و جَمْع سلاح الجوْعِ أيضآ ! بقلم أيمن الصادق

و جَمْع سلاح الجوْعِ أيضآ ! بقلم أيمن الصادق


11-14-2017, 09:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510692438&rn=0


Post: #1
Title: و جَمْع سلاح الجوْعِ أيضآ ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 11-14-2017, 09:47 PM

08:47 PM November, 14 2017

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



اعتدنا هذه الفترة على سماع العديد من عبارات التذمر ، وكذلك فَهْم كثير من الإشارات أو الإيماءات التي تحدثنا عن الإمتعاض وعدم رضاء الكثير من العامة ، ويكثر هذا عند صفوف الخبز ( أوقات أزمته ) ، وصعوبة المواصلات وكذلك في أي مكان خدمي عام يصطف فيه الجمهور ليحصل على خدمة ما ، وتجد الناس لا تمل الحديث عن التردي المريع الذي نعايشه ، مرددين عبارات " البلد دي ماشه لي وين ؟ " ، و" دي (غَلَاة) شنو دي ؟ " ، " والبلد بقت فوضى " ، والزيادات دي حدها وين ؟ .. وما يشبه !
ولعل من أهم واجبات الدولة أو السلطة القائمة في أي بلد في العالم هو العمل بطاقة قصوى ، واستغلال كل الإمكانيات المتاحة ، وعمل كل الممكن مع طرق باب المستحيل ليكون المواطن آمنا في كل مناحي الحياة ، وأمنه الغذائي ( المعيشي ) لا ينفصل ، وللأسف وامتدادآ لسياسة ( الخَمْ ) واستغلالآ للعاطفة الدينية عند البسطاء يطفق كثير من المتحدثين في الشان العام ( المنتفعين من الأوضاع القائمه ) الى القول : " نحن في نعمه ، ونحن أفضل من سوريا ، وبعض بلدان أفريقيا و و و ونحن مطمئنين آمنين وما يتبع ، وأن الغلاء ليس بمشكلة كبيرة طالما أن السلع الإسستهلاكية موجودة ! ( بمنطق كعب العدم ) وكفايه إننا آمنين !! .
وينسى هؤلاء القوم أن غلاء المعيشة قد يكون سبب رئيسي لتعرض البعض للسرقات ، وإن استفحل فربما الإعتداء بهدف السرقة ؛ لأنه كما يقال " الجوع كافر " و قد يدفع البعض الى القيام بأي شئ ليسد رمقه وأهل بيته ، وبعض الأحيان عندما تزداد السرقات الليلية أو يكون معدل الجريمه قد ارتفع في فترة ما يُفسر على أنه نتاج لغلاء المعيشة وهذا بالطبع منطقي الي حد بعيد !
ونتابع هذه الفتره إصرار مؤسسة الرئاسه على موضوع جمع السلاح في دارفور ، وتساءلت عن من الذي يهتم لأمر سلاح الجوع ؟ ... ولا أعني المجاعة تحديدآ إنما الغلاء الفاحش الذي يعايشه الشعب ، وأصبح الهَمْ كل الهَمْ في المكابدة واللهث للوفاء بالإلتزامات اليوميه والعائليه ومقابلة المصروفات الدراسية للطلاب/ التلاميذ ، وتأمين مبالغ العلاج وشراء الأدوية ! ... ونعلم أن كل هذا على عاتق المواطن ( رب البيت والمُعِيل ) ومن المؤسف أن نعيش ليكون كل همنا هو ماذا نأكل ، وكيف نتعالج ، وممْ نؤمن المصروفات الدراسيه ! ، ولن نسأل عن عيش رغيد ، ورفاهية وترفيه وسياحه ( داخليه أو خارجيه ) بالرغم من أن هذا ضروري للصحة النفسية ... و ببساطة هذا هو الواقع المأزوم بعينه ، والذي سينتج مجتمع مأزوم كذلك وسنجد بينه المجرم ، وفيه المحتال ، والحرامي والمعتدي ، وكل سيئ في السلوك أو الشخصيات .
اليوم أيضآ دعوني أتساءل سادتي ؛ ما هي التدابير التي تم إتخاذها بعد إعلان رفع الحظر ؟ ، أو ماهي السياسات التي تنوي الدولة اتباعها لتحسين الأوضاع ؟ ... لئلا يكون الأمر مجرد وعود وأحاديث في الإعلام عن الرخاء وتحسن الأوضاع دون خطط وعمل ، وصدقآ كنت أحسن الظن لدرجة أني تخيلت أن الرئاسة ستقوم بعد إعلان رفع الحظر مباشرة بعمل غرفة متابعة وتنسيق من الجهات ذات الصلة ( البنك المركزي ، الماليه ، التجاره ، الإستثمار ، الزراعة ، الأمن الإقتصادي ) لبدء مرحلة جديدة لواقع أفضل ؛ ولكن للأسف لم يُعلن الى الآن عن فريق بهذا المستوى .
بلاد مثل السودان غير مقبول أن يعاني مواطنها ، إنسان عظيم ، وموارد ، ونيل ، وأرض ، وثروة حيوانيه ، وعلى الصعيد الشخصي إن قُدِمَ لي سؤال عن مالذي ينقصنا ؛ لقلت الإرادة .. نعم الإرادة .
أخيرآ ما يهدد المواطن ليس السلاح الناري فقط ؛ بل سلاح الجوع المتمثل في غلاء المعيشة .