زوج أختي..!! بقلم عبدالباقي الظافر

زوج أختي..!! بقلم عبدالباقي الظافر


03-31-2018, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1522509048&rn=0


Post: #1
Title: زوج أختي..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-31-2018, 04:10 PM

04:10 PM March, 31 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حينما لمحت أخي يذبح خروفاً تألمت بشدة.. إنه اليوم الأربعون لوفاة شقيقتي إثر حادث حركة.. تجمُّع النسوة من أقارب ومعارف وأصدقاء في بيت الأسرة الكبير في الحلة الجديدة.. كان الأمر بالنسبة لي مختلفاً.. كيف يفرح الناس ويقبلون على أكل الطعام في هذا الوقت.. شعرت لحظتها أن أختي عزيزة ماتت للتو.. حينما عبر ابنها الأصغر عمرو ذو الخمس سنوات أمام بصري لم أتمالك نفسي من شدة البكاء وقعت مغشياً عليَّ .. أخذني محمد عبد الجليل زوج اختي وأخي مبارك للمشفى.. هنالك مكثتُ نحو ساعتين وبعدها اقترح محمد المكلوم نقلي إلى منطقة محايدة.. قال لمبارك أخي "ستموت سلمى إن عدنا إلى البيت."

كان كل شيء يذكرني بأختي عزيزة.. حينما خرجنا من المشفى ذهب مبارك لخدمة الضيوف.. كان علي أن أركب مع ابن عمي وزوج أختي في عربته الفارهة.. ترددتُ كثيراً قبل أن أجلس في المقعد الأمامي .. هنا دائماً كانت تجلس عزيزة.. كنت دائماً وسط أولادها في المقعد الخلفي.. أحياناً كثيرة كنتُ أشعر أن أبناء عزيزة هم إخوتي.. نلعب سوياً ونخرج معاً.. الفرق في العمر ما بيني وسمر كبرى بنات أختي تسع سنوات فقط.. علاقتي بابن عمي أمتن من علاقتي بأشقائي .. كنت لا أتردد أن أطلب منه مصاريف للجامعة.. بل كثيراً ما أناقش محمد في مواضيع خاصة جداً.. أرتدي ملابس البيت مثل أي فرد في العائلة.. أخبرته ذات يوم أن طلال دفعتي فاتحني في أمر الزواج.. كانت نصيحته ألا أفكر في هذا الموضوع إلا بعد التخرج .. الآن لا يفصلني عن التخرج إلا إكمال البحث النهائي .. في هذه اللحظة سألت نفسي هل يا ترى طلال مكث في المأتم طويلاً أم انصرف بعد تقديم العزاء.

خلال الرحلة التي استمرت نحو خمس عشرة دقيقة إلى منزل شقيقة محمد بأركويت، لاحظت أن زوج أختي بات صابراً.. كأنما تحمل الصدمة وبات يفكر في الحياة بشكل واقعي.. حينما سألني إن كان بالإمكان أن أقيم مع أولاد أختي بعض الوقت.. لم أتردد أبداً في الموافقة.. شعرت به ارتاح قليلاً.. نظر إلى محمد بشكل غريب وقال لي "كنت خائف يا سلمى تفهميني خطأ".. توقفت كثيراً في تعبيره.

في المساء جاءت أمي وأخي مبارك وبعدهما بقليل وصل والدي.. تحلقوا حولي بشكل مريب.. لمحت دموعاً في عيني أمي.. فيما كان مظهر أبي حزيناً وصارماً.. ترك مبارك مقعده البعيد ثم جاء إلى حيث أجلس.. بعد مقدمات غير مرتبة أخبرني أن محمد عبد الجليل طلبني زوجة على سنة الله ورسوله.. في البداية لم أستوعب الكلمات التي بدت غريبة.. واصلت أمي المهمة وقالت إنهم بعد نقاش وافقوا على طلبه لأنهم لا يريدون سيدة غريبة بين أولاد المرحومة .

حينما جمعت الوقائع بكيت بشدة.. قفزت إلى عنق أبي أوضحت له أن الأمر غير ممكن.. وسط الدموع قلت لهم أنا احب أختي المرحومة جيداً وأحب عمرو وسمر وأحمد ولكن لا أستطيع أن أكون أماً بديلة.. توسلت لمبارك وقلت له " محمد دا زيك بالضبط".. حسم أبي النقاش حينما وقف ثم أخبرني"الموضوع دا انتهى يا بت والعقد بعد صلاة المغرب ".. خرج أبي وأخي وظلت أمي بجواري محملة بمشاعر الحزن والأسى.

نظرت الى مروحة السقف.. فكرت في أن أنهي حياتي بربط ثوبي بهذه المروحة.. طلبت من أمي أن تخرج لأنني أريد أن افكر لوحدي .. استجابت أمي على مضض.. التفكير تحوّل إلى تخطيط.. حينما يهم المأذون بعقد القران سأضع عقدة الثوب على عنقي وأجعل المروحة تدور بسرعة.. في هذه اللحظة رن هاتفي بشكل مفاجئ.. لمحت اسم طلال وصورته على شاشة الهاتف.. شعرت أنني لستُ وحدي وأن بإمكاني أن أقاوم.

assayha