هرمنا !! بقلم صلاح الدين عووضة

هرمنا !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-14-2017, 02:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510664958&rn=0


Post: #1
Title: هرمنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-14-2017, 02:09 PM

01:09 PM November, 14 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*أول محاضرة فلسفية لنا كانت (علمية)..
*كانت عن مجهودات علماء روس لإطالة عمر الإنسان... بإطالة عمر الخلية..
*طيب ما علاقة هذا الكلام بالفلسفة ؟!... لا أدري..
*وعند مواصلتي الدراسات العليا في الفلسفة بحثت عن أستاذ المادة فلم أجده..
*بحثت عنه في كل أرجاء جامعة القاهرة (الأم) دون جدوى..
*فقد تبخر كما تبخرت دروسه من رؤوسنا... بما أنها لا (تخش الرأس)..
*وربما يكون قد ذهب إلى روسيا لإطالة عمره..
*تبخرت تفاصيل المادة ومحاضراتها... ولكن بقيت الفكرة الغريبة في ذهني..
*وبقي كذلك التساؤل المحير عن علاقتها بالفلسفة..
*والبارحة قرأت عن شيء (فكرني) بهذه (الفكرة) بعد أن كادت تندثر من الذاكرة..
*شيء أتى من روسيا أيضاً... ولا أعلم سبب اهتمام الروس بالأعمار..
*وتحديداً من جامعة موسكو للعلوم الفيزيائية التقنية..
*فقد قال مدير مركز التحاليل بهذه الجامعة العالِم فيديتشيف أن الهرم ليس حتمياً..
*وأضاف: نحن بصدد توفير عقاقير تبطئ (التأهرم)..
*بمعنى أننا يجب ألا نسمع مرة أخرى عبارة (هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية)..
*وليت العلماء الروس اهتموا بأعمار الأنظمة بدلاً من البشر..
*وليسوا بالضرورة أن يكونوا علماء تقنيين... وإنما علماء في مجال السياسة..
*وعوضاً عن العقاقير تكون هنالك وصفات علاجية سياسية..
*فشيخوخة البشر ليست مشكلة... ولكن المشكلة في شيخوخة الأنظمة (المعمرة)..
*فهي قد تكون أحد العوامل الرئيسية في (التأهرم) الإنساني..
*والتونسي صاحب عبارة (هرمنا) ربما بدا أكبر من عمره الحقيقي جراء (هرم) نظامه..
*وكذلك بقية أنظمة دول الربيع العربي التي شبعت هرماً..
*ولكن قادتها لم يشبعوا من شهوات السلطة والجاه والمال..... ولن..
*وفي مفارقة غريبة؛ هم لا يشيخون أبداً ما داموا في السلطة..
*وفور خلعهم من كراسي هذه السلطة تهجم عليهم الشيخوخة بسرعة خرافية..
*فحسني مبارك (تكعكع) بمجرد أن صار الرئيس المخلوع..
*وبن علي رقد على سرير الاحتضار ما أن استقر في منفاه الإجباري..
*وعلي صالح كاد أن يفوته قطار الحياة نفسها... لا السياسة..
*وهنا ربما يسأل البعض: ولماذا يشيخ نظراؤهم بالعالم الديمقراطي قبل تركهم السلطة؟!..
*حتى الشباب منهم يشخون... كأوباما الذي اشتعل رأسه شيبا..
*والإجابة في غاية البساطة وهي : شدة انشغالهم بقضايا شعوبهم إلى درجة (الهم)..
*بينما نظراؤهم (في منطقتنا) لا تتعدى همومهم دائرة أنفسهم... وأهليهم..
*أما شعوبهم فما من عزاء لهم سوى العبارة الخالدة (البلاد تمر بمنعطف تاريخي)..
*وهي تعني: تحملوا الجوع والمرض و....... (الكبت)..
*أما نحن فتحملنا محاضرات طويلة عن الهرم...في ظل أنظمة هرمِة..
*وهرمنا في انتظار اللحظة التاريخية !!!.



assayha