حلاوة سجارة ؟! بقلم عوض فلسطيني

حلاوة سجارة ؟! بقلم عوض فلسطيني


02-15-2018, 03:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518706664&rn=0


Post: #1
Title: حلاوة سجارة ؟! بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 02-15-2018, 03:57 PM

02:57 PM February, 15 2018

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك
[email protected]


تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المرحلة التربوية التي يمر بها النشء ويقع على عاتق الأسرة معها عبء كبير من أجل التربية والتنشئة القويمة , إذ أن كل ما يتم غرسه وبذره في هذه المرحلة يعتبر هو الاساس الذي يقوم عليه الطفل،, وإن كان المربي يجد صعوبة أحياناً في ترسيخ ذلك الفهم، إلا أن النتائج تكون مجدية ومثمرة وتنسي المربي مرارة التعب والجهد, وتذيقه حلاوة الثمرة, التي غرسها والسبب في تلك الصعوبة التي قد يجدها المربي في التعليم في هذه المرحلة هو أن مدى الاستيعاب لدى المتربي لما يراد منه يكون قليلا, لكنه بالتكرار والإستمرارية تترسخ المفاهيم ، وترسخ رسوج الجبال الشامخات لذأ يُقال: (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) فبالرغم من صعوبة النقش على الحجر، إلا أنه يصمد ويبقى زمنًا طويلا, ولأ محى بعوامل الطبيعة.
في محادثة عابرة لي مع صديق عزيز اطمأنينا على أحوال الأسر والوليدات فكان صاحبي منزعجاً جداً و متحسراً لما وصل إليه الحال، فقلت له ماذا جرى ؟، فقال لي سمعت (بحلاوة سجارة)؟!
حسبته يمزح أول وهلة لكنه استرسل شارحاً لي القصة من الألف للياء فدهشت من الأمر!!؟
وعلمت أنه توجد في البقالات والسوبر ماركت حلاوة ( سجارة)!!؟
فهى كاملة الأركان مجسم بذات شكل ولون السجارة، وبداخله حبيبات حلوى، (يقرمشها) الأطفال و هناك أخرى أيضاً يطلق عليها حلاوة صاعود (تمباك)، وهذه توضع محل السفة، حسب ثقافة الطفل ودرايته بمكان السفة، فتارة على الشفة السفلى تحت اللسة، وتارة اخرى (مشنوقة) على الشفة العليا ويتذوقها الطفل حتى كمال الزوبان، ويمكن جدا أن يدمنها حال استمره في تعاطيها ، حتى يصل مرحلة السفة الحقيقية والسجارة كذلك!!؟
فمن المسؤول عن تدمير الطفولة بهذه الطريقة (المنظمة)، الممنهجة،!! وكيف سمحت الدولة عبر المواصفات ووزارة التجارة وغيرها من الأجهزة المختصة بالرقابة ، لاصناف كهذه ان تدخل البلاد وتباع نهاراً جهاراً وهى تزرع في أذهان الصغار وتحبب علهم التمباك والسجائر !!؟
بالله عليكم انظروا هذا العبث والضياع والتدمير، مع سبق الاصرار والترصد تاجر يستورد حلاوة سجارة وحلاوة صاعود من الصين، وبالعملة الصعبة، ليرسخ ويحبب لملايين الاطفال في سن أقل من عامين و يبرمج عقولهم على السجارة والسفة!!؟
ماذا ننتظر من جيل يُجبل على حب وإدمان التبغ والسجائر،!!
ما يجي مسؤول ليقول إن الأمر مجرد صدفة، أو حسن نية، هذا تخريب متعمد لا يقل جزءاً عن قتل الطفولة في مهدها، يجب ان تتعقب الدولة ما تبقى من هذه الاصناف وإبادتها فورا، وأن لا تترك باب التجارة مشرعا لكل قبيح، وان تتشدد في العقوبة على المتاجرين في متعلقات الأطفال من ألعاب وحلويات وغيرها، لان تكون ذات معنى ومغزى وتتماشى مع القيم والأخلاق، ما بقى من الأخلاق شئ!!؟.
أشواقنا ان نواكب التطور بكل مراحله وان يلهو فلذات اكبادنا بالطين أو (بالتبخ المشكل)أو بغيرها فقط جنبوهم أشواك العابثين و الطامعين في التكسب بكل الطرق حتى ولو افسدت على أبنائنا الأخلاق والمعتقد.

صحيفة الوان