القُدس وصنعاء وعواصم اخرى؟؟ بقلم عوض فلسطيني

القُدس وصنعاء وعواصم اخرى؟؟ بقلم عوض فلسطيني


12-05-2017, 06:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512494341&rn=0


Post: #1
Title: القُدس وصنعاء وعواصم اخرى؟؟ بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 12-05-2017, 06:19 PM

05:19 PM December, 05 2017

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]

ينتظِر العالم العربي والإسلامي، قرارات يصدرها الرئيس الامريكي ترامب بشأن التحوّل التأريخي الكبير في مسار القضية الفلسطينية، لصالح الكيان الصهيوني، حينما اعلن عن عزمُه اعلان القدس عاصمة لإسرائيل في غُضُون الايام القادمة، هذه الخطوة التي توقف عندها الكثير من الرُؤساء الامريكان المتعاقبين من قَبَل، لكن ترامب اراد ان يكون هو الوفي والمُخلِص للكيان الاسرائيلي، ابت نفسه إلا ان يُعطي عطاء من لا يمّلك لمن لا يستحق!!
الفصائل الفلسطينية، على راسِها حركة حماس توعدت بانها ستُقلب الارض عَاليها سَافلها، وتُصبح القدس محرقة للغُزاء، والفصائل الفلسطينية وحدها هي التي ستدفع الثمن غالياً في مجابهتها للعدو الاسرائيلي بكامل عُدته وعتاده، بينما يتسلحون هم بحُبيبات الحصى، وسينتظر العرب جميعهم، ومن وراءهم المسلمين قاطبة، مُسلسلات حمامات الدم، يتابعون بشغف حلقاته اليومية، وسيحسبون كم شهيد سقط مدرّجاً في دمائه كل يوم، وكم جريح، وينظرون برأفة لاي طفل برئ حَملتهُ حماس شهيداً، وكفنتُه بشعارها، وعصمت رأسه بعصابة سوداء او خضراء كُتِبت عليها الشهادة كامِلة،( لا إله إلا الله محمداً رسول الله،) وسيتسابق المسلمون في وصف الشهيد الذي تركت حماس وجهه وعيناه كاشفتان لالقاء النظرة الاخيرة عليه!!
وربما تبارت رِيشة الفنانين والرسّامين وتقاطرت الاحرف والكلمات على الشعراء في تصوير مشهد كمشهد الدُرة، ليُخلدوا للعرب والمسلمين حُروفاً وصوراً، تبقى مدى الدهر ، بينما تموتُ القدس تحت اقدام اليهود الف مرة!!؟
في الوقت الذي يمزق فيه اليهود القدس الشريف، تُمزّق هناك صنعاء، ارض الحضارات القديمة، تتجاذبها اهواء الشيعة والسُنة، تمزقها الفتنة الطائفية التي لا تخلو من ذات الايادي الآثِمة، المتورطة في تهويد القدس الشريف، وهذه ليست من باب (نظرية المؤامرة)!!؟
فما بين هادي منصور وصالح المقتول والحوثي، تكاد ان تتلاشى صنعاء وهي تئن مثقلة بالجراح، تُنادي ذات حكام العرب، اليس فيكم رجلٌ رشيد، ولن يستجيب لها نداء حتى ولو استنصرت بالمعتصم، وآه معتصما، بل ستظل ترويها الدماء،؟!
اما طرابلس وبغداد فتلك قصةٌ اُخرى، اصبحت من الامس القديم ، سيجد الناس او من انجالنا صعوبة بالغة، في التعرف على رفاة هذه المدن، بعد حين!!؟
وستبقى بيروت والرياض تتحسسان (التّيلة) طال ما زانتها فوهات البنادق، وغلى في مخازنها البارود، سيسلط الزمان لها صبيا،ً ربما اطلق الطلقة الاولى، آذناً بالحريق، ويومها سنقول الله عليك يااااابلاد المسلمين!!؟
نتشوق ونتطلع لمدن بلا دخان، يسعى فيها العدل بين الناس، وترفرف بأقصانها حمامات السلام في كل حواضر المسلمين، لكنا نخشى أشواك التفرق والتشظي الذي تتلاشى عنده قيم الحديث النبوي الشريف القائل،(المسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضوً تداعى له ثائر الجسد بالسهر والحمى).

الوان