متى سترفعوا الفساد؟؟ بقلم عوض فلسطيني

04:40 PM October, 10 2017

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواق وأشواك.
[email protected]

قبل المفاصلة الشهيرة بين الاسلاميين في السودان ,صرح الشيخ الراحل
الدكتورحسن عبد الله الترابي بان الفساد تجاوز البضع في المئة,في
مؤسسسات الدولة التي شيدها الاسلاميون لانقاذ الوطن,إلا ان (قرني) إستشعار
عرابها قد التقطت الاشارة مبكرة بإنحراف مسار السفينة الطاهرة الى (اتون)
الفساد الذي بدأ يطفو على السطح, قبلها بسنوات قلائل كان وقع الحصار
والعقوبات الامريكية على السودان, يوم ان انطلقت حملات (العزة والكرامة)
بالهتاف ضد الطاغية الامريكان روسيا قد دنى عذابها؟؟
عشرين عاماً من الحصار المحكم والمنهك للشعب السوداني, قبل ان تتحول
بوصلة الحياة السياسية في السودان ويشاء القدر ان يكون السادة الامريكان
ليكم (تقربنا) وإستمر الحوار بين البلدين لاكثر من عامين جرت الكثير من
المياه تحت جسر العلاقات بين الخرطوم وواشنطون, فجاء التعاون بين
الادارة الامريكية والحكومة السودانية في (كل شي)؟؟
انتهت الامور في النهاية الى اعلان التعاون في الملفات الخمسة التي
احرزت فيها الخرطوم نسبة معتبرة تمخض عنها رفع العقوبات الجائرة المفروضة
عليه لاكثر من عقدين من الزمان؟
بخيرها وشرها انتهت مسيرة عشرون عاما من المكابدة والمصابرة التي تسببت
فيها العوامل الخارجية المتمثلة في العقوبات الامريكية؟!
تبقت آفة الفساد التي نخرت ما تبقي من جسد الشعب الصابر, حيث اصبحت
الظاهرة من بضع في المئة فساد وسط الاسلامين,تحولت مع تقادم السنون,اصبح
البضع في المئة هو الاستثناء من الذين لم تطالهم شبهة الفساد من بين
الاسلاميين من اهل الحزب الحاكم, فتطاول اغلبهم في البنيان, وعاش ابناء
الغبش منهم في ترف لم يكن ولا في الاحلام من قبل؟؟
تصاعد الامر الى ان دخل الرئيس في مرحلة خطاب علني موجهاته محاربة
الفساد, وطالب البعض بتكوين مفوضية لاجتثاث الفساد, ما حدا بالرئيس ان
يعلن لعامة الشعب,كل من يملك ادلة في شبهة فساد عليه ان يقدمها للقضاء؟؟
حتماً سيستعصى الاثبات بتهمة الفساد,على اي من كوادر الحزب الحاكم, وإن
كانت كل المؤشرات والدلائل تشير الى ان (هذا لم يكن هو فلان الذي كان بيننا بالامس)؟؟
عجباً كان الصمت سيد الموقف, ولم يتحرك ساكناً,فإذا كانت العقوبات
الامريكية على السودان قد الحقت الضرر بالاقتصاد واقعدت الشعب السوداني
عن النهضة, فإن الفساد (المعلوم) والاخر (المسكوت) عنه هو من اورد الشعب
السوداني واقتصاده موارد الهلاك, ورشح السودان ان يوصف برجل افريقيا
المريض؟!!
الان وقد إستبشر المواطن (بالحتوتة) ان العقوبات رُفِعت وعاش الشعب
السوداني على امل ان يتحول حاله من عسرٍ الى يُسر في القريب العاجل, دعوه
يحلم اكثر,بان البلد ستشهد توزيع (انصبة) الشعب من خزانة الدولة على
حسابات شهرية في البنوك, فقط بتلويحكم يا سيادة الرئيس بعصاة الحسم التي ستقضى على الفساد
والمفسدين في البلاد,لتظل أشواقنا في تحقيق الريادة والسيادة على العالم
اجمع,طالما تحدينا بإرادتنا وتجاوزنا أشواك الحصار الامريكي دعونا نحطم
الفساد الداخلي وننطلق,لاننا امةً خُلقت لتسود؟!!
الوان