Post: #1
Title: جداول (الضرب) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-23-2017, 04:42 PM
03:42 PM July, 23 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر في المثل الشعبي (بعدما شاب دخلوه الكُتَّاب).. *ونحن بعدما (شابت) الحضارة يريدون إدخالنا (كُتَّابها).. *يريدون تعليم صغارنا منهج (حقوق الإنسان) في الألفية الثالثة...كمادة دراسية.. *طيب (عشان يمارسوه وين؟ ويطبقوه وين؟ ويختبروه وين؟).. *فهنالك خطوة قبل ذلك لا بد منها لكي يكون المنهج مفيداً.. *وإلا صار مثل تعليمنا عبارة (أبيت اللعن)...المنقرضة بانقراض حقبة الجاهلية.. *أو تعليمنا الهندسة (المستوية)...رغم ثبوت (تعرج) الكون.. *أو تعليمنا سبل كسب العيش في ألاسكا...ونحن لا سبل لكسب العيش في بلادنا.. *والخطوة هي إدخال كبارنا فصول (محو الأمية) لهذا المنهج أولاً.. *تعليمهم مادة حقوق الإنسان هذه قبل الصغار.. *فهذا المنهج سهل على الورق...ولكن إنزاله إلى أرض الواقع في غاية الصعوبة.. *إنه شيء مثل سهولة كتابة دساتيرنا...مرة تلو الأخرى.. *ثم نفشل مرة تلو الأخرى في التقيد بهذه الدساتير التي صغناها بأنفسنا.. *فنحن نعيش دوماً- منذ الاستقلال- في أجواء الدساتير.. *إما فكرةً...أو مشروعاً...أو صياغة...أو إجازة...أو احتفالاً بالفراغ منه.. *وتنتهي مهمتنا عند هذا الحد كإنجاز (نظري) جميل.. *فقط مجلدات للزينة مثل تباهي الأمي بمجلدات (العقد الفريد) على رفوف مكتبته.. *ونظل نحن أميين في مجال الدساتير رغم هذه المجلدات.. *علماً بأن دساتيرنا هي (الأروع)...من حيث الإشارة إلى حقوق الإنسان.. *ونظل من الدول (الأسوأ)...من حيث تطبيق هذه الحقوق.. *والنتيجة...أن نتائجنا متأخرة في الامتحان العالمي لمادة حقوق الإنسان.. *ومن ثم فنحن في حاجة إلى (نعيد) السنة...إثر السنة.. *منذ الاستقلال- وقد بلغنا الستين- ونحن نحمل أسفاراً...بلا فهم.. *أو ربما كان فهمنا لحقوق الإنسان كفهمنا للهندسة الإقليدية.. *أي إنها قابلة للتطبيق في العالم الافتراضي...فقط.. *أما العالم الواقعي- السياسي- فهو لا تنفع معه سوى جداول (الضرب).. *فلماذا- إذاً- إرهاق تلاميذنا بمنهج لا فائدة منه؟!.. *لماذا إضافة عبء جديد إلى أعبائهم الدراسية...ينسونه فور تخرجهم؟!.. *وحتى إن لم ينسوه (عشان يمارسوه ويطبقوه ويختبروه وين؟!).. *ونحن أرهقونا بالهندسة التقليدية لنكتشف أنه لا وجود لخط مستقيم في (الواقع).. *وسيكتشف أبناؤنا أنه لا وجود لحقوق إنسان في (الواقع).. *أو أن لها وجوداً ولكن في مجلدات الدساتير...على رفوف مثبتة بالدساتير.. *ورغم كل دساتير (الزينة) هذه نفكر الآن في دستور جديد.. *تخيل؛ دستور جديد للمرة (الأف)...وأمريكا دستورها من ورقتين فقط.. *وبمقتضى هاتين الورقتين أوقف قضاة أوامر للرئيس.. *قالوا لترمب: قرارك بمنع دخول مواطني بعض الدول (ضد حقوق الإنسان).. *ونحن نرجو إضافة هذا الدرس إلى (منهجنا) المقترح.. *إلى جانب جداول (الضرب !!!).
assayha
|
|