هل كان البشير ليجرؤ على تهديد جون قرنق يا عرمان ؟! بقلم عثمان محمد حسن

هل كان البشير ليجرؤ على تهديد جون قرنق يا عرمان ؟! بقلم عثمان محمد حسن


12-14-2017, 04:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513265616&rn=0


Post: #1
Title: هل كان البشير ليجرؤ على تهديد جون قرنق يا عرمان ؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 12-14-2017, 04:33 PM

03:33 PM December, 14 2017

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-
مكتبتى
رابط مختصر





· كانت هيبة جون قرنق تملأ المكان و تخرس البشير و الأمريكان..

· أمريكا تريد فصل الجنوب.. و جون قرنق يريد سوداناً جديداً أساسه
العدل و المساواة بين جميع أبنائه.. لم يكن بيدقاً تحركه أمريكا كما
تريد.. تمت تصفيته.. حدث فراغ لم يكن سلفا كير مؤهلاً لملئه و تحقيق
السودان الجديد الذي كانت الجماهير تتطلع إليه..

· و بغياب جون قرنق، التقى هدف الانفصاليين الشماليين بهدف سلفا كير
و هدف الانفصاليين الجنوبيين لانفصال الجنوب و بهدف البشير في الحفاظ على
كرسي السلطة بأي ثمن.. و كانت أمريكا تدفع البشير لقبول مطلب الحركة
الشعبية بإجراء الاستفتاء قبل إجراء الانتخابات في عام 2010..

· قبل البشير على مضض.. لكن الحركة تمادت بترشيحها ياسر عرمان في
مواجهة البشير في الانتخابات ، خاف البشير على كرسيه من السقوط.. هدد و
توعد بالنكوص عن اجراء الاستفتاء إذا لم تسحب الحركة الشعبية ترشيح عرمان
للرئاسة.. فسحبت الحركة عرمان..

· كان الانسحاب انسحاباً تكتيكياً لتحقيق استراتيجية الانفصاليين
الجنوبيين.. و تحققت رغبة أمريكا الملحة في ( بهدلة) السودان كما نراه
الآن..

· و بعد سبعة أعوام من ذلك الانسحاب، غير المشرَّفٍ لتاريخ الحركة
الشعبية، أتى الأستاذ/ ياسر عرمان بعذر أقبح من الذنب في فيديو مبثوث
يشرح سبب انسحاب الحركة الشعبية بكامل قوتها المهولة من انتخابات 2010 ..
انسحاباً أصاب السودان في مقتل..

· مشكور عرمان، على أي حال، أن كشف لنا ما حدث.. و في اعتقادي أن
عرمان لم يكن في الصورة تماماً.. و لا يمكن لأعدى أعدائه أن يقول بذلك عن
قناعة..

· و تم الاستفتاء و تمت الانتخابات.. و تحدث الجميع عن التزوير في
الانتخابات في الشمال.. و لم يتحدثوا عن التزوير الذي غطى كل شبر في جنوب
السودان في الاستفتاء و الانتخابات معاً.. و كان يتم تحت تهديد السلاح في
غالب الأحايين.. و عن ذلك كتبتُ مقالاً تحت عنوان ( غاب جون قرنق...
فلعب سلفا كير و البشير بالسودان!) بتاريخ 13/2/2017، جاء فيه:-

· مهد قانون الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان لانفصال الجنوب
وفق رغبة الانفصاليين في الشمال و الجنوب.. و فات على الوحدويين ما قصده
الانفصاليون من أن تكون إدارة عمليات التسجيل و من ثم عمليات الاقتراع
حصراً على الحركة الشعبية في الشمال و الجنوب.. و قد أنيط بالانفصاليين
إدارة عمليات التسجيل بحيث رفضوا تسجيل الأسماء ذات الدلالات العربية أو
الاسلامية.. خاصة من قبائل غرب بحر الغزال و الفراتيت المسلمين..

· و أعرف أناساً ذهبوا للتسجيل و رُفض تسجيل أسمائهم.. و أعرف امرأة
أصرت على التسجيل و أتت بجميع الأوراق الثبوتية.. و هي تجيد لغة الدينكا
إجادة أمها الدينكاوية للغة.. لكن اسمها لم يُسجل..

· كان الانفصال انفصالاً قسرياً.. و تزويراً مهد له قانون الاستفتاء
في مهزلة تشريعية تستخف بالمنطق.. و كان الاقتراع فضيحة أخلاقية بلا
سواتر.. ففي كل مركز اقتراع بالجنوب صندوقان في مكانين منفصلين، مكتوب
على أحدهما:- ( نعم) للانفصال- و مكتوب في الآخر ( لا9 للانفصال.. و كان
هناك جنود مدججون بالسلاح يحيطون بمراكز الاقتراع في حالة ارهاب
للمقترعين..

· هل كان الجنوب في حاجة إلى الانفصال؟ لقد تم دفعه دفعاً إليه..

· رسم قانون الاستفتاء خارطة طريق ذات اتجاه واحد يفضي إلى
الانفصال.. و لا يعرف الحقيقة من يرى غير ذلك.. و كانت قوة الجذب لدى
الانفصاليين الجنوبيين قوية جداً تعضدها قوة مركزية انفصالية شمالية
طاردة بعيداً عن مجال الوحدة..

· في عام 2009 إتفق المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية على أن يكون
الاستفتاء قانونياً إذا شارك في التصويت ما نسبته 60% من الناخبين
المسجلين.. كما اتفقا على أن تكون النسبة الغالبة لقبول أو رفض الانفصال
من الناحية القانونية هي نسبة 50% + 1...

· عقب الاتفاق ظهر السيد/ ياسر عرمان على شاشة التلفزيون يحيط به
مراسلو الصحف المختلفة و هو يبتسم ابتسامة المنتصر.. فكتبتُ في جريدة
التيار الغراء مقالاً بعنوان:- " أكبر ابتسامة في التاريخ !" إذْ كنت
مندهشاً من ابتسامة ياسر ( العريضة) غاية الاندهاش.. و كنت أتساءل عما
إذا كان ياسر يؤيد الانفصال أم أنه كان مخدوعاً مثل كثيرين!

· و بدأت عمليات الاقتراع في يوم 9 يناير 2011 و اعلنت النتائج غير
الرسمية في يوم 25 يناير 2011 ، و أيدتها مفوضية الاستفتاء رسمياً في
يوم 7 فبراير عام 2011، حيث أعلنت أن نسبة المشاركة كانت 97% من
المقترعين المسجلة أسماؤهم في سجلات الاستفتاء. و أن نسبة المصوتين لصالح
الانفصال كانت 98.83% ( فقط لا غير!!) و هي نسبة ( مألوفة) في الانتخابات
الرئاسية في النظم الشمولية في عالمنا الأفريقي و العربي..

· و علا صخب الانفصاليين الجنوبيين المقيمين في الشمال على صوت
الوحدويين الجنوبيين و سمعنا ( باي.. باي خرطوم!) تتردد من الانفصاليين
في أرجاء العاصمة.. و غضب الشماليون إذ صدقوا أن الجنوبيين يكرهونهم
بنسبة 98.83%..

· 98.83% يا ناس! 98.83 %؟ ( صاحب العقل يميز)!

· و فرح الخال الرئاسي الانفصالي في ( الانتباهة).. و استمر يضرب
على حديد الكراهية و البغضاء و الحديد ساخن.. و ذبح الثور الأسود و كأنه
يذبح الأمة الجنوبية السوداء بأسرها و يرميها خارج الحدود..

· و السؤال القائم منذ الانفصال و إلى الأبد هو:- هل كان الانفصال
سيتم لو كان د. جون قرنق حياً؟..

· أيها السودانيون، إن نسبة من صوتوا للانفصال من الجنوبيين ليست
كما صوروها لكم.. و أؤكد لكم، أن الاستفتاء لو كان جرى بشفافية و نزاهة
لما انفصل جنوب السودان أبداً.. و أسألوا تلاميذ الدورة المدرسية الذين
ذهبوا للمشاركة في فعالياتها.. و أجهضها باقان أموم.. إسألوهم كيف كان
استقبال سكان مدينة واو لهم بالطبول و الزغاريد.. و كيف انتكست الفرحة
بعد إجهاض باقان أموم للدورة المدرسية.. فصارت أماكن إقامات التلميذات
الشماليات و التلاميذ الشماليين أشبه ببيوت عزاء..!

· أنا من مدينة واو و لي أهل كانوا ضمن المستقبلين للتلميذات و
التلاميذ في بيوتهم.. و كثيرون منهم شاركوا في العويل و البكاء بعد اجهاض
الدورة المدرسية..

· مهما كان الأمر، فما زال السودان و دولة جنوب السودان يشتركان في
اسم السودان.. و لا زالا مفتوحين على الوحدة بحكم الرباط التاريخي و
الاجتماعي و الاقتصادي بينهما.. و يمكن العودة إلى وحدتهما بصياغة
مختلفة.. صياغة السودان الجديد الذي يتطلع إليه المخلصون من أبناء
البلدين التوأمين.. رغم أنف الانفصاليين..

· لا بد من وحدة البلدين و إن طال الزمن!

· إن قول ياسر عرمان:- " انا من المؤمنين بوحدة السودان ووحدة
افريقيا و ما زلت مؤمناً بإمكانية تكوين اتحاد سوداني بين دولتين"، أكد
لي أنه لم يكن ملماً بكل ما كان يُحيكه الانفصاليون داخل الحركة الشعبية
من وراء ظهره.. لكنه شارك في مأساة الجنوب و الشمال- مأساة السودان
الجديد، مع الأسف!..