملاء السحب من ( حُر مالهم) بمثابة نهب لأموال العملاء بالباطل، ولكن يبدو أن حازم عبد القادر يجهل حتى هذه الأبجديات ..!!


fb