حكومة تحصيل حاصل .. !! - - بقلم هيثم الفضل

حكومة تحصيل حاصل .. !! - - بقلم هيثم الفضل


11-15-2017, 00:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510703732&rn=0


Post: #1
Title: حكومة تحصيل حاصل .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-15-2017, 00:55 AM

11:55 PM November, 14 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

بالنظر إلى تصريح وزير المالية الأخير الذي مفاده أن أزمة الخبز في السودان لن تُحل حلاً جذرياً إلا برفع الدعم كلياً عن إستيراد القمح ، وما تم إستنباطه قبل قرون مضت عبَّر فيها الفيلسوف الصيني كونفشيوس عن أول نظرية تؤسِّس لفكرة العقد الإجتماعي بين الراعي والرعية أو بين الحكومة والشعب ، ثم تطوَّرت هذه النظرية الفلسفية للعقد الإجتماعي في حقب متعاقبة كان أبرز من تناولها من الفلاسفة أرسطو وأفلاطون صاحب المدينة الفاضلة ، وللحقيقة فإن جُل أمر العقد الإجتماعي من منظوره الفلسفي ينحصر في موضع الحقوق والواجبات المتبادلة بين الحاكم والمحكوم ، أي بين الشعوب وحكوماتها ، وعلى هذا الأساس ظهر إلى الوجود التكوين الإجتماعي المُنظَّم الذي أصبح الآن يُسمى دولة ، ولما كانت حكومة المؤتمر الوطني قد إختطت إسلوباً جديداً يتناقض مع نظرية العقد الإجتماعي في مفهوم الدولة وواجبات الحاكم والمحكوم عبر تنصلها الإستفزازي والمخزي عن واجباتها القانونية تجاه ما يليها من هذا العقد ، وذلك عبر رفع يدها عن أيي منغصات تنهك كاهل منسوبيها من الوزراء والنافذين بالواجبات المُستحقة تجاه هذا الشعب ، بأدوات جديدة ومُستحدثة في فقه الجور والظلم والإستهوان بمصالح الجماعة ، عبر رفع الدعم عن التعليم والصحة والوقود وغاز الطعام وحماية المواطن من غول الغلاء وجشع المُرابين من أصحاب الحظوة والمنتمين إلى واجهات السلطة وأصحاب القرار ، ثم أخيراً جاء دور الخبز ، الذي هو أقل ما يمكن أن تقدمه الدولة لمواطنيها لضمان أن ينهضوا غداً أحياء حتى يجد حكامنا مَن يحكمون !! ، ومن هذا المنطلق يبقى التساؤل مطروحاً وفق أبجديات نظرية العقد الإجتماعي السابق ذكرها ، ومفاده ما الداعي لوجود حكومة في السودان من حيث المبدأ و ي لا تقدم شيئاً غير جباية الضرائب وإصدار التراخيص وتعميق فجوة تكلفة رغيف الخبز وغيره من الضروريات بما تستنزفه مرتبات موظفيها ومخصصاتهم ، فبما أننا على ما يبدو نخطو سريعاً نحو تحويل هذا الوطن إلى عهد الإنسان الأول و(الغابوية) ، أقترح أن تقتصر حكومتنا على وزارتي الدفاع والداخلية لإعتبارات توفير الأمن الداخلي والخارجي أما باقي الوزارات الوهمية من أمثال التجارة والمالية والشئون الإجتماعية والثقافة والإعلام وغيرها ولأنها لا تدعم بل تنتظر دعم الشعب ، فالأفضل أن يتم توفير منصرافاتها الخرافية لصالح المواطن عبر تقليص نوافذ الجبايات والأتاوات التي تثقل كاهله بوجودها ، ما الذي تقدمه حكومة المؤتمر الوطني للشعب السوداني بعد أن بدأت تفكر في تحرير إستيراد القمح في بلادٍ أصبح دولارها لا يلوي على شيئ ولا يأبه لسلطة ولا أحداث ولا قرارات ، هل وجود الحكومة هو مجرد (زخارف وزركشة) وإتجاه مظهري يُكمل شكل الدولة وواجهتها في المجتمع الدولي ؟ ، أم هو إلتزام وواجبات ، وربما كان في إذهان بعضهم هو مجرد إستحقاق بالعُلو وإسترقاق المستضعفين .. يا هؤلاء تفكّروا في قوله تعالى – سورة الأنعام – الآية 43 (فلما نسوا ما ذُكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أُخذناهم بُغتةً فإذا هم مُلبسون).