الموت بالمَغَصه .. !! - - بقلم هيثم الفضل

الموت بالمَغَصه .. !! - - بقلم هيثم الفضل


11-14-2017, 00:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510616725&rn=0


Post: #1
Title: الموت بالمَغَصه .. !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-14-2017, 00:45 AM

11:45 PM November, 13 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

تداولت وسائط النشر الإلكتروني تصريحاً لقيادي كبير في وزارة الصحة الإتحادية يتحدث فيه عن إشكالية مرض السرطان الذي إنتشر كوباء في هذه البلاد المنكوبة ، قائلاً بالنص حسب ما ورد (الدولة تنفق مبالغ طائلة لعلاج مرض السرطان وفي النهاية المرضى بموتو) ، ورغم أني لم أجد إشارات مؤيِّدة لصدورهذا التصريح عبر إستقصاءات عُدة قُمتُ بها ، لكني لا أستبعد وقوعه ، لأنه يتناسب مع الحالة العامة لمستوى تدني الخطاب الإداري والسياسي الذي أصاب معظم المسئولين الجالسين على كراسي السلطة والنفوذ ، والذين جاءوا إليها من باب التمكين السياسي للحزب الحاكم أو جاءوها عن طريق الترضيات التي رافقت خضوع من كانوا يحملون السلاح يوماً في وجه الحكومة فآثروا بعض أن نضب معينهم من الصمود والمثابرة أن يتفَّرغوا باقي عمرهم (للتلذُّذ والتمتع) بمال الشعب ومكتسبات الدولة وآمال مهمشيها وفقرائها من عامة البسطاء ، ولما كانت السِمة العامة لمسارات التوجهات التي تتبناها حكومة الصفوة المخملية من المستأثرين بخيرات البلاد ومواردها هي إسترخاص حياة الإنسان السوداني وإستكثارها عليه أن ينعم بالعيش في كرامة وصحة وعافية رغم المعاناة والظلم والجور الذي ملأ أركان الدولة ، كان من الطبيعي أن يُعبِّر مسئوليها بتصريحاتهم عما يجيش في قلوبهم تجاه البسطاء وأصحاب الحق الأصيل في مكتسبات الدولة ومواردها من آيات الإذلال والهوان والتحقير ، فلسان حالهم أن لا أهمية لصحة ولا حياة ولا عيش كريم لكل من إختلف مع النظام في التوجهات والإنتماء والفكري ، بل وحتى الحياد السياسي والوقوف في منطقةٍ وُسطى أصبح لا يكفي لإعتبارك من زمرة المحظوظيين الذين تعتد إهتمامات المسئولين بحاجياتهم الضرورية والحيوية والإنسانية ، وعلى هذ المبدأ كان من الطبيعي أن تنظر قيادات في وزارة الصحة إلى ما يتم صرفه على علاج السرطان على قلته وضحالتة (كإهدار) للمال العام بلاجدوى لأن مريض السرطان وحسب نظرتهم غير المؤمنة بالمُقدَّرات الإلهية ميِّتٌ لا محالة ، وإنطلاقاً من هذا المبدأ الخلّاق الجديد ، يمكن أن نشير إليهم أن يتأملوا في ما يُهدر من مال شحيح على التعليم ، حيث أن معظم المستفيدين منه مصيرهم ظلمات الجهل الذي ينتظرهم في واقع حياتهم المستقبلية عبر العطالة وإستحالة الحصول على عمل ، ولماذا تهدر الدولة الأموال في رصف الطرق وتهيئة البنى التحتية و ي نهاية الأمر مصيرها الأعطاب والإهمال والإنهيار السريع وذلك عبر التلاعب بالمواصفات والتعاقد مع شركات ومقاولين غير مؤهلين فنياً ولا مادياً ، ولماذ تهدر الدولة أموالها في إستيراد القمح والدواء وغاز الطعام ما دام هذا الشعب مصيره النهائي الموت جوعاً ومرضاً وهماً ، أدعوا هؤلاء الذين إنتفت أواصر الرحمة من قلوبهم وأصبحوا لا ينظرون في هذه الدنيا الزائلة إلا إلى مصالحهم الذاتية أن يوفِّروا أموال الدولة التي تجنيها من ذات هذا الشعب المغلوب على أمرة عبر الجبايات والأتاوات القانونية والوهمية ، للإستفادة منها في تطوير شبكة الفساد المالي والإداري في البلاد ، وتنمية مقدرات المسئولين النافذين على المستوى المادي بما يعينهم على تلافي مطبات الحياة التي يعاني منها عامة البسطاء والتي يأتي في مقدمتها الفقر والمرض والجهل والتشرد والشعور بالإقصاء والدونية ويأتي في ختامها (الموت حتماً بالسرطان) أو حتى (بالمغصة و إنفقاع المرارة).