الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن


03-24-2018, 01:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521851507&rn=0


Post: #1
Title: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 03-24-2018, 01:31 AM

01:31 AM March, 23 2018

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
مكتبتى
رابط مختصر



تلعب الثقافة دورا كبيرا في نهضة الشعوب، أو بقائها في قاع مجتمع الأمم، و المجتمعات التي صعدت علي سلم الحضارة، عندما همت بالصعود بدأت البحث في كيفية تغيير ثقافة مجتمعاتها لكي تتماشي مع عملية التغيير، و التغيير ليس فقط في الرموز و الإشارات الثقافية، و يشمل حتى مراجعات في المعتقدات التي يمكن أن تشكل إعاقة لعملية النهضة في البلاد، و تفكيك أو محاصرة المؤسسات التي تشكل حماية لهذه المعتقدات، و هي دائما معتقدات يصيغها بشر لخدمة مصالحهم الذاتية. و واحدة من إشكاليات النهضة و التطور السياسي عدم الوعي وسط القطاعات الجماهيرية بدورهم في هذه العملية، و هذا يرجع للخضوع الكامل للثقافة التقليدية في المجتمع القائمة علي العلاقات الأبوية، و بمعنى أكثر وضوحا، علاقة الحوار بالشيخ. و هي ثقافة ترسخت في الحقل السياسي عن طريقين. الأول دخول الطائفية للسياسة بكل آدواتها و ثقافتها، و أتباعها من الطرق الصوفية، و هي الثقافة التي شكلت إعاقة حقيقية لنمو الثقافة الديمقراطية، و في ذات الوقت قد قلصت مساحة الحرية، فالحوار لا يستطيع أن يجادل الشيخ، إنما هي علاقة مبنية علي الخضوع الكامل. و الطريق الثاني دخول المؤسسة العسكرية للحقل السياسي, و أيضا جاءت بالثقافة السائدة في المؤسسة، حيث لا قول بعد قول القائد، فالحوار متاح بشكل ضئيل بعد تنفيذ قرار القائد، و ربما لا يكون متاحا، و هذا تم نقله للساحة السياسية بحكم سيطرة العسكرية علي الدولة أكثر من نصف قرن، فأصبحت الساحة السياسية مجابدة بين ثقافتين، لديهما إشكالية مع الحرية و الديمقراطية، و ظلت الثانية متحكمة في السلطة، و هي التي صنعت النظم الشمولية في البلاد. و ظلت الأولي تتحكم في الثقافة السائدة في المجتمع، و المؤسسات الحزبية، و الغريب حتى الأحزاب يسارية أو يمينية و التي جاءت للساحة السياسية و هي تحمل رايات الرفض لهذه الثقافة، و حاولت أن تجند أكبر نسبة من عضويتها من القوي الحديثة المتعلمة، تاثرت تأثير كبيرا بهذه الثقافة، و ظل رئيس الحزب يتعامل بذات ثقافة الحوار و الشيخ، لا تغيير و لا تعديل، بل يظل قائدا و زعيما حتى الموت كما هو في الطائفية. إذاً الثقافة السائدة في المجتمع تشكل عائقا كبيرا للحرية و الديمقراطية، و لا يمكن أن ينتج من هذه البيئة مجتمع ديمقراطيا إذا لم يحدث في ثقافته تغييرا جوهريا.
و التربية أيضا تشكل عاملا مؤثرا في النشء، عندما يحاول الوالد أن يفرض سلطة قائمة علي التلقين و الرضوخ علي الأبناء، من خلال تعليمهم أن لا يجادلوا الأكبر سنا منهم، باعتبار إن ( الأكبر سنا أعلم منك و أفهم) و أن لا يزعج هؤلاء بالأسئلة، و أن لا ينظر للشخص المتحدث إذا كان أكبر سنا أو استاذا في وجهه، بل عليه أن يطأطأ الرأس أدني، مع النظر في الأرض، كلها تعاليم لثقافة الخضوع و تقليل من شأن الشخص، و هي تصبح جزء من شخصية الطفل، و يظل يتعامل مع هذه الثقافة التي تجعله يمارس الخضوع في الشارع و في المؤسسة الحزبية و التعليمية، مما ينعكس سلبا عندما يصبح هؤلاء قادة في البلاد، حيث لا يجادلون الزعيم و القائد، و لا يريدون الأصغر منهم وظيفتا مجادلتهم، و هي ثقافة تنسحب علي الساحة السياسية، إذاً من أين يمكن أن يأتي بالثقافة الديمقراطية، و ما سائد في المجتمع هي ثقافة الخضوع؟
كان علي القوي السياسية في إعادة قراءتها للواقع و التجارب السياسية السابقة، إن تبحث عن العوامل التي أدت للأزمات المتواصلة في البلاد، و لكن القوي السياسية لا تهتم بالدراسات النقدية، و خاصة دراسة التجارب السابقة، باعتبار إن القيادات المتحكمة في أغلبية المؤسسات الحزبية تمثل ركنا أساسيا في التجارب السابقة، أو كان البعض يمارس الخضوع الكامل في مؤسسات في المجتمع، ثم جاءت للساحة السياسية مشبعة بثقافة الخضوع، الأمر الذي جعل القواعد الأساسية التي من المفترض يقوم عليها صرح الديمقراطية، هي قواعد غير ملائمة لذلك، و لا يمكن أن تشييد صرح الديمقراطية علي قواعد الخضوع. و كان علي القوي السياسية أن تكتشف ذلك بنفسها من خلال الدراسات التي من المفترض أن تكون مستمرة دون توقف علي ظواهر المجتمع و الثقافة السائدة فيه، لكن القوي السياسية لم تجعل الدراسات النقدية في أجندتها السياسية، لذلك لا تجد حزبا واحدا لديه مركزا للدراسات و الأبحاث، يفهم من خلاله العوائق و المسببات التي تعيق عملية التطور السياسي في البلاد، و تشكل حجر عثرة لعملية النهضة في البلاد، و أيضا تتعرف علي التحولات التي تحدث داخل المجتمع، إذا كانت في الاتجاه الذي يقود للديمقراطية، أم يشكل سندا لثقافة الخضوع.
لابد للنشء في السودان أن يتحرر من ثقافة الخضوع، التي تمارس عليهم و تجبرهم علي الخضوع و عدم ممارسة حريتهم في قول آرائهم، من داخل البيت ثم المدرسة و الشارع و غيرها من المؤسسات، و تجد ثقافة الخضوع منتشرة بقوة في العلاقات المرتبطة بالتربية الدينية، و هي ثقافة فرضتها قوي اجتماعية مستفيدة من ثقافة الخضوع. هذا النشء في ظل الثقافة السائد لا يستطيع إن يصبح القوي التي تحمل لواء التغيير، إلا إذا استطاع النشء أن يتخلص من الثقافة السائدة، و هذا الذي يشير إليه القرآن " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم" فالنشء يصبح علي استعداد إذا استطاعوا أن يغيير في ثقافة الخضوع السائدة في المجتمع، و هي ثقافة تتناقض مع الحرية الشخصية. و معروف أصبح هناك مجموعات تترزق من الثقافة السائدة، التي تجعل الناس في حالة من الصمم و العمي، و خاصة عمى الأبصار. و كان علي القوي السياسية أن تنظر في الثقافة السائدة في المجتمع و تتعرف علي السالب فيها الذي ليس فقط يعيق عملية تحرر الفرد و تجعله قادرا علي ممارسة حقوقه، بل هي أيضا تحجب كثير من طاقات الأفراد الذين يمتلكون المواهب و القدارت الأبداعية، و التي تحتاج إلي مساحات واسعة من الحرية. إنتاج ثقافة بديلة لا تؤسس فقط بالرفض، إنما إجتهادات فكرية الهدف منها هو إثارة أسئلة جديدة تغير نمط التفكير السائد، و تغير كل الآدوات التي ثبت فشلها.
إن القوي السياسية تراهن علي الجماهير في عملية التغيير في المجتمع، و لكنها لا تريد أن تقوم بدورها في عملية الاستنارة، و توعية الجماهير بحقوقها، و تطالبها بالتحرر من إرث ثقافة الخضوع التي فرضت من قوي اجتماعية لكي تحقق مصالحها الذاتية. الغريب في الأمر؛ إن هناك تراجعات كثيرة في العمل السياسي، حيث تخلت النخب السياسية عن الجدل الفكري الذي كان دائرا علي منابر عديدة، إذا كانت في المؤسسات التعليمية أو في المؤسسات الحزبية، و هذا التراجع هو الذي أضعف الخطاب السياسي. و ربما هو الذي أدي لإنحصار الهدف نحو الذات، و البحث في كيفية تحقيق المصالح الخاصة، الذي كان نتاجا لثقافة النظم الشمولية، كان وراء الخطاب السياسي المتواضع الخالي من الاجتهاد الفكري، مما جعل الثقافة الشمولية هي التي تسيطر في المجتمع.
كان هناك تمردا أجتماعيا قد ظهر في منتصف عقد الستينات، و استمر حتى أوائل الثمانينيات من القرن السابق، من خلال القوي الحديثة، بدأت وسط الطلاب و الأساتذة في الجامعات، و بدأت تتمدد في المجتمع، و خلقت صراعا فكريا داخل المؤسسات التعليمية و الحزبية، و أخذ ينتشر خارج هذه المؤسسات، أدي إلي إنشأ العديد من المنظمات الشبابية و الأدبية و الفنية التي ملأت الساحة في ذالك الوقت بإنتاج غزير من الأبداع، إن كان في القصص أو في الشعر و الفنون التشكيلية و فن الغناء و المسرح. و منها خرجت أفكار السودانوية و الغابة و الصحراء و أبادماك و جمعية الأدب الأفريقي و ترجماته، و تأسست إذاعة صوت الأمة في الإذاعة السودانية لكي تعبر عن الثقافة الجديدة التي بدأت تبرز مع دور النخب التي مزجت بين الثقافة و الفكر، فكانت مجلة الثقافة السودانية و مجلة الأذاعة و التلفزيون و كان للمسرح مواسمه المشهودة، و تنوعت فرق المسرح الفاضل سعيد و تور الجر و أبوقبورة، ثم فرقة الأصدقاء، كانت الفترة تعبر حقيقة عن وهج للطبقة الوسطى، كل ذلك بدأ يأفل في آواخر السبعينات. في مرحلة التسعينات بدأ يتراجع دور الطبقة الوسطى من خلال بدأية مشروع التخطيط الاجتماعي. و غاب الدور الفكري تماما و بدأ عهد التجيش و الشعارات فارغة المضمون، التي لا ترتبط بالواقع. و لكن ظلت ثقافة الخضوع مستمرة، و تكاملت عناصرها في عهد الإنقاذ. حيث في الإنقاذ تم التحالف بين المؤسستين اللتين جاءت بثقافة الخضوع " الشيخ و الحوار" وعادت بكل إنتاج عقد الستينات للوراء. و هي ظاهرة تحتاج لدراسة متعمقة، و دراسات النور حمد و عبد العزيز حسين الصاوي و حيدر إبراهيم و التجاني عبد القادر و محمد المجذوب محمد صالح و أحمد أبراهيم أبو شوك و غيرها تعد بداية لنبش هذا الواقع الاجتماعي. نسأل الله حسن البصيرة.
نشر في جريدة إيلاف الخرطوم

Post: #2
Title: Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم
Author: شطة خضراء
Date: 03-24-2018, 04:06 AM
Parent: #1

كلمة السر هنا هي ( الهوية )،،، و إذا عرف السبب بطل العجب،،،
فأن جل الأنظمة التي حكمت السودان منذ الإستقلال إلى اليوم هي انظمة قادمة من وسط إجتماعي يتبنى العروبة و الإسلام في المقام الأول و هو ما أورث تلك المجتمعات مجموعة من المتلازمات المعتلة في تركيبتها البنيوية الإجتماعية،،، أولها أن تبني العروبة جعل تلك المجتمعات تعيش اوهاما غلاظ و تنوء بحمل أثقل من وطأة الجبال عنوانه النقاء العرقي و إدعاء الطهر و المثالية و أصبح لزاما عليها التصرف على الدوام وفق ذلك، تماما مثل شخص مزيف ينتحل شخصية ظابط شرطة أو طبيب أو ثري، فلا خيار أمامه إلا الإستمرار في التمثيلية البائسة و أي شيء بخلاف ذلك يعني إنكشاف زيفه و بالتالي الفضيحة و الحرج!،،، فصار من الراسخ في عقلية ذلك المجتمع الظن بالأفضلية العرقية و إدعاء الصلاح الديني و الأخلاقي و غالبا ما يكون الأمر مجرد مظاهر ليس إلا و نفاق و تمثيلية ثقيلة متكلفة،،، و ذلك لأنهم و لسبب ما يعتقدون بأن العربي يجب أن يكون شريفا و غنيا و عفيفا و ود او بنت ( عز )!!، و أن يكون مثاليا و مطيعا للمجتمع الديني و الأبوي المتزمت و الإنطباعي التنميطي، رغم أن العرب الحقيقيين كانوا أهل هلث و نصب و خمر و ميسرة و طغيان و فجور!!، لذلك فهم يرصدون كل صغيرة و كبيرة من سلوك يصدر من أفراد مجتمعهم حريصين على إبقائه ضمن ذلك الإيطار القياسي المتوهم لود العرب و بنت العرب، و همهم الأكبر يتمثل في ضرورة الظهور على الهيئة الملائكية الإستعلائية المثالية أمام المجتمعات الأخري المساكنة لهم و التي يعتبرونها مجرد مجتمعات أفارقة و خدم يجب الظهور أمامهم بمظهر الطهر و النقاء و التفوق دوما و الأفضلية!،،، هذا الإحساس الجمعي الخادع بالضرورة قاد تلك المجتمعات المتبنية للعروبة إلى شيء أشبه بالتماسك و هو تماسك ظاهري زائف ناتج عن إنكار الذات و خلق عدو و منافس متوهم ليس إلا،،، كما خلق ذلك فيهم إحساس بالتطور و التقدم الإجتماعي و الإقتصادي و لكنه تطور لا يتعدى عن كونه مجرد تطور مادي طفيف لم يشمل سوى شرائح معينة في المجتمع بينما يحمل في طياته بؤس حقيقي متخفي و آخذ في الإطلال بوجهه القبيح أكثر فأكثر، لذلك فإن مجتمع كهذا يستحيل له أن يخرج من قوقعته أو يصيب قدرا من التطور مثل سائر الأمم لأنه مجتمع محجم و محكوم بأطر معينة لا يتخطاها و هذه بيئة مثالية لكبت الحريات و وأد الفن و الإبداع و محاربة الإبتكار و التفكير الحر و الإنساني المفضي إلى الرقي و التقدم،،، ففتاة الفيديو و الشباب الذين كانوا معها هم شباب رائعون و هم كذلك متصالحون مع أنفسهم، لذلك فأن أشخاص كالمدعو الطيب مصطفى و سحاق فضل الله و آخرون كثر في ذلك المجتمع التنميطي المتزمت الذي يتحكم به جيل الثلاثينيات و الأربعينيات يرغون و يزبدون و يملأون الدنيا صراخا للإقتصاص من اولئك الشبان الذين يمثلون تشويها و خرقا يعكر صفو اوهامهم حول مجتمع المثالية و الطهر و النقاء العرقي و الأخلاقي لمجرد رقصهم و تعبيرهم عن مشاعرهم!!،،، إن مثل هذه العقول العاجزة و الحائرة ترتكب دوما خطأها المعهود و هو محاولة فرض رؤى حقبة الثلاثينيات و الأربعينيات على شباب من جيل الثمانينيات و التسعينيات و الألفية الثالثة تحت غطاء من الأوهام و الأكاذيب ثقيلة الوطأة و المتكلفة!،،، أن هؤلا المتزمتين الذين إنتهى عمرهم الإفتراضي و لازالوا يصرون على تصدر المشهد الإجتماعي و إحكام القبضة على مسرح الأحداث و هم قاب قوسين أو أدنى من مواجهة الموت، يعجزون عن إستيعاب أن أجيال الثمانينيات و التسعينيات و ما دون ذلك هم أجيال جديدة تماما و مختلفة و تريد أن تحيا في مناخ سوي و طبيعي و خال من الأثقال و الأوزار و الإدعاء و التكلف، فمتى يخلي هؤلا الجراثيم المريضة لهم الساحة؟!!،،،

إن إنسان الهامش بطبعه و لأسباب و عوامل عدة يميل إلى التلقائية و عدم التكلف و التنميط، و هو بطبعه متصالح مع نفسه و يعي و يفهم الديمقراطية بالفطرة و يحب الحرية و لهما في نفسه مكانة علية، بالرغم من أن مجتمعات و أنظمة الحكم ذات العقل الرعوي و المتكلفة لم تترك لأنسان الهامش مجالا إلا و حاربته فيه و أصرت على إفقاره و محاولة محو ثقافاته و قيمه الإنسانية الفطرية و زرع مكانها عقدا ليلحق بعقدها الرعوية الذاتية التي لا حصر لها ليعتلي في الأخير مثلها خاذوقا مضببا لا فكاك منه!!.

Post: #3
Title: Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم
Author: الفتاح
Date: 03-24-2018, 08:01 AM
Parent: #2

شكرآ يا شطة خضراء. جزك الله الخير، لأن قولت الحقيقة كما هي. إنت كشفت المشكلة الأساسى. ياهو ياهو ياهو المشكلة ذاتو. زي ما يقولوا السودانيين. تستحق الصفقة و التمجيد . خليك كدى دائمآ عشان نثبتوك على الطريق الصحيح. بعيد من العنصرية و الشتم.

Post: #4
Title: Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم
Author: شطة خضراء
Date: 03-24-2018, 11:57 AM
Parent: #1

أنا لست بعنصري أخي الفتاح و لا أشتم أحدا حبا في الشتم و الإساءة، و لكني لا أسكت على من يبادرني بالشتم و الإساءة هذا كل ما في الأمر أخي.

Post: #5
Title: Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم
Author: العبرة بالنهايات
Date: 03-24-2018, 02:15 PM
Parent: #4

التغيير المرتقب مهما يجتهد المجتهدون لن يكون مطابقاً لأحلام الحالمين ، أمثال ( شطة خضراء ) إنما سوف يكون بنفس معدلات الثقل والأحجام والتعداد المتعارف عليه ، وعزة الله لن يركع العمالقة لشروط الأقزام ، ولن يتراجع أحد عن موقفه لمجرد خزعبلات الصغار ،، كيف سوف يحدث ذلك ؟؟ ،، هل سوف يحدث ذلك خوفاً وخضوعا من الأغلبية لشروط الأقلية لمجرد تهديدات اللسان ؟؟؟ ، أم سوف يحدث ذلك نتيجة هزيمةً الأقوياء أمام الضعفاء في ساحات الحروب والقتال ؟؟ ,, أم سوف يحدث ذلك استجابةً لثرثرة الثرثارين كالببغاء ؟؟ ،، تلك الثرثرة التي دامت لعشرات السنين في الفارغة من أمثال ( شطة خضراء ) ؟؟؟ ،، ما هي العوامل المؤثرة التي سوف تجعل الثقل النوعي الغالب في تركيبة المجتمع السوداني أن يتراجع أمام رغبات وأحلام الصغار الذين يتوهمون الثقل في المجتمع السوداني ؟؟؟ .،، ولو كانت الأمور بالأمنيات لنالوا المراد منذ سنوات وسنوات ،، ولكن هيهات هيهات فالحيثيات والأمور لا تتم استجابةً لأحلام الحالمين .. فكل فئة من فئات المجتمع السوداني تملك الحق في أحلامها الذاتية .. وتعرف ثقلها ووزنها ،÷، ولا تجتهد ليلا ونهاراً لإزالة الآخرين لمجرد أحلام تتحدث بها النفوس ،، كيف ومتى سيحققون تلك الأحلام ؟؟.

ولكن نرجع ونقول : ( حرام والله ،، حتى مجرد الأحلام والثرثرة باللسان تسلبوها من هؤلاء المساكين !! ) .