الوداهو البار شنو؟! بقلم كمال الهِدي

الوداهو البار شنو؟! بقلم كمال الهِدي


10-12-2017, 05:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1507826833&rn=0


Post: #1
Title: الوداهو البار شنو؟! بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 10-12-2017, 05:47 PM

04:47 PM October, 12 2017

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات


[email protected]
• يقول الخبر أن دبلوماسياً سودانياً يعمل في وظيفة سكرتير ثانِ ببعثة السودان لدى الأمم المتحدة تحرش بفتاة في عمر الثالثة والعشرين بأحد بارات مدينة مانهاتن!
• يا للعار.
• ويا للحسرة على دبلوماسيتنا التي كانت متوهجة قبل أن يخبو بريقها وتتمرغ في وحل حسن إدريس وأمثاله.
• ويا لفضيحتنا الأممية.
• أول سؤال قفز لذهني وأنا أطالع هذا الخبر القميء لم يكن حول الكيفية التي تصرف بها هذا المريض حيال الفتاة، بل ما حير ذهني هو السؤال: الوداهو البار شنو؟!
• دبلوماسي ينتمي لدولة مسلمة يزعم القائمون عليها أنهم جاءوا لحماية الدين يدخل البارات؟!
• أي قوم هؤلاء!
• وأي فهم تحمله عقولهم الخاوية تجاه ديننا الحنيف!
• الإسلام يا سادة يحرم الخمر ويمنع حتى الجلوس مع من يتعاطونها.
• فهل توجه الدبلوماسي عديم الاحترام إلى الحانة لكي ينصح مرتاديها بالكف عن معاقرة الخمر، مثلاً؟!
• فضيحة ذهاب دبلوماسي يمثل دولة بحجم السودان، غض النظر عن احترام سلطة البلد لشرع الله أم استخدامه كغطاء للتكسب والتغول على حقوق الآخرين، هي أشد هولاً في نظري عن التصرف الذي جاء بعد ذلك تجاه الفتاة.
• فالتحرش بالفتاة الأمريكية ربما أتى كنتيجة طبيعية لاختلال عقل الرجل عديم الوازع الأخلاقي، أي بالدارجي البسيط بعد أن " وقف لط".
• وربما أنه تصرف على هذا النحو غير الغريب على أمثاله وهو في كامل وعيه.
• فوعي مثل هذه الشاكلة من البشر يمثل حالة سكر يصعب الوصول لها بأعتى أنواع الخمور.
• لهذا يجب التركيز أولاً على فكرة زياراته لمثل هذه الأماكن.
• فالدبلوماسي المحترم الذي يمثل بلده في مثل هذه المحافل حتى إن كان من مقارعي الخمور، لابد أن يفعل ذلك بشيء من احترام الوظيفة والمكانة.
• لكن هؤلاء القوم لا يعرفون شيئاً اسمه الاحترام.
• ولذلك تجدهم يتصرفون على نحو فاضح وبغيض.
• أذكر عندما كنا ندرس اللغة الإنجليزية بمدرسة الخرطوم القديمة للبنات، جاءني ذات يوم زميل عزيز ليبلغني بأنه حضر بالأمس حفلاً بحي الزهور القريب من المدرسة.
• وأضاف أن إحدى طالبات المدرسة تعرفت عليه هناك وتعاملت معه بشكل لم يرق له كمربِ وأستاذ يجد من طالباته كل الاحترام داخل سور المدرسة.
• وقد أقسم زميلي ذاك يومها بأنه (سيطلق) الحفلات نهائياً، حتى لا تظن به بعض الطالبات الظنون ويحسبنه مجرد (صائع).
• ولك عزيزي القارئ أن تعقد المقارنة بين هذا وذاك.
• معلم شاب يخاف على مكانته وسط طالباته فيقرر التوقف عن حضور مناسبات اجتماعية عادية لمجرد تصرف غير سليم من طالبة، رغم أنه لم يذهب إلي الحفل كمتطفل.
• وبين دبلوماسي ترسله حكومة السودان إلى أقاصى الدنيا على حساب هذا الشعب المكتوي بكل النيران، وبدلاً من احترام ذاته وبلده ووظيفته راح يتسكع في الحانات ويتحرش بالأجنبيات.
• ربما ظن الدبلوماسي ( الصائع) أن بلاد العجم يجوز فيها عمل كل شيء.
• وقد يكون فكر على طريقة قارئ علق على الخبر بالقول " المرأة وكت جات البار وفاتحة صدرها كانت متوقعة شنو يعني"!
• لا استبعد إطلاقاً أن يكون الدبلوماسي المزعوم قد فكر بهذه الطريقة الساذجة.
• فقد حدثني دبلوماسي مرموق ذات مرة بأن الكثير من شباب الخارجية ممن هم في عمرنا لا يستطيعون أن يؤدوا أعمالهم بصورة جيدة ولا يجيدون لا اللغة العربية ولا الإنجليزية.
• وبالتأكيد من يصعب عليهم التمكن من لغتهم الأم واستيعاب اللغة الإنجليزية التي تتعامل بها غالبية بلدان العالم، لا يمكنهم أن يفهموا ثقافات وتقاليد الشعوب.
• ولهذا قد يتصرف الواحد منهم على هذا النحو المقزز ظناً منه بأن بلداً مثل أمريكا الحرية لا يعد التحرش فيها بإمراة عيباً، وأن أي واحدة يلتقيها هناك سترحب بأي فعل قبيح منه.
• ويفوت على مثل هؤلاء أن نساء تلك البلاد ( الكافرات) حسب توصيفهم، يثرن ويغضبن إن تحرشت بالواحدة منهن ولو لفظياً وقبل أن تمد يدك إلى أي جزء من جسدها.
• وإن سكتت فتاة عربية على التحرش اللفظي، فـ ( الخواجية) تعتبر ذلك إهانة ما بعدها إهانة، لكن من ( يُفهم الديك).
• عموماً بعد أن تكررت مثل هذه الحوادث الشاذة - من أناس أكثر شذوذاً - وجب على وزارة الخارجية السودانية أن تتخذ فعلاً جاداً وتكف عن مهازل لجان التحقيق التي لا تفضي إلى أي شيء في النهاية.
• لا يكفي بالطبع إعادة هذا المعتوه إلى البلد والانتظار لفترة قبل إرساله في مهمة خارجية أخرى.
• شبعنا مهازل ومرمطة وسط شعوب العالم.
• ولهذا لابد من عقاب رادع وتطبيق شرع الله – الذين تتشدقون به - على مثل هذا الدبلوماسي ( الكارثة) ، إن كنتم تضعون أدنى حساب لذلك اليوم الموعود.
• وإلا فلتنتظروا جميعاً حساب من يمهل ولا يهمل.
• أما نحن كشعب سوداني علينا أن نسأل أنفسنا ماذا ننتظر!