هواجس أبو البنات..! بقلم عبد الله الشيخ

هواجس أبو البنات..! بقلم عبد الله الشيخ


09-11-2017, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1505134957&rn=0


Post: #1
Title: هواجس أبو البنات..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 09-11-2017, 02:02 PM

01:02 PM September, 11 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حين تتم خطوبة ابنتك وعرسها ورحولها إلى بيت زوجها ينتابك إحساس غريب، كأنه حالة من الذهول من هدير السنوات. كأنك تغادر محطات الكرى ومناخات الصبا وتعترف تماماً بأنك مُبتعث من الماضي، لا حيلة لك غير أن تجتر ذكري حبيبات غادرن حياتك الدنيا عنوة واقتدار..حبيبات كثيرات، غادرن لأسباب مختلفة، بعضهن حزم أمره معك بسرعة، في خطفة برق، وبعضهن تسكع طويلاً في شعاب الذاكرة ماشاء لهن الهوى، وبعد أن يعرفن البير وغطاها يتساقطن تحت مطارق الزمن.إحساس بالتوجس من ثأر سيأتي صاحبه، وأن ما فعلته قبلاً يختبئ وراءه من يتقصدك بجزاء من جنس العمل ، وأنك في هذه اللحظة التأريخية مسؤول عن خطاك وكافة خطاياك، وأنك ستدفع قريباً وقريباً جدا، أثمان الحرية الفردية الطلقة التي تلاعبت بها كما يلعب طفل بعصفور... عندما كنت طليقاً لا رقابة عليك إلا من نفسك الأمارة بالسوء. كل إنسان يكون شايل الهم لبناتو. عندما تنظر في المرآة وترى وهط الشيب عليك، تطفر إلى ذهنك صورة البِنيّة... كيف هي، وماذا ينتظرها ، و كيف تعيش العيش في الزمن الردئ ، وهل تمشي الجامعة لتسمع محاضرات مع صنف المندسين، أوغيرهم ممن يتوقع أن يكونوا صعاليكاً كصعاليك بني أمية، أو من ذلك النوع الذي يختبئ كالماء تحت التِبن... وأنت تغفو، في تلك الأيام، قبل أن يطرق بابك العريس، يأخذك بعض الوسن، أو كما يقولون: العندو البنات ما بينوم.. هل هذا صحيح؟ كأنك تلبس ثوباً من رهج الليالي يفرض عليك الاحتشام. مطلوب منك أن تكون وفق مواصفات أبو البنات الذي يكيل العين.عليك أن تتخلى عن الشجون الماضيات، وتفرِّغ من دواخلك شحونات الغَبَا، وتتلبس ثقافة الصبر، وتهيئ نفسك للتواجد دوماً على شبكة الأحلام.عنصر المفاجأة يكون حاضراً في هذه الحياة، رغما عن أن المفاجأة لم تعد ممكنة. فجأة يتساقط انكارنا للسنوات مع زغاريد الفرح. فجأة تجد نفسك في مقاعد المتفرجين ومع الناس القداميين تمارس طقوساً كنت تراقبها عن كَثب.نحن في هذه الدنيا وكلاء عرسان، نقف عند حافة حافة القبر نؤشر لأجل اتقان حفر ود اللحد، وكأنه يعني أقواماً آخرين. نحن الذين نوزع المهام العارِضة في المناسبات، وننسى الموعِدا..هذه الحياة جلابية العارية، تحتها عراقي وسروال، وطاقية وعمة حسب الظروف، على الكتفين شال وأحمال كثيرة..... المركوب والنظرة المستقيمة وكل ما تمنحه لك الحياة..... وفجأة، تجد نفسك مرصودا ومطلوباً، ومدفوعاً أن تمنح الإذن لمن يترصد بها.... تربيها حتى تكبر،، وحين تبدأ في تِعداد أنفاسها، تطير تخلّيك..!إنما لهذه الحقيقة الغريبة وجه آخر.. أجمل مافي الموضوع أنها تأتي لك غداً بوليد يكرر مشهد البشرية التي تركب طبقاً عن طبق.... أجمل ما في الموضوع أنك تترقب حفيداً ينقلك بصورة نهائية من عُش الأماني إلى أرض الوقائع... فهل لك قدرة على أن تحتمل؟


akhir-lahza