Post: #1
Title: هرمنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-14-2017, 02:09 PM
01:09 PM November, 14 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *أول محاضرة فلسفية لنا كانت (علمية).. *كانت عن مجهودات علماء روس لإطالة عمر الإنسان... بإطالة عمر الخلية.. *طيب ما علاقة هذا الكلام بالفلسفة ؟!... لا أدري.. *وعند مواصلتي الدراسات العليا في الفلسفة بحثت عن أستاذ المادة فلم أجده.. *بحثت عنه في كل أرجاء جامعة القاهرة (الأم) دون جدوى.. *فقد تبخر كما تبخرت دروسه من رؤوسنا... بما أنها لا (تخش الرأس).. *وربما يكون قد ذهب إلى روسيا لإطالة عمره.. *تبخرت تفاصيل المادة ومحاضراتها... ولكن بقيت الفكرة الغريبة في ذهني.. *وبقي كذلك التساؤل المحير عن علاقتها بالفلسفة.. *والبارحة قرأت عن شيء (فكرني) بهذه (الفكرة) بعد أن كادت تندثر من الذاكرة.. *شيء أتى من روسيا أيضاً... ولا أعلم سبب اهتمام الروس بالأعمار.. *وتحديداً من جامعة موسكو للعلوم الفيزيائية التقنية.. *فقد قال مدير مركز التحاليل بهذه الجامعة العالِم فيديتشيف أن الهرم ليس حتمياً.. *وأضاف: نحن بصدد توفير عقاقير تبطئ (التأهرم).. *بمعنى أننا يجب ألا نسمع مرة أخرى عبارة (هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية).. *وليت العلماء الروس اهتموا بأعمار الأنظمة بدلاً من البشر.. *وليسوا بالضرورة أن يكونوا علماء تقنيين... وإنما علماء في مجال السياسة.. *وعوضاً عن العقاقير تكون هنالك وصفات علاجية سياسية.. *فشيخوخة البشر ليست مشكلة... ولكن المشكلة في شيخوخة الأنظمة (المعمرة).. *فهي قد تكون أحد العوامل الرئيسية في (التأهرم) الإنساني.. *والتونسي صاحب عبارة (هرمنا) ربما بدا أكبر من عمره الحقيقي جراء (هرم) نظامه.. *وكذلك بقية أنظمة دول الربيع العربي التي شبعت هرماً.. *ولكن قادتها لم يشبعوا من شهوات السلطة والجاه والمال..... ولن.. *وفي مفارقة غريبة؛ هم لا يشيخون أبداً ما داموا في السلطة.. *وفور خلعهم من كراسي هذه السلطة تهجم عليهم الشيخوخة بسرعة خرافية.. *فحسني مبارك (تكعكع) بمجرد أن صار الرئيس المخلوع.. *وبن علي رقد على سرير الاحتضار ما أن استقر في منفاه الإجباري.. *وعلي صالح كاد أن يفوته قطار الحياة نفسها... لا السياسة.. *وهنا ربما يسأل البعض: ولماذا يشيخ نظراؤهم بالعالم الديمقراطي قبل تركهم السلطة؟!.. *حتى الشباب منهم يشخون... كأوباما الذي اشتعل رأسه شيبا.. *والإجابة في غاية البساطة وهي : شدة انشغالهم بقضايا شعوبهم إلى درجة (الهم).. *بينما نظراؤهم (في منطقتنا) لا تتعدى همومهم دائرة أنفسهم... وأهليهم.. *أما شعوبهم فما من عزاء لهم سوى العبارة الخالدة (البلاد تمر بمنعطف تاريخي).. *وهي تعني: تحملوا الجوع والمرض و....... (الكبت).. *أما نحن فتحملنا محاضرات طويلة عن الهرم...في ظل أنظمة هرمِة.. *وهرمنا في انتظار اللحظة التاريخية !!!.
assayha
|
|