نحن والاخرون: تغول المؤسسة الدينية وعبادة الاشخاص بقلم د/ ابو القاسم الجرافى*

نحن والاخرون: تغول المؤسسة الدينية وعبادة الاشخاص بقلم د/ ابو القاسم الجرافى*


09-09-2017, 07:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504980526&rn=0


Post: #1
Title: نحن والاخرون: تغول المؤسسة الدينية وعبادة الاشخاص بقلم د/ ابو القاسم الجرافى*
Author: ابو القاسم الجرافى
Date: 09-09-2017, 07:08 PM

06:08 PM September, 09 2017

سودانيز اون لاين
ابو القاسم الجرافى-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



في كتابه حكمه الغرب الجزء الثاني علل عالم الرياضيات والمنطق وفيلسوف العلوم الطبيعيه الاول برتراند راسل تفوق الغرب علي الشرق بالتحول الذي احدثه الاصلاح الديني في المجتمعات الغربيه نتيجه لترجمه الانجيل للغات الشعبويه الالمانية وغيرها ابان حركة الاصلاح التى قادها القس مارتن لوثر والتى تحتفل اوروبا هذه الايام بمرور 500 عام عليها.
ان ترجمه الانجيل من اللغة اللاتينية التى كانت تتحدث بها النخبة والكنيسة للالمانبة وغيرها من اللغات مكنت الفرد الاوروبى من اكتشاف كذب وادعاء هذه الموسسه بانها الاقرب للاله بل انها تمثله في الارض ومن ثم لم تجد من يعارضها وهي تكفر العلماء وتحرقهم وتتهمهم بأنهم سحرة وتسجنهم عندما يرفضون الانصياع لجبروتها وتمنع الاكتشافات العلميه من التطبيق والانتشار وتحرم اعتمادها
وبعد قراءه الانجيل وفهمه بعد ترجمته اكتشف الناس في اوروبا ان الكنيسه ليست اقرب منهم الي الرب وانه ليس هناك حاجز بين العبد والرب يتطلب صك غفران وواسطه من قسيس و عندها بدأت سطوة المؤسسه الدينية تضعف وبدأ الوعي يتقدم وتطورت المعرفه العلميه وأثرت تراكميه المعرفه وتطورها في الحياة التى بدأت بالاعمال اليدويه ثم ظهرت الألات ومن ثم الثورات الصناعيه وتفوق الغرب علي الشرق وعلي افريقيا
لقد انتقل الانسان الاوربي بعد محو الاميه من التفكير القياسي الي التفكير الاستقرائي كما تحولت النخبه الاوربيه من الفلسفة المثاليه الي الفلسفة التجريبيه الاخلاقيه وقد سهل ذلك ارتباط الفلسفه فى اوروبا بالمعرفه العلميه وتدريجيا وبدون انقطاع من الفلسفه اليونا نيه الي الفلسفه العلميه الاخلاقيه البريطانيه التي تتحكم في التفكير الفلسفي والعلمي اليوم
ولكن وبالرغم من ان العلاقه المباشره بين العبد والرب قد جاء بها الاسلام في القرن السابع اذ يقول الله علي لسان الرسول الكريم (ص) ان العبد اذا يتقرب الي الله بالنوافل حتي يصبح يده التي يبطش بها – ويردد القران الكريم قرب العبد من الله في عدة مواقع ويدعو القران العبد الي مناجاة الله ويوعده الله بان يستجيب له ويتقبل الدعاء من عبده دون واسطه فبالرغم من اننا سبقنا الغرب باكثر من ثمانمائه عام في ذللك مازلنا نعتمد ان الموسسه الدينيه صادقه با دعائها بانها هى الاقرب الي الله منا وانها المسئولة عن ديننا امام الله وان افرادها مقربون من الله (ويشيلون ) لنا الفاتحه وان (بصاقهم) طاهر يتمتمون به ويبصقونه في وجوهنا لأ نزال الرحمه من الله علينا كما كان يدعي القس بل هناك من هؤلاء المدعين من يطالب بصك الغفران الذي يسمونه البياض والذي يتكون فى بعض الأحيان حتى من الدهب الخالص
واسوأ هذه الممارسات التي يسمونها محبة المريدين هي عباده اشخاص اذا تصل في بعض الحالات الي درجات من الكفر لتأليهم لشخصيه المعبود ( السيد او الشيخ أو الفقير ) ويعتبر كأنه من نوع خاص من البشر بل يقود هذا السيد او الشيخ مايسمون بالمريدين سياسيا يأ تمرون بامره وباشارته ويلعب دورا أساسيا في الانتخابات اذ في امكانه فرض فوز مرشح أمي ليس له برنامجا لمعالجة قضايا الدوله ولا يفهم في السياسه الداخليه ولا في الخارجية - ناهيك عن برامج التنميه أوالتعليم أو البحث العلمي وبناء مستقبل دولة وتطور ديمقراطية ويفضل بأمر من السيد والشيخ علي ذلك المتخصص الذي يحتاج اليه البرلمان للقيام بمسؤلياته - بل فى امكان هدا السيد ان يحتل هو نفسه بالرغم من اميته مواقع تنفيذية عليا فى الدولة
هذا ان دل علي شي انما يدل علي تخلف مجتمعاتنا مقارنة بالاخرين حوالى 500 عام ويدل على متلازمه اللامبالاه التي نعاني منها –
ونتيجه لذلك يندر ان نجد بيننا من يفكر بطريقه علميه استقرائيه ونجد معظم الناس انطباعيين سطحي التفكير يحكمون علي الاشياء بما يتراءى لهم ولا يدققون و يحللون قبل ان يدلو بارائهم يسيطر غلى تفكيرهم الموروث والمسلم به بدلا من اعمال العقل والعلمية والمعارف المتاحة والوصول الى مرحلة الوعى-مرحلة اعمال العقل في التفكير بدلا من ان يسمح للأخرين يفرضون عليه ارائهم