الطوق المصري.. هل يكتمل؟! بقلم محمد لطيف

الطوق المصري.. هل يكتمل؟! بقلم محمد لطيف


01-11-2018, 01:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1515674672&rn=0


Post: #1
Title: الطوق المصري.. هل يكتمل؟! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 01-11-2018, 01:44 PM

12:44 PM January, 11 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


الرئيس الأرتري أسياس أفورقي هبط في القاهرة أمس الأول ضيفا على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. ولَم يخل نص خبري واحد من إلحاق عبارة أن الزيارة تأتي في ظل توتر علاقات مصر مع إثيوبيا ومع جارتها السودان.. وما بين إثيوبيا ومصر.. قد تفجر الآن وصار معلنا بعد أن ظل مكتوما لعقود من الزمان.. فأفريقيا المعاصرة ظلت تتوزع سيادتها أربع دول.. تتوزع هي الأخرى في أنحائها الأربعة.. مصر شمالا وإثيوبيا شرقا وجنوب أفريقيا جنوبا ونيجيريا غربا.. ولئن ذهبت إثيوبيا بشرف استضافة مقر منظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد الأفريقي.. فالدول الثلاث ظلت تتصدر قائمة المساهمات القطرية في موازنة الاتحاد.. وفيما ظل هاجس السيادة ليس محل جدل بين الجنوب والغرب.. لقلة التقاطعات على الأقل.. ظل الهاجس ماثلا بين الشمال والشرق.. وإن ظل مكبوتا.. حتى جاء سد النهضة فدفع بكل شيء على الطاولة..!
هذه مقدمة أقرب للفذلكة التاريخية غير ذات صلة بما يلي من حديث.. أرتريا ومصر.. ماذا تعنيان للسودان..؟ تعنيان في واقع الأمر كبرى خيباتنا السياسية والدبلوماسية.. بل والاقتصادية.. من يصدق أن مصر قد نجحت في التوغل في العمق الاستراتيجي السوداني.. وانتزعت منه قلبه.. ظل كثير من المراقبين يرددون حد اليقين.. أن أرتريا إنما تمثل الامتداد الطبيعي للسودان شرقا.. وبالتالي فهي العمق الاستراتيجي للسودان.. وليس محض دولة جوار.. كيف فشل السودان في المحافظة على هذا العمق..؟
ذات لحظة كانت أرتريا تُلِّح على السودان أن يبعد المعارضين الأرتريين من أراضيه.. وأن يسكت من لم يبعده.. ورغم أن هؤلاء المعارضين لم يشكلوا تهديدا ذا بال لنظام أفورقي.. غير بعض بيانات كل بضعة أشهر.. إلا أن الخرطوم تحمست للطلب الأرتري.. ونفذته بحذافيره.. إلا أنها وفي غمرة حماسها لإبعاد (الثوار) وربما احتفائها بعودة العلاقات قد نسيت أن تطلب شيئا بسيطا.. وهو الطلب إلى أسمرا أن تعاملها بالمثل.. وأن تبعد المعارضين.. أو تقيد حركتهم.. لم تتذكر الخرطوم.. ولَم تتطوع أسمرا.. تماما كما نسيت الخرطوم.. أن تحسم مصير الكتيبتين التاسعة والعاشرة.. ونسيت أن تسأل عن حدود دولة جنوب السودان الوليدة.. يوم أن وافقت على استقلالها.. واحتفلت معها في التاسع من يوليو 2011.. فظلت قضية ترسيم الحدود شوكة في خاصرة الوطن..!
ليست أرتريا وحدها.. فثمة قصة أخرى أيضا.. فأزمة الحدود مع جنوب السودان تطاولت وتمددت حتى غطت كل المشهد الحاكم للعلاقة بين السودان وجنوب السودان.. وقبل أشهر معدودة زرت جوبا والتقيت مسؤولين كثرا في أعلى المستويات.. وتابعت المشهد السياسي.. وهنا وهناك كان الإجماع أن السودان غائب.. وكما نجحت مصر في اختراق العمق الشرقي.. كانت قد سبقت ذلك باختراق العمق الجنوبي.. وعلى الذين يحتجون الآن على الوجود المصري.. سواء أكان ذلك في الشرق أو في الجنوب.. عليهم أن يراجعوا سياساتهم التي أفرزت فراغا تمدد فيه المصريون.. ولا تنسى الوجود المصري إلى الشمال الغربي.. وما أدراك ما الجنرال حفتر..!

alyoumaltali