خدعوك وقالوا لك تركية !! بقلم زهير السراج

خدعوك وقالوا لك تركية !! بقلم زهير السراج


12-29-2017, 06:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514524053&rn=0


Post: #1
Title: خدعوك وقالوا لك تركية !! بقلم زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 12-29-2017, 06:07 AM

05:07 AM December, 28 2017

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر

مناظير الخميس 28 ديسمبر، 2017

[email protected]




* يتميز اهل (سواكن) بالتنوع السكانى بحكم انها ميناء يمر به كثير من مواطنى مجتمعات أخرى، كما يقول البروفيسور (عبدالرحيم سالم محمود) استاذ العمارة السابق بجامعة الخرطوم وفنان العمارة والكاتب المعروف فى مؤلفه القيم (اسرار سواكن، تراث يفهمه الغريب ويجهله القريب)، الذى نشره مركز عبدالكريم ميرغنى الثقافى قبل اربعة اعوام!!

* يحدثنا الدكتور ان سكان سواكن هم عبارة عن خليط من مجموعة شعوب هاجرت الى سواكن، بداية بقبيلة الأرتيقا من حضر موت والعرب الحداربة قبل أكثر من إثنى عشر قرنا، وانتهاءا بالرشايدة والزبيدية فى القرن التاسع عشر، ويرجح العالم الجليل بروفيسور عبدالله الطيب (رحمه الله)، ان هنالك احتمال كبير ان يكون المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة فى أوائل عصر الاسلام قد إلتقوا بالنجاشى فى سواكن أو على الأقل مروا بها، وهو رأى يتفق مع رأى المؤرخ المعروف محمد صالح ضرار نقلا عن حوار بين (عثمان دقنة والبريطانى مستر جاكسون) بأن أهل سواكن هم حفدة المسلمين الأوائل (المرجع السابق)، وعلى كل حال فإنهم، كما يقول بروفيسور (عبدالرحيم)، خليط من المهاجرين الاجانب والبجة!!

* بروفيسور ( عبدالرحيم سالم) لمن لا يعرفه، هو صاحب مشروع إحياء مدينة سواكن، ولقد ابتعثته منظمة اليونسكو قبل حوالى ثلاثين عاما (ضمن بعثة عالمية) لكتابة تقرير عن سواكن، كما اعد مشروعا مكتوبا بعناية فائقة ومهنية رفيعة لانقاذ ما تبقى من مبانى سواكن، صدر على خلفيته مرسوم جمهورى فى بداية التسعينيات بتكوين لجنة لمتابعة وتنفيذ المشروع إلا انه ذهب أدراج رياح الاهمال!!

* يقول البروفيسور إن العمارة السواكنية ليست عمارة تركية، وإلا لشابهت مآذن مساجدها المآذن التركية الطويلة المدببة، مثل التى نشاهدها فى مسجد محمد على بالقاهرة، ومسجد النور بكافورى، وان الاتراك لم يكن لهم اهتمام بعمارة سواكن، ولا أحوالها التجارية، بل جعلوها مع (مصوع وزيلع) قاعدة عسكرية، كما انها لا تشبه العمارة اليمنية التى تتميز بديكورها الخارجى، بينما تشبه الى حد ما عمارة (جدة)، غير انها عمارة سواكنية أصيلة، وليست مستوردة!!

* ويدحض البروفيسور فكرة أن سواكن تركية قائلا: " أن فكرة سواكن مدينة تركية فكرة روج لها الأجانب لأسباب عدة، منها تأكيد أن الشعوب المتخلفة مثل (الفوزى وزى) ــ وهو اللقب الذى أطلقه الانجليز على البجة ومعناه القبائل الهمجية أو البربرية ــ من المستحيل أن تكون لهم عمارة بهذا المستوى البديع، فمثل هذه العمارة لا بد ان تكون لها صلة بالأمم القريبة من أوروبا المتحضرة، فليكن الأتراك، وذلك منطقى لأنهم حكموا سواكن قرابة الثلاثة قرون. فصدق الأتراك الفرية ولا زالوا يعتقدون أن لهم إرث فى سواكن التى وصلوها وعاشوا فيها حكاما وعسكر، همهم الأكبر جباية الضرائب، مما ألب عليهم السكان الذين ناصروا المهدى رغم بعدهم عنه"

* ويضيف: " صحيح ان هنالك مبانى رسمية بنتها الحكومة، كالمحافظة والجمارك والبريد والبنك المصرى، ولكن ليس لها قيمة تاريخية، كبيوت الأهالى، وتختلف عنها معماريا، ولا تعتبر من المبانى التراثية المهمة. فبالتأكيد أن بيت الصافى وبيت عمر عبيد وبيت صيام، وغيرها من البيوت ذات المعمار المتميز لم تشيدها الحكومة، وبالتالى لم يكن للأتراك أى صلة بعمارتها.

* ويلخص الدكتور حديثه مؤكدا أن السواكنية هم أصحاب عمارة سواكن، ولو كان بناتها الأتراك لاختلفت أسقف مبانيها، كما هو الحال فى أسقف مبانى الجمارك، أو لشاهدنا شيئا من القرميد كما فعل الانجليز بعمارة مبانيهم فى السودان، فالناس يبنون حسب تجاربهم السابقة!!