إذاً طه موجود.!! بقلم عبدالباقي الظافر

02:24 PM October, 09 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

حدَّقت في شاشة الهاتف التي كانت تخبرني بالحاح عن متصل من خارج السودان.. حينما رددت وجدت المتصل صديق كان في مهمة خارج السودان.. الصديق قيادي بالحزب الحاكم، ومن المقرَّبين من مراكز القرار.. أنكر الصديق تحليلي الذي مضى إلى أن الفريق طه عثمان ما يزال فاعلاً على المشهد الانقاذي.. بُعيد المكالمة؛ قلت لنفسي أهل مكة أدرى بشعابها.
لكن البارحة عاد الفريق طه بنفسه ليحدثنا أنه أقرب إلى الرئيس البشير أكثر مما نتصوَّر.. في حوار مميز أجراه الابن عبدالرؤوف طه، تحدَّث طه لـ"الصيحة"، وأكد أنه على تواصل راتب مع السيد الرئيس.. من باب التأكيد أنه جمعته مكالمة ودودة مع الرئيس قبل أقل من 2٤ ساعة.. بل؛ فيما يشبه المبالغة، أكد المستشار بالبلاط الملكي أنه أول من أنبأ الرئيس ببُشريات رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.. التواصل الراتب امتياز لا يتوفَّر لكثير من قادة وشيوخ الإنقاذ.
لكن عودة طه عثمان أيضاً ليست بذاك اليُسر.. هنالك عدد كبير من النافذين لا يرغبون في عودته للمسرح.. هؤلاء بيدهم كثيراً من بطاقات الضغط.. وغير قليل من الذخيرة الحيَّة التي يزودها بهم الفريق طه عثمان شخصياً.. أغلب الظن؛ أن الرئيس نفسه لا يريد أن يخرج هذا التواصل الحميم إلى العلن.. الفريق طه لم يخرج بشكل يسير من السودان.. بل ربما فلت من اعتقال كان من الممكن أن ينهي أسطورته.
من بين هذه الأسلحة التي يمكن أن ترتد لصدر طه، تركيزه الشديد على أنه يمثِّل رجل الخليج في السودان.. التقارب بين الخرطوم وعواصم الخليج تقارب تكتيكي، فرضته ظروف سياسية ليس فيها وسع من الخيارات.. لذلك؛ الاعتقاد بأن قواعد الإسلاميين يرحِّبون برجل بهذه المواصفات، فيه كثير من حُسن الظنِّ.. وخَطَلِ التحليل السياسي.
في تقديري؛ أن كل الشواهد تؤكد أن مساحة الفريق طه شاغرة في قلب الرئيس البشير.. بل؛ من المؤكد أن الرئيس سيكون حريصاً على شعرة معاوية مع رجل كان من المقرَّبين.. أغلب الظنِّ أن الرئيس البشير بإمكانه أن يجد موطئ قدم لرجل لديه قدرات عالية في التنسيق والمتابعة والحراسة.. سيحدث ذلك متى ما انتهت مهمة الفريق في البلاط الملكي بالرياض.
صراحة؛ حينما نحلِّل بعض المواقف، هذا لا يعني أنها تعبر عن أمنياتنا.. بل كل هذه افتراضات قائمة على معطيات.. الثابت في كل ذلك أن الرجل الذي قبره الإعلام مازال يتنفَّس ويستخدم الهاتف.


assayha