انقلاب قوش.. الثاني! بقلم محمد لطيف

انقلاب قوش.. الثاني! بقلم محمد لطيف


02-12-2018, 03:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518444974&rn=0


Post: #1
Title: انقلاب قوش.. الثاني! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 02-12-2018, 03:16 PM

02:16 PM February, 12 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


ربما هي المرة الأولى التي أشعر فيها أن العبارة الشهيرة.. الثورة تراجع ولا تتراجع.. تكون قابلة للتطبيق وصالحة للتعاطي.. كما أنها المرة الأولى
التي يشعر فيها الناس أن انتظارهم للرئيس لم يطل.. ولم يخِبْ.. فإذا كان انقلاب قوش الأول.. أو إن شئت قل المزعوم.. قد تابعه الناس بين مصدق ومكذب.. فإن قرار إعادة الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح.. الشهير بصلاح قوش.. مديرا لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. والذي مثل انقلابا بكل المقاييس.. لا يزال البعض ينظر إليه بين مصدق ومكذب.. يوم أمس كان يوما من أيّام المراجعات الكبرى.. تمت مراجعة قرار صدر في العام 2009 بإعفاء قوش من منصبه مديرا لجهاز الأمن والمخابرات.. في ظروف جد مختلفة بالغة التعقيد.. قرار المراجعة عاد بصلاح لموقعه القديم..!
وبين الانقلابين جرت مياه كثيرة تحت الجسور.. جسور النظام وجسور الفريق.. العنوان الرئيس للقرار الذي عاد بالفريق أول صلاح قوش إلى موقعه هو.. الصدمة.. وتحت هذا العنوان تتمدد جملة من المحاور.. وقائع شورى الحزب.. ومصير مؤتمر الحركة.. بل ومستقبل الحركة نفسها.. وبين هذا وذاك الأزمة الاقتصادية الماثلة.. وليس مبالغة أن سعر الدولار قد تراجع فور صدور قرار عودة الفريق أول صلاح.. أي حتى قبل أن يفعل شيئا.. ومن يظن أن قرار عودة قوش هو مجرد قرار جمهوري لا يتجاوز مهام التكليف فهو مخطئ.. ومن لم يقرأ الرسائل العديدة التي حملها القرار في طياته.. فهو في حاجة لإعادة قراءة القرار..!
ولكن.. ماذا عن العائد..؟ وماذا لديه ليقدمه.. للجهاز.. وللوطن وللمواطن.. ربما يكون طبيعيا أن يغادر أي مسؤول موقعه ثم يعود إليه.. لكن غير الطبيعي أن يكون هذا المسؤول وفي فترة بعده عن منصبه قد مر بأربع من أخطر المحطات في حياته.. وغير الطبيعي كذلك أن كل واحدة من هذه المحطات قد خرج منها الرجل بثروة ضخمة من الدروس والعبر.. ربما كان في حاجة لنصف عمره للحصول على درس واحد من تلك الدروس..!
الفريق أول صلاح فور مغادرته موقعه أسس مستشارية الأمن.. وعلى غير ما تصور الناس في مستشارية للأمن من إجراءات وتعقيدات.. فوجئ المراقبون بساحة للحوار الهادف استقطب ما يقارب المائة من الأحزاب السياسية بينها حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي بفصيليه الأصل والمسجل.. ثم نخبة من الخبراء والعلماء والتكنوقراط.. وما لا يعلمه الكثيرون أن ذلك الحراك قد هز الأرض تحت أقدام الحزب الحاكم نفسه.. ليواجه قوش حربه الثانية مع رهطه لتنتهي بحل المستشارية.. تلك كانت تجربة تعلم منها قوش الانفتاح على الآخرين.. بل والاحتفاء بهم.. وهذا درس مهم للعائد إلى موقعه القديم..!
ثم تسوق الأقدار صلاح قوش إلى السجن.. ولا معنى للحديث هنا عن أن السجن يعلم الصبر وإلى آخر تلك القصة المكرورة.. ولكن في ظن الكثير من المراقبين أن السجن قد أذاق الفريق أول صلاح قوش.. رجل الإنقاذ القوي.. طعم الظلم.. ومن يراهن أن قوش في مهمته الجديدة سيستصحب طعم الظلم ذاك فلن يخسر الرهان..!
أما المحطة الرابعة.. فإن صلاح قوش وبعد إقصائه لم ينتظر مثل آخرين أن تتنزل عليه بركات الحزب بوظيفة أو سفارة أو تكليف.. بل نزل إلى السوق.. بكل ما تحمل معنى الكلمة.. وقد خرج منه بالأمس بعد أن ألم بكل صغيرة وكبيرة فيه.. ومدير جهاز الأمن ليس كالقاضي يحرم عليه الحكم بالعلم القضائي.. بل يكون في حالته هذه مطلوبا.. ولا شك أنه يعلم الكثير.. أما المحطة الأخيرة فتلك العلاقات الخارجية.. القديمة منها والجديدة.. وهي الأخرى مطلوبة بشدة ولا شك..!


alyoumaltali