لسن كأحد من نساء العالمين بقلم نور تاور

03:28 PM August, 05 2017

سودانيز اون لاين
نور تاور-
مكتبتى
رابط مختصر

قصة الاستاذة زينب التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى فى الاسبوع الماضى أشد قسوة على النفس من أى عذاب..فلم تشفع لها شهادة اللغة الانجليزية من جامعة الخرطوم لدى الكيزان...فحرموها من أى منصب حتى لجأت الى بيع (أى شئ) فى الشوارع العامة وتبدو عليها علامات الاجهاد و الاحساس بالقهر..يحدث هذا و اللغة الانجليزية فى أزمة فى السودان فى عهد الآنقاذ..و نذكر فى ذات الاسبوع مؤتمر الاطباء العالمى فى برج الفاتح فى الخرطوم .. وكيف حدثت فضائح لغوية مجلجلة دفعت ببعض الحضور بالخروج من القاعة..و قد وزعوا على المؤتمرين ايضا كتبا باللغة الانجليزية من فضائحها ترجمة الفريق (الركن) ب ( كورنر)..
هذه السلسلة الطويلة من الفضائح اللغوية تحدث و هناك سودانيين متخصصين فى كل لغات العالم أهمها اللغتين العربية والانجليزية .. هذا الامر يوضح الى أى مدى تحتكر الانقاذ الحياة فى السودان..و مأساة زينب هى أنعكاس لاسلوب التوظيف فى السودان الذى لا يتأتى الا بالانتماء الى حزب المؤتمر الوطنى..
تقودنا قصة الاستاذة زينب الى عشرات الالاف من النساء الائى كن يعملن فى مؤسسات الدولة بشهادات متخصصة وخبرات طويلة..هؤلاء النسوة قامت الانقاذ بفصلهن جميعا و (بجرة قلم ) حينما أتت الى السلطة.. واستبدلتهن بنساء هانت عليهن كرامتهن فقبلن بتلك الوظائف الدقيقة دون أن تكون لديهن الشهادات المطلوبة أو الخبرات...كل المطلوب هو الانتماء الى المؤتمر الوطنى..
فماذا فعلت النساء اللائى فصلن فصلا تعسفيا من العمل ؟ لم ييأسن..بل لجأن الى الاعمال البديلة من بيع للشاى والاطعمة..تجارة شنطة..شراء الرقشة وأستئجار من يعمل عليها..السفر الى الخارج و العمل و أعالة الاسر فى الداخل..الى اخر ما يمكن من العمل الشريف لكسب العيش فى السودان فى زمن الانقاذ...فكانت النتيجة تماسك الآسر السودانية و تعليم الابناء و البنات و علاج المرضى الى اخر مهام الدولة التى تخلت عنها الانقاذ وتركتها لنساء هى أصلا حاولت المستحيل تركيعهن ففشلت..
يقودنى هذا الكلام عن المرأة السودانية الحقيقية الى نساء البقارة فى جبال النوبة حسب ما رأيت وهو التجوال على مدار السنة بحثا عن الكلآ و الماء لهن ولانعامهن...تتجول الاسر التى نسميها بالعرب الرحل فى الولاية على مدار السنة و تتعامل مع الطبيعة بجمالها وسحرها ولكن ايضا بقسوتها وحيواناتها المفترسة..هؤلاء لا تعرفهم الدولة ولا هم يعرفونها..تقوم المرأة بأعمال شاقة من بناء الخيام وتكسير الحطب للطبخ و سقاية المواشى وأخذها الى المرعى..يتم كل ذلك اضافة الى الزواج والحمل والولادة وتربية الابناء و البنات و الحفاظ على قيم المجتمع الذى يعشن فيه...و بما أن الدولة لا تعرف هذه الشريحة ممن نسميهم بالعرب بالرحل فأن تلك الشعوب تسكب 17 (سبع عشر) مليون لتر مكعب من الحليب فى الارض سنويا لانه لا توجد مصانع للالبان لشراء تلك الالبان..و لان الحياة يجب ان تستمر..
يقودنى الامر الى نساء النوبة اللائى يتمتعن بالقوة البدنية و الذكاء المتقد..و لقد رأيت بعينى كيف تحمل المرأة وأحيانا تكون حامل, كيف تحمل المونة فوق رأسها لتعمل فى المبانى تحت الانشاء..ثم كيف تسير لعدد من الساعات فى الصباح الباكر لتقضى كل اليوم فى (الزرع) تزرع وتحصد وتبيع وتهتم بأسرتها..ولكن بعد دخول الحرب و ضرب الزراعة لجأن الى بيع الشاى وبيع الاغذية و كل ما من شأنه أن يساعدهن فى الحفاظ على أسرهن..علما بأن معظم اسر النوبة تفتقد العائل الذى مات أو قتل فى الحرب...و قد أنتشرن فى طول السودان وعرضه...يعشن فى هوامش المدن ويقمن بالاعمال الدنيا ويتعرضن للملاحقات الدائمة والاذلال من الحكومة..أخرها حرق بيوتهن فى اطراف الخرطوم فى الاسبوع الماضى وألقائهن هن وأطفالهن فى الشوارع العامة دون أن تتحرك للحكومة شعرة وهى ترى كيف تبكى النساء والاطفال...
نفس الكلام الذى قلناه عن نساء النوبة ينطبق على نساء دارفور..
أما فى شمال السودان فأن الوضع يصعب وصفه..فالمرأة تتعرض للتهجير والقائهن واسرهن فى صحارى شمال السودان دون تخطيط يذكر..ثم دفن النفايات السامة فى صحارى الشمالية وأنتشار مرض السرطان كالنار فى الهشيم.ثم صمت السودان عن الوضع القاتل الذى تعيش فيه تلك الاسر كما لو أنها تعيش فى كوكب اخر..

خلاصة الامر.....
المرأة السودانية ليست كنساء العالمين, اذا أستثنيا ذوات الذمم المطاطية اللائى يعملن مع أى حكومة لمصالح خاصة...و هؤلاء اسميهن سمك القرش بسبب فظاعتهن و أساليب أنتزاعهن لآى شئ يرغبنه من الدولة و من غير الدولة فى برود ليس من طبيعة البشر...
ورغم كل هذا العناء نجد الانقاذ تحاول جاهدة كسر شوكة المرأة السودانية وأذلالها لدرجة أدخال الاعتداءات الجنسية لآول مرة فى تاريخ السودان فى تعذيب النساء....أو تعذيب النساء فى الاساس...و لكنها ايضا هزمت الانقاذ ايما هزيمة..من هؤلاء النساء ضحايا حرية الرأى امثال الكلسة أمل هبانى..و طابور النساء الشريفات الماجدات ممن ضربتهن الانقاذ و اعتقلتهن وعذبتهن والقت بهن فى غياهب السجون أو قتلتهن (عديل كدا)..
كل بطش الانقاذ لم ولن يؤثر فى المرأة السودانية ولن يهزمها...
بالعكس فأنها خرجت من تجربة الانقاذ كاذهب الذى تعرض الى النار...
و السبب هو أن المرأة السودانية الحقيقية ليست كأحد من نساء العالمين..
فلديها قيمة خاصة تنبع من القدرة على التعايش مع كافة اشكال البطش و العنف من جميع الحكومات السودانية الوطنية الى أول مستعمر دخل السودان...

وحينما اقارن بين وضع الطالبات الجامعيات فى زمن الانقاذ وما قبل الانقاذ أشعر بالحسرة...
و السبب هو..
مثلا حينما كنت طالبة فى جامعة الخرطوم..
أعيش فى داخلية الطالبات..
فى غرف مهيئة بالكامل للراحة و التحصيل العلمى..
ثم أننا لم نكن ندفع رسوما دراسية..
لآن مصلحة الضرائب كانت تدفع عنا كل تلك النفقات..
هذا اضافة الى شاى الصباح بما يحوية من حليب وكاكاو وبسكويت..
ثم وجبة افطار كامة (continental) أى انها تحتوى على البيض و المربى أو العسل و عصير البرتقال اضافة الى تفاصيل أخرى..
ثم جبة غداء كاملة الدسم..
ثم شاى ما بعد الظهيرة..
ثم وجبة العشاء..
اما الطالبات المعسرات..
فكانت الجامعة تدفع لهن مصروفا شهريا اضافة الى ما ذكرت اعلاه..

فى زمن الانقاذ..
يحلو لها أن تلقى بأمتعة الطالبات فى الشوارع..
وخاصة ايام الاعياد..
ثم الهجوم على الداخليات واعتقال الطالبات وضربهن..
وتهديدهن بالاعتداء الجنسى..
هذا اذا لم يحدث اصلا..
ثم الاعتقالات و الحراسات و السجون وهلم جرا..

قابلت عدد من الطالبات فى الخرطوم فى الفترة من 2007 الى 2012..
ممن يعملن فى البيوت..
ويقمن بالغسل والكى فى اغلب الاحيان..
وتقول تلك الطالبات..
أن أجر الغسيل و الكى..
يغطى نفقات الجامعة..
أما بالنسبة للوقت الذى يقضينه فى العمل..
فأنهن يستعضن عنه بالمذاكرة ليلا..

و نواصل...

أستعرض بعض أشكال المهانة التى تمارسها الانقاذ على نساء السودان..
كنوع من الاذلال و الهيمنة الذكورية ...
ورغم ملايين المواقف المخزية ضد المراة السودانية..
الا انها هزمت الانقاذ كما ذكرت فى صدر المقال..
قناعاتى التامة تقول ان مستقبل السودان بيد المراة التى تحارب فى كافة الجبهات لتضع حجر الاساس لهذا المستقبل..
أول وأخطر واكثر اشكال الاذلال شهرة فى زمن الانقاذ هو الممارسات الجنسية البشعة..
هذه الممارسات تعود الى ان الانقاذ تعانى من الجهل وعدم الثقة و الانحرافز..
و أن قضايا البنية التحتية لرجالها هى الوسيلة الوحيدة لتنفيذ جرائمهم..
فهى نشطة..
ومتقدة..
وتبحث لها عن مخرج للتنفيس فى كل الاوقات..
حتى اشتهر بعض رجالها باسماء مخزية تلازمهم الى القبر..
منهم حسبو نسوان..
و منهم طة سكرتير الرئيس..
لدرجة ان رسام الكاريكاتير الشهير عمر دفع الله..
رسم النساء وهن يهرولن من القصر الجمهورى الذى وضع له طه سريرا خلف مكتبه لممارسة نشاطة..

لم تنته المسألة فى هذا الحد..
وقصص الاعتداءات الجنسية فى دارفور تزكم أنوف العالم..
ففى كلية الاحفاد الجامعية..
حينما قررت الطالبات الخروج فى مظاهرة احتجاجا على أمر ما يهمهن ويهم البلد..
ما كان من رجال الآمن الا أن خلعوا ملابسهم..
ولم يبق غير الملابس الداخلية..
و جلسوا فى مدخل الكلية قائلين..
يا الا..
العايزة تطلع فى مظاهرة تجى !

لم اسمع بمثل هذا السلوك فى حياتى..
ويحيرنى امر البنية التحتية شديدة النشاط لرجال الانقاذ...
و يحيرنى ان مفهومهم لمرأة لا يخرج من كونها مجرد وعاء للمتعة..

للاسباب المذكورة انفا..
فان السودان يرفض التوقيع على اتفاقية الغاء كافة اشكال التمييز العنصرى ضد المرأة..
الخاصة بالآمم المتحدة..
هذه الاتفاقية سوف تجبر الحكومة المقبلة على توقيعها..
لانها الاسلوب الوحيد لحفظ كرامة المرأة..
و أزالة التروس من أمامها..
حتى تعيش فى ثقة..
وتبدع فى مجالات المعرفة المختلفة..
وهى تعلم تماما..
أنها ليست عرضة لعبث الهيمنة الذكورية...

فى ايامنا الصعبة هذه..
و هى فترة حكم الانقاذ..
تعانى المرأة من متاعب مزدوجة..
منها..
انها تلعب دور الام والابن بسبب فصل رب الاسرة تعسفيا من العمل..
أو غيابه الطويل فى سفره الى الخارج وتعثر التحويلات المنتظمة..
ثم موت الرجال او قتلهم فى الحرب..
لذلك فمسئوليتها مهولة..
ومع ذلك..
فأنها تتحمل مسئولية جميع الوزارات الخدمية فى السودان..
فعليها تدبير السكن..
و المأكل..
و العلاج..
و التعليم ..اخ..

ومع ذلك..
فأن دولة الانقاذ وبدلا من أحترام هذا الدور الذى يريح الحكومة من العناء و التعب..
فهى قد جعلت المرأة هدفا لعدوانها المستمر...

خلد خليل محمد بحر..
بوست عن التحرش الجنسى بطالبات الجامعات..


موضوع الابتزاز الجنسى والتحرش من قبل بعض أساتذه الجامعات السودانيه بالطالبات...تجاوز الموضوع مجرد أن يكون ممارسات فرديه معزوله عن بعضها البعض,وأصبح يشكل ظاهره تستدعى الوقوف عندها,وتناولها بشئ من الشفافيه والوضوح,لما للظاهره من أثار تنسحب على الفضاء التربوى والاكاديمى والمهنى.والظاهره عموما ظلت من اللا مبحوث فيه داخل الوعى الجمعى للمجتمع السودانى,لان موضوع الجنس عموما يتم التعاطى معه فى السودان بمحاذير شديده,وينقب عنه بحياء مدهش.
عموما قد يكون للبعض تراكم خبرات فى تناول هذا الموضوع....وقد يكون للبعض اراء مع أو ضد تناول الموضوع من الاصل....وقد ...وقد...ولكن اتمنى ان يسهم الحوار فى تناول الموضوع بشئ من الموضوعيه.وانا بحكم دراستى فى جامعه النيلين .سأقوم بايراد شواهد ونمازج لتحرشات وابتزازات جنسيه كنت شاهد عليها بصوره مباشره واخرى بصوره غير مباشره .........

ورغم الجهود التى تبذلها الامهات فى تربية البنات و الابناء..
فأن تلك الجهود لا تشفع للبنات على وجه الخصوص..
فنجدهن هدفا مباشرا للانقاذيين فى كل المرافق..
لآن العاملين فى كل مرافق الدولة هم الانقاذيين..
وما من أمراة فى المعتقل او الحراسات أو السجون..
وضعت فى حبس انفرادى..
الا وقد تم الاعتداء الجنسى عليها..
و لكن فى معظم الاحيان..
تلوذ الفتاة بالصمت..
نسبة لحساسية الموقف فى المجتمع السودانى..
و قد أعترف احد الشباب المسئولين فى جهاز الامن..
بعد ان غادرهم..
أعترف بالاعتداءات الجنسية للبنات و الاولاد على حد سواء...
كنوع من العقاب..

و الاعتداءات الجنسية فى زمن الانقاذ..
تكاد تكون مقّننة وبتصريح من رئيس الجمهورية..
ففى احد تصريحاته النارية قال..
أن الدارفورية التى يعتدى عليها جعلى, عليها أن تفخر بذلك..
و الرئيس فى هذا التصريح قد سبق الاولين والاخرين..
لآن ما من رئيس دولة فى التاريخ البشرى..
قال ما قاله عمر البشير..
لذلك فأن الاجهزة القمعية حينما يمارس ضباطها مثل هذه الافعال المشينة..
فهم متأكدين من ان العقاب لا يطالهم..
ولكنه قد يكون بسيطا وشكليا..
لامتصاص غضب الشعب..

و تتواصل مأساة الام فى زمن الانقاذ..
سواء ما تتعرض له هى شخصيا..
أو ما يحدث لابنائها وبناتها أو زوجها..
فنلاحظ فى زمن الانقاذ..
أنتشار الاعتداءات الجنسية على الاطفال..
لدرجة أن الصحف اليومية لا تكاد تخلو من هذه الجرائم البشعة..
فيتواصل الاعتداء على تلميذات وتللاميذ مراحل الاساس..
هذه الظاهرة انتشرت فى السودان انتشار النار فى الهشيم..
وهى فى تصاعد مستمر بسبب تساهل الدولة فى التصدى لها...
فلا يوجد عقاب رادع..
وحتى عقوبة الاعدام التى سنتها الدولة فى هذه الحالة..
فهى لا تنّفذ فى معظم الاحيان..
فينطلق المجرم ليواصل نشاطه بمنتهى الاريحية..
و لن أنسى ما حييت..
فى اثناء وجودى فى السودان..
قصة الام التى تركت طفلتها الرضيعة لدى جدها..
لتذهب هى الى السوق لبيع الطعام..
وحينما عادت وجدت ابنتها الرضيعة جثة هامدة وقد هرب والد الام..
و قد تبين انه اعتدى عليها حتى فارقت الحياة بين يديه..
الادهى وأمر هو أن الآم رفضت فتح بلاغ ضد والدها خوفا من الفضيحة!!!

وتستمر الحياة بالنسبة للسودانيين..
سواء فى الداخل..
أو فى الخارج..
سواء فى المدن البعيدة من مناطق القتال..
أو مناطق القتال بكل عنفها وبشاعتها..
فنجد المرأة السودانية تواصل جهدها بصبر وثبات وثقة..
وتمتص كل الكوارث التى تتعرض لها فى هدوء..
وتنتفض مرة أخرى..
لمواصلة المشوار..
كل هذه القسوة وشظف العيش..
يقويان من عزيمتها..
ويطوران شخصيتها..
ويعدان الاجيال القادمة من نساء السودان..
لتغيير السودان تغييرا جذريا نحو الآفضل....

فاطمة احمد ابراهيم...

أنصع الوجوه النسائية فى تاريخ نضالات المرأة السودانية...
ايقونة العز والفخر و النضال الحقيقى بلا زيف ولا تزييف...
فقد عاشت للسودان..
و ماتت وقد تركت هذا الارث المهول..
من معانى العز و كرامة المرأة السودانية..
ناضلت من أجل المرأة السودانية بشكل عام..
و لم تقتصر مشوارها على فئة معينة..
وأجهت اعنف الديكتاتوريات العسكرية فى السودان..
من جعفر نميرى لعمر البشير..
بل وأن جعفر نميرى قد أعدم زوجها دكتور الشفيع..
و تركها لرياح السياسة السودانية وأمواجها لتتقاذفها من كل اتجاه بلا رحمة..

هذه المرأة الاسطورة..
التى علمت نساء السودان..
معنى أن يكن نساءا وسياسيات فى نفس الوقت...
اى أن تكون المرأة هى المرأة..
تحتفظ بكل ما يتعلق بأنوثتها وأدبها وتهذيبها..
ولكن تكون مصادمة شرسة فى سبيل الحق ونصرة المظلومين وخاصة المظلومات...

أول أمراة سودانية تدخل البرلمان..
لتفتح بذلك الباب على مصراعية لنساء السودان ليدخلن بكل اريحية..
تقلدت مناصب لا تحصى ولا تعد فى حياتها..
حتى وصلت الى رئاسة الاتحاد النسائى العالمى..
و طبعا هى رأست الاتحاد النسائى السودانى طول حياتها..
بل هى من مؤسسيه..
أخر مرة رايت فيها الاستاذه فاطمة..
قد كان فى أتاوا فى كندا بداية هذه الالفية..
ولقد كان لقائنا بها فى منزل الاستاذة عيشة بشرى التى نتمنى ان يشفيها المولى عز وجل من مرضها..
لتعود الى مشوارها النضالى من اجل السودان..
ثم فى ندوة كان قد أعدها الحزب الشيوعى فى اتاوا للتحدث فيها ...

حزنى كبير على الاستاذة..
ولكن يكفينى فخرا أننى من نساء السودان اللائى سنحت لهن الفرصة للقائها عدة مرات..
و فى عدة دول..
منها القاهرة و لندن وكندا و السودان..
و أن استمع اليها و أتحدث معها..
و أأخذ صورة كاملة عن كيف يكون نضال المرأة السودانية الحقيقى...

ميزة الانقاذ هو أنها لا تخذل الشعب السودانى أبدا..
فها هى تستعد لتنّقض على جنازة العملاقة فاطمة احمد ابراهيم..
بعد أن نّكلت بها..
وبعد أن أجبرتها على الخروج من السودان مثل ملايين السودانيين..
وبعد أن دمرت كل ما هو جميل مما قامت به الاستاذة فاطمة لتحرير المرأة السودانية..
وأخراجها من الظلام الدامس الى نور العلم..
ها هو عمر البشير الذى تنكر لجناز عّرابه حسن الترابى..
يستعد ليقفز على جنازة الاستاذة فاطمة..
لينظف بها سيرته واسمه..
وهذا سوف لن يحدث ..
لان سيرة عمر البشير تسبق جرائمه و ما فعله فى السودان فى هذه ال28 عاما..

فليترك فاطمة ترحل بسلام..
وترقد بسلام..
ولتطمئن على شعلة النضال التى أوقدتها..
للتوهج الى يوم يبعثون...

رحيل الاستاذة الفاضلة عيشة بشرى ادريس...


يتدفق الحزن فى حياتنا كما الشلال..
نحن شعب السودان وفى ال28 عاما من حكم الانقاذ..
حتى الموت اتخذ مقرا له فى حياتنا اليومية..
فيا لحزننا..
و يا لالامنا..
و يا لفقدنا الكبير..
المتواصل..
و انا لله..
وانا اليه راجعون..
و لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..

فى اسبوع واحد..
فقدت الحركة النسوية فى السودان أمرأتين..
فكانت فاطمة احمد ابراهيم..
و الاخت الفاضلة عيشة بشرى ادريس..
التى عملت فى الظل..
وبعيدا عن الاعلام..
و قاومت المرض بكل شجاعة..
ورحلت بهدوء كذلك..

فقد قدمت عيشة بشرى من السودان الى القاهرة فى تسعينيات القرن الماضى..
مع اسرتها الصغيرة..
ثلاثة اولاد وبنت...
ورأسا انشأت مركز لتدريب الشباب على الكمبيوتر..
و أسست منظمة اعلامية نسوية..
تعنى بشئون المرأة السودانية..
و توثق للحركة النسوية السودانية..
ثم أنتقلت الى كندا..
واستقرت فى اتاوا..
لتواصل نشاطها...
نحو القضية السودانية...
و لتربية ابنائها..
حتى تخرجوا جميعا وتزوجوا وأستقلوا بحياتهم..

وحينما داهمها المرض..
و ابلغها الاطباء بأن ايامها محدودة..
دعت النساء السودانيات فى أتاوا..
لتودعنا !
و لقد كانت فى قمة روحها المعنوية..
و فى حالة امتثال تام لقضاء المولى عز وجل...
فقد كان بيتها قبلة السودانيين الذدين يأتون من الخارج الى اتاوا..
وقبلة أى سودانى أو سودانية فى كندا..
فقد عرفت بالكرم الزائد..
وحب كل ما يتعلق بالسودان...
و ممن استقبلتهم فى بيتها.
الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم رحمها الله..
تيجانى الطيب رحمه الله..
حمودة فتح الرحمن رحمه الله..
دكتور سليمان موسى رحال متعه الله بالصحة و العافية..من جبال النوبة..
وةقابلنا فى بيتها..
مولانا اوتاما القاضى الجنوبى..
و دكتور فوندا الجنوبى..رحمه الله..
و اليو بولو جنوبى.. الخ
قصدت فقط ان اوضح قومية الاستاذة عيشة..
وحبها للسودان و السودانيين..
بلا زيف او ادعاء او تمثيل او منفعة..

رحلت عائشة بشرى ادريس قبل ثلاثة ايام فى هدوء..
و تركت خلفها سيرة عطرة ناصعة البياض..
فقد ادت دورها كاملا تجاه اسرتها الصغيرة..
و تجاه السودان..
و انا لله و انا اليه راجعون...

يقول المثل السودانى..
حوة والدة..
وهذا المثل يقودنا اليوم الى أمرأة سودانية تحفر فى الصخر حتى ترفع الظلم عن نساء السودان..
و قد شاء العلى القدير ان تأتى من منطقة النزاعات..
و من قلب جحيم الحرب..
و تتحدث فى ندوة نشرها الان الاخ كوستاوى فى المنبر العام..
جديرة بالاستماع اليها..
و الاخت زينب بلندية من نساء كادقلى..
تعرضت لعنف من قبل جهاز امن الانقاذ بما لا يوصف..
ووضعت فى السجن..
و امعانا فى الارهاب..
و ضعت فى زنزانة انفرادية..
خرجت زينب من كل ذالك..
وهى أكثر قوة وصلابة..
حتى استقر بها الحال فى امريكا..
و سيرتها باختصار هى انها عضو المنظمة الامريكية الخاصة بخدمة النساء و اسمها..
my sister keeper
حصلت عام 2004 على جوائز عالمية لخدمة النساء..
وفى 2009 حصلت على جائزة عالمية للنساء صانعات السلام..
وهى الان عضو المجلس الاستشارى لل... strategic initiative of the horn of Africa
و من قبل أسست منظمة رؤية لخدمة النساء النازحات فى السودان..
و بعد الندوة التى اشرنا اليها منحت شهادة تقدير من منظمة المرأة السودانية الآمريكية تسمى certificate of excellence
هذه هى المرأة السودانية التى ترسم الطريق الى سودان جميل يسع الجميع..