معيار المواطنة طريق الانتصار بقلم المحامي عمـر زيـن

05:27 PM October, 13 2017

سودانيز اون لاين
المحامي عمر زين-بيروت
مكتبتى
رابط مختصر

الأمين العام لاتحاد المحامين العرب (سابقاً)

المرحلة الصعبة التي تمر بها الامة، وتسجل الانتصار يلو الانتصار على قوى الشر والتعصب والتطرف والتكفير والإرهاب وما زال الخطر جاثماً على ارضنا العربية من تنفيذ مخططات التفتيت والتقسيم، وعليه لا بد ان نبني الانسان العربي انطلاقاً من القيم المشتركة في الأديان على ان يحترم التنوع الديني وتبني سلام الأديان.

نظراً لما شاهدناه من نزعة الاحتواء السياسي للمذاهب الدينية واستغلال الدين وطوائفه ومذاهبه في النزاعات السياسية فإنه على القوى الحية في امتنا ان تعمل على تجييش الانسان العربي لرفض هذا السلوك رفضاً قاطعاً وتعمل على قيام دولة المواطنة الجامعة، دولة القانون والمؤسسات والقيم الإنسانية، وهذا لن يتم الا بجمع الكلمة والخروج من الانانية الحزبية والشخصية الى وحدة الموقف والعمل.

لا بد ايضاً للمراقب والعامل لمصلحة وطنه وامته ان يلاحظ ويعمل بكل قواه ضد ما تعكسه ممارسات الإساءة والكراهية التي تفرضها السياسات الظالمة وخصوصاً الدول الكبرى تجاه الشعوب والمتحيزة للعدو الصهيوني الغاصب لارض فلسطين وحقوق شعبها، والتي تعزز منطق التطرف الديني بما يهدد بنشر مزيد من عواقب التطرف والتطرف المضاد بين الشعوب والجماعات والافراد.

وان ما يقوم به الازهر الشريف ودار الفتوى اللبنانية بقيادة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والمراجع الإسلامية جميعها وكذلك المرجعيات الدينية المسيحية وسماحة السيد علي فضل الله رئيس ملتقى الأديان والثقافات من وضع رؤيا لتطوير الخطاب الديني في ضؤ مقاصد الأخلاقية السامية، ومن ترتيب لارولوياتها وعملهم الدائم بمواجهة أي مشروع او تحرك يقوم على استخدام الإرهاب والعنف، وتضامن وتكاتف مع هذا الموقف قوى متعددة دينية وعلمانية عليها واجب تنفيذ كل المقررات التي تصدر من المؤتمرات المتعاقبة والوثائق الصادرة بالخصوص، وفي المقدمة من هذه القوى المنسقية العامة لشبكة الآمان وللسلم الأهلي في لبنان التي تضم مئات المؤسسات والمنظمات والجمعيات من المجتمع المدني، والتي أصدرت في العام الماضي وثيقةً للسلم الأهلي تعمل من خلالها.

ندعو ان تترافق هذه الرؤى جنباً الى جنب عملاً بتعزيز المواطنة وثقافة المقاومة والوقوف مع رجالها، فهذا برأينا هو طريق الانتصار.