الذين يُصارعون السراب .. ؟! - بقلم هيثم الفضل

الذين يُصارعون السراب .. ؟! - بقلم هيثم الفضل


02-14-2018, 06:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518585212&rn=0


Post: #1
Title: الذين يُصارعون السراب .. ؟! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-14-2018, 06:13 AM

05:13 AM February, 13 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

وفقاً للمثل الشعبي السائد (الخواف ربى عيالو) يتعامل الكثير من الناس العاديين ، ولا أقول فقط بعض الإعلاميين والصحافيين مع الحقيقة الماثلة التي لا يتناطح فيعها عنزان بحذرٍ شديد للدرجة التي في كثير من الأحيان تنقلبُ فيها الحقيقة رأساً على عقِب ويولد من جوفها الباطل مارداً لا يخدم سوى أهل السلطة والجاه وحُماة الإستبداد الذي إستشرى في كل زاوية من زوايا هذه البلاد المنكوبة ، فالذين يروَّجون الآن لتبرير تولي صلاح قوش لجهاز الأمن والمخابرات الوطني للمرة الثانية من الإعلاميين والمختصين في مجال التحليل السياسي ويربطونه بمحاربة السوق الأسود للعملة الصعبة إنما يساندون نظام المؤتمر الوطني بقصد أو دون قصد في تشتيت نظر الجماهير عن قضيتهم الأساسية والمتعلِّقة بالضرورة المًلِّحة في تغيير نظام الحكم الحالي وشخوصه ليس كرها في الفشل المستشري والفساد السائد والظلم الإجتماعي الذي بلغ أعلى مستويات مداه على مر العهود السابقة فقط ، ولكن وهذا الأهم من أجل ترسيخ الثقافة الديموقراطية بشكلها ومضمونها المُنزَّه عن تشوهات التجارب الماضية ، على الأجيال الجديدة أن لا تنساق وراء الترهات فمعظم إمكانيات أمن النظام السياسي الحاكم في السودان أصبحت توجَّه للدفاع عن بقائه بالإشاعات عبر الميديا ووسائط النشر الإلكتروني ، وذلك من خلال صرف نظر العامة عما يدور في الحقيقية من أحداث ، نعم يمكن أن يكون لجهاز الأمن دور في مجال الأمن الإقتصادي من شأنه أن يُساهم في دفع الخطة المتعلِّقة بمحاربة الأسباب الداخلية التي تؤدي إلى إرتفاع سعر الصرف الأجنبي بما يُهدِّد إقتصاديات البلاد ويُضعف من قوة عملتها المحلية ، لكن هذا الدور في إعتقادي هو دور ثانوي وفرعي بالنسبة للمطلوب الأساسي من إجراءات تخص السيطرة على أسعار الدولار في السوق الموازي وحجم توفَّره وتداولهُ ، كما أن أمر السيطرة على موضوع السوق الموازي لسعر الصرف لا يتوقف على عناصر جهاز الأمن والمخابرات ، فقوات الشرطة والمباحث المتخصصة عبر إدارة وزارة الداخلية يمكنها فعل ذلك بنفس الإمكانيات والمقدرات المطلوبة ، وإذا كان الأمر كذلك أو لا بد أن يكون كذلك ، فليس هناك منطق يتعلَّق بإنجاز السيطرة الأمنية على مجريات سوق العملة بالسودان يدعو إلى تغيير مدير الجهاز وإستبداله بآخر ، الأمر يا سادتي أكبر من موضوع الدولار و لتعلموا أنه دهليز مظلم وعميق ستكشف عنه مقبل الأيام بما يفيد أن مثل هذه التعديلات لا يمكن أن تنبع دفاعاً عن المصلحة الوطنية العامة المتمثلة في الرفع من قيمة العملة المحلية بقدر ما سيكون الأمر وكالعادة متعلِّق بتطويل أمد بقاء نظام المؤتمر الوطني ، أو إعادة ترتيب صفوفه الأمامية بما تمليه سياسة الوقائع الجديدة للصراعات المُستترة في أروقته المتناوشة ، أياً كان فيا أيها الإعلاميين والمُحليين السياسيين إذا تشابهت عليكم البقر وعجزتم عن تحليل ما يحدث من تطورات للأحداث في السودان ، فلا عليكم من حرج ، فهذه الحكومة أو فلنقل إعتباطاً الدولة ليس لديها نمط ولا إستراتيجية ولا منطق متفق عليه يُفسر التوجهات والأحداث والتداعيات ، لذا أفيدونا بصمتكم الحكيم ولا تنساقوا وراء الأبواق المتزلفة وتدفعوا بالغلابة من الفقراء والمعوزين العاجزين عن الحصول على أبسط متطلباتهم وحقوقوهم (لركل كراتهم خارج الشِباك) .. لا تلهوا الناس عن مواجعهم وقضاياهم الأساسية ، فالوقت قد أزف .